ابن الفجاءة
04-03-2011, 03:08 AM
صحيفة الراية
محمد الأنصاري
3/3/2011
ذكرت في مقال سابق وبنفس العنوان أننا في المنطقة العربية كثيراً ما نتذرع بسبب ومن غير سبب بأن إسرائيل هي السبب في جميع مشاكلنا في شتى بقاع المعمورة.
وما دعاني إلى العودة للموضوع ما جد من جديد في الثورات العربية التي تشهدها المنطقة والتي أصبحت متابعة منا جميعا الصغير منا قبل الكبير لانها تخص إخواننا وأهلنا وتلامس مشاعرنا حسرة على ما يحصل .
في الأمس القريب خرج الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال لقاء مع اساتذة كلية الطب بجامعة صنعاء يتهم فيها اسرائيل بأنهم هم من وراء التظاهرات التي تجري في مدن اليمن بدءا من صنعاء وعدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية وانهم ينفذون مخططهم في غرفة عمليات بتل ابيب وتدار من البيت الأبيض بهدف زعزعة استقرار "اليمن السعيد ".
كما خرج علينا كثير من المسؤولين الليبيين خلال الفترة المنصرمة عبر وسائل الاعلام المختلفة يتهمون فيها الجزيرة بأنها تجيش الشعب بدعم من اليهود والصهاينة لإحداث الفوضى ولتغيير نظام الحكم في ليبيا .كما وعلى اتصال بالموضوع ذكر موقع عراقي الكتروني ان القذافي يستعين الآن بمستشارين عسكريين يهود وان نجل القذافي اتصل بأصدقائه الاسرائيليين الذين يعرفهم عبر صديقته عارضة الازياء اورلي فاينرمان وهم من جند له 1500 مرتزق افريقي وأمنوا وصولهم عبر مالطا وتشاد اضافة الى ان اليهود هم الذين يمدون الرئاسة بمساعدات ( ولا أدري ما شكل تلك المساعدات )لمواجهة تطورات المعارضة الشعبية الواسعة في بنغازي والبيضاء وصبرة والزاوية حيث لم يبق من حصن القذافي إلا طرابلس وسرت وسبها حتى وقت كتابة المقال ولا نعلم ما يحدث بعد ذلك .
على الجانب الاخر اعتبر مسؤولون في صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية أن ايران وحزب الله والاخوان المسلمين هم من يمول ويوجه الاحتجاجات في جميع مناطق الوطن العربي من مغربه الى مشرقه حتى انهم قالوا إن الاسلام الراديكالي والمقصود به الاسلام المتطرف في تلك الدول نشط الان ويعمل من وراء الكواليس بالمساعدة في تمويل وتوجيه التظاهرات حتى تبدوا للعالم انها انقلابات ديمقراطية يقوم بها الشعب ضد انظمتهم الاستبدادية.
كما خرج الزعيم القذافي امس في مؤتمره الصحفي في ادعاء ان "الارهابيين المندسين من الخارج " هاجموا الكتائب الأمنية واستولوا على الاسلحة في بنغازي ودرنه والبيضاء ولم يكن هنالك مظاهرات سلمية أبدا كما ان الطيران الحربي الذي خرج يقصف فقط مخازن الاسلحة حتى لا يستولى عليها الارهابيون ولكن لم يظهر هذا كله للعالم لان في ليبيا ليس هنالك مراسلون اجانب وحتى النشرة الجوية "ديما" اي غامضة وهذا على لسان زعيم الثورة الليبية.
نحن الآن في حيرة من أمرنا لكي نقرر ما اذا كانت اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة هم من يدفع تلك التظاهرات للخروج للشارع ام الاسلام المتشدد او القاعدة هم من يوجه لإثارة الشغب ونشر الفوضى في الشوارع وإبرام الحرائق وتكسير الممتلكات والقصف بالطيران وبالرشاشات في كل مكان.
وأنا هنا أطرح اسئلة مهمة للشارع العربي ألا وهي ألم يكن الدافع لخروج تلك الفئة والتي غلب عليها سن الشباب في مسيرات بدأت سلمية ومازالت في معظمها بدافع المطالبة بتحسين الوضع المادي والمعيشي وضد الجوع والأجور المتدنية وضد الفساد المستشري في هذه البلدان والمحسوبية ولجأوا الى مواقع التواصل الاجتماعي بأنفسهم وأنشأوا الصفحات الخاصة في الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وعرضوا الأجزاء القمعية التي قامت بها جموع الشرطة والجيش في كثير من بلدان الثورات؟.
شخصيا لا أعتقد أن هنالك محركا يدفع الشباب للصراخ والاعلان بصوت عال عن تمردهم من مستوى المعيشة المضني والمتدني الى مستويات تحت خط الفقر وهم يرون رؤساءهم يرغدون وينعمون بمستوى معيشي مرفه الى درجات البذخ الكبير وها هي وسائل الاعلام خرجت علينا بأرقام فلكية لأرصدة كثير من الرؤساء العرب في بنوك سويسرا وكثيرا من البلدان الاخرى على رغم فقر شعوبهم وبحثهم عن لقمة العيش حتى وصل الأمر الى البحث عن الطعام في حاويات القمامة .
وخير الختام كلام رسولنا الكريم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لا يرحم الناس : لا يرحمه الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء.
محمد الأنصاري
3/3/2011
ذكرت في مقال سابق وبنفس العنوان أننا في المنطقة العربية كثيراً ما نتذرع بسبب ومن غير سبب بأن إسرائيل هي السبب في جميع مشاكلنا في شتى بقاع المعمورة.
وما دعاني إلى العودة للموضوع ما جد من جديد في الثورات العربية التي تشهدها المنطقة والتي أصبحت متابعة منا جميعا الصغير منا قبل الكبير لانها تخص إخواننا وأهلنا وتلامس مشاعرنا حسرة على ما يحصل .
في الأمس القريب خرج الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال لقاء مع اساتذة كلية الطب بجامعة صنعاء يتهم فيها اسرائيل بأنهم هم من وراء التظاهرات التي تجري في مدن اليمن بدءا من صنعاء وعدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية وانهم ينفذون مخططهم في غرفة عمليات بتل ابيب وتدار من البيت الأبيض بهدف زعزعة استقرار "اليمن السعيد ".
كما خرج علينا كثير من المسؤولين الليبيين خلال الفترة المنصرمة عبر وسائل الاعلام المختلفة يتهمون فيها الجزيرة بأنها تجيش الشعب بدعم من اليهود والصهاينة لإحداث الفوضى ولتغيير نظام الحكم في ليبيا .كما وعلى اتصال بالموضوع ذكر موقع عراقي الكتروني ان القذافي يستعين الآن بمستشارين عسكريين يهود وان نجل القذافي اتصل بأصدقائه الاسرائيليين الذين يعرفهم عبر صديقته عارضة الازياء اورلي فاينرمان وهم من جند له 1500 مرتزق افريقي وأمنوا وصولهم عبر مالطا وتشاد اضافة الى ان اليهود هم الذين يمدون الرئاسة بمساعدات ( ولا أدري ما شكل تلك المساعدات )لمواجهة تطورات المعارضة الشعبية الواسعة في بنغازي والبيضاء وصبرة والزاوية حيث لم يبق من حصن القذافي إلا طرابلس وسرت وسبها حتى وقت كتابة المقال ولا نعلم ما يحدث بعد ذلك .
على الجانب الاخر اعتبر مسؤولون في صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية أن ايران وحزب الله والاخوان المسلمين هم من يمول ويوجه الاحتجاجات في جميع مناطق الوطن العربي من مغربه الى مشرقه حتى انهم قالوا إن الاسلام الراديكالي والمقصود به الاسلام المتطرف في تلك الدول نشط الان ويعمل من وراء الكواليس بالمساعدة في تمويل وتوجيه التظاهرات حتى تبدوا للعالم انها انقلابات ديمقراطية يقوم بها الشعب ضد انظمتهم الاستبدادية.
كما خرج الزعيم القذافي امس في مؤتمره الصحفي في ادعاء ان "الارهابيين المندسين من الخارج " هاجموا الكتائب الأمنية واستولوا على الاسلحة في بنغازي ودرنه والبيضاء ولم يكن هنالك مظاهرات سلمية أبدا كما ان الطيران الحربي الذي خرج يقصف فقط مخازن الاسلحة حتى لا يستولى عليها الارهابيون ولكن لم يظهر هذا كله للعالم لان في ليبيا ليس هنالك مراسلون اجانب وحتى النشرة الجوية "ديما" اي غامضة وهذا على لسان زعيم الثورة الليبية.
نحن الآن في حيرة من أمرنا لكي نقرر ما اذا كانت اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة هم من يدفع تلك التظاهرات للخروج للشارع ام الاسلام المتشدد او القاعدة هم من يوجه لإثارة الشغب ونشر الفوضى في الشوارع وإبرام الحرائق وتكسير الممتلكات والقصف بالطيران وبالرشاشات في كل مكان.
وأنا هنا أطرح اسئلة مهمة للشارع العربي ألا وهي ألم يكن الدافع لخروج تلك الفئة والتي غلب عليها سن الشباب في مسيرات بدأت سلمية ومازالت في معظمها بدافع المطالبة بتحسين الوضع المادي والمعيشي وضد الجوع والأجور المتدنية وضد الفساد المستشري في هذه البلدان والمحسوبية ولجأوا الى مواقع التواصل الاجتماعي بأنفسهم وأنشأوا الصفحات الخاصة في الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وعرضوا الأجزاء القمعية التي قامت بها جموع الشرطة والجيش في كثير من بلدان الثورات؟.
شخصيا لا أعتقد أن هنالك محركا يدفع الشباب للصراخ والاعلان بصوت عال عن تمردهم من مستوى المعيشة المضني والمتدني الى مستويات تحت خط الفقر وهم يرون رؤساءهم يرغدون وينعمون بمستوى معيشي مرفه الى درجات البذخ الكبير وها هي وسائل الاعلام خرجت علينا بأرقام فلكية لأرصدة كثير من الرؤساء العرب في بنوك سويسرا وكثيرا من البلدان الاخرى على رغم فقر شعوبهم وبحثهم عن لقمة العيش حتى وصل الأمر الى البحث عن الطعام في حاويات القمامة .
وخير الختام كلام رسولنا الكريم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لا يرحم الناس : لا يرحمه الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء.