المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله الكعبي : حزب الله وحماس وأحداث البحرين



مقيم
27-03-2011, 02:19 AM
عبداللّه الكعبي



تداعيات الأحداث في البحرين لم ترتد كما هو مؤمل من قبل من يمولها ويقف وراءها على الداخل البحريني بالقدر الذي كان ضررها واضحاً على أركان الأنظمة التي تقف وراءها حينما كشفت وبامتياز عن الوجوه القبيحة التي راهنت لوقت طويل على تبنيها لبعض القضايا المهمة من أجل تحقيق مصالحها الذاتية في غفلة أو ربما غباء من بعض الجهات وبعض الشوارع العربية والاسلامية التي انجرت وراء تلك الأعمال التي رأت فيها بطولات وتعويضاً لها عما تعانيه من خيبة أمل طال أمدها.

تصريحات حسن نصر الله بخصوص البحرين لا يجب تصنيفها على أنها تدخل في الشأن الداخلي البحريني فقط ، بل يجب اعتبارها الحلقة الأخيرة في مسلسل الكذب والتدليس والتزييف الذي مارسه نصر الله طوال السنوات الماضية والتي كان فيها يقود ما يعرف بالمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني التي يقول عنها الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي أنها انتهت منذ زمن طويل وأن السلاح الحالي الذي تمتلكه موجه لصدور اللبنانيين في الداخل.

ما عبر عنه نصر الله تجاه البحرين والمخطط الذي استهدفها كان متوقعاً من شخص تمت صناعته في طهران وأوكلت اليه صيانة مصالحها والدفاع عنها سواء كان ذلك عبر الوسائل التي في نظر البعض مشروعة أو من خلال البلطجة العسكرية والسياسية التي يمارسها في لبنان وفي باقي الدول التي يعتقد أن له فيها خلايا ناشطة قادرة على تحقيق الأهداف الخاصة بالجمهورية الاسلامية الساعية ومنذ نشأتها لتصدير ثورتها النبيلة إلى العالم أجمع.

الكلام عن موقف حزب الله ليس عتاباً ولا استغراباً لأننا نعتقد ومنذ زمن طويل أن الحزب وأمينه العام لا يمتلك سوى تلك المواقف المعادية حتى وان غلفت بألوان المقاومة والصراع مع إسرائيل أو دعم حقوق الشعوب في التعبير والتغيير التي ليس من بينها حق الشعب الايراني طبعاً. غير أن عتابنا ان كان لنا أن نعتب يمكن أن نوجهه للحركة الاسلامية (حماس) التي بالرغم من تعلق القلوب والأبصار بها وبالمكان الذي تتواجد فيه وبشرعية نظامها الذي نعتقد فيه الا انها صمتت وعلى غير العادة عن التعبير حتى بكلمة واحدة سواء عبر اتصال هاتفي أو تصريح مكتوب أو مصور لادانة التدخل السافر في شؤون البحرين الداخلية وهي التي عودتنا دائماً على التصريح والتعليق على كل المواقف التي تتشابه في ظلمها لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة وعلى كل الأرض التاريخية لفلسطين المحتلة.

التأثير الايراني على حركة حماس والذي نفاه قادتها مراراً وتكراراً ظهر بشكل جلي هذه المرة ولم يترك أي مجال لمن لازالوا يدافعون عن حماس والذين كتبوا آلاف الأسطر لتأيدها والدفاع عنها وعن مواقفها والذين قاوموا حرج المعاني التي يمكن أن تدلل على حقيقة زيارات مشعل لايران واستشارتها في كل شاردة وواردة واحتفاله معهم بكل مناسباتهم التي لا تعبر عن كفاح الشعب الفلسطيني وانما تصب فقط في صالح الجمهورية الاسلامية الطامحة للسيطرة على كل مقدرات المنطقة ومصادرة أحلام شعوبها.

موقف حماس الذي لم يعد غامضاً أو غير مفهوم هو نتاج من نتاجات التحالف مع طهران التي لا يمكنها أن تساعد أحد أو تمد له اليد بدون مقابل يكون في العادة على حساب كل الثوابت والمبادئ التي كان من المفترض أن تقوم طهران بدور ايجابي لدعمها والوقوف إلى جانبها. فحماس التي ألهبت حماس الجماهير مثلما فعل حزب الله عند مواجهته لإسرائيل لن يختلف موقفها المرهون في خزائن طهران عن موقف الحزب وان اختلفت الآليات والمفردات المستخدمة والتي يمكن التعبير عنها وببلاغة تامة حتى وان كان عن طريق الصمت.


http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?n=B779240B-4AE1-4593-A4CE-4F905F509A31&d=20110326&writer=0