التركي
13-03-2011, 03:59 PM
ياهلا بكم الربع...
اليوم جيت لكم مقال جميل عجبني وايد
والمقال فاز بمسابقة أفضل موضوع طُرح في مجلة الدوحة الألكترونية - قسم منتدى الحوار.
اللي يهمني أن صاحب المقال ناقش قضية في مجتمعنا.... لا تنسون أبي رايكم.
المقال لعضو ... اسمه صاحب الحكمة
حينما يدخل علينا الربيع، نرى الورود بألوانها وأشكالها تتفتّح وتبتهج فرحًا بدخوله، تضامنًا مع الطيور الحسان بتغاريدها الرنانة، وصوتها النّدي، وذلك المنوال السنوي الذي يتكرّر علينا، ولو قلّبنا أعيننا ذات اليمين وذات الشّمال لوجدنا ضربًا آخر من ضروب الفرح والسرور اللذان يعانقان القلوب، كمنوال سنوي يتمثّل في عيدين تلتقي فيه القلوب وتتعانق، وتتصافى فيه النّفوس ولا تتفارق،
وتستمر الأمثلة في صور جميلة ومشرقة تزور أهلها كل فترة لتعيد لهم ابتسامة صادقة، وبهجة عامرة في الوجوه، فها هي الشّعوب، تحتفل بين الحين والآخر، بأعيادها ومناسباتها، مسرورة بذلك.
وما أجمل ما أعيشه أنا في أيام عمري من عيدٍ ويومٍ، يتكرّر علي وعلى غيري، هو بمثابة الربيع للطيور والزهور، بل بمثابة العيدين للناس في زرع البهجة والسّرور.
إنّه يوم الجمعة ..... وما أدراك ما يوم الجمعة !!!؟
لا أقول عيدًا سنويًا يطول انتظاره .... بل هو عيدٌ أسبوعيٌ.
إخواني .... صدقوني، إنّ يوم الجمعة من الأهمية بمكان، وبمكانه من الأهمية.
لطالماخُلِق فيه آدم، ولطالما أدخل فيه الجنة، ولطالما أخرج فيه منها، بلولا تقوم السّاعة إلاّ بهذا العيد
أيها الأحبّة: يقول الله في محكم التنزيل : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع .. ) سورة الجمعة
لمّا كان من أهمّ شعارات هذا العيد وهذا اليوم، بل وأهم مشاعره، [خطبة الجمعة] ، التي من خلالها يستطيع الخطيب أن يعيد لنا مجدا تليداً، ويقدّم لنا بخطبه شعباً فريدا من نوعه ... يحمل أفكاراً تخدم الإسلام، والوطن، والمجتمع. بل وحتى الجمادات والحيوانات.
انصبّ حديثي وتركّز نقدي، على صور من بعض خطبائنا الذين قدّموا للمجتمع صورة أخرى عن هذا العيد، بالخطب التي ينادون بها.
فنحن نتّفق: أنّ الحضور لهذه الشعيرة العظيمة في مثل هذا اليوم من قبل المجتمع يتنوّع، فمنهم المثقّف ومنهم الجاهل، ومنهم الصغار ومنهم الكبار، وما ذاك إلاّ لغرض الاستفادة والتّعلم.
وإحساسًا مني بعظم مسؤولية الخطيب الملقاة على عاتقه، في مقابل إدراكي لصور عن بعض الخطباء ممّن حولوا مسار هذا العيد لخدمة مطامعهم وأفكارهم التي يحملونها ويريدون بثّها للمجتمع.
فأقول: بما أنّ دولة قطر سلّمها الله متمثّلة بوزارة الأوقاف، قد منحت الحرية للخطيب في اختيار موضوعه وخطبته التي يريد إلقائها للناس، فلا يحسُن استغلال هذه النّعمة، في طرح أمورٍ لا تخصّ الدّين بصلة، ولا ينتفع منها الحضور بشيء، مضيّعاً بذلك ما ينتظره المجتمع بفارغ الصّبر من صلاةٍ وشعيرة.
والذي أرّقني وأندى جبيني... أستغلال بعضهم للخطب في أمور السّياسة، والمشاكل الدّولية، وطرحها بأساليب حماسية، ولأغراض وأفكارٍ شخصية ... بعيداً عن الإنصاف والإعتدال، ولربّما أدت أمثال هذه الخطب بمجتمعنا، إلى ظهور بعض السلوكيات التي تسبّب الفوضى العارمة والكلام الّلامنطقي، والخلاف والشّقاق والنّزاع والتّشتّت الفكري، والمظاهرات وغيرها،
وسبب ذلك كما قلنا، كلماتٍ تلفظَ بها الخطيب الفلاني من غير أدنى حكمة أو عقل.
وأقول : ليتهم يحسنون التكلم بشرع الله ودينه كما يتقنون التكلم بالسياسة.
.
وضرب آخر من ضروب المستوى الدّعوي المتواضع عند بعض الخطباء، ما يتناوله البعض في نقاشهم في الخطب لبعض القضايا التي لا ينتفع بها المجتمع، ولا يستفيد منها الحضور بشكل كبير وواضح، كمن يخطب عن حوادث المرور مضمنّا ذلك النسب السنوية وعدد الوفيات وعدد المصابين والخسائر المترتبة على ذلك،
أو يخطب بعضهم عن مرض الإيدز وأسبابه وطرق علاجه وأمراض السكري والنسبة الدولية والعالمية لهذا المرض وطرق الوقاية منه .... ألخ آخره، ممّا يفقد الخطبة هيبتها، ويضيع عليها مقصدها، فهذه النّقاشات الصحية أو المرورية لو تُركت لأهلها لكان خير وأحسن طريقا.
وقد حضرت في مرّة من المرّات خطبة من خطب الجمعة، وتناول الخطيب فيها عن الإدارة والمدير وتطرّق لأمور تربوية ونفسية، وكيف للمدير أن يضبط موظفيه، وكيف له أن يكوّن شخصية ناجحة في عمله، ووو ألخ. وليته ضمّن خطبته كلاماً شرعيا يشفي الغليل.
وصنفٌ أخير أتناوله في حديثي ونقدي، ما افتقد إليه كثيرٌ من خطبائنا اليوم، من جمالِ في الأسلوب، وبراعةِ استهلال لخطبه، ونبرة رائعة للصوت، وانسجام في الموضوع، وصدقٍ في اللهجة، وحسنٍ في التّعبير، ممّا يجعل بعض الحاضرين متأثّرا، وآخرُ باكيا، ومذنباً تائبا، وعاقّا بوالديه بارّا، ومتحدثٍ بالكذب تاركا، وفاعلًا للخير مستزيدا.
فلقد أحسن من قال قولته:أختاروا خطبائكم جيدّا فإنّهم إن لم يؤثّروا على شخصياتكم، فهم يؤثّروا على مزاجكم.
وقبل الختام، فمجتمعنا بحاجة إلى أولئك الخطباء المربين، والمعلمين، والموجهين، الذين يحملون هم الأمة، ويعالجون قضاياها، ويجبرون كسرها، وإنّ الحرب باللسان على الشر أشد من حرب السيف والسنان.
ولتدارك وعلاج ما تطرقت إليه من ظواهر وصور سلبية تمثّلت في أولئك الخطباء اقترح ما يلي:-
1- تشكيل لجنة رفيعة المستوى في العلم والإدراك في وزارة الاوقاف لغرض تحديد المواضيع التي يحتاج لها المجتمع، ويكون متعطّشاً لها على أن يُفتح المجال للخطيب في إعدادها وتجهيزها.
2- تبديل الخطباء الضعفاء بخطباء ذو خبرة عالية من الثقافية الدينية، وذلك بعد نقض قانون اشتراط أن يكون الخطيب مرتبطاً بقانون الإقامة على الوزارة المعنية، فهدا يفتح لك باباً كبيراً من الخطباء البارعين.
3- لفت انتباه الخطباء الذين يتحدثون بالسياسة اللامنطقية وإلزامهم باعداد خطبة تنفع المجتمع .
4- فتح دورات ثقافية مركزة في وزارة الاوقاف للخطباء الغير مؤهلين وإعادة إعدادهم وصقل شخصيتهم.
اليوم جيت لكم مقال جميل عجبني وايد
والمقال فاز بمسابقة أفضل موضوع طُرح في مجلة الدوحة الألكترونية - قسم منتدى الحوار.
اللي يهمني أن صاحب المقال ناقش قضية في مجتمعنا.... لا تنسون أبي رايكم.
المقال لعضو ... اسمه صاحب الحكمة
حينما يدخل علينا الربيع، نرى الورود بألوانها وأشكالها تتفتّح وتبتهج فرحًا بدخوله، تضامنًا مع الطيور الحسان بتغاريدها الرنانة، وصوتها النّدي، وذلك المنوال السنوي الذي يتكرّر علينا، ولو قلّبنا أعيننا ذات اليمين وذات الشّمال لوجدنا ضربًا آخر من ضروب الفرح والسرور اللذان يعانقان القلوب، كمنوال سنوي يتمثّل في عيدين تلتقي فيه القلوب وتتعانق، وتتصافى فيه النّفوس ولا تتفارق،
وتستمر الأمثلة في صور جميلة ومشرقة تزور أهلها كل فترة لتعيد لهم ابتسامة صادقة، وبهجة عامرة في الوجوه، فها هي الشّعوب، تحتفل بين الحين والآخر، بأعيادها ومناسباتها، مسرورة بذلك.
وما أجمل ما أعيشه أنا في أيام عمري من عيدٍ ويومٍ، يتكرّر علي وعلى غيري، هو بمثابة الربيع للطيور والزهور، بل بمثابة العيدين للناس في زرع البهجة والسّرور.
إنّه يوم الجمعة ..... وما أدراك ما يوم الجمعة !!!؟
لا أقول عيدًا سنويًا يطول انتظاره .... بل هو عيدٌ أسبوعيٌ.
إخواني .... صدقوني، إنّ يوم الجمعة من الأهمية بمكان، وبمكانه من الأهمية.
لطالماخُلِق فيه آدم، ولطالما أدخل فيه الجنة، ولطالما أخرج فيه منها، بلولا تقوم السّاعة إلاّ بهذا العيد
أيها الأحبّة: يقول الله في محكم التنزيل : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع .. ) سورة الجمعة
لمّا كان من أهمّ شعارات هذا العيد وهذا اليوم، بل وأهم مشاعره، [خطبة الجمعة] ، التي من خلالها يستطيع الخطيب أن يعيد لنا مجدا تليداً، ويقدّم لنا بخطبه شعباً فريدا من نوعه ... يحمل أفكاراً تخدم الإسلام، والوطن، والمجتمع. بل وحتى الجمادات والحيوانات.
انصبّ حديثي وتركّز نقدي، على صور من بعض خطبائنا الذين قدّموا للمجتمع صورة أخرى عن هذا العيد، بالخطب التي ينادون بها.
فنحن نتّفق: أنّ الحضور لهذه الشعيرة العظيمة في مثل هذا اليوم من قبل المجتمع يتنوّع، فمنهم المثقّف ومنهم الجاهل، ومنهم الصغار ومنهم الكبار، وما ذاك إلاّ لغرض الاستفادة والتّعلم.
وإحساسًا مني بعظم مسؤولية الخطيب الملقاة على عاتقه، في مقابل إدراكي لصور عن بعض الخطباء ممّن حولوا مسار هذا العيد لخدمة مطامعهم وأفكارهم التي يحملونها ويريدون بثّها للمجتمع.
فأقول: بما أنّ دولة قطر سلّمها الله متمثّلة بوزارة الأوقاف، قد منحت الحرية للخطيب في اختيار موضوعه وخطبته التي يريد إلقائها للناس، فلا يحسُن استغلال هذه النّعمة، في طرح أمورٍ لا تخصّ الدّين بصلة، ولا ينتفع منها الحضور بشيء، مضيّعاً بذلك ما ينتظره المجتمع بفارغ الصّبر من صلاةٍ وشعيرة.
والذي أرّقني وأندى جبيني... أستغلال بعضهم للخطب في أمور السّياسة، والمشاكل الدّولية، وطرحها بأساليب حماسية، ولأغراض وأفكارٍ شخصية ... بعيداً عن الإنصاف والإعتدال، ولربّما أدت أمثال هذه الخطب بمجتمعنا، إلى ظهور بعض السلوكيات التي تسبّب الفوضى العارمة والكلام الّلامنطقي، والخلاف والشّقاق والنّزاع والتّشتّت الفكري، والمظاهرات وغيرها،
وسبب ذلك كما قلنا، كلماتٍ تلفظَ بها الخطيب الفلاني من غير أدنى حكمة أو عقل.
وأقول : ليتهم يحسنون التكلم بشرع الله ودينه كما يتقنون التكلم بالسياسة.
.
وضرب آخر من ضروب المستوى الدّعوي المتواضع عند بعض الخطباء، ما يتناوله البعض في نقاشهم في الخطب لبعض القضايا التي لا ينتفع بها المجتمع، ولا يستفيد منها الحضور بشكل كبير وواضح، كمن يخطب عن حوادث المرور مضمنّا ذلك النسب السنوية وعدد الوفيات وعدد المصابين والخسائر المترتبة على ذلك،
أو يخطب بعضهم عن مرض الإيدز وأسبابه وطرق علاجه وأمراض السكري والنسبة الدولية والعالمية لهذا المرض وطرق الوقاية منه .... ألخ آخره، ممّا يفقد الخطبة هيبتها، ويضيع عليها مقصدها، فهذه النّقاشات الصحية أو المرورية لو تُركت لأهلها لكان خير وأحسن طريقا.
وقد حضرت في مرّة من المرّات خطبة من خطب الجمعة، وتناول الخطيب فيها عن الإدارة والمدير وتطرّق لأمور تربوية ونفسية، وكيف للمدير أن يضبط موظفيه، وكيف له أن يكوّن شخصية ناجحة في عمله، ووو ألخ. وليته ضمّن خطبته كلاماً شرعيا يشفي الغليل.
وصنفٌ أخير أتناوله في حديثي ونقدي، ما افتقد إليه كثيرٌ من خطبائنا اليوم، من جمالِ في الأسلوب، وبراعةِ استهلال لخطبه، ونبرة رائعة للصوت، وانسجام في الموضوع، وصدقٍ في اللهجة، وحسنٍ في التّعبير، ممّا يجعل بعض الحاضرين متأثّرا، وآخرُ باكيا، ومذنباً تائبا، وعاقّا بوالديه بارّا، ومتحدثٍ بالكذب تاركا، وفاعلًا للخير مستزيدا.
فلقد أحسن من قال قولته:أختاروا خطبائكم جيدّا فإنّهم إن لم يؤثّروا على شخصياتكم، فهم يؤثّروا على مزاجكم.
وقبل الختام، فمجتمعنا بحاجة إلى أولئك الخطباء المربين، والمعلمين، والموجهين، الذين يحملون هم الأمة، ويعالجون قضاياها، ويجبرون كسرها، وإنّ الحرب باللسان على الشر أشد من حرب السيف والسنان.
ولتدارك وعلاج ما تطرقت إليه من ظواهر وصور سلبية تمثّلت في أولئك الخطباء اقترح ما يلي:-
1- تشكيل لجنة رفيعة المستوى في العلم والإدراك في وزارة الاوقاف لغرض تحديد المواضيع التي يحتاج لها المجتمع، ويكون متعطّشاً لها على أن يُفتح المجال للخطيب في إعدادها وتجهيزها.
2- تبديل الخطباء الضعفاء بخطباء ذو خبرة عالية من الثقافية الدينية، وذلك بعد نقض قانون اشتراط أن يكون الخطيب مرتبطاً بقانون الإقامة على الوزارة المعنية، فهدا يفتح لك باباً كبيراً من الخطباء البارعين.
3- لفت انتباه الخطباء الذين يتحدثون بالسياسة اللامنطقية وإلزامهم باعداد خطبة تنفع المجتمع .
4- فتح دورات ثقافية مركزة في وزارة الاوقاف للخطباء الغير مؤهلين وإعادة إعدادهم وصقل شخصيتهم.