المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعمال القلوب وأعمال الجوارح



امـ حمد
08-03-2011, 12:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

التربية الإيمانية هي, أعمال القلوب, وأعمال الجوارح، أو بعبارة أخرى, الإيمان والعمل الصالح,ولئن كان الإيمان محله القلب، فإن العمل الصالح محله الجوارح,ولكي يُثمر العمل الصالح زيادة في الإيمان ,لابد وأن ينطلق من حالة إيمانية، فالإيمان يُمثِّل البذرة، والعمل الصالح يُمثل الماء، وكما هو معروف أننا إذا سقينا الأرض بالماء دون وجود بذور في تربتها فلن يُثمر هذا الماء، وفي المقابل لو وضعنا البذور في باطن الأرض ثم لم نسقها ونتعاهدها فلن تُنبت أيضًا,كذلك الإيمان ,والعمل الصالح, الإيمان هو البذرة، والعمل الصالح هو الماء, الإيمان هو الأساس والعمل الصالح هو البناء,فلو انصب اهتمامنا على أعمال القلوب، ولم نهتم بالعمل الصالح سيكون الإيمان محدودًا، ولن نستفيد بوجوده الاستفادة الحقيقية قال تعالى﴿ يوم يأتي بعض اّيات ربك لا ينفع نفساّ إيمانها لم تكن اّمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراّ﴾وفي المقابل، لو قفزنا على العمل الصالح دون وجود الإيمان في المشاعر، ودون استثارة هذا الإيمان قبل العمل فسيكون الناتج ضعيفًا، إن لم يكُن معدومًا,ومثال على ذلك,الاستغفار في حقيقته هو طلب العفو من الله عز وجل، ويعني أننا قد قصَّرنا وأخطأنا في حقه سبحانه، لذلك فنحن نطلب منه العفو، وأهم ما يُعبر عن هذا الطلب هو شعورنا بالندم على ما فعلنا، فإن حدث وقفزنا على الاستغفار باللسان دون استثارة لمشاعر الندم فإننا مهما استغفرنا باللسان فلن يؤدي هذا إلى زيادة إيماننا بالتقصير نحوه سبحانه، ومن ثَمَّ لن يزداد الإيمان باستغفار اللسان فقط، بل هو في الحقيقة استغفار يحتاج إلى استغفار لأننا حين نفعل ذلك نكون كالولد الذي أخطأ خطأ كبيرًا في حق أبويه، ثم ذهب يعتذر لهما بلسانه وهو يضحك وكأنه لم يفعل شيئًا, ألا يجعل ذلك أبويه يزدادان ضيقًا منه لأنه لم يعتذر اعتذارًا حقيقيًّا، ولم يستشعر حجم خطئه,وإذا بدأنا بتذكر أوجه تقصيرنا في جنب الله، وظللنا نتذكر ونتذكر حتى أصبح الندم في قلوبنا، وتوقفنا عند ذلك ولم نستغفر باللسان فإن الإيمان سيزداد بهذا الندم، ولكن زيادة محدودة,أما إذا أتبعنا الاستغفار ,وطلب العفو من الله عز وجل فإن ذلك من شأنه أن يزيد الإيمان بصورة كبيرة بإذن الله، فالشعور بالندم هو عمل إيماني قلبي، واستغفار اللسان عمل صالح بالجوارح,التواضع, شعور ينبغي ترسيخه في القلب بأنك صغير، وأنك لا شيء، ولا قيمة لك بدون الله عز وجل، والقيام بالأعمال تؤكد هذه الحقيقة، كالسعي في قضاء حوائج الناس، والجلوس مع المساكين وإعزازهم، والقيام علي خدمة الآخرين، فإن قفزنا على أعمال التواضع دون وجود معناه في القلب فإن هذه الأعمال لن تزيد المرء تواضعًا، بل قد يكون لها تأثير سلبي على الفرد، بأن يرى نفسه أفضل من غيره بتواضعه وخفض جناحه,وإن اجتهدنا في تنمية الشعور الداخلي بأننا لا شيء بدون الله عز وجل، ولم نُتبع ذلك بأعمال المتواضعين, فإن الإيمان بهذه الحقيقة سيظل محدودًا في قلوبنا، وقد يضعف أكثر وأكثر لأنه لم يُمارَس عمليًّا على أرض الواقع, وإذا أردنا سلوكاّ صحيحاّ, واستقامة جادة وأخلاقاّ حسنة فعلينا بالإيمان,فكلما ازداد الإيمان إنصلح القلب,


أسأل الله عز وجل ان يتقبل منا بفضله وكرمه كل خير أفاض به علينا,وأن يغفر لنا زلاتنا والا يحرمنا بجوده الأجر.

k__
08-03-2011, 12:50 PM
يزاج الله خير يا امـ حمد وصارلي فترة طوييييييييلة مادخلت المنتدى

امـ حمد
08-03-2011, 08:48 PM
يزاج الله خير يا امـ حمد وصارلي فترة طوييييييييلة مادخلت المنتدى



وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي

الحمد لله على سلامة رجوعك للمنتدى