الأصيلة
07-03-2011, 11:30 PM
http://pictures.msharkat.com/u/image-57654.gif
http://www.moheet.com/image/34/225-300/342315.jpg
عبارة ترددت كثيراً رسمياً في الشهور الأخيرة تطمئن الناس على قرب إقرار مجلس الشورى المنتخب،
ولنقل بأن معظم المثقفين والكتاب مع قيام المجلس وبقوة، وإن كنت مع التأجيل لأسباب طرحتها في مقالاتي السابقة،
لافتقادنا الثقة بقدرة المنتخب على الإتيان بجديد سوى مهرجان القبلية وإيقاظ العزوة والتفاخر وشراء الأصوات بالمال،
وهذا ليس بجديد فالدول التي سقطت تونس ومصر وليبيا لديها مجالس منتخبة وبرلمانات بل وتبجح بعضها بحكم اللجان الشعبية،
ومع ذلك فقد أدينت كما نعرف بالديكتاتورية والفساد، أي أن مجالسها كانت تمثيلية ومن هنا كان رأينا إذا كان التغيير صوريا
(فأمسك مجنونك لا يأتيك الأجن منه).
ولكن الثورات المباركة نسفت المفاهيم السابقة وأيقظت ماردا مختبئا اسمه الشباب، فهل شبابنا بنفس الوعي والمسؤولية،
هل هناك من سيتحمل المسؤولية التاريخية ويفكر بالوطن ومكتسباته، وينفض عنه العزوة والعائلة ويحتفظ بالماضي كتراث مجيد،
ولا يتقوقع ضمن مواقع الأنساب والقبائل والتنابز بالألقاب، وشجرة العائلة بما تحمل من أسماء غريبة ما أنزل الله بها سلطان،
ولم يسمع جدودنا عنها ولا كيف ظهرت وما الهدف منها، وهل يلتفتون للأهم، لحماية الوطن وثرواته والمشاركة بصنع قرارات مشاريعه ومستقبله..؟
إن الاعتزاز بالأصل قيمة بحد ذاته ولكن الانتماء للوطن يلغي كل أمر إلا مصلحته.
فبالفعل فإن تركيبة المجتمع واهتماماته الحالية تتباهى بالقبلية وتتفاخر بالفخيذة حتى داخل نفس القبيلة،
ورأينا ذلك واضحا في احتفالات اليوم الوطني، مما يجعلنا نفزع وخصوصا مع طرح الدولة لانتخابات مساقط الرأس،
التي معناها انتخابات القبائل وكيف أنها تعزز هذا الاتجاه وتنميه، وليس علينا أن نتنبأ بماذا سيفرز..؟
ونتساءل، ألسنا دولة مدنية وديمقراطية..؟ وألا يعتبر هذا الأسلوب تكريساً بل إحياء للقبلية، وتوجيه الناس لها وإبعادهم عن اختيار المرشح النزيه
الصادق الفعال المؤهل الذي يحتاج الوطن لعلمه وفعاليته وفكره، وتحويل الانتخابات إلى مناخ
عشائري يعتمد على ابن عمي وقبيلتي التي يجب أن تفوز، وهذا أمر طبيعي وفطري لا يمكن تغييره بالناس،
إلا إذا جعلت الدولة قطر كلها دائرة واحدة، وعززت الانتماء الوطني وليس العائلي، وأوقدت معيار الانتساب لقطر وليس للقبيلة والطائفة.
إن جميع المواطنين مع قيام مجلس شورى منتخب بل ومع قيام برلمان قوي وشامخ وبارز بأقوى الشخصيات القطرية المتميزة والمتمكنة والمؤثرة،
والخلاف بيننا يكمن بكيف..؟
هذا سبب تخوفنا وعدم ضيقنا من التأجيل، مع اعتبار بأن هناك نوعين من المرحبين بتأجيل الانتخابات،
الأول من ننتمى لهم وذكرنا أسبابنا والنوع الثاني من يرجونه تأجيلا أبديا ليخفوا وراءه فسادهم المالي والإداري،
كما هناك نوعين من المستائين لتأجيله، الوطني الراغب بكسر حاجز غياب الشعب عن المشاركة،
والآخر المتطلع لكسب الامتيازات الشخصية من ترشحه وخصوصا أن آليات الانتخاب قبلية مائة بالمائة.
كما قلنا بالبداية، إن قيام برلمان وليس مجرد مجلس
شورى منتخب هي قمة الديمقراطية وأعلى درجات حكم الشعب ووعيه،
كلنا نتطلع لها ولكننا ككبار وناضجين ونعرف مجتمعنا ونتلمس أدواته نرى من سيصعد، وخشيتنا أنهم
من نخاف منهم على المال العام حيث إنهم سبب استنزافه وأساس فساده،
هل علمتم الآن لماذا نتروى ونفضل احتكام الأسلوب اليقظ بدل الفوز بانتخابات هزلية،
ووجود مدمر لقوى تستنزف باسم الديمقراطية..؟ هل يستطيع أحد منكم أن يضمن عدم صعود هؤلاء ولديهم بطاقات النجاح،
المال والعزوة والتأثير والصيت..؟
لا أريد أن أتسبب بمشكلة جديدة وأثير المواجع، وأرحب هذه المرة بعبارة مجلس شورى منتخب قريبا، ولكني أطالب
بأن يكون الأعضاء الـ30 المرشحون على مستوى قطر كلها وليس كمناطق
ومساقط الرأس والعائلات، فهل هذا مجلس شورى منتخب حضاري أم مجلس عائلة قبلي..؟
الشرط الثاني أن يصدر قانون صارم يمنع استخدام الأموال لشراء الأصوات، وليس بالضرورة دفع
الكاش بل عن طريق تقديم الخدمات أيا كان شكلها
وأسلوبها أو الوعود المستقبلية بها،
ويحاكم من يتم التبليغ عنه باتباعها، ويتم استبعاده بتهمة الرشوة والفساد،
كما تمنع الولائم والخيام والهدايا والوسائل الاستعراضية، ويمنح كل مرشح نفس المساحة الإعلامية والاهتمام لعرض رؤيته،
ولا يتم استثناء أو تمييز بين أحد منهم،
كون الآخر وزيراً سابقاً أو رئيس مجلس إدارة
أو هامور أو وجيها فإنه يتساوى مع أي موظف عادي كمرشح مثله،
فكلهم أبناء الوطن من جهة، وهذا الموقع بالذات من جهة أخرى يحتاج للنزيه المتحرر من المصالح
والولاء والانتماء لدوائر تضعفه وتقلل مصداقيته ووقوفه ضد الفساد.
ليفعل الله ما في صالح الوطن ويحميه من الانقسام والتلاعب، ويجعل كل كلمة تكتب لحمايته وحفظه،
وكلنا مع الحق ومع المجلس المنتخب، ومساندون بإذن الله بأقلامنا وجهودنا ومواقفنا مع أصحابه.
http://pictures.msharkat.com/u/image-57654.gif
المصدر:
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=177636&issueNo=1176&secId=16
http://www.moheet.com/image/34/225-300/342315.jpg
عبارة ترددت كثيراً رسمياً في الشهور الأخيرة تطمئن الناس على قرب إقرار مجلس الشورى المنتخب،
ولنقل بأن معظم المثقفين والكتاب مع قيام المجلس وبقوة، وإن كنت مع التأجيل لأسباب طرحتها في مقالاتي السابقة،
لافتقادنا الثقة بقدرة المنتخب على الإتيان بجديد سوى مهرجان القبلية وإيقاظ العزوة والتفاخر وشراء الأصوات بالمال،
وهذا ليس بجديد فالدول التي سقطت تونس ومصر وليبيا لديها مجالس منتخبة وبرلمانات بل وتبجح بعضها بحكم اللجان الشعبية،
ومع ذلك فقد أدينت كما نعرف بالديكتاتورية والفساد، أي أن مجالسها كانت تمثيلية ومن هنا كان رأينا إذا كان التغيير صوريا
(فأمسك مجنونك لا يأتيك الأجن منه).
ولكن الثورات المباركة نسفت المفاهيم السابقة وأيقظت ماردا مختبئا اسمه الشباب، فهل شبابنا بنفس الوعي والمسؤولية،
هل هناك من سيتحمل المسؤولية التاريخية ويفكر بالوطن ومكتسباته، وينفض عنه العزوة والعائلة ويحتفظ بالماضي كتراث مجيد،
ولا يتقوقع ضمن مواقع الأنساب والقبائل والتنابز بالألقاب، وشجرة العائلة بما تحمل من أسماء غريبة ما أنزل الله بها سلطان،
ولم يسمع جدودنا عنها ولا كيف ظهرت وما الهدف منها، وهل يلتفتون للأهم، لحماية الوطن وثرواته والمشاركة بصنع قرارات مشاريعه ومستقبله..؟
إن الاعتزاز بالأصل قيمة بحد ذاته ولكن الانتماء للوطن يلغي كل أمر إلا مصلحته.
فبالفعل فإن تركيبة المجتمع واهتماماته الحالية تتباهى بالقبلية وتتفاخر بالفخيذة حتى داخل نفس القبيلة،
ورأينا ذلك واضحا في احتفالات اليوم الوطني، مما يجعلنا نفزع وخصوصا مع طرح الدولة لانتخابات مساقط الرأس،
التي معناها انتخابات القبائل وكيف أنها تعزز هذا الاتجاه وتنميه، وليس علينا أن نتنبأ بماذا سيفرز..؟
ونتساءل، ألسنا دولة مدنية وديمقراطية..؟ وألا يعتبر هذا الأسلوب تكريساً بل إحياء للقبلية، وتوجيه الناس لها وإبعادهم عن اختيار المرشح النزيه
الصادق الفعال المؤهل الذي يحتاج الوطن لعلمه وفعاليته وفكره، وتحويل الانتخابات إلى مناخ
عشائري يعتمد على ابن عمي وقبيلتي التي يجب أن تفوز، وهذا أمر طبيعي وفطري لا يمكن تغييره بالناس،
إلا إذا جعلت الدولة قطر كلها دائرة واحدة، وعززت الانتماء الوطني وليس العائلي، وأوقدت معيار الانتساب لقطر وليس للقبيلة والطائفة.
إن جميع المواطنين مع قيام مجلس شورى منتخب بل ومع قيام برلمان قوي وشامخ وبارز بأقوى الشخصيات القطرية المتميزة والمتمكنة والمؤثرة،
والخلاف بيننا يكمن بكيف..؟
هذا سبب تخوفنا وعدم ضيقنا من التأجيل، مع اعتبار بأن هناك نوعين من المرحبين بتأجيل الانتخابات،
الأول من ننتمى لهم وذكرنا أسبابنا والنوع الثاني من يرجونه تأجيلا أبديا ليخفوا وراءه فسادهم المالي والإداري،
كما هناك نوعين من المستائين لتأجيله، الوطني الراغب بكسر حاجز غياب الشعب عن المشاركة،
والآخر المتطلع لكسب الامتيازات الشخصية من ترشحه وخصوصا أن آليات الانتخاب قبلية مائة بالمائة.
كما قلنا بالبداية، إن قيام برلمان وليس مجرد مجلس
شورى منتخب هي قمة الديمقراطية وأعلى درجات حكم الشعب ووعيه،
كلنا نتطلع لها ولكننا ككبار وناضجين ونعرف مجتمعنا ونتلمس أدواته نرى من سيصعد، وخشيتنا أنهم
من نخاف منهم على المال العام حيث إنهم سبب استنزافه وأساس فساده،
هل علمتم الآن لماذا نتروى ونفضل احتكام الأسلوب اليقظ بدل الفوز بانتخابات هزلية،
ووجود مدمر لقوى تستنزف باسم الديمقراطية..؟ هل يستطيع أحد منكم أن يضمن عدم صعود هؤلاء ولديهم بطاقات النجاح،
المال والعزوة والتأثير والصيت..؟
لا أريد أن أتسبب بمشكلة جديدة وأثير المواجع، وأرحب هذه المرة بعبارة مجلس شورى منتخب قريبا، ولكني أطالب
بأن يكون الأعضاء الـ30 المرشحون على مستوى قطر كلها وليس كمناطق
ومساقط الرأس والعائلات، فهل هذا مجلس شورى منتخب حضاري أم مجلس عائلة قبلي..؟
الشرط الثاني أن يصدر قانون صارم يمنع استخدام الأموال لشراء الأصوات، وليس بالضرورة دفع
الكاش بل عن طريق تقديم الخدمات أيا كان شكلها
وأسلوبها أو الوعود المستقبلية بها،
ويحاكم من يتم التبليغ عنه باتباعها، ويتم استبعاده بتهمة الرشوة والفساد،
كما تمنع الولائم والخيام والهدايا والوسائل الاستعراضية، ويمنح كل مرشح نفس المساحة الإعلامية والاهتمام لعرض رؤيته،
ولا يتم استثناء أو تمييز بين أحد منهم،
كون الآخر وزيراً سابقاً أو رئيس مجلس إدارة
أو هامور أو وجيها فإنه يتساوى مع أي موظف عادي كمرشح مثله،
فكلهم أبناء الوطن من جهة، وهذا الموقع بالذات من جهة أخرى يحتاج للنزيه المتحرر من المصالح
والولاء والانتماء لدوائر تضعفه وتقلل مصداقيته ووقوفه ضد الفساد.
ليفعل الله ما في صالح الوطن ويحميه من الانقسام والتلاعب، ويجعل كل كلمة تكتب لحمايته وحفظه،
وكلنا مع الحق ومع المجلس المنتخب، ومساندون بإذن الله بأقلامنا وجهودنا ومواقفنا مع أصحابه.
http://pictures.msharkat.com/u/image-57654.gif
المصدر:
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=177636&issueNo=1176&secId=16