المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس تربويه...يوميه...



بنـ الدحيل ـت
26-04-2006, 10:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني وأخواتي في الله...

في هذا الموضوع

سأضع يوميا...أو كل يومين...

دروسا أخلاقيه...

ربما تكون عن أشياء معروفه...

ويعرفها الأغلبيه...

ولكن للتذكير اجر

وفائده لكل غافل أو ناسي...

لقوله تعالى

((ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين))

أتمنى منكم التفاعل...

وأتمنى من المشرفين تثبيت الموضوع....

جزاكم الله خيرا....

بنـ الدحيل ـت
26-04-2006, 10:48 PM
الدرس الأول...القــــــــــسوه


حين تجف داخلَ النفس الإنسانية عاطفة الإحساس بآلام الآخرين وحاجاتهم، وحين تنعدم من القلوب الرحمة تحل القسوة بالقلوب فتمسي مثل الحجارة التي لا ترشح بأي عطاء ، أو أشد قسوة من الحجارة؛ لأن من الحجارة ما تتشقق قسوته الظاهرة فيندفع العطاء من باطنه ماءً عذبًا نقيًا، ولكن بعض الذين قست قلوبهم يجف من أغوارها كل أثر للفيض والعطاء.

وقد وصل أقوام إلى هذا الحال من القسوة وانعدام الرحمة، فقد خاطب الله بني إسرائيل

فقال: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[البقرة:74].


إن من الحجارة ما يخرج منه العطاء، أما قلوب هؤلاء فلا تتدفق لأي مؤثر يستثير الرحمة، فتظل في قسوتها واستكبارها. ثم بيَّن الله السبب الذي لأجله قست قلوب أهل الكتاب:

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)[الحديد:16].


إن أية أمة يطول عليها الأمد وهي تتقلب في بحبوحة النعم على فسق وفجور ومعصية ونسيان لربها، تقسو قلوبها فلا تخشع لذكر الله وما نزل من الحق، وبهذا يبتعدون عن مهابط الرحمة فتقسو القلوب أكثر فأكثر.

وحين تشتد قسوة قلوب الأمم، يكون آخر علاج لإصلاحها أن تنزل بها الآلام والمصائب، لتردها إلى الله، فتلجأ إليه وتتضرع بذل وانكسار لاستدرار رحمته. فإذا لم تستجب القلوب لهذا الدواء، أتى دور الهلاك وفق سنة الله بعد أن يفتح عليهم أبواب كل شيء من الترف والنعمة، حتى إذا اغتروا بما عندهم من زهرة الدنيا وزينتها أتاهم عذاب الله



(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)الأنعام:42-45].

إن الذين قست قلوبهم قسوة بالغة، فهي لا تلين عند ذكر الله، وتظل معرضة عنه، ولا يزيدها التذكير بالله إلا قسوة ونفورًا، فأولئك الويل لهم:


(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر:22، 23]

إن أصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي".

إن حرارة الإيمان تستطيع أن تنضج القلوب فتلينها وترققها، فإذا غذاها وقود العمل الصالح والإكثار من الذكر، ومراقبة عدل الله وفضله وسلطانه المهيمن على جميع خلقه رقَّت القلوب وخشعت.. ومتى وصلت القلوب إلى هذه المرحلة تدفقت منها الرحمة.

أما عند غياب هذه المعاني الإيمانية عن القلوب فإنها تتيه في ظلمات الضلال والغواية والعصيان، فتقسو وتتكبر. وما أعظمها من عقوبة ،والعجب أن صاحب هذا القلب لا يشعر بأنه معاقب. وما أشد هذه العقوبة وأعظمها، يقول مالك بن دينار: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم.

أما عن أعظم أسباب قسوة القلوب فقد أخبر الله عنه عندما ذكر السبب الذي جعل ذريات بني إسرائيل تقسو قلوبهم، فقال تعالى

: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة:13].

فالمعصية ومخالفة أمر الله ونقضهم العهد والميثاق سبَّب لهم الطرد عن الله، فابتعدوا بذلك عن مهابط رحمة الله، فأمست قلوبهم جافة قاسية.

فاحذر أيها الحبيب مما يسبب لك قسوة القلب،وإذا وجدت قسوة في قلبك فامسح رأس يتيم ،وأطعم المسكين ، وأكثر من ذكر مولاك ، وسله شفاء قلبك.

رزقنا الله وإياكم رقة القلب وأعاذنا وإياكم من القسوة ، وصلى الله على أرحم الخلق محمد وآله وصحبه وسلم.

خاربه خاربه
27-04-2006, 06:42 AM
يعطيج العافيه يارب

بووليد
27-04-2006, 07:50 AM
الأخت الفاضلة
دائما ً نزداد علما ً بما تخطه يداك من علم فجزاكِ الله ألف خير
أخوكم في... الله...
ابو الوليد

بنـ الدحيل ـت
27-04-2006, 02:40 PM
الأخت الحبيبة خاربة

الأخ الكريم بو وليد

وفقكم الله وسدد خطاكم


جزاكم الله خيرا على الردود اللطيفه

التي زادت موضوعي تميزا...وشجعتني على المواصله...

بنـ الدحيل ـت
27-04-2006, 02:44 PM
نكــــــران الجميل من شيم اللئام...



يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض،
فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده.
ومعنى ذلك أن هذا الإنسان
سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه،
كما إنه سيأخذ منهم بعض ما يحتاج إليه.
وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته
إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه،
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به،
ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر،
ومن كتم فقد كفر،
ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور".


أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانًا
فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛
إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران،
بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل بالفضل:

ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. ... ..فعددت قولهم من الإضلال

إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. ... .وفعــال كل مهـذب مفضـال

أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. ... ..وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا


فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف
والصنائع الجميلة التي أسديت إليه سواء
من الله أو من المخلوقين فهو منكر
للجميل جاحد للنعمة.


· نكران الجميل سببٌ لدخول النار:

حين تكون عادة الإنسان نكران الجميل،
وكفران الإحسان فإنه يسلك بذلك سبيلاً
إلى النار – والعياذ بالله – فعن عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن".
قيل: أيكفرن بالله؟ قال:
"يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان،
لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأت منك
شيئًا قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قط".


· من لم يشكر الناس لم يشكر الله:

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر:
"من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير،
ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله،
التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر،
والجماعة رحمة، والفرقة عذاب".

وهكذا يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته
إلى الإقرار بالجميل وشكر من أسداه،
بل والدعاء له حتى يعلم أنه قد كافأه،
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه،
ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى عليكم معروفًا فكافئوه؛
فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه".


· نكران الجميل سبب العقوبة وزوال النعم:

قال الأصمعي رحمه الله:
سمعت أعرابيًا يقول:
أسرع الذنوب عقوبة كفر المعروف.

وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد لذلك؛
قال: النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى،
فأراد الله أن يبتليهم. فبعث إليهم ملكًا.
فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال:
لونٌ حسنٌ وجلدٌ حسنٌ ويذهب عني الذي قد قذرني الناس.
قال: فمسحه فذهب عنه قذره،
وأعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا. قال:
فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل.
قال: فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها.
قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟
قال: شعرٌ حسنٌ ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس.
قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرًا حسنًا.
قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر.
فأعطي بقرة حاملاً. قال: بارك الله لك فيها.
قال: فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟
قال: أن يرد الله إليَّ بصري فأبصر به الناس.
قال: فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟
قال: الغنم. فأعطي شاة والدًا فأنتج هذان وولد هذا.
قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر،
ولهذا واد من الغنم.

قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرًا أتبلغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟! فقيرًا فأعطاك الله مالاً؟! فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت.

قال: وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك؛ شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردَّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك".

فإياك إياك ونكران الجميل، واشكر صنائع المعروف، وكن من الأوفياء، فإن الكريم يحفظ ود ساعة.


والبقيه تأتي بمتابعتكم الكريمه.....باذن الله.....

بنـ الدحيل ـت
28-04-2006, 10:33 AM
إخواني .. وأخواتي في الله

إن الغدر صفة تدل على خسة النفس و حقارتها،

بل هو خصلة من خصال النفاق

التي قال فيها الرسول

صلى الله عليه وسلم

: "أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا؛
ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها:
إذا ائتمن خان،
وإذا حدث كذب،
وإذا عاهد غدر،
وإذا خاصم فجر".
[البخاري ومسلم].


فأي شيء أقبح من غدر
يسوق إلى النفاق،
وأي عار أفضح من نقض العهد
إذا عدت مساوئ الأخلاق!!.


وقد عدَّ بعض العلماء الغدر من الكبائر،

كيف لا

والغادر خصمه يوم القيامة

رب العالمين تبارك وتعالى،


ففي الحديث: "قال الله:
ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة:
رجل أعطى بي ثم غدر،
ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه،
ورجلٌ استأجر أجيرًا
فاستوفى منه ولم يعطه أجره"
.[البخاري].


وقد كان من وصاياه

صلى الله عليه وسلم

لأمراء جيشه:

"اغزوا باسم الله في سبيل الله،

قاتلوا من كفر بالله،

اغزوا ولا تغلوا،

ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا..."

الحديث [رواه مسلم].

إن الغادر مذموم في الدنيا ،

وهو كذلك عند الله تعالى،

وسيفضحه على رؤوس الخلائق يوم القيامة،


فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره،

ألا ولا غادر أعظم غدرًا من إمام عامة"

.(رواه مسلم)

فكم أوقع الغدر في المهالك مِن غادر،

وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر،

وطوَّقه غدره طوق خزي، فهو على فكِّه غيرُ قادر.

ومما هو معلوم ومشاهد في دنيا الناس

أن الغادر لا يكاد يتم له أمر ،

ولا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا ؛

فعن علي رضي الله عنه قال:

"ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة

عن النبي صلى الله عليه وسلم...

فمن أخفر مسلما(يعني نقض عهده)

فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

لا يقبل منه صرف ولا عدل...".البخاري


وقد ضرب المسلمون

أروع الأمثلة في الوفاء

حتى وإن فوت عليهم بعض المصالح ،


فعن سليم بن عامر قال :

كان بين معاوية وبين الروم عهد

وكان يسير نحو بلادهم

حتى إذا انقضى عهدهم غزاهم ،

فجاء رجل على فرس وهو يقول:

الله أكب ،ر الله أكبر ، وفاء لا غدر ،

فنظروا فإذا عمرو بن عبسة ،

فأرسل إليه معاوية فسأله،فقال :

إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدةً ،

ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء"

فرجع معاوية.

هكذا تربوا رضي الله عنهم ،

وهكذا تعلموا أن عاقبة الغدر وخيمة

فنبذوه وحذروا منه ،

فما أحوجنا إلى اقتفاء آثارهم

والتحلي بمثل أخلاقهم.

بدور
30-04-2006, 11:16 PM
جزاج الله خير اختي

بنـ الدحيل ـت
05-05-2006, 09:12 AM
هلا بالغالية ببدور .. جزاج الله خير


شاكرة لج مرورج

بنـ الدحيل ـت
05-05-2006, 09:24 AM
إخواني في الله ..

أخواتي الحبيبات ..



من الملاحظ في المعاملات الاجتماعية بين الناس
أن بعضهم قد يسيئون إلى إخوانهم إساءات مختلفة،
في ألسنتهم، في أيديهم،
في غير ذلك من جوارحهم،
في تصرفاتهم المالية أو غير المالية،
وقد تمس الإساءة النفس،
أو تمس العرض والشرف،
أو تمس المال والمتاع،
أو تمس الأهل والعشيرة...إلخ.



ولما كان الأمر بهذه الصورة
فإن هذه الإساءة لو تعامل معها المرء للوهلة الأولى
مستجيبًا لحظ نفسه وهواه
لترتب على ذلك شر عظيم وفساد ذات البين،
وانتشار العدوات بين أبناء المجتمع.
وقد وجه الله تعالى عباده المؤمنين
لضرورة التحلي بالصبر وكظم الغيظ،
بل والدفع بالتي هي أحسن:




(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فصلت:34، 35].


فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم
لتقوى الروابط وتتآلف القلوب،
ويُبنى ما تهدم من الروابط الاجتماعية،
ولننال رضى الله وجنته:



(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران:133، 134].



إن الشرع المطهر قد أجاز لنا أن نعاقب بمثل ما عوقبنا به،
لكنه مع ذلك بيَّن أن العفو وكظم الغيظ أفضل وأحسن:


(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)[النحل:126].


من فضائل كظم الغيظ:


إن لكظم الغيظ فضائل عظيمة؛
فبالإضافة إلى ما سبق من الفضائل
هناك جملة من الفضائل الأخرى
التي نطقت بها هذه الأدلة،منها:-
عن ابن عمر - رَضي الله عنهما -:


1-أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله؟
وأي الأعمال أحب إلى الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم،
أو يكشف عنه كُربةً، أو تقضي عنه دينًا،
أو تطرد عنه جوعًا،
ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ
إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد
- يعني مسجد المدينة - شهرًا،
ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه
- ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة،
ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يتهيأَ لهُ؛
أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".


2- عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".



3- عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بقومٍ يصطرعون؛ فقال: "ما هذا؟" قالوا: فلانٌ ما يُصارع أحدًا إلا صرعه، قال: "أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجلٌ كلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلبَ شيطانه وغلب شيطان صاحِبِهِ".4- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا - فأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض - : "من أنظر معسراً أو وضع عنه؛ وقاه اللّه من فيح جهنم، ألا إن عمل الجنة حَزْن بربوة (ثلاثاً)، ألا إن عمل النار سهل بشهوة، والسعيد من وقي الفتن، وما من جرعة أحبُّ إليَّ من جرعة غيظ يكظمها عبدٌ، ما كظمها عبدٌ للّه إلاَّ ملأ اللّه جوفه إيماناً".



5- عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى قال: "من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن يُنفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من الحور ما شاء".


وعلى هذه الأخلاق النبيلة تربى السلف رضي الله عنهم


1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من اتقى الله لم يشفِ غيظهُ، ومن خاف الله لم يفعل ما يُريدُ، ولولا يومُ القيامة لكان غير ما ترون".


2- عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر ابن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً أو شباناً. فقال عيينة لابن أخيه: يا لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال: سأستأذن لك عليه، فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر. فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب! فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر حتى همَّ أن يوقع به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين! إن اللَّه تعالى قال لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الأعراف 199]. وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب اللَّه.



3- جاء غلام لأبي ذر رضي الله عنه وقد كسر رجل شاةٍ له فقال له: من كسر رِجل هذه؟ قال: أنا فعلتُهُ عمدًا لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال: لأغيظنَّ من حرَّضك على غيظي، فأعتقه.


4- شتم رجلٌ عديَّ بن حاتم وهو ساكتٌ، فلما فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شيءٌ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.



5- قال محمد بن كعب رحمه الله تعالى: ثلاثٌ من كُنَّ فيه استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يُدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يُخرجه غضبُهُ عن الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.


6- قال رجلٌ لوهب بن منبه رحمه الله تعالى: إن فلانًا شتمك. فقال: ما وجد الشيطان بريدا غيرك؟!.


7- قال الغزالي رحمه الله تعالى: إن كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسانُ إذا هاج غيظُهُ ويحتاجُ فيه إلى مجاهدةٍ شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتيادًا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعبٌ، وحينئذ يُوصف بالحلم.

8- وذكر ابن كثير رحمه الله من صفاتِ أصحاب الجنة عند تفسير قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى قوله: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال: إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم.



9- ذكر ابن كثير في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أن رجلاً كلمه يومًا حتى أغضبه، فهم به عمر، ثم أمسك نفسه، ثم قال للرجل: أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا؟ قم عافاك الله، لا حاجة لنا في مقاولتك.



فهيا أحبابنا نعود أنفسنا كظم الغيظ
والتحلي بالحلم
عسى أن يملأ الله قلوبنا إيمانًا وحكمة،
ويزيدنا يوم القيامة رفعة

خاربه خاربه
06-05-2006, 01:53 AM
يعطيج العافيه

وشكرا لمجهودج الرائع

بنـ الدحيل ـت
07-05-2006, 05:54 PM
جزاج الله خير حبيبتي خاوية