المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل سيتم ضرب إيران



الرسام القطري
26-04-2006, 09:26 AM
الاحتلال الأمريكي لكل من أفغانستان والعراق أدى الى انتشار الفوضى والاضطرابات وساهم الاحتلال الأمريكي في تدمير العراق، وسعت واشنطن لتنفيذ »مشروع الشرق الأوسط الكبير» معتمدة في مسعاها لتنفيذ هذا المشروع على مجموعة عوامل اجتمعت للصالح الأمريكي بدءا من القوة العسكرية والمادية والعلمية والثقافية وتداعياتها في المنطقة ومروراً بإعادة هيكلة اقتصاد العالم والتحول نحو اقتصاد السوق وتداعيات فرض العولمة وعمل الشركات العابرة للقارات وانتهاءً بتحديد منظومة ثقافية وتربوية وفرضها على شعوب المنطقة...
في ظل هذا الواقع المؤلم فرض التيار الاسلامي وجوده على الساحة الشرق اوسطية وفشل التحالف الأمريكي بخلق استقرار في العراق وأفغانستان واستشرست المقاومة الاسلامية وفرضت وجودها العسكري في العراق، ونجح الإخوان المسلمون في مصر رغم كافة المحاولات لتحجيمهم. ونجحت حركة حماس في انتخابات ديموقراطية شهد القاصي والداني بنزاهتها، وفي الوقت ذاته نجحت اسرائيل عبر البوابة الأمريكية بإختراق العالم العربي والاسلامي
( اندونيسيا، ماليزيا، باكستان) ووصل التدخل الأمريكي الذي بات يلعب دور العراب والحامي لاسرائيل أن تطلب واشنطن من حكومة قطر تفسيراً رسمياً عن استعدادها لدعم الحكومة الفلسطينية المنتخبة بما قيمته 05 مليون دولار شهريا ( وذلك في أعقاب قرار جامعة الدول العربية في مؤتمرها الأخير في السودان).
الولايات المتحدة تتجه نحو تصعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط استجابة للضغط الاسرائيلي المتمثل باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وذلك بدفع واشنطن ولندن لغزو ايران وضرب المفاعلات النووية الايرانية، وهي تسعى لإختراق الموقف العربي الحذر من ارسال جنود عرب الى العراق، حيث تشجع الولايات المتحدة الدول العربية (الصديقة) على ارسال قوات عسكرية الى العراق ولتمكين القوات الأمريكية من انسحاب مشرف من العراق من جهة والعمل على الإعداد العسكري لإقتحام ايران من أكثر من جهة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تعمل على إقحام وتوريط الدول العربية كشركاء في الحرب على ايران.
في هذا الخضم تأتي زيارة رافسنجاني للدول العربية والمحيطة للتأكيد على أن ايران تربطها علاقات وطيدة مع هذه الدول، وتحمل رسالة أخرى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي اذا ما ضُربت ايران عبر أراضي هذه الدول.
وبما أن الحديث يدور وبشكل قوي عن أنه سيتم ضرب ايران آجلاً أم عاجلاً، فإننا نسأل الأسئلة التالية:
- هل ستقوم ايران عندئذ بتفعيل الطوائف الشيعية الموجودة في الدول العربية في حالة تعرضها للضرب لخلق حالة من الفوضى والاضطرابات في تلكم الدول؟
- هل سيتوحد التيار السني والشيعي في العراق لضرب الجيش الأمريكي ليتحول الى رهينة بيد المجاهدين العراقيين؟
- وهل سيقوم حزب الله والذي يملك ترسانة من الصواريخ المتوسطة المدى بقصف اسرائيل من الشمال؟
- وهل ستتدخل دول محاذية لإيران لوقف العدوان الأمر-أوروبي- إسرائيلي على إيران لتحفظ مصالحها المادية والاقتصادية والإستراتيجية في المنطقة؟
- وهل ستتحرك الشعوب العربية والإسلامية في مظاهرات ضد هذا العدوان؟
إن كافة هذه التصورات والسيناريوهات تدفعنا للقول بأن منطقة الشرق الأوسط تتجه نحو تصعيد شديد اذا ما تم غزو ايران واحتلال جزء من أراضيها خاصة وأننا صرنا نسمع عن وجود قوات أمريكية وبريطانية تتدرب لقصف المفاعل النووي الايراني.
حتى نفهم بشكل اكثر عمقاً الدور الأمريكي المتسلط في المنطقة نضع أمام القارئ الكريم بعض الحقائق:
- رفضت الولايات المتحدة وبشدة أن يكون للدول العربية أي دور مؤثر يعمل على تهدئة الأوضاع بين سوريا ولبنان.
- الضغط الأمريكي المستمر على الدول العربية لإدانة محاولات ايران للحاق بالنادي النووي في ضوء تصاعد دورها في المنطقة وتولي الشيعة حكم العراق وامتداد التأثير الايراني على الملفين اللبناني والفلسطيني.
- الانحياز الأمريكي المطلق وغير المشروط لإسرائيل ودعم النشاط الاستيطاني والجدار العنصري الفاصل.
- الضغط غير المتوقف على السلطة الفلسطينية للتفريط بكل الثوابت الفلسطينية.
- الضغط المستمر على حكومة حماس وعدم منحها فرصة لإلتقاط أنفاسها وتحمل مسؤوليتها في إدارة دفة الشعب الفلسطيني.
- الضغط الأمريكي على الدول العربية لمنعها من مساعدة حكومة السلطة الفلسطينية بل وحتى مجرد الاتصال مع قياداتها المنتخبة ديموقراطياً.
في ظل هذا الواقع يمكننا القول أن الدول العربية باتت حقيقة خارج دائرة التأثير الدولي والاقليمي ويبدو جلياً أن ايران استوعبت الدرس العراقي جيداً، حيث تمثلت خلاصته مزيداً من التنازلات للشروط الدولية مزيداً من الاختراقات، والتي ستفضي الى تفكيك الدولة نهائياً قبيل إحتلالها العملي. لذلك نلاحظ أنه دائماً يسبق زيارة البرادعي لإيران، العراب الدولي لتركيع الأمم الشرقية ومنعها من التقدم التقني النووي - قارن بين زيارته لاسرائيل وزيارته لايران- أن تقوم ايران بتجارب صاروخية بالستية، وفي هذا اكثر من رسالة لدول الجوار وللعراب القديم في واشنطن.
إن هذا كله يدفعنا للقول أن منطقتنا تتجه نحو نفق مظلم لا نعلم نهايته ولا حجم الفتنة التي ستحدث... لكننا على يقين أن الأوضاع في المنطقة باتت أكثر سوءا من ذي قبل وأكثر تعقيداً.... إذ أن الذين يخططون للوصول الى حالة الفوضى العامة لإعادة ترتيب الأوراق وفقاً للنسق الذي يرونه ويعتقدونه معتمدين على الطابور الخامس الذي يعشش في جسد هذه الأمة سواءٌ كانوا »مفكرين» كانوا بالأمس القريب » اشتراكيين، قوميين، ماركسيين» أو جمعيات أهلية تعيش على الفتات القادم من خلف البحار وتنفذ اجندة أورو-أمريكية تتلخص بإعادة هندسة الانسان العربي المسلم في المنطقة وفق منظومة من القيم والتصورات والمعتقدات يتم بلورتها في أروقة الأمم المتحدة والتي تتجلى عدوانيتها لأمتنا الاسلامية ولشعوبنا العربية يوماً بعد يوم.
أقول أن هذا كله الذي يخطط لمنطقتنا لن يتم بالسهولة التي يظنها العرابون والوكلاء والسماسرة، فجميعنا سيدخل هذا النفق، قسم منا سيدخله وهو فرحان مسرور مغرور، وآخر سيُجّر إليه جراً وفريق ثالث سيُقاوم دخول هذه الجحور وهذا النفق. لذلك فإن الأيام القادمة علينا حُبلى بالأحداث الجسام، وقد تنطلق الأحداث من أرض الاسراء والمعراج قبل أن تستوي وتنضج في مناطق أخرى في شرقنا المتوسط، فسياسات التجويع الاسرائيلية ومحاولات تركيع الشعب الفلسطيني وإرغامه على قبول الفساد والفتات وما يريده العم سام الإسرائيلي ورفض خياره الديموقراطي - كشفت انتخابات مناطق السلطة الوطنية فضائحية الديموقراطية التي يتغنى بها الغرب واسرائيل، اذ ان اسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة تريدها ديموقراطية بالقياس والمعيار الذي يريدون ويخدم مصالحهم لا مصالح الشعب الفلسطيني- ينذر بانتفاضة فلسطينية ثالثة، وفي سياقات الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني والتطنيش الدولي والسكوت على الإرهاب الإسرائيلي، وفي ظل الكبت الذي تعيشه شعوبنا فإن انتفاضة شعبنا الفلسطيني ستفضي الى تحرك للشعوب العربية التي باتت كالمرجل تنتظر لحظة الانفجار.
سيكون الانفجار مدوياً غاضباً تتفاجأ منه الأنظمة والدهاقين القابعون في بروجهم العاجية في نيويورك وواشنطن ولندن وباريس.
وعندها ستكون حسابات الشارع غير حسابات الضابط، وحسابات المستضعفين غير حسابات المنتفخين، مفاصلات في واقعنا الشعبوي ستحدث، وممايزات ومزايلات ستتم، وفسطاطين سيظهرا.... ولن يكون الخاسر في هذا كله إلا أولئك الذين نفخوا في كربة اشعال الحرب وإشاعة الفساد بين البلاد والعباد....

شمعة الحب
26-04-2006, 09:33 AM
الله ليقوله اخوي الرسام القطري ..اذا اضربوا ايران استغفرالله العظيم قولوا على الدنيا السلام ..

الرسام القطري
26-04-2006, 09:35 AM
الخيار العسكري ضد إيران... هل يسفر عن نتائج عكسية؟


أدت التقارير الإخبارية الأخيرة التي تفيد بأن الولايات المتحدة تبحث حالياً إمكانية توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية إلى مضاعفة إيران جهودها لتطوير برنامج نووي. والحال أن هجوما أميركيا على إيران من شأنه أن يُفقد المنطقة استقرارها ويسفر عن نتائج عكسية بالنسبة للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب.

لقد أعلنت إيران أنها لن تتراجع عن رغبتها في الحصول على التكنولوجيا النووية، كما دفع الإعلان الإيراني الجانبين لإجراء اختبارات عسكرية، حيث جربت إيران عدة أنواع من الصواريخ في استعراض واضح للقوة، أما الولايات المتحدة فتستعد لاختبار قنبلة تزن 700 طن، صُممت لاختراق الغرف المحصنة تحت الأرض، على غرار تلك التي تحتضن المنشآت النووية الإيرانية. وقد أقر بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بشكل غير رسمي أن الخيار العسكري قد لا يكون ثمة مناص منه للأسباب التالية:
- الجهود الدبلوماسية الألمانية والبريطانية والفرنسية فشلت حتى الآن في إقناع إيران بضرورة التخلي عن برنامجها النووي. وإيران تتقدم في برنامج تخصيب اليورانيوم، وقد أنشأت مرافق لصناعة أجهزة الطرد المركزي واختبارها، ومنشأة تخصيب نموذجية صُممت لـ1000 جهاز طرد مركزي، ومنشأة تحت أرضية ينتظر أن تصل طاقتها الاستيعابية إلى 50000 جهاز طرد مركزي.
- التأخير سيجعل من القيام بضربة ناجحة ضد منشآت إيران النووية عملية صعبة وعصية، علما بأن المنشآت النووية في ناتانز دفنت تحت أزيد من 15 مترا من الإسمنت المسلح والتراب. وثمة ما يدل على أن نفس تدابير التحصين اعتمدت في منشآت أخرى.
- بإمكان الولايات المتحدة وإيران الحد من تأثير أي رد انتقامي إيراني، فإيران قد ترد بالقوة العسكرية بشكل مباشر أو غير مباشر عبر منظمات موالية لها مثل "حزب الله" اللبناني، كما أن إيران قد تحاول أيضا إغلاق مضيق هرمز حتى ترتفع أسعار النفط. إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تردان بطريقة تقليدية أو غير تقليدية على هجوم ينفذه حزب الله أو منظمات أخرى موالية لإيران. وإضافة إلى ذلك، تستطيع الولايات المتحدة نشر ما يكفي من الوحدات العسكرية لمنع وصد أي محاولة للسيطرة على مضيق هرمز.
وفي ضوء الأسباب سالفة الذكر، بلورت الولايات المتحدة مخططات تقضي بتوجيه ضربات عسكرية محدودة للمنشآت النووية الإيرانية. ويمكن للهجوم المحتمل أن يتخذ ثلاثة أشكال على الأقل: ضربات جوية انطلاقاً من مقاتلات أميركية أو إسرائيلية، أو هجوم بصواريخ أرض- أرض، أو هجوم بالصواريخ انطلاقاً من السفن أو الغواصات في البحر الأبيض المتوسط أو بحر العرب.
بيد أن الأصوات المنادية بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران لا تستند إلى أساس قوي في ظل عدم وجود ضمانات على نجاحها، ذلك أن مسؤولي عدة وكالات استخبارات غربية أقروا أنهم لا يعرفون مكان جميع المنشآت النووية في إيران. كما أن الأهداف الإيرانية لا توجد بمكان واحد كما كان عليه الحال بالنسبة للعراق سنة 1981 عندما تعرض مفاعله النووي لهجوم إسرائيلي، فهي اليوم موزعة على أرجاء إيران ومحمية ومحصنة.
والحق أن الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية قد تدفع مع ذلك إيران إلى الموافقة على التخلي بشكل نهائي عن حقها في تخصيب اليورانيوم مقابل تزويد مضمون من مصدر خارجي مثل روسيا. وإلى ذلك، ثمة بديل ممكن آخر يتمثل في خيار التخصيب المحدود، حيث يمكن للمجتمع الدولي أن يوافق صراحة على أن تنتج إيران الطاقة النووية السلمية. وبالمقابل، توافق إيران على تأخير البدء في برنامج التخصيب، وشروط تحد من حجمه ونطاقه، ونظام تفتيش صارم.
وعلاوة على ذلك، فإن كلفة هجوم أميركي محتمل ستكون باهظة جداً، وهي لن تكون كذلك نتيجة لرد عسكري أو اقتصادي إيراني، وإنما نتيجة تدهور العلاقات الأميركية مع البلدان الإسلامية، مما سيؤثر بشدة على حرب الولايات المتحدة العالمية على الإرهاب. فردود الفعل على الرسوم الكاريكاتورية للرسول محمد عليه الصلاة والسلام أبرزت بجلاء مدى قابلية انفجار المشاعر المعادية للغرب والولايات المتحدة في أوساط المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا. ولذلك من شأن الهجوم على إيران إتاحة فرصة أخرى لتأجيج هذه المشاعر.
والواقع أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة منتشرة أصلاً في العالم العربي، وذلك وفق استطلاع للرأي أجرته مؤسسة زغبي الدولية. ففي مصر والسعودية، اللتين تعتبران حليفين كبيرين للولايات المتحدة في المنطقة، يحمل 85 في المئة و89 في المئة من السكان على التوالي نظرة سلبية عن الولايات المتحدة.
مما لا شك فيه أن سلوك إيران على مستوى السياسة الخارجية والبرنامج النووي يشكل مصدر ازعاج حقيقيا، غير أن هجوما استباقياً ضد إيران اليوم لن يخدم قطعا المصالح السياسية والاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فكما قال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد مؤخراً، فإن الولايات المتحدة لم تُبل بلاء حسنا في جهودها الرامية للتصدي للتأييد الإيديولوجي للإرهاب. وعليه، فإذا كانت أميركا جادة فعلا في التصدي لهذا التأييد والفوز بالعقول والأفئدة في الشرق الأوسط، فعليها اتباع سياسات تكسبها التأييد بدلا من المزيد من العداء في المنطقة.

سيث جي. جونز
خبير في العلوم السياسية بمؤسسة "راند" وأستاذ زائر في برنامج الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون الأميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
عن المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب