لعديد
10-03-2011, 09:12 AM
المرأة.. باقة من الزهور
سارة علي الخاطر
إنها الطرف الآخر من الحياة، خلقها الله وأودعها سراً من أسراره، وجعلها رمزاً للغموض، فلا يستوضحها إلا من استجمع قواه، وشحذ طاقاته العقلية ليحاول فك طلاسم هذا اللغز وقد لا يحالفه النجاح .
يقولون: «إن وراء كل رجل عظيم امرأة» «ووراء كل امرأة فاشلة رجل»، حكمة قد تكون منصفة في الجزء الأول منها، ولكنها متجنية في الجزء الثاني، فالمرأة والرجل شريكا النجاح والفشل، فالحق أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وكل امرأة عظيمة رجل أيضاً، وفي عالم الجريمة «ابحث عن المرأة»، وذلك لأن الجريمة الأولى في الحياة ارتكبها قابيل في حق هابيل من أجل النزاع على امرأة، طبعاً الجريمة أبطالها الرجال، ولكن حباً منهم في إقحام الطرف الآخر حتى يعطوا القصة نوعا من الإثارة والأكشن، ولكن في الحقيقة أنا لا أستوضح دور المرأة هنا، كما أني لم أستوضح دور حواء في خروج آدم من الجنة، فالذي يقرأ خطاب الله في كتابه العزيز يجد أنها شريكي الجرم معاً «فدلاهما بغرور»، ولكن هكذا الحياة تتجنى على الضعيف، لأن هذا يرضي غرور الطرف القوي. كنا في دراستنا للتاريخ نردد عبارات مكررة في أسباب ضعف وانهيار أية دولة، وأهمها تدخل النساء في شؤون البلاط، ولا نجد سبباً واحداً يشير إلى المرأة في أسباب قيام الدولة وازدهارها، وكأن حظنا من التاريخ الفشل، واليوم من أرض تقف عليها المرأة بثبات سأوجه مجموعة من الزهور لنساء في التاريخ صنعن أمجاده، وكن رياحين الأمم ونجومها اللامعة، أدوارهن تخطت أدوار بعض الرجال، استطعن أن ينتزعن الصدارة بما وهبهن الله به من ملكات روحية وعقلية تتعلق بشخصياتهن الفذة لا بجمالهن الأخاذ، والذي عاب بعض الرجال على القطريات حصولهن على الحظ القليل منه، لا بأس إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فالصالونات ومراكز التجميل لن تألو جهداً في تقديم صورة مستنسخة من الفنانات العالميات، ولكن أحمد الله أنه لم يعب عليهن قلة الثقافة والتفكير، فإنها عتبتهن لتصدر التاريخ، وأنا وكل نساء قطر سنوجه زهوراً بألوان الربيع لنساء خالدات هن رأس الحكمة والعطاء في الحياة.
1- وردة بيضاء نقدمها للمرأة التي انطلقت النبوة من بيتها، وكانت من أهم دعائم نصرة النبوة التي نزل جبريل من السماء ليقرئها السلام من الله، إنها السيدة خديجة بنت خويلد التي حكّمت عقلها في تحليل الأمور، وعندما جاءها الرسول خائفاً ويقول: زملوني زملوني قالت: «والله لا يخزيك الله أبداً»، امرأة وصلت إلى النتيجة الكبرى قبل أن يصل إليها الرجال، وآمنت قبل أن يؤمن الرجال، وكانت سبباً من أسباب انطلاق الدولة لا اندثارها.
2- وردة حمراء نقدمها للسيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- الصديقة بنت الصديق، لا لأنها حبيبة رسول الله فقط، ولكنها تمثل المرأة في أجمل انفعالاتها، في حبها وغيرتها وبكائها وعطائها وكرمها وحفظها للحديث ولصبرها الجميل في حادثة الإفك، فهي المرأة الجديرة بقلوبنا كما كانت متربعة في قلب الرسول –صلى الله عليه وسلم-
3- وردة باللون الوردي لبلقيس ملكة سبأ تلك المرأة الوثنية التي كان شعبها يتمتع بالقوة، ولكنها ما غرّها ذلك، فعندما ألقى إليها الهدهد الكتاب توضحت كلماته وقالت: إن هذا الكتاب ليس عادياً، وهو لا يصدر من ملك متجبر، ولكن لا مانع أن نخضعه للاختبار، وأخضعته وكانت النتيجة إيمانها مع شعبها وتجنيب شعبها موارد الهلاك. أين موقفها من موقف فرعون والنمرود وكسرى وهرقل؟ أما زلتم مقتنعين بأننا أسباب انهيار كل دولة.
4- وردة من البنفسج لكل أمهاتنا في قطر، فهذا الرعيل يصعب تكراره، قلوبهن الكبيرة استوعبتنا واستوعبت أبناءنا، على أن الأغلبية منهن غير متعلمات، إلا أنهن صروح علمية في كل شيء، فهن أستاذات في فن الطهي وإدارة المنزل، وماهرات في الطب الشعبي وأساليب التربية، أَنْظُرُ إلى الواحدة منهن وأَعْجَبُ كيف أن الحياة صنعت منهن نساء غير عاديات في كرمهن وعطائهن اللا محدود.
5- باقة من ورود الربيع برائحة القطيفي والفل أجمل رائحة في ربيع قطر لسيدة قطر الأولى الشيخة موزا بنت ناصر، وسأذكر السبب: كنت في أميركا في الصيف الماضي وسألتني البائعة من أين أنتم؟ وكانت معي الأخت الغريرة والكاتبة الفذة الإعلامية التي أوجه لها عقداً من الياسمين الأستاذة مريم الخاطر لدورها الكبير في الصحافة القطرية، المهم قلت لها من قطر قالت: آه قطر لديكم أميرة ذكية... فقلت لمريم لقد استطاعت هذه المرأة أن تنطلق بالمرأة القطرية إلى العالمية. فردت مريم: لا الشيخة موزا فعلاً ذكية، والشعب هنا يقدرها فقلت: الشعوب كل الشعوب تقدّر المرأة الذكية، ولا يستطيع التاريخ أن يمر دون أن يتوقف عندها، والحمد لله أنه سيسجل أنها ذكية، إنها الصفة الأكثر ديمومة، والأوقع في النفس البشرية وتاريخ الشعوب.
6- وردة سوداء لا تنبت إلا في أفغانستان لكل امرأة لم يعرف التاريخ منها إلا شكلها وإغواءها، وكانت سبباً من أسباب الفشل الذي تحدث التاريخ عنه .
7- وأخيراً باقة من القرنفل لكل امرأة استطاعت أن تحفظ كتاب الله، وأن تكون غصناً من أغصان الدعوة الإسلامية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر الأخوات: فاطمة أمان، ومريم السعدي، وفاطمة العلي، ونور الأميري وغيرهن كثيرات يثرين واقع المرأة القطرية .
وقفة
واسمحوا لي أن أقدّم شجرة عظيمة مورقة يكسوها اللون الأخضر في أبهى حلله أصلها ثابت وفرعها في السماء للسيدة الرائعة التي يسميها الناس زوجة أبي، وأسميها أمي ولو استطعت أن أهديها الشمس والقمر لكان قليلاً في حقها، إنها الأم في أجمل معانيها السيدة الفاضلة: فاطمة بنت علي الخاطر، فشكراً لها وعند الله خير الجزاء.
منقول عن جريدة العرب العدد القراء: 13 سارة علي الخاطر
2011-03-11
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=178220&issueNo=1179&secId=16
سارة علي الخاطر
إنها الطرف الآخر من الحياة، خلقها الله وأودعها سراً من أسراره، وجعلها رمزاً للغموض، فلا يستوضحها إلا من استجمع قواه، وشحذ طاقاته العقلية ليحاول فك طلاسم هذا اللغز وقد لا يحالفه النجاح .
يقولون: «إن وراء كل رجل عظيم امرأة» «ووراء كل امرأة فاشلة رجل»، حكمة قد تكون منصفة في الجزء الأول منها، ولكنها متجنية في الجزء الثاني، فالمرأة والرجل شريكا النجاح والفشل، فالحق أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وكل امرأة عظيمة رجل أيضاً، وفي عالم الجريمة «ابحث عن المرأة»، وذلك لأن الجريمة الأولى في الحياة ارتكبها قابيل في حق هابيل من أجل النزاع على امرأة، طبعاً الجريمة أبطالها الرجال، ولكن حباً منهم في إقحام الطرف الآخر حتى يعطوا القصة نوعا من الإثارة والأكشن، ولكن في الحقيقة أنا لا أستوضح دور المرأة هنا، كما أني لم أستوضح دور حواء في خروج آدم من الجنة، فالذي يقرأ خطاب الله في كتابه العزيز يجد أنها شريكي الجرم معاً «فدلاهما بغرور»، ولكن هكذا الحياة تتجنى على الضعيف، لأن هذا يرضي غرور الطرف القوي. كنا في دراستنا للتاريخ نردد عبارات مكررة في أسباب ضعف وانهيار أية دولة، وأهمها تدخل النساء في شؤون البلاط، ولا نجد سبباً واحداً يشير إلى المرأة في أسباب قيام الدولة وازدهارها، وكأن حظنا من التاريخ الفشل، واليوم من أرض تقف عليها المرأة بثبات سأوجه مجموعة من الزهور لنساء في التاريخ صنعن أمجاده، وكن رياحين الأمم ونجومها اللامعة، أدوارهن تخطت أدوار بعض الرجال، استطعن أن ينتزعن الصدارة بما وهبهن الله به من ملكات روحية وعقلية تتعلق بشخصياتهن الفذة لا بجمالهن الأخاذ، والذي عاب بعض الرجال على القطريات حصولهن على الحظ القليل منه، لا بأس إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فالصالونات ومراكز التجميل لن تألو جهداً في تقديم صورة مستنسخة من الفنانات العالميات، ولكن أحمد الله أنه لم يعب عليهن قلة الثقافة والتفكير، فإنها عتبتهن لتصدر التاريخ، وأنا وكل نساء قطر سنوجه زهوراً بألوان الربيع لنساء خالدات هن رأس الحكمة والعطاء في الحياة.
1- وردة بيضاء نقدمها للمرأة التي انطلقت النبوة من بيتها، وكانت من أهم دعائم نصرة النبوة التي نزل جبريل من السماء ليقرئها السلام من الله، إنها السيدة خديجة بنت خويلد التي حكّمت عقلها في تحليل الأمور، وعندما جاءها الرسول خائفاً ويقول: زملوني زملوني قالت: «والله لا يخزيك الله أبداً»، امرأة وصلت إلى النتيجة الكبرى قبل أن يصل إليها الرجال، وآمنت قبل أن يؤمن الرجال، وكانت سبباً من أسباب انطلاق الدولة لا اندثارها.
2- وردة حمراء نقدمها للسيدة عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- الصديقة بنت الصديق، لا لأنها حبيبة رسول الله فقط، ولكنها تمثل المرأة في أجمل انفعالاتها، في حبها وغيرتها وبكائها وعطائها وكرمها وحفظها للحديث ولصبرها الجميل في حادثة الإفك، فهي المرأة الجديرة بقلوبنا كما كانت متربعة في قلب الرسول –صلى الله عليه وسلم-
3- وردة باللون الوردي لبلقيس ملكة سبأ تلك المرأة الوثنية التي كان شعبها يتمتع بالقوة، ولكنها ما غرّها ذلك، فعندما ألقى إليها الهدهد الكتاب توضحت كلماته وقالت: إن هذا الكتاب ليس عادياً، وهو لا يصدر من ملك متجبر، ولكن لا مانع أن نخضعه للاختبار، وأخضعته وكانت النتيجة إيمانها مع شعبها وتجنيب شعبها موارد الهلاك. أين موقفها من موقف فرعون والنمرود وكسرى وهرقل؟ أما زلتم مقتنعين بأننا أسباب انهيار كل دولة.
4- وردة من البنفسج لكل أمهاتنا في قطر، فهذا الرعيل يصعب تكراره، قلوبهن الكبيرة استوعبتنا واستوعبت أبناءنا، على أن الأغلبية منهن غير متعلمات، إلا أنهن صروح علمية في كل شيء، فهن أستاذات في فن الطهي وإدارة المنزل، وماهرات في الطب الشعبي وأساليب التربية، أَنْظُرُ إلى الواحدة منهن وأَعْجَبُ كيف أن الحياة صنعت منهن نساء غير عاديات في كرمهن وعطائهن اللا محدود.
5- باقة من ورود الربيع برائحة القطيفي والفل أجمل رائحة في ربيع قطر لسيدة قطر الأولى الشيخة موزا بنت ناصر، وسأذكر السبب: كنت في أميركا في الصيف الماضي وسألتني البائعة من أين أنتم؟ وكانت معي الأخت الغريرة والكاتبة الفذة الإعلامية التي أوجه لها عقداً من الياسمين الأستاذة مريم الخاطر لدورها الكبير في الصحافة القطرية، المهم قلت لها من قطر قالت: آه قطر لديكم أميرة ذكية... فقلت لمريم لقد استطاعت هذه المرأة أن تنطلق بالمرأة القطرية إلى العالمية. فردت مريم: لا الشيخة موزا فعلاً ذكية، والشعب هنا يقدرها فقلت: الشعوب كل الشعوب تقدّر المرأة الذكية، ولا يستطيع التاريخ أن يمر دون أن يتوقف عندها، والحمد لله أنه سيسجل أنها ذكية، إنها الصفة الأكثر ديمومة، والأوقع في النفس البشرية وتاريخ الشعوب.
6- وردة سوداء لا تنبت إلا في أفغانستان لكل امرأة لم يعرف التاريخ منها إلا شكلها وإغواءها، وكانت سبباً من أسباب الفشل الذي تحدث التاريخ عنه .
7- وأخيراً باقة من القرنفل لكل امرأة استطاعت أن تحفظ كتاب الله، وأن تكون غصناً من أغصان الدعوة الإسلامية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر الأخوات: فاطمة أمان، ومريم السعدي، وفاطمة العلي، ونور الأميري وغيرهن كثيرات يثرين واقع المرأة القطرية .
وقفة
واسمحوا لي أن أقدّم شجرة عظيمة مورقة يكسوها اللون الأخضر في أبهى حلله أصلها ثابت وفرعها في السماء للسيدة الرائعة التي يسميها الناس زوجة أبي، وأسميها أمي ولو استطعت أن أهديها الشمس والقمر لكان قليلاً في حقها، إنها الأم في أجمل معانيها السيدة الفاضلة: فاطمة بنت علي الخاطر، فشكراً لها وعند الله خير الجزاء.
منقول عن جريدة العرب العدد القراء: 13 سارة علي الخاطر
2011-03-11
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=178220&issueNo=1179&secId=16