المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحذروا اللسان الطويل



امـ حمد
16-03-2011, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن اللسان من نعم الله العظيمة، إذ لا يستبين الكفر، والإيمان إلا بشهادة اللسان وهو غاية الطاعة والعصيان,وأعصى الأعضاء على الإنسان اللسان، فإنه لا تعب في إطلاقه, وإنه أعظم آلة الشيطان في استغواء الإنسان,إذا ترك له العنان يصول ويجول,يتحدث عن فلان ويغتاب فلان، يستهزئ بهذا ويشتم هذا,فحد الكلام فيما لا يعنيك,وينبغي لكل إنسان, أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام, إلا كلاماّ ظهرت فيه المصلحة،وفي اللسان آفتان عظيمتان, إن خلص من أحدهما لم يخلص من الأخرى، آفة الكلام وآفة السكوت,فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله، مراء مداهن , والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله، وأهل الوسط ,هم أهل الصراط المستقيم، كفوا ألسنتهم عن الباطل ,فيما يعود عليكم نفعه في الآخرة، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها,وكثرة آفات اللسان, من الكذب والغيبة والنميمة والنفاق والفحش, وتزكية النفس,والخوض في الباطل والخصومة والفضول ، وإيذاء الخلق وهتك العورات، فيطلقه بما يحب ويكفه عما لا يحب,ففي الخواض خطر وفي الصمت سلامة,عظمت فضيلته, بالوقار, والذكر والعبادة, والسلامة من تبعات القول في الدنيا ,ومن حسابه في الآخرة,ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه،وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ولا نجاة من خطرها, لأن من ترك ذكر الله واشتغل فيما لا يعني,وهو,الخوض في الباطل، والمعاصي,والفحش والسب والسخرية, والاستهزاء,وإفشاء السر ,والكذب في القول ، إلا ما رخص فيه من الكذب لزوجته وفي الحرب,والغيبة، هي ذكر أخاك الغائب بما يكرهه إذا بلغه،والنميمة وهي إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه,وقد حذرالله من تلك الآفات ,قال تعالى(مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)وحين سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل النار, قال,الفم والفرج,وعندما سأل معاذ بن جبل رسول الله ,عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم,كف عليك هذا ,يعني اللسان , فقال, وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به, فقال(ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم, إلا حصائد ألسنتهم)والكلام أسيرك فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره،ليكن حظ المؤمن منك , إنك إن لم تنفعه فلا تضره,وإن لم تسره فلا تغمه,وإن لم تمدحه فلا تذمه, إن الله تعالى, خلق لك أذنين ولسانا واحداّ ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به,والكثير الآن تجاوز هذا الضعف،لا يمر اسم فلان من الناس إلا لمزه وغمزه,وأن يكون الكلام لداع يدعو إليه، إما في اجتلاب نفع، أو دفع ضرر,وأن يأتي به في موضعه، وأن يقتصر منه على قدر,حاجته,وأن يتخير اللفظ الذي يتكلم به,وإلا فإن الصمت يجمع, السلامة في دينه، فإلزم الصمت، فإنه يكسبك المحبة،ويلبسك ثوب الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار,فإن تكلمت فتكلم بحق أو أسكت،ولسان هو أشد مايأكل الحسنات ويجلب السيئات,يتعلق بك من بهته ويمسك بك من اغتبته,ويقبض على رقبتك من استهزأت به قال تعالى(أَحصاه الله ونسوه)حديثك تنساه بمجرد إطلاق الكلمة وانتهاء المجلس,ولكنه محصى عليك,موقوف أنت حتى يقتص منك,يؤخذ من حسناتك لهم فإن فنيت حسناتك أخذ من سيئاته فحطت عليك, وأنت أحوج ما تكون للحسنة الواحدة,
وهذه صحيفتك, فقل ما شئت.

العنود55
16-03-2011, 11:23 PM
جزاك الله كل الخير عالتذكير وأسأل الله العفو والعافيه

امـ حمد
17-03-2011, 02:29 AM
جزاك الله كل الخير عالتذكير وأسأل الله العفو والعافيه

تسلمين حبيبتي

ويزاااج الله كل الخير