لاداعي
27-04-2006, 03:25 PM
لحدان بن صباح الكبيسي
1309هـ ـ 1375 هـ
تعريفه :-
هو لحدان بن صباح بن خميس بن محمد بن لحدان بن شلهوب الكبيسي من الشلاهبه من الصمخان أحد أفخاذ قبيلة لكبسه المنتشرة في قطر والبحرين بشكل خاص .
مولده :-
ولد عام 1309 ه في شمال قطر ولا يعرف بالتحديد موضع ولادته ولربما يكون في العريش أو الجميل حيث انهما مقر سكني قبيلته.
ثقافته:-
لم ينل قسطا وافرا من التعليم سوى حفظ القرآن الكريم كما تعلم مبادئ الكتابة فكان ذلك عونا له في كسب معيشته كما سيأتي ذكره. وفي زمن كان فيه الشعر ديوان العرب وسجل تواريخهم ووقائعهم فقد استطاع حفظ الكثير من الشعر من ألسنة الرواة كما كانت قبيلته تزخر بالشعراء المفلقين وقد نشا في بيئة شعرية فجده لأمه شاعر وخاله صباح بن محمد الكبيسي شاعر له باع طويل فكان ذلك حافزا ومشجعا له على النظم وصقل موهبته بتبادل القصائد مع شعراء عصره مما اكسبه خبرة ومرانا في تجربته الشعرية. ومن قصائده القديمة التي تبادلها مع خاله صباح بن محمد نقتطف هذه الأبيات ( ر ) :-
يا راكب من فوق نضو أعبنـا شامخ سنامه يطوي الجو لى غـار
لا هوب لا حاشي ولا باللأدنا ينحي على البيدا كما الظبي لى ذار
صباح لو إن القطا يفهمنــا شكيت أنا لي مرن العصر طيــار
عساه منا بالخبــر يسرعنـا ويبلغـن منا خفيـات الأســرار
أبكي على ما فرق الدهر منـا وأنا لمن يبكي دنـاياه عـــذار
وتروى هذه الأبيات أيضا بصيغة مختلفة هي :
يا راكب من فوق نضو امعنـا شامخ سنامه يطوي الجو لى غـار
لا هوب لا حاشي ولا مستسنا ينحي على الريدا كما الظبي لى ذار
صباح لو جول القطـا يفهمنا لأفضـي عليه السد لى مـر طيار
عساهن بـرد الخبـر يسرعنا يبلغنـي عن خفيـات الاسـرار
فأجابه خاله بقصيدة منها هذا البيت :
ان شفت انا ما عفت جاكم ظعنا وعن المهونه ببعد الــدار عن دار
أما بداية نظمه الشعر فروى عنه انه نام ذات ليلة فحلم بأنه راكب حمارا ومر بقوم جالسين في وادي أبا الحيران جنوب الثغب فسلم عليهم فلم يردوا عليه السلام فانشد قائلا :
عينت ناس ما ترد السلامي لا هم بمرضان ولا هم بموتان
فلما اصبح أخبر أصحابه وأهله بالحلم فتنباوا بظهور شاعر جديد في القبيلة وكان عمره آنذاك عشر سنين .
نشاته :
نشأ يتيم الأب حيث ان والده توفى وهو صغير السن فتربى في كنف أخيه الكبير شلهوب الذي اجتهد في تربيته وأكرم مثواه فنشا محبا للصحراء و الإبل و الصقارة و الصيد والقنص فكان يخرج في طلب هوايته ويرتحل أياما فى البراري والقفار إشباعا لرغبته . وتروى له أبيات من قصيدة له في بندقيته التي اسماها (الغريبة) :
كان الغريبة تلقى التيس وتصيبـه و الا فأنا خاطري ما هو بسماحـي
اطلب من الله خاطي يوم ترمي به وتشوف جنبه عل الضيحه إلى طاحي
مخباطهـا واقع تلقـى مضاريبـه فوق المريفق تشوفـه عقب ما طاحي
ثم جاور قبيلة النعيم التي كانت تسكن شمال قطر إشباعا لهوايته حيث انهم يرتحلون صيفا إلى البحرين وينزلون في منطقة المراقيب وفي الربيع يرتحلون إلى قطر طلبا للعشب و ينتقلون من موضع إلى أخر كلما أقفر من العشب . وكان شاعرنا يقوم بتدريس القرآن لأبناء هذه القبيلة كما كان يؤمهم في الصلاة فصار محل تقديرهم وثقتهم فهو اهل لتلك الثقة فقد شاركهم البأساء والضراء وارتحل معهم نهائيا إلى البحرين عندما ارتحلوا إليها عام 1357 هـ فربط مصيره بمصير تلك القبيلة العربية.
أخلاقه :
اشتهر بكرمه رغم فاقته ويتجلى طموحه من خلال شعره حيث انه يصبو لان يكون ملتقى الضيوف ومقصدهم ، وبالفعل فقد كان بيته المتواضع مفتوحا لضيوف يستقبلهم بكل حفاوة وبشر :
حيث ان جعلنا لضيفنا من بيوتنا نصف وهو مالـه علينـا دلا يل
و نخشره في قوت العيال ونجتهد وحن ما نرد الشور صوب الحلايل
نبي سنة المختار مع ستر حالنـا ومن نال ستر الحال نال الفضايل
فلا همنـا قل إلى بـان فعلنـا ويبا الله علينا ما ندوس الفشايـل
وحتى في الأوقات العسيرة الصعبة أوان الحرب العالمية الثانية حيث عمت الأزمات الاقتصادية واصبح الناس في ضنك يجاهدون من اجل العيش بشتى السبل ، لم يتخل لحدان عن كرمه ولم يزده العسر الا زيادة في الكرم :
بعض العرب ما همه اللي جرى لي يمسي و يصبح خادر مثل حيوان
ما يفتكر لى من نصوه الرجالـي يبغون شن حاضر و لا فيه فهقان
يبغون مجلـس دافـي بـه ظلالي ووجه إلى شان الدهر فيه ما شان
وبن يسوى في عـذاب الدلالـي يشرى وحتى لو تغلب بالأثمـان
والهيل يخلط به و لو كان غالـي ما للفتى دونه عـذور وحنـان
وخلاف ماي الورد والعود تالـي يجعل نشوق و قدر ذر بين الايمان
لى شـافهم راعي السخا ما يمالي يرى الخسارة ربح ما هي بخسران
فهو يرى ان المصاريف المالية التي ينفقها في الكرم إنما هي ربح وليست خسارة ، ويقول :
كم واحد راعي اسموت و هاني رده عسير الدهر من غير ختيار
في المرجله ما هو بيعطي ليـاني أفنى مواجيده يـدور التستـار
من عقب ما يظهر إكبار الجفاني خطـر يدوج بين الاسلام طرار
ويقول أيضا :
خطر تضيع المرجله من هل الجاه لى قل وجـد ايمانهـم من ثراها
والحر لى منه رمى الريـش زراه وان صف ريشه زال عنها زراها
ويقول كذلك في نفس المعنى :
وشلي ولا لـه مال يزداد حسره كما الطير لى منه فقد ريش لجناحي
فمن اعتاد على إكرام الضيف يسوءه ان يتخلى عن كرمه :
والضيف يبغي لـه إلى مر فنجـال ورسم يخبره في وطور الاوايل
فان دامت الشده على مثل ذا الحال والقوت بالجتي نظرنا النكايل
واشتهر شاعرنا أيضا بحميته وغيرته على أصحابه فعندما يتعرض أحد أصحابه لهجوم من أحد الشعراء أو المتقولين ينبري لحدان للدفاع عنه بكل ما أوتي من براعة .
صفته :
كان معتدل الطول ضخم البنية لون بشرته يميل إلى البياض واسع العينين طويل الوجه له لحية معتدلة دقيقة ، وهو ألثغ اللسان قليلا ويقول فى ذلك :
أعرف تاريخ العـرب والمجاري وعقدة لسـاني ما اخلفت منه مجراه
قلبي صحيح والمعـاني إغزاري وكم من فصيح لسان ويضيع معناه
حياته الخاصة :
تزوج لحدان أربع مرات ولكنه لم يعقب سوى ولدين وابنتين ، وتعرض للفاقة وخاصة أيام الحرب العالمية الثانية مما كان له اكبر الأثر في شعره حيث يلاحظ شكواه من ضيق ذات اليد .
يتبع
1309هـ ـ 1375 هـ
تعريفه :-
هو لحدان بن صباح بن خميس بن محمد بن لحدان بن شلهوب الكبيسي من الشلاهبه من الصمخان أحد أفخاذ قبيلة لكبسه المنتشرة في قطر والبحرين بشكل خاص .
مولده :-
ولد عام 1309 ه في شمال قطر ولا يعرف بالتحديد موضع ولادته ولربما يكون في العريش أو الجميل حيث انهما مقر سكني قبيلته.
ثقافته:-
لم ينل قسطا وافرا من التعليم سوى حفظ القرآن الكريم كما تعلم مبادئ الكتابة فكان ذلك عونا له في كسب معيشته كما سيأتي ذكره. وفي زمن كان فيه الشعر ديوان العرب وسجل تواريخهم ووقائعهم فقد استطاع حفظ الكثير من الشعر من ألسنة الرواة كما كانت قبيلته تزخر بالشعراء المفلقين وقد نشا في بيئة شعرية فجده لأمه شاعر وخاله صباح بن محمد الكبيسي شاعر له باع طويل فكان ذلك حافزا ومشجعا له على النظم وصقل موهبته بتبادل القصائد مع شعراء عصره مما اكسبه خبرة ومرانا في تجربته الشعرية. ومن قصائده القديمة التي تبادلها مع خاله صباح بن محمد نقتطف هذه الأبيات ( ر ) :-
يا راكب من فوق نضو أعبنـا شامخ سنامه يطوي الجو لى غـار
لا هوب لا حاشي ولا باللأدنا ينحي على البيدا كما الظبي لى ذار
صباح لو إن القطا يفهمنــا شكيت أنا لي مرن العصر طيــار
عساه منا بالخبــر يسرعنـا ويبلغـن منا خفيـات الأســرار
أبكي على ما فرق الدهر منـا وأنا لمن يبكي دنـاياه عـــذار
وتروى هذه الأبيات أيضا بصيغة مختلفة هي :
يا راكب من فوق نضو امعنـا شامخ سنامه يطوي الجو لى غـار
لا هوب لا حاشي ولا مستسنا ينحي على الريدا كما الظبي لى ذار
صباح لو جول القطـا يفهمنا لأفضـي عليه السد لى مـر طيار
عساهن بـرد الخبـر يسرعنا يبلغنـي عن خفيـات الاسـرار
فأجابه خاله بقصيدة منها هذا البيت :
ان شفت انا ما عفت جاكم ظعنا وعن المهونه ببعد الــدار عن دار
أما بداية نظمه الشعر فروى عنه انه نام ذات ليلة فحلم بأنه راكب حمارا ومر بقوم جالسين في وادي أبا الحيران جنوب الثغب فسلم عليهم فلم يردوا عليه السلام فانشد قائلا :
عينت ناس ما ترد السلامي لا هم بمرضان ولا هم بموتان
فلما اصبح أخبر أصحابه وأهله بالحلم فتنباوا بظهور شاعر جديد في القبيلة وكان عمره آنذاك عشر سنين .
نشاته :
نشأ يتيم الأب حيث ان والده توفى وهو صغير السن فتربى في كنف أخيه الكبير شلهوب الذي اجتهد في تربيته وأكرم مثواه فنشا محبا للصحراء و الإبل و الصقارة و الصيد والقنص فكان يخرج في طلب هوايته ويرتحل أياما فى البراري والقفار إشباعا لرغبته . وتروى له أبيات من قصيدة له في بندقيته التي اسماها (الغريبة) :
كان الغريبة تلقى التيس وتصيبـه و الا فأنا خاطري ما هو بسماحـي
اطلب من الله خاطي يوم ترمي به وتشوف جنبه عل الضيحه إلى طاحي
مخباطهـا واقع تلقـى مضاريبـه فوق المريفق تشوفـه عقب ما طاحي
ثم جاور قبيلة النعيم التي كانت تسكن شمال قطر إشباعا لهوايته حيث انهم يرتحلون صيفا إلى البحرين وينزلون في منطقة المراقيب وفي الربيع يرتحلون إلى قطر طلبا للعشب و ينتقلون من موضع إلى أخر كلما أقفر من العشب . وكان شاعرنا يقوم بتدريس القرآن لأبناء هذه القبيلة كما كان يؤمهم في الصلاة فصار محل تقديرهم وثقتهم فهو اهل لتلك الثقة فقد شاركهم البأساء والضراء وارتحل معهم نهائيا إلى البحرين عندما ارتحلوا إليها عام 1357 هـ فربط مصيره بمصير تلك القبيلة العربية.
أخلاقه :
اشتهر بكرمه رغم فاقته ويتجلى طموحه من خلال شعره حيث انه يصبو لان يكون ملتقى الضيوف ومقصدهم ، وبالفعل فقد كان بيته المتواضع مفتوحا لضيوف يستقبلهم بكل حفاوة وبشر :
حيث ان جعلنا لضيفنا من بيوتنا نصف وهو مالـه علينـا دلا يل
و نخشره في قوت العيال ونجتهد وحن ما نرد الشور صوب الحلايل
نبي سنة المختار مع ستر حالنـا ومن نال ستر الحال نال الفضايل
فلا همنـا قل إلى بـان فعلنـا ويبا الله علينا ما ندوس الفشايـل
وحتى في الأوقات العسيرة الصعبة أوان الحرب العالمية الثانية حيث عمت الأزمات الاقتصادية واصبح الناس في ضنك يجاهدون من اجل العيش بشتى السبل ، لم يتخل لحدان عن كرمه ولم يزده العسر الا زيادة في الكرم :
بعض العرب ما همه اللي جرى لي يمسي و يصبح خادر مثل حيوان
ما يفتكر لى من نصوه الرجالـي يبغون شن حاضر و لا فيه فهقان
يبغون مجلـس دافـي بـه ظلالي ووجه إلى شان الدهر فيه ما شان
وبن يسوى في عـذاب الدلالـي يشرى وحتى لو تغلب بالأثمـان
والهيل يخلط به و لو كان غالـي ما للفتى دونه عـذور وحنـان
وخلاف ماي الورد والعود تالـي يجعل نشوق و قدر ذر بين الايمان
لى شـافهم راعي السخا ما يمالي يرى الخسارة ربح ما هي بخسران
فهو يرى ان المصاريف المالية التي ينفقها في الكرم إنما هي ربح وليست خسارة ، ويقول :
كم واحد راعي اسموت و هاني رده عسير الدهر من غير ختيار
في المرجله ما هو بيعطي ليـاني أفنى مواجيده يـدور التستـار
من عقب ما يظهر إكبار الجفاني خطـر يدوج بين الاسلام طرار
ويقول أيضا :
خطر تضيع المرجله من هل الجاه لى قل وجـد ايمانهـم من ثراها
والحر لى منه رمى الريـش زراه وان صف ريشه زال عنها زراها
ويقول كذلك في نفس المعنى :
وشلي ولا لـه مال يزداد حسره كما الطير لى منه فقد ريش لجناحي
فمن اعتاد على إكرام الضيف يسوءه ان يتخلى عن كرمه :
والضيف يبغي لـه إلى مر فنجـال ورسم يخبره في وطور الاوايل
فان دامت الشده على مثل ذا الحال والقوت بالجتي نظرنا النكايل
واشتهر شاعرنا أيضا بحميته وغيرته على أصحابه فعندما يتعرض أحد أصحابه لهجوم من أحد الشعراء أو المتقولين ينبري لحدان للدفاع عنه بكل ما أوتي من براعة .
صفته :
كان معتدل الطول ضخم البنية لون بشرته يميل إلى البياض واسع العينين طويل الوجه له لحية معتدلة دقيقة ، وهو ألثغ اللسان قليلا ويقول فى ذلك :
أعرف تاريخ العـرب والمجاري وعقدة لسـاني ما اخلفت منه مجراه
قلبي صحيح والمعـاني إغزاري وكم من فصيح لسان ويضيع معناه
حياته الخاصة :
تزوج لحدان أربع مرات ولكنه لم يعقب سوى ولدين وابنتين ، وتعرض للفاقة وخاصة أيام الحرب العالمية الثانية مما كان له اكبر الأثر في شعره حيث يلاحظ شكواه من ضيق ذات اليد .
يتبع