امـ حمد
19-03-2011, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموت مفرق الجماعات وميتم البنين والبنات والأزواج والزوجات المجرع للحسرات الناقل بين البيوت والقصور إلى القبور الموحشات المفجع للأهل والقربات,من العجيب الغريب أن كثيراً من الناس لا يذكرون الموت ولا يحبون أن يذكَّروا به، ومنهم من يتشاءم بمن يذكره بذلك، وينبهه لما هنالك، كأنما كتب الموت على غيرهم، ونسوا أوتناسوا أن الأحياء جميعاً هم أبناء الموتى، أين الآباء والأجداد, والأقارب، والجيران، والأحفاد, فقد نعى الله إلينا رسولنا، ونعانا إلى أنفسنا، فقال(إنك ميت وإنهم ميتون)وما يستخرج من شهادة بعد الوفاة إنما هي صورة طبق الأصل لما سجله الملائكة للعبد وهو في رحم أمه، قال تعالى (كل من عليها فان)هذا توقيع بخراب الدنيا، إنه توقيع ليس فيه تزوير، لا يقبل مراجعة، ولا تجد فيه الشفاعة.فالموت لا يميز بين صغير وكبير، ولا صحيح وسقيم، ولا غني وفقير، ولا أمير ووزير، ولا عالم ولا جاهل،ولا بر ولا فاجر(إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون) قال الخليفة الراشد والعبد الصالح عمر بن عبد العزيز(لم أر يقيناً أشبه بالشك كيقين الناس بالموت، موقنون أنه حق ولكن لا يعملون له)ووصيـة رسـولك صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال, أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال,كن في الدنيا كأنك غريب، أوعابر سبيل,وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول,إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، خذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك,قال النووي رحمه الله,لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطناً، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه،والمانع من ذكر الموت والاستعداد له, حب الدنيا، وطول الأمل، ينتج منه كراهية الموت,ألا وإن الدنيا بقاؤها قليل، وعزيزها ذليل، وغنيها فقير، وشابها يهرم، وحيها يموت، فالمغرور من اغتر بها، أين سكانها الذين بنوا مدائنها، وشقوا أنهارها، وغرسوا أشجارها, أقاموا فيها أياماً يسيرة، غرتهم بصحتهم، وغروا بنشاطهم، فركبوا المعاصي، إنهم كانوا في الدنيا مغبوطين بالأموال على كثرة المنع، محسودين على جمعها، ما صنع التراب بأبدانهم، والرمل بأجسادهم، والديدان بعظامهم وأوصالهم، كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة، وفرش منضدة، بين خدم يخدمون، وأهل يكرمون،وانظر إلى تقارب منازلهم، وسل غنيهم ما بقي من غناه، وسل فقيرهم ما بقي من فقره، وسلهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا بها ينظرون، وعن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان, امحت الألوان، وأكلت اللحمان، وعفرت الوجوه، وقبحت المحاسن، وكسرت الفقار، وأبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء، فأين خدمهم، وعبيدهم، وجمعهم، ومكنوزهم, والله ما زادوهم فراشاً، ولا وضعوا هنالك متكأ، أليسوا في منازل الخلوات,وعليهم الليل والنهار سواء، قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة، فكم من ناعم وناعمة أصبحت وجوهم بالية، وأجسادهم من أعناقهم بائنة، وأوصالهم متمزقة، قد سالت الحدق على الوجنات، وامتلأت الأفواه دماً وصديداً، ودبّت دواب الأرض في أجسادهم، ففرقت أعضاءهم، ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً حتى عادت العظام رميماً، وصاروا بعد السعة في المضايق، قد تزوجت نساؤهم، فمنهم الموسع له في قبره،المتنعم بلذته,يا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا,أين دارك الفيحاء, ,وطيبك وأين بخورك, وكسوتك لصيفك وشتائك,أما رأيته قد نزل به الأمر فما يدفع عن نفسه، وهو يرشح عرقاً، ويتلمظ عطشاً، ويتقلب في سكرات الموت ، جاء الأمر من السماء، والقدر والقضاء، جاءه من الأجل ما لا يمتنع منه،
اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات، وتغفر الزلات، وتبدلها حسنات،وتشغلنا بالطاعات بما يهمنا في الحياة وبعد الممات، وأن تستر الخطيئات، وتغفر للآبـاء والأمهـات، وتصلح الأزواج والذريات، إنك ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواك، ولا إله غيرك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموت مفرق الجماعات وميتم البنين والبنات والأزواج والزوجات المجرع للحسرات الناقل بين البيوت والقصور إلى القبور الموحشات المفجع للأهل والقربات,من العجيب الغريب أن كثيراً من الناس لا يذكرون الموت ولا يحبون أن يذكَّروا به، ومنهم من يتشاءم بمن يذكره بذلك، وينبهه لما هنالك، كأنما كتب الموت على غيرهم، ونسوا أوتناسوا أن الأحياء جميعاً هم أبناء الموتى، أين الآباء والأجداد, والأقارب، والجيران، والأحفاد, فقد نعى الله إلينا رسولنا، ونعانا إلى أنفسنا، فقال(إنك ميت وإنهم ميتون)وما يستخرج من شهادة بعد الوفاة إنما هي صورة طبق الأصل لما سجله الملائكة للعبد وهو في رحم أمه، قال تعالى (كل من عليها فان)هذا توقيع بخراب الدنيا، إنه توقيع ليس فيه تزوير، لا يقبل مراجعة، ولا تجد فيه الشفاعة.فالموت لا يميز بين صغير وكبير، ولا صحيح وسقيم، ولا غني وفقير، ولا أمير ووزير، ولا عالم ولا جاهل،ولا بر ولا فاجر(إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون) قال الخليفة الراشد والعبد الصالح عمر بن عبد العزيز(لم أر يقيناً أشبه بالشك كيقين الناس بالموت، موقنون أنه حق ولكن لا يعملون له)ووصيـة رسـولك صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال, أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال,كن في الدنيا كأنك غريب، أوعابر سبيل,وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول,إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، خذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك,قال النووي رحمه الله,لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطناً، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه،والمانع من ذكر الموت والاستعداد له, حب الدنيا، وطول الأمل، ينتج منه كراهية الموت,ألا وإن الدنيا بقاؤها قليل، وعزيزها ذليل، وغنيها فقير، وشابها يهرم، وحيها يموت، فالمغرور من اغتر بها، أين سكانها الذين بنوا مدائنها، وشقوا أنهارها، وغرسوا أشجارها, أقاموا فيها أياماً يسيرة، غرتهم بصحتهم، وغروا بنشاطهم، فركبوا المعاصي، إنهم كانوا في الدنيا مغبوطين بالأموال على كثرة المنع، محسودين على جمعها، ما صنع التراب بأبدانهم، والرمل بأجسادهم، والديدان بعظامهم وأوصالهم، كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة، وفرش منضدة، بين خدم يخدمون، وأهل يكرمون،وانظر إلى تقارب منازلهم، وسل غنيهم ما بقي من غناه، وسل فقيرهم ما بقي من فقره، وسلهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا بها ينظرون، وعن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان, امحت الألوان، وأكلت اللحمان، وعفرت الوجوه، وقبحت المحاسن، وكسرت الفقار، وأبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء، فأين خدمهم، وعبيدهم، وجمعهم، ومكنوزهم, والله ما زادوهم فراشاً، ولا وضعوا هنالك متكأ، أليسوا في منازل الخلوات,وعليهم الليل والنهار سواء، قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة، فكم من ناعم وناعمة أصبحت وجوهم بالية، وأجسادهم من أعناقهم بائنة، وأوصالهم متمزقة، قد سالت الحدق على الوجنات، وامتلأت الأفواه دماً وصديداً، ودبّت دواب الأرض في أجسادهم، ففرقت أعضاءهم، ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً حتى عادت العظام رميماً، وصاروا بعد السعة في المضايق، قد تزوجت نساؤهم، فمنهم الموسع له في قبره،المتنعم بلذته,يا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا,أين دارك الفيحاء, ,وطيبك وأين بخورك, وكسوتك لصيفك وشتائك,أما رأيته قد نزل به الأمر فما يدفع عن نفسه، وهو يرشح عرقاً، ويتلمظ عطشاً، ويتقلب في سكرات الموت ، جاء الأمر من السماء، والقدر والقضاء، جاءه من الأجل ما لا يمتنع منه،
اللهم إنا نسألك أن تقيل العثرات، وتغفر الزلات، وتبدلها حسنات،وتشغلنا بالطاعات بما يهمنا في الحياة وبعد الممات، وأن تستر الخطيئات، وتغفر للآبـاء والأمهـات، وتصلح الأزواج والذريات، إنك ولي ذلك والقادر عليه، لا رب سواك، ولا إله غيرك.