ضحاياالحب
26-04-2006, 06:47 AM
الاقتصاد السعودي يفقد خبير ربط النظريات الاقتصادية بواقع المجتمع
ودع أمس الدكتور عبد الله الباتل بعد 20 عاما من العطاء
الرياض: عامر المرشد
فقد الوسط الاقتصادي والأكاديمي في السعودية أمس الدكتور عبد الله بن حمدان الباتل الذي كرس حياته في البحث العلمي ووضع رؤية مستقبلية للاقتصاد السعودي، عبر العديد من الدراسات العملية والرسائل لا سيما دراسة مفصلة لسلوك الطلب على الواردات السعودية، وملفات الإصلاحات الاقتصادية والتنمية. وكان الباتل قد شهد خلال العقدين الماضيين أخذ اقتصاد بلاده بالكثير مما كان يطالب به مع زملائه الخبراء الاقتصاديين خلال العقدين الماضيين، لا سيما تنفيذ توجهات الدولة في التخصيص، ودعم مشاركة القطاع الخاص، والحد من سيطرة الدولة على المشاريع العملاقة، وتملك المواطنين حصصا في هذه المشاريع.
والدكتور الباتل أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك سعود خريج جامعة «أوف وست كانسن» بالولايات المتحدة، وبقي حوالي عقدين من الزمن يقوم بالتدريس في قسم الاقتصاد، بالإضافة إلى ترؤسه دورتين لأكبر تجمع للاقتصاديين السعوديين والتي تتم عبر الانتخاب في جمعية الاقتصاد السعودية، وهي جمعية علمية تهدف إلى تقديم البحوث العملية ومواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد السعودي، وضخ الحكومة السعودية بآراء وأفكار منتسبيها من الخبراء في جميع القطاعات.
من جانبه، كشف الدكتور حمد التويجري رئيس قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود في الرياض خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الدكتور الباتل أشرف بنفسه على العديد من رسائل الماجستير في جامعة الملك سعود وله مساهمات كثيرة عبر ترؤسه العديد من اللجان الاقتصادية. وأضاف التويجري أن الباتل يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وأبنائه الطلبة عبر سنين طويلة في التدريس بقسم الاقتصاد.
والدكتور الباتل من الاقتصاديين القلائل في السعودية وكان يتمتع ببعد نظر في ظل التحديات التي تواجه اقتصاد بلاده، لا سيما بإعادة النظر في السياسات الاقتصادية المتبعة في السابق. وله تعريف خاص عن التنمية المستدامة التي طالما طالب بضرورة تهيئة العوامل الاقتصادية لتحقيقها حيث بين أن «التنمية تهيئ للجيل الحاضر متطلباته الأساسية المشروعة، من دون أن تخل بقدرة المحيط الطبيعي على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتها، ومن دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها».
وسبق له أن طالب خلال منتديات اقتصادية سابقة بأن يمسك القطاع الخاص بزمام المبادرة والمشاركة في تنفيذ مشاريع عملاقة كالنقل وسكك الحديد وصناعات ثقيلة لا تعود إيراداتها بأقل من خمس سنوات، وعامل الزمن يعتبر مخاطرة ويلعب دورا كبيرا في عزوف القطاع الخاص عن المشاركة في مثل هذه المشاريع العملاقة.
والدكتورالباتل من خبراء الاقتصاد الذين يربطون النظريات الاقتصادية بواقع مجتمعاتهم، ويبتعد عن التنظير الذي يتهم به أحفاد آدم سميث، لذلك فإنه من الاقتصاديين الذين تنبهوا إلى أن مؤشر الدخل في بلاده لا يعكس التغييرات الحقيقية في حالة الرفاهية الاجتماعية بالنسبة إلى شرائح كبيرة من المجتمع السعودي. حيث أكد خلال رسائله العلمية العديدة في هذا المجال أن البيانات الخاصة بنمو الدخل لا تعكس العدالة في التوزيع، ولا تلبي الحاجات الأساسية للفرد كالغذاء والتعليم والرعاية الصحية والمساواة في الفرص والحريات، مما يجعل ضرورة البحث عن مؤشرات أخرى تعكس العناصر السابقة كمتطلب أساسي.
وبالعودة الى الدكتور التويجري فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن اقتصاد بلاده «فقد شخصا مهما، لقدرة الراحل الباتل على التحليل بعمق عن الاقتصاد الكلي والأسواق المالية المحلية والدولية»، مبينا أن الراحل معروف عنه سعة الإطلاع وشغفه للبحث العلمي.
ودع أمس الدكتور عبد الله الباتل بعد 20 عاما من العطاء
الرياض: عامر المرشد
فقد الوسط الاقتصادي والأكاديمي في السعودية أمس الدكتور عبد الله بن حمدان الباتل الذي كرس حياته في البحث العلمي ووضع رؤية مستقبلية للاقتصاد السعودي، عبر العديد من الدراسات العملية والرسائل لا سيما دراسة مفصلة لسلوك الطلب على الواردات السعودية، وملفات الإصلاحات الاقتصادية والتنمية. وكان الباتل قد شهد خلال العقدين الماضيين أخذ اقتصاد بلاده بالكثير مما كان يطالب به مع زملائه الخبراء الاقتصاديين خلال العقدين الماضيين، لا سيما تنفيذ توجهات الدولة في التخصيص، ودعم مشاركة القطاع الخاص، والحد من سيطرة الدولة على المشاريع العملاقة، وتملك المواطنين حصصا في هذه المشاريع.
والدكتور الباتل أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك سعود خريج جامعة «أوف وست كانسن» بالولايات المتحدة، وبقي حوالي عقدين من الزمن يقوم بالتدريس في قسم الاقتصاد، بالإضافة إلى ترؤسه دورتين لأكبر تجمع للاقتصاديين السعوديين والتي تتم عبر الانتخاب في جمعية الاقتصاد السعودية، وهي جمعية علمية تهدف إلى تقديم البحوث العملية ومواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد السعودي، وضخ الحكومة السعودية بآراء وأفكار منتسبيها من الخبراء في جميع القطاعات.
من جانبه، كشف الدكتور حمد التويجري رئيس قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود في الرياض خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الدكتور الباتل أشرف بنفسه على العديد من رسائل الماجستير في جامعة الملك سعود وله مساهمات كثيرة عبر ترؤسه العديد من اللجان الاقتصادية. وأضاف التويجري أن الباتل يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وأبنائه الطلبة عبر سنين طويلة في التدريس بقسم الاقتصاد.
والدكتور الباتل من الاقتصاديين القلائل في السعودية وكان يتمتع ببعد نظر في ظل التحديات التي تواجه اقتصاد بلاده، لا سيما بإعادة النظر في السياسات الاقتصادية المتبعة في السابق. وله تعريف خاص عن التنمية المستدامة التي طالما طالب بضرورة تهيئة العوامل الاقتصادية لتحقيقها حيث بين أن «التنمية تهيئ للجيل الحاضر متطلباته الأساسية المشروعة، من دون أن تخل بقدرة المحيط الطبيعي على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتها، ومن دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها».
وسبق له أن طالب خلال منتديات اقتصادية سابقة بأن يمسك القطاع الخاص بزمام المبادرة والمشاركة في تنفيذ مشاريع عملاقة كالنقل وسكك الحديد وصناعات ثقيلة لا تعود إيراداتها بأقل من خمس سنوات، وعامل الزمن يعتبر مخاطرة ويلعب دورا كبيرا في عزوف القطاع الخاص عن المشاركة في مثل هذه المشاريع العملاقة.
والدكتورالباتل من خبراء الاقتصاد الذين يربطون النظريات الاقتصادية بواقع مجتمعاتهم، ويبتعد عن التنظير الذي يتهم به أحفاد آدم سميث، لذلك فإنه من الاقتصاديين الذين تنبهوا إلى أن مؤشر الدخل في بلاده لا يعكس التغييرات الحقيقية في حالة الرفاهية الاجتماعية بالنسبة إلى شرائح كبيرة من المجتمع السعودي. حيث أكد خلال رسائله العلمية العديدة في هذا المجال أن البيانات الخاصة بنمو الدخل لا تعكس العدالة في التوزيع، ولا تلبي الحاجات الأساسية للفرد كالغذاء والتعليم والرعاية الصحية والمساواة في الفرص والحريات، مما يجعل ضرورة البحث عن مؤشرات أخرى تعكس العناصر السابقة كمتطلب أساسي.
وبالعودة الى الدكتور التويجري فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن اقتصاد بلاده «فقد شخصا مهما، لقدرة الراحل الباتل على التحليل بعمق عن الاقتصاد الكلي والأسواق المالية المحلية والدولية»، مبينا أن الراحل معروف عنه سعة الإطلاع وشغفه للبحث العلمي.