امـ حمد
12-03-2011, 12:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هيا بنا نؤمن ساعة,كلمات قالها عبد الله بن رواحة لأبى الدرداء رضي الله عنهما، وتشابهت مع ما قاله معاذ بن جبل لصاحبه وهو يذكره,اجلس بنا نؤمن ساعة,وما أحرانا, أن نردد نفس الكلمة على مسامعنا وعلى الدنيا من حولنا,اجلسوا بنا نؤمن ساعة,ساعة نراجع فيها ديننا، ونؤدي بها حق ربنا وحق النفس والناس، ساعة لا تحتمل التأخير، فقد جرت منا الدنيا مجرى الدم من العروق، ووصل حبها إلى شغاف قلوبنا، فمنا من باع دينه بدنيا لا بقاء لها ولا وفاء, ومنا من باع دينه بدنيا غيره،وإذا قال لك قائل، عظني أو ذكرني أو انصحني فقل له: (هيا بنا نؤمن ساعة) وقل لنفسك(وعجلت إليك رب لترضى)وبادر وسارع بها،كان البعض يقول,عجباً لمن يبكى على من مات جسده ولا يبكى على من مات قلبه وهو أشد,وهكذا فمحبة الخير للناس تجرى من المؤمن مجرى الدم من العروق،فما الذي يمنعك من أن تّذكر بآية , أو سنة هادية أو قصة هادفة, وقد تكون هذه الساعة هي ساعة قيامتك, أو ساعة رحيل,فتلقى ربك على عمل صالح وتكون بذلك قد بلغت الرسالة, وأديت الأمانة, ونصحت لإخوانك وأمتك, وأعذرت نفسك بين يدي ربك بالبلاغ وعساها توافق ساعة إجابة, والدال على الخير كفاعله, ولأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، وحسبك أن تقوم مقام الدعوة وتستن بسنن الأنبياء والمرسلين (أؤلئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراّ إن هو إلا ذكرى للعالمين)فاحذر من إضاعة الحقوق, ولا تبخل بهذه الساعة, فإن الله أحق أن يطاع فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر فلا يكفر, وأنت ممن يحب أن يطاع الله في الأرض,فإذا وجدت نفوراً أو إعراضاً فاتهم نفسك أولاً قبل أن تتهم الخلائق, وقل,لعلى لم أخاطب الناس على قدر عقولهم, وأكون بذلك قد أعنت الشياطين على نفوسهم، ولم أعنهم على طاعة الله, ولعل هذه الساعة لم تكن خالصة لوجه الله, ولذلك لم يحدث القبول, فاجمع قلبك على لسانك, وتوجه لخالق الأرض والسموات بالدعاء,واجعل حياتك وقفات على طريق الاستقامة, فأنفاسك تعد, ورحالك تشد, وعاريتك ترد, والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد,وما ثم إلا أمل مكذوب وأجل مكتوب (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون)أيها الغادي, قف ساعة وتفكر من أنت, وإلى أين المصير, أراحل أنت أم مقيم, وإذا كنت مرتحلاً فإلى أين, أإلى جنة أم إلى نار, فالحياة بغير الله سراب (يحسبه الظماّن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاّ ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب) ساعة نقيم فيها واجب العبودية, فلهذا خلقنا, ونعيش فيها طاعة الوقت, ولا بورك في الأعمار والأنفاس إن لم تكن الحياة طاعة وعبودية لله, ساعة لن تخيب ولن تضيع بها, فما خاب ولا ضاع من تعامل مع الله,كان شداد بن أوس يقول,اعلموا أنكم لن تروا من الخير إلا أسبابه, ولن تروا من الشر إلا أسبابه, الخير بحذافيره في الجنة, والشر بحذافيره في النار, والدنيا عرض حاضر يأكل منها البار والفاجر, والآخرة وعد صادق, ولكل دار بنون, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا,قال عمر بن الخطاب، من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شئ عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه,وقال عمر وهو يعظ رجلاً,لا تكلَّم فيما لا يعنيك، واعرف عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا تمشِ مع الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله عز وجل,وعن سلمان الفارسي قال,ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني, مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدرى أساخط رب العالمين عليه أم راضٍ عنه، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني, فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي ربى عز وجل ولا أدرى إلى جنة أو إلى نار,
أنت على الدرب تسير، ودعوتك وتذكيرك بالسلوك أبلغ من تذكيرك بالقول فإن وفقت وسددت فقل(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هيا بنا نؤمن ساعة,كلمات قالها عبد الله بن رواحة لأبى الدرداء رضي الله عنهما، وتشابهت مع ما قاله معاذ بن جبل لصاحبه وهو يذكره,اجلس بنا نؤمن ساعة,وما أحرانا, أن نردد نفس الكلمة على مسامعنا وعلى الدنيا من حولنا,اجلسوا بنا نؤمن ساعة,ساعة نراجع فيها ديننا، ونؤدي بها حق ربنا وحق النفس والناس، ساعة لا تحتمل التأخير، فقد جرت منا الدنيا مجرى الدم من العروق، ووصل حبها إلى شغاف قلوبنا، فمنا من باع دينه بدنيا لا بقاء لها ولا وفاء, ومنا من باع دينه بدنيا غيره،وإذا قال لك قائل، عظني أو ذكرني أو انصحني فقل له: (هيا بنا نؤمن ساعة) وقل لنفسك(وعجلت إليك رب لترضى)وبادر وسارع بها،كان البعض يقول,عجباً لمن يبكى على من مات جسده ولا يبكى على من مات قلبه وهو أشد,وهكذا فمحبة الخير للناس تجرى من المؤمن مجرى الدم من العروق،فما الذي يمنعك من أن تّذكر بآية , أو سنة هادية أو قصة هادفة, وقد تكون هذه الساعة هي ساعة قيامتك, أو ساعة رحيل,فتلقى ربك على عمل صالح وتكون بذلك قد بلغت الرسالة, وأديت الأمانة, ونصحت لإخوانك وأمتك, وأعذرت نفسك بين يدي ربك بالبلاغ وعساها توافق ساعة إجابة, والدال على الخير كفاعله, ولأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، وحسبك أن تقوم مقام الدعوة وتستن بسنن الأنبياء والمرسلين (أؤلئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراّ إن هو إلا ذكرى للعالمين)فاحذر من إضاعة الحقوق, ولا تبخل بهذه الساعة, فإن الله أحق أن يطاع فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر فلا يكفر, وأنت ممن يحب أن يطاع الله في الأرض,فإذا وجدت نفوراً أو إعراضاً فاتهم نفسك أولاً قبل أن تتهم الخلائق, وقل,لعلى لم أخاطب الناس على قدر عقولهم, وأكون بذلك قد أعنت الشياطين على نفوسهم، ولم أعنهم على طاعة الله, ولعل هذه الساعة لم تكن خالصة لوجه الله, ولذلك لم يحدث القبول, فاجمع قلبك على لسانك, وتوجه لخالق الأرض والسموات بالدعاء,واجعل حياتك وقفات على طريق الاستقامة, فأنفاسك تعد, ورحالك تشد, وعاريتك ترد, والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد,وما ثم إلا أمل مكذوب وأجل مكتوب (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون)أيها الغادي, قف ساعة وتفكر من أنت, وإلى أين المصير, أراحل أنت أم مقيم, وإذا كنت مرتحلاً فإلى أين, أإلى جنة أم إلى نار, فالحياة بغير الله سراب (يحسبه الظماّن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاّ ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب) ساعة نقيم فيها واجب العبودية, فلهذا خلقنا, ونعيش فيها طاعة الوقت, ولا بورك في الأعمار والأنفاس إن لم تكن الحياة طاعة وعبودية لله, ساعة لن تخيب ولن تضيع بها, فما خاب ولا ضاع من تعامل مع الله,كان شداد بن أوس يقول,اعلموا أنكم لن تروا من الخير إلا أسبابه, ولن تروا من الشر إلا أسبابه, الخير بحذافيره في الجنة, والشر بحذافيره في النار, والدنيا عرض حاضر يأكل منها البار والفاجر, والآخرة وعد صادق, ولكل دار بنون, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا,قال عمر بن الخطاب، من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شئ عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه,وقال عمر وهو يعظ رجلاً,لا تكلَّم فيما لا يعنيك، واعرف عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا تمشِ مع الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله عز وجل,وعن سلمان الفارسي قال,ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني, مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدرى أساخط رب العالمين عليه أم راضٍ عنه، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني, فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي ربى عز وجل ولا أدرى إلى جنة أو إلى نار,
أنت على الدرب تسير، ودعوتك وتذكيرك بالسلوك أبلغ من تذكيرك بالقول فإن وفقت وسددت فقل(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)