عاشق الشهادة
19-03-2011, 03:20 PM
المقصود بفتنة المحيا والممات
السلام عليكم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سائلة تقول في هذا السؤال: يدعو الإنسان في صلاته (اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات) ما المقصود بفتنة الممات جزاكم الله خيراً؟
جواب الشيخ رحمه الله تعالى
فتنة المحيا هي أن يفتتن الإنسان بالدنياوينغمس فيها وينسى الآخرة
وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد بقوله { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} ، سورة الاعلى الآية 16ـ17ومن فتن الدنيا الشبهات، أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم . أما فتنة الممات فتشمل شيئين
الأول ما يحدث عند الموت ،والثاني ما يحدث في القبر
فأما الأول:وهوالذي يحدث عند الموت فإن الشيطان أعاذنا الله و من استمع منه أحرص ما يكون على إغواء بني آدم عند موته ، لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه -بمعنى- أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة فيما يخرجه عن دين الإسلام وليست هذه الحيلولة كحيلولة الله عز وجل التي ذكرها الله تعالى في قوله{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} ، سورة الانفال الآية 24 لكنه أي الشيطان يحرص حرصاً كاملاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة .
وقد ذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حين احتضاره يغمى عليه فيسمعونه يقول: بعد ، بعد فلما أفاق ، قيل له: يا أباعبد الله ما قولك بعد بعد؟ قال: إن الشيطان يتمثل أمامي يقول: فُتّني يا أحمد فُتّني يا أحمد ، فأقول له: بعد ، بعد – يعني - لم أفتك لأن الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذامات ، إذا مات انقطع عمله ولا رجاء للشيطان فيه إن كان مؤمناً ، فيقول إني أقول بعد بعد أي لم أفتك لجواز أن يحصل من الشيطان فتنة عند موت الإنسان .
ولكنني أبشر إخواني الذين آمنوا بالله حقاً واتبعوا رسوله صدقاً واستقاموا على شريعة الله، أبشرهم أن الله بفضله وكرمه لن يخذلهم لن يختم لهم بسوء الخاتمة لأن الله تعالى أكرم من عبده جل وعلا ، فمن صدق مع الله فليبشر بالخير لكن تكون سوء الخاتمة فيما إذا كان القلب منطوياً على سريرة خبيثة فإنه قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار نعوذ بالله من ذلك فهذه من فتنة الموت وإنما سميت فتنة الموت لقربها منه.
أما الثاني مما تتناوله فتنة الموت : فهو فتنة الإنسان في قبره فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فأما المؤمن - أسأل الله أن يجعلني ومن استمع منهم - فيقول:
ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة ويوسع له في قبره ، وأما الكافر والعياذ بالله أوالمرتاب فيقول ها ها لا أدري يطمس عليه حتى وإن كان في الدنيا يعرف ذلك يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وقلبه والعياذ بالله لم يدخله الإيمان فينادي منادٍ من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له باباً إلى النارويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ووالله إنها لفتنة عظيمة نسأل الله أن يقين اوإخواننا المسلمين إياها فهذا معنى قول الداعي (أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذابالقبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) فهذه فتنة الممات المذكورةفي هذا الحديث تشتمل على هذين الشيئين.
فتاوى نور على الدرب الشريط رقم 305
السلام عليكم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
سائلة تقول في هذا السؤال: يدعو الإنسان في صلاته (اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات) ما المقصود بفتنة الممات جزاكم الله خيراً؟
جواب الشيخ رحمه الله تعالى
فتنة المحيا هي أن يفتتن الإنسان بالدنياوينغمس فيها وينسى الآخرة
وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد بقوله { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} ، سورة الاعلى الآية 16ـ17ومن فتن الدنيا الشبهات، أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم . أما فتنة الممات فتشمل شيئين
الأول ما يحدث عند الموت ،والثاني ما يحدث في القبر
فأما الأول:وهوالذي يحدث عند الموت فإن الشيطان أعاذنا الله و من استمع منه أحرص ما يكون على إغواء بني آدم عند موته ، لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه -بمعنى- أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة فيما يخرجه عن دين الإسلام وليست هذه الحيلولة كحيلولة الله عز وجل التي ذكرها الله تعالى في قوله{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} ، سورة الانفال الآية 24 لكنه أي الشيطان يحرص حرصاً كاملاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة .
وقد ذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حين احتضاره يغمى عليه فيسمعونه يقول: بعد ، بعد فلما أفاق ، قيل له: يا أباعبد الله ما قولك بعد بعد؟ قال: إن الشيطان يتمثل أمامي يقول: فُتّني يا أحمد فُتّني يا أحمد ، فأقول له: بعد ، بعد – يعني - لم أفتك لأن الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذامات ، إذا مات انقطع عمله ولا رجاء للشيطان فيه إن كان مؤمناً ، فيقول إني أقول بعد بعد أي لم أفتك لجواز أن يحصل من الشيطان فتنة عند موت الإنسان .
ولكنني أبشر إخواني الذين آمنوا بالله حقاً واتبعوا رسوله صدقاً واستقاموا على شريعة الله، أبشرهم أن الله بفضله وكرمه لن يخذلهم لن يختم لهم بسوء الخاتمة لأن الله تعالى أكرم من عبده جل وعلا ، فمن صدق مع الله فليبشر بالخير لكن تكون سوء الخاتمة فيما إذا كان القلب منطوياً على سريرة خبيثة فإنه قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار نعوذ بالله من ذلك فهذه من فتنة الموت وإنما سميت فتنة الموت لقربها منه.
أما الثاني مما تتناوله فتنة الموت : فهو فتنة الإنسان في قبره فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فأما المؤمن - أسأل الله أن يجعلني ومن استمع منهم - فيقول:
ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة ويوسع له في قبره ، وأما الكافر والعياذ بالله أوالمرتاب فيقول ها ها لا أدري يطمس عليه حتى وإن كان في الدنيا يعرف ذلك يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وقلبه والعياذ بالله لم يدخله الإيمان فينادي منادٍ من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له باباً إلى النارويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ووالله إنها لفتنة عظيمة نسأل الله أن يقين اوإخواننا المسلمين إياها فهذا معنى قول الداعي (أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذابالقبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) فهذه فتنة الممات المذكورةفي هذا الحديث تشتمل على هذين الشيئين.
فتاوى نور على الدرب الشريط رقم 305