شمعة الحب
26-04-2006, 10:19 PM
دورات استثمارية أم سباق مع الزمن؟
ريم محمد أسعد - محللة استثمارية وعضو جمعية الاقتصاد السعودية - - 28/03/1427هـ
منذ أيام وقع بيدي منشور إعلاني عن دورات للتحليل الفني للأسهم بتكلفة تبلغ نحو ألفين وبضع مئات من الريالات، التي زينت بعبارات للمستثمر الواعد وكيف أنه سيمسي قادراً على تحليل السوق والأسهم ببراعة بعد انقضاء الدورة.
والحقيقة أن الصحف بدأت تعج بإعلانات عن دورات مماثلة لجمهور المستثمرين الذي أصبح يعي إلى حاجته الماسة إلى الوعي الاستثماري وأسس الاستثمار الصحيحة.
والحقيقة أنني من أشد المطالبين بفتح جميع القنوات التوعوية الممكنة لجمهور المستثمرين الذي ينبغي عليه الاستفادة منها قبل شراء هذا السهم أو ذاك السند.
لكن حينما تأتي جهود التوعية في إطار خاطئ وعلى أساس غير صحيح فهذا ما يجب معالجته فوراً وعدم السماح بقيامه إلا بشروط.
إن تحفظي بالنسبة إلى دورات التحليل الفني للأسهم مبني على الآتي:
أولاً: باختصار يعرف التحليل الفني للأسهم Technical Analysis بأنه تحليل لإحصاءات ومسار حركة السهم والسوق التاريخية في محاولة لاستنتاج ـ وبطرق هنـدسية وحسابية - حركة السهم المستقبلية. وأنا هنا لا أشكك في هذا الفن فهو علم قائم ومتعارف عليه في جميع أسواق الأسهم المتطورة، ولكن ما ينبغي معرفته أن التحليل الفني للأسهم هو علم تختص به (أو يجب أن يقتصر على) فئة معينة من ممارسي المهنة مثل مديري المحافظ الذين تتضمن مهامهم الوظيفية إدارتها بشكل احترافي ويومي ومؤسسي. فالتحليل الفني إذن ليس أحد العلوم المبسطة ـ كما يبدو من الدعايات - والتي يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة للمدى الطويل. والمشكلة أن هذه الإعلانات لا تحدد فئة الجمهور المعنية بهذه الدورات بل توجه رسالتها لجميع فئات المستثمرين بعلمائهم وبسطائهم.
ثانياً: إن الثقافة والوعي الاستثماريين يمكن تحقيقهما فقط إذا تعلمنا أولاً أساسية ومبادئ الادخار والقيمة الزمنية للنقود وأهمية المدى الاستثماري الطويل لتحقيق الأرباح المستقبلية.
والمشكلة الفعلية كما أراها هي أن عجلة الزمن المتسارعة امتد تأثيرها إلى جميع مظاهر حياتنا حتى أصبحنا نتعلم الأمور من "ذيلها" بدلاً من رأسها، وأعني بذلك أننا أصبحنا لا نطيق صبراً على الاستثمار الطويل الأجل بل أصبحنا نتدافع نحو أساليب التحايل على الزمن لتعلم ما يحقق لنا أسرع ربح في أقصر وقت ممكن. ومن هنا يأتي تحفظي الشديد على مثل هذه الدورات لأنها في أساسها تعتمد مبدأ العجلة والآنيّة اللحظية دون التلفت لأساسيات الاستثمار الحقيقية.
ثالثاً: ينبغي على المستثمر تعلم أسس تحليل الشركات وقوائمها المالية. وهنا يجدر تعريف النوع المهم من التحاليل الذي يسمى التحليل الأساسي Fundamental Analysis. يعرف التحليل الأساسي أنه محاولة قياس القيمة العادلة للسهم بالاعتماد على حالة الاقتصاد والقطاع والوضع المالي للشركة. ومن المؤسف أننا نجد الصحف المحلية وقد نشرت قوائم الشركات المالية بانتظام إلا أن معظم القراء يجهل كيفية قراءة هذه القوائم بل وقد لا ينظر إليها أصلاً وإن مالكاً لأسهمها(!)
إن أهمية هذا العلم تكمن في إضفاء البعد الاقتصادي والتثقيفي الشامل للمستثمر ومنه يمكن تعلم حساب القيمة العادلة لسعر السهم على أسس مدروسة تمكننا من معرفة مكرر الربحية (أو مدى بعد سعر السهم عن قيمته العادلة). فإذا رسخ ذلك في أذهاننا فإننا نفكر مرتين قبل شراء هذا السهم أو ذاك!
وحتى لا أطيل على قرائنا الكرام فإني أختم مقالي بمناشدة الجهات الرقابية مثل هيئة السوق المالية على عدم السماح بقيام دورات تضر المستثمر أكثر مما تنفعه، وتمحيص محتوى هذه الدورات وملقنيها وجمهورها قبل السماح بها.
وهنا يجدر الإشادة بمجهودات القسم الإعلامي للهيئة بالنسبة إلى الكتيبات التوعوية التي تم إصدارها التي تعنى بتعليم مبادئ الاستثمار بأسسه الصحيحة. وقد أبدت الهيئة تعاوناً ملحوظاً مع البنوك لنشر هذه الإصدارات على موظفيها وعملائها ويمكن لأي شخص الاتصال على الرقم المذكور في نهاية الكتيب للحصول على نسخة منها والاستفادة من المعلومات المدرجة بها. أهي للعلم مسردة بشكل مبسط وبعيد عن أسلوب السرد الرتيب المنفر للقارئ؟
وللحديث بقية..
تعليقات الزوار
2139 28/03/1427هـ ساعة 11:05 صباحاً (السعودية)
إلى القراء الكرام: أود التنويه بأن الإيميل الخاص بي المذكور أسفل المقالة يقصد منه استقبال تعليقات وأفكار القراء لأهداف البحث ومعرفة توجهات القراء، وليس الغرض منه إعطاء نصائح استشارية مطلقاً. فجميع وجهات نظري الإستثمارية التي أرغب توجيهها أو مشاركتها مع جمهور القراء أقوم بكتابتها على صفحات الجريدة دون إعطاء أي استشارات شخصية خصيصاً للمستثمرين.
شاكرة لكم تفهمكم والله الموفق...
--------------------------------------------------------------------------------
28/03/1427هـ ساعة 11:56 صباحاً (السعودية)
فحوى الموضوع اعطي الخبز لخبازه
وياصغير انتظر طلة محلل من خلال قناه
ولاتشتري اسهم الشركات الخسرانه
وخلك صغير وعاقل واسمع الكلام
والحقيقه ان الخبز والخباز وحتى الزبون والفرن
في جيب الهامور المحلل الاستثماري الخطير
ريم محمد أسعد - محللة استثمارية وعضو جمعية الاقتصاد السعودية - - 28/03/1427هـ
منذ أيام وقع بيدي منشور إعلاني عن دورات للتحليل الفني للأسهم بتكلفة تبلغ نحو ألفين وبضع مئات من الريالات، التي زينت بعبارات للمستثمر الواعد وكيف أنه سيمسي قادراً على تحليل السوق والأسهم ببراعة بعد انقضاء الدورة.
والحقيقة أن الصحف بدأت تعج بإعلانات عن دورات مماثلة لجمهور المستثمرين الذي أصبح يعي إلى حاجته الماسة إلى الوعي الاستثماري وأسس الاستثمار الصحيحة.
والحقيقة أنني من أشد المطالبين بفتح جميع القنوات التوعوية الممكنة لجمهور المستثمرين الذي ينبغي عليه الاستفادة منها قبل شراء هذا السهم أو ذاك السند.
لكن حينما تأتي جهود التوعية في إطار خاطئ وعلى أساس غير صحيح فهذا ما يجب معالجته فوراً وعدم السماح بقيامه إلا بشروط.
إن تحفظي بالنسبة إلى دورات التحليل الفني للأسهم مبني على الآتي:
أولاً: باختصار يعرف التحليل الفني للأسهم Technical Analysis بأنه تحليل لإحصاءات ومسار حركة السهم والسوق التاريخية في محاولة لاستنتاج ـ وبطرق هنـدسية وحسابية - حركة السهم المستقبلية. وأنا هنا لا أشكك في هذا الفن فهو علم قائم ومتعارف عليه في جميع أسواق الأسهم المتطورة، ولكن ما ينبغي معرفته أن التحليل الفني للأسهم هو علم تختص به (أو يجب أن يقتصر على) فئة معينة من ممارسي المهنة مثل مديري المحافظ الذين تتضمن مهامهم الوظيفية إدارتها بشكل احترافي ويومي ومؤسسي. فالتحليل الفني إذن ليس أحد العلوم المبسطة ـ كما يبدو من الدعايات - والتي يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة للمدى الطويل. والمشكلة أن هذه الإعلانات لا تحدد فئة الجمهور المعنية بهذه الدورات بل توجه رسالتها لجميع فئات المستثمرين بعلمائهم وبسطائهم.
ثانياً: إن الثقافة والوعي الاستثماريين يمكن تحقيقهما فقط إذا تعلمنا أولاً أساسية ومبادئ الادخار والقيمة الزمنية للنقود وأهمية المدى الاستثماري الطويل لتحقيق الأرباح المستقبلية.
والمشكلة الفعلية كما أراها هي أن عجلة الزمن المتسارعة امتد تأثيرها إلى جميع مظاهر حياتنا حتى أصبحنا نتعلم الأمور من "ذيلها" بدلاً من رأسها، وأعني بذلك أننا أصبحنا لا نطيق صبراً على الاستثمار الطويل الأجل بل أصبحنا نتدافع نحو أساليب التحايل على الزمن لتعلم ما يحقق لنا أسرع ربح في أقصر وقت ممكن. ومن هنا يأتي تحفظي الشديد على مثل هذه الدورات لأنها في أساسها تعتمد مبدأ العجلة والآنيّة اللحظية دون التلفت لأساسيات الاستثمار الحقيقية.
ثالثاً: ينبغي على المستثمر تعلم أسس تحليل الشركات وقوائمها المالية. وهنا يجدر تعريف النوع المهم من التحاليل الذي يسمى التحليل الأساسي Fundamental Analysis. يعرف التحليل الأساسي أنه محاولة قياس القيمة العادلة للسهم بالاعتماد على حالة الاقتصاد والقطاع والوضع المالي للشركة. ومن المؤسف أننا نجد الصحف المحلية وقد نشرت قوائم الشركات المالية بانتظام إلا أن معظم القراء يجهل كيفية قراءة هذه القوائم بل وقد لا ينظر إليها أصلاً وإن مالكاً لأسهمها(!)
إن أهمية هذا العلم تكمن في إضفاء البعد الاقتصادي والتثقيفي الشامل للمستثمر ومنه يمكن تعلم حساب القيمة العادلة لسعر السهم على أسس مدروسة تمكننا من معرفة مكرر الربحية (أو مدى بعد سعر السهم عن قيمته العادلة). فإذا رسخ ذلك في أذهاننا فإننا نفكر مرتين قبل شراء هذا السهم أو ذاك!
وحتى لا أطيل على قرائنا الكرام فإني أختم مقالي بمناشدة الجهات الرقابية مثل هيئة السوق المالية على عدم السماح بقيام دورات تضر المستثمر أكثر مما تنفعه، وتمحيص محتوى هذه الدورات وملقنيها وجمهورها قبل السماح بها.
وهنا يجدر الإشادة بمجهودات القسم الإعلامي للهيئة بالنسبة إلى الكتيبات التوعوية التي تم إصدارها التي تعنى بتعليم مبادئ الاستثمار بأسسه الصحيحة. وقد أبدت الهيئة تعاوناً ملحوظاً مع البنوك لنشر هذه الإصدارات على موظفيها وعملائها ويمكن لأي شخص الاتصال على الرقم المذكور في نهاية الكتيب للحصول على نسخة منها والاستفادة من المعلومات المدرجة بها. أهي للعلم مسردة بشكل مبسط وبعيد عن أسلوب السرد الرتيب المنفر للقارئ؟
وللحديث بقية..
تعليقات الزوار
2139 28/03/1427هـ ساعة 11:05 صباحاً (السعودية)
إلى القراء الكرام: أود التنويه بأن الإيميل الخاص بي المذكور أسفل المقالة يقصد منه استقبال تعليقات وأفكار القراء لأهداف البحث ومعرفة توجهات القراء، وليس الغرض منه إعطاء نصائح استشارية مطلقاً. فجميع وجهات نظري الإستثمارية التي أرغب توجيهها أو مشاركتها مع جمهور القراء أقوم بكتابتها على صفحات الجريدة دون إعطاء أي استشارات شخصية خصيصاً للمستثمرين.
شاكرة لكم تفهمكم والله الموفق...
--------------------------------------------------------------------------------
28/03/1427هـ ساعة 11:56 صباحاً (السعودية)
فحوى الموضوع اعطي الخبز لخبازه
وياصغير انتظر طلة محلل من خلال قناه
ولاتشتري اسهم الشركات الخسرانه
وخلك صغير وعاقل واسمع الكلام
والحقيقه ان الخبز والخباز وحتى الزبون والفرن
في جيب الهامور المحلل الاستثماري الخطير