تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الأسهم!! وانتبهنا بعدما زال الرحيق!!



شمعة الحب
25-04-2006, 02:11 AM
سوق الأسهم!! وانتبهنا بعدما زال الرحيق!!
محمد بن عبد الله الشريف - كاتب في الشأن العام 26/03/1427هـ
سوق الأسهم لدينا تستعصي قراءتها على كل من يدعي في العالم معرفة، وقد تحقق بذلك قول الشاعر:

قل لمن يدعي في العلم معرفة
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ

فقد استعصى فهمها على كل ذي لب وبصيرة وخبرة وإدراك ووعي، وحتى من ليس لديه شيء من ذلك، ممن يدسّ أنفه عادة في كل شيء، حتى ماسحي الأحذية، والحمد لله أننا بلد (غني) لا يوجد فيه ماسحو أحذية كذلك الماسح الشهير الذي كان إصراره على أن يتعامل في الأسهم سبباً في انهيار سوق الأسهم في أمريكا في يوم من الأيام، ذلك أن الناس لدينا لا يستعملون الأحذية حتى تتسخ!! وإلا لرأيت ماسحي الأحذية يتسابقون إلى صالات التداول مثل غيرهم، وعندها لن يكون بوسعنا لفرط خوفنا، أن نطلب من زوجاتنا مسحها لأن ذلك يؤثر في طلاء الأظافر، أو انتزاعها إذا كانت مركبة!! ألسنا مجتمعا ثريا، برجوازيا، مظهريا؟!
لقد أجمع الكل، محللين، ومستشارين ماليين، ومنظرين، وطالبي شهرة، ومن يأخذون مخداتهم إلى القنوات الفضائية، وحتى المسؤولين وأصحاب القرار، على صعوبة قراءة ما يحدث، وإيجاد صلة بينه وبين أي عوامل اقتصادية أو غير اقتصادية مما يدرس عادة في أعرق الجامعات!!
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يلتقي الناس حوله هو أننا أفرطنا في التفاؤل حينما أخذتنا النشوة، وتخدّرنا على صدى وقع انعكاسات الأضواء المبهجة للون الأخضر تشرق في وجداننا، نصحو عليها ونغفو، في سبات لذيذ، ندفن خلاله رؤوسنا التي زرعت فيها أسماعنا وأبصارنا، في وسائد ناعمة، نتخيلها محشوّة بالأوراق النقدية ذات اللون الأزرق، لا بالقطن، ولم يكن بوسعنا من شدة الاستغراق، والنشوة، سماع أي صوت هادئ يحاول إيقاظنا، مما نحن فيه، أو أننا في واقع الأمر لم نكن نريد أن نصحو، كما الإنسان في طبيعته الفطرية المادية، يريد أن تمتد لحظات النشوة والسعادة إلى أطول قدر ممكن، بغض النظر عما سيأتي بعدها:

غدٌ بظهر الغيب واليوم لي
وكم يخيبُ الظنّ بالمقبل

وقد خاب الظن فعلا بالمقبل خيبة نكّدت لذة الماضي التي كانت في مجملها وهما توهمناه فأوهم الكل بالسعادة، ليجرّهم إلى الشقاء، كالحبّالة "شبكة لصيد الطيور" التي كنا نستعملها لصيد الطيور عندما كنا صغاراً، نضع فيها "سنف" أو حبة قمح تكون كافية لإيقاع الطير لكي نأخذ في تعذيبه، وهذا هو حال الكثيرين مع الأسهم!!
أو أن حال السوق: كما شبهناها في مقالات سابقة ("الاقتصادية" 22 و29 شعبان 1426هـ - 7 المحرم 1427هـ)، كانت كحال المهرة من الخيل التي لم تعسف، كانت تجمح وتقفز في عنفوان الشباب المتدفق، كشباب سوقنا ذاته، واستمرت تقفز وتقفز ونحن نستمتع ونتلذذ بهذا القفز دون أن نجرؤ أو حتى نحاول الإمساك بها، وتهدئتها وترويضها، ولم نستمع إلى قول شاعر آخر من بيئتنا:

أحبّ عسف المهرة اللي تفلاّ
وأحبّ أروّض كلّ طرف يموق

نعم كانت المهرة تموق، وكان موقها وقفزها يعجبنا ويبهجنا، فتركناها على سجيتها إلى أن استنفدت طاقتها، وخارت قواها، وانطفأ عنفوانها. واستيقظنا مشدوهين، نحاول فتح أعيننا التي تراكم عليها الغمص (إفرازات العين) من كثرة السبات، ولما وعينا أسقط في يدنا:

وانتبهنا بعدما زال الرحيق
وأفقنا ليت أنا لا نفيق
يقظة طافت بأحلام الكرى
وتولّى الليل والليل صديق
وإذا النور نذير طالع
وإذا الفجر مطلّ كالحريق

نعم أطل الفجر، بل طلعت الشمس، ولم نصح إلا على حرارة الندم، ولهيب التفريط، ونار الحسرة، التي فغرت الأفواه، وأفرغت الجيوب، وعمّقت الندوب، وأسالت الدموع، وحينها، (أقبل بعضهم على بعض يتلاومون)، نعم الكل يدفع المسؤولية عن نفسه، كما يدفع المرء صخرة متدحرجة توشك أن تحطم أضلاعه، والكل يلقي باللائمة على غيره، حتى مَن هم في موقع المسؤولية، إذ لا أحد يحب المسؤولية والأسئلة، والمساءلة!!
إنما الشيء الوحيد الذي يوشك أن يعم، هو الشعور بالحسرة على ما حصل، وبالندم على التفريط والتقصير في الخفاء، سواء المسؤولون، أو من يُسألون عنهم أمام الله، من بسطاء الخلق، الذين اكتفوا بالإكثار من التقرب إلى خالقهم بأن يلطف بهم ويكشف الضُرّ الذي لحق بهم "أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء". أو ممن زأروا وضجّوا بالشكوى وانتحبوا على عتبات صالات التداول، وهم يحمدون الله أنه قد تأخر إنشاء صالة التداول الموحدة "البورصة"، وإلا لحدث الأخذ بالتلابيب، ولربما اختلط الدمع بالدم، ولو لم يكن للتأخير إلا هذه الحسنة، التي لم يدركها مَن كانوا ينادون بالتعجيل في إنشائها، لأن ذكاءهم لم يبلغ مبلغ من يريدون التأجيل، لكفت!! ومع ذلك ورغم ذلك فلو استكمل ذلك، لما وقعت الواقعة، ولقام كل بعمله، وتحمل مسؤوليته ولما فرط الزمام، وبقيت هيئة السوق وحدها في فوهة المدفع!! ولأخذت دور المحاسب "بكسر السين" لأن المحاسب "بفتحها"!!
والأسئلة التي لم تجد لها إجابة حتى الآن كثيرة، ولكن الذي يطلّ برأسه منها في هذه الأزمة هو:
1 – لماذا بقي السوق أعرج في غياب واحد من أهم كياناته ومكوناته، وهو مجلس إدارة السوق وشركة السوق ذاتها "شركة مساهمة"؟! ومَن المستفيد من ذلك؟ أما المتضررون فكثير، صحيح أن المرسوم الملكي رقم 30 بتاريخ 2/6/1424هـ، الذي صدر بموجبه النظام نص في الفقرة الثالثة منه على أن "يمارس مجلس إدارة الهيئة جميع صلاحيات مجلس إدارة السوق إلى حين تشكيل مجلس إدارة السوق"، لكن بالتأكيد لم يكن القصد من ذلك أن يمر ما يقارب ثلاث سنوات دون إنشائه، ولكن كان التقدير أنه لا يمكن إنشاء الهيئة والسوق معا في وقت واحد، وإنما بالتزامن، لأن الهيئة ذاتها هي التي ستعمل على اقتراح إنشاء السوق "الشركة المساهمة"، وتشكيل مجلس إدارته الذي نص النظام على أن يتكون من تسعة أعضاء! بما في ذلك من مهمات وصلاحيات حددها النظام في المواد من العشرين إلى الثامنة والثلاثين!!
2 – لماذا لم يتم إعمال المادة (39) من النظام، التي تنص على "أن تؤول إلى الهيئة صلاحيات تنظيم عمل صناديق الاستثمار التي تديرها البنوك خلال سنتين من تاريخ صدور النظام"، طالما أن الهيئة مكلفة بعمل مجلس إدارة السوق؟
وللعلم فإن النظام أعطى مهلة سنتين لصناديق الاستثمار لكي تنتقل من عهدة البنوك على افتراض أن عمليات التداول ستنتقل قبل ذلك لشركات الوساطة، وأن بقاء الصناديق في كنف البنوك هو من باب الاستثناء، ولكن لا هذه انتقلت ولا تلك، وأنّى لها أن تنتقل والكيان المسؤول والمرجع لشركات الوساطة، غائب.
3 – تبيّن في نهاية المطاف بعد أن خسر الكل، أن البنوك هي الرابح الأوحد من الوساطة في الأسهم، جيئة وذهابا، ورهنا، وإقراضا، وهذه الأرباح تستقطع، ليس من أرباح الناس، وإنما من أصل أموال الناس!!، فهل يكفي ما حدث من خسائر لإعادة النظر في معدل الاستقطاعات التي تضخمت بسببها أرباح البنوك في الربع الأول من هذا العام بشكل لم يسبق له مثيل؟!
والله من وراء القصد

2784 قراءة


تعليقات الزوار
26/03/1427هـ ساعة 12:24 مساءً (السعودية)

البنوك اكبر مستفيد من هبوط الاسهم حاليا واكثر من استفاد من الارتفاع سابقا

واشك ان هناك رقابة صارمه على ادارة تلك الصناديق
والمتضرر الاول والاخير هو ذلك المواطن الذي وثق في ادارة تلك الصناديق واستثمر فيها مدخراته وتعب سنين عمره

الارباح كانت على الورق وبعد ان تكشفت الامور اصبحت الحقيقه هي خسائر فادحه خصوصا لمن دخل في تلك الصناديق في منتصف عام 2005م
والخسائر ستطال والله اعلم من استثمر فيها قبل ذلك التاريخ ان لم يحدث شيء

بنوكنا مشكوك في ذمتها ولنا الحق في ذلك
لانها وسيط ومضارب ومستثمر في نفس الوقت

متى يا مؤسسة النقد ؟!!!!!!!!!

--------------------------------------------------------------------------------

26/03/1427هـ ساعة 3:08 مساءً (السعودية)

ولرغبة هيئة السوق فى زيادة ارباح البنوك تم الغاء اعادة العمولات المرتجعه عن المضاربين الافي حالة الاحتفاظ بالسهم لمدة 72 ساعه وعاشت القرارت الخاطئه