امـ حمد
05-04-2011, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العبادة الصامتة
عبادة التفكر والتدبر,التي تتعلق بالقلب ولا يستعمل فيها اللسان , قال تعالى(ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاّ سبحانك فقنا عذاب النار)وقال الحسن البصري(تفكر ساعة خير من قيام ليلة)وقال أيضا(الفكرة نور يدخل قلبك)والتفكر معناه, التأمل والتدبر وملاحظة وجه الكمال والجمال ,والتماس الحكمة والعبرة ,بأن يشاهد الانسان جمال روعة الجبال والبحار,والأشجار والأنهار والسهول والطبيعة الخلابة ,ويلاحظ تعاقب الليل والنهار, وفق نظام بديع ,على مر الزمان,والتفكر في تكوين الانسان,بأن يشاهد تنوع الأعضاء وحسن تنسيقها وبديع صنعها ودقتها,فيتأمل في القلب ,ووظائف العقل وإعجاز حاسة النطق والسمع والبصر واللمس والذوق ,وما يجري في هذه النفس من الدم والماء التي تضمن حياته,قال تعالى(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)وطبيعة النفس البشرية, التي خلقه الله عليها من حب الدنيا والرئاسة والتملك,وحب الاعتداء والاستيلاء على ملك الغير, وحب الخلود,والكائنات الحية,حيث خلقها الله وجعلها تعيش وفق نظام دقيق ,حيث أنشأها على اختلاف نوعها ولغاتها وطبيعتها,وتكفل برزقها وتسييرها وهداها لمصالح عيشها وكفايتها فلم يعجزه ذلك مع كثرتها وتنوعها,قال تعالى(وفي السماء رزقكم وما توعدون)فالله تكفل بالرزق ويعلم أين يأوي كل إنسان, وأين يموت,والتأمل في نشأة خلق الكائنات,فيتأمل في نشأة النبات كيف ينمو, والطير في أوكارها, والحيوان في الغابات,فيا سبحان الله ما أعظم عجائبه,التفكر في حال الدنيا,وسرعة زوالها وعظم فتنتها,وحال أهلها اللاهثين وراء سرابها, العابدين لها المفتونين بزينتها,ثم تنكرها لهم وجحودها إياهم ومآلهم فيها إلى الخسارة والهوان, والهم والحسرة في الحياة والممات,فحالهم معها كرجل افتتن بعروس وأنفق في سبيلها وتعلق قلبه بها,ولما زفت إليه وانكشف الغطاء رأى منها ما يهوله من النقائص والعيوب,فانقبض منها ثم ولت عنه مسرعة وفي قلبه حسرة وندامة,والتفكر في أحوال الأمم السابقة,والشعوب البائدة ,كيف وجدوا وتكاثروا ومكن لهم, وعمروا الأرض ,واغتروا بعددهم وعدتهم وأموالهم,ثم جاءتهم الرسل يدعونهم للحق فاستكبروا فنزل عليهم العذاب فأبادهم عن بكرة أبيهم وبقيت آثارهم شاهدة على كفرهم وعجزهم وزوالهم,إن الانسان إذا فكر في جميع خلق الله, استفاد علم الله ,وخبرته بخلقه,وافتقار الانسان وتذلله وعجزه وقلة حيلته فهو أداة صغيرة في هذا الكون العظيم المسخر له,وعظم حق الله وفضله على خلقه,ومن ثمرة التفكر,أن يستقر في قلبه عظم الخالق وغناه وتفرده بالخلق والتدبير وتكفله برزقهم,فكل ذلك يجعله يقر ويعترف بتفرد الخالق بالعبادة فيخضع له,ويزيد إيمانه, وينصرف له بالعبادة وحده دون ما سواه,فإنه إذا تعرف على كمال صفات الرب وجماله,من علم وقدرة وحكمة, ورحمته بالخلق, وقيامه بمصالحهم, وإنزال الرحمة عليهم ,مع كونهم يعصونه بالليل والنهار, فكلما زاد اليقين زاد الإيمان,ومن أعظم ما يعين العبد على التفكر, الخلوة عن الخلق واعتزالهم,والبعد عن شواغل الدنيا, ومجالس اللهو,ومع بيان فضل هذه العبادة وعظيم أثرها في زيادة الإيمان واليقين,إلا أن كثيرّاّ من الناس غافلاّ عنها معرضاّ عن العمل بها لشغله بالدنيا, وطول أمله ودخوله في الأماني الكاذبة,قال تعالى(وإن كثيراّ من الناس عن اّياتنا لغافلون)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العبادة الصامتة
عبادة التفكر والتدبر,التي تتعلق بالقلب ولا يستعمل فيها اللسان , قال تعالى(ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاّ سبحانك فقنا عذاب النار)وقال الحسن البصري(تفكر ساعة خير من قيام ليلة)وقال أيضا(الفكرة نور يدخل قلبك)والتفكر معناه, التأمل والتدبر وملاحظة وجه الكمال والجمال ,والتماس الحكمة والعبرة ,بأن يشاهد الانسان جمال روعة الجبال والبحار,والأشجار والأنهار والسهول والطبيعة الخلابة ,ويلاحظ تعاقب الليل والنهار, وفق نظام بديع ,على مر الزمان,والتفكر في تكوين الانسان,بأن يشاهد تنوع الأعضاء وحسن تنسيقها وبديع صنعها ودقتها,فيتأمل في القلب ,ووظائف العقل وإعجاز حاسة النطق والسمع والبصر واللمس والذوق ,وما يجري في هذه النفس من الدم والماء التي تضمن حياته,قال تعالى(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)وطبيعة النفس البشرية, التي خلقه الله عليها من حب الدنيا والرئاسة والتملك,وحب الاعتداء والاستيلاء على ملك الغير, وحب الخلود,والكائنات الحية,حيث خلقها الله وجعلها تعيش وفق نظام دقيق ,حيث أنشأها على اختلاف نوعها ولغاتها وطبيعتها,وتكفل برزقها وتسييرها وهداها لمصالح عيشها وكفايتها فلم يعجزه ذلك مع كثرتها وتنوعها,قال تعالى(وفي السماء رزقكم وما توعدون)فالله تكفل بالرزق ويعلم أين يأوي كل إنسان, وأين يموت,والتأمل في نشأة خلق الكائنات,فيتأمل في نشأة النبات كيف ينمو, والطير في أوكارها, والحيوان في الغابات,فيا سبحان الله ما أعظم عجائبه,التفكر في حال الدنيا,وسرعة زوالها وعظم فتنتها,وحال أهلها اللاهثين وراء سرابها, العابدين لها المفتونين بزينتها,ثم تنكرها لهم وجحودها إياهم ومآلهم فيها إلى الخسارة والهوان, والهم والحسرة في الحياة والممات,فحالهم معها كرجل افتتن بعروس وأنفق في سبيلها وتعلق قلبه بها,ولما زفت إليه وانكشف الغطاء رأى منها ما يهوله من النقائص والعيوب,فانقبض منها ثم ولت عنه مسرعة وفي قلبه حسرة وندامة,والتفكر في أحوال الأمم السابقة,والشعوب البائدة ,كيف وجدوا وتكاثروا ومكن لهم, وعمروا الأرض ,واغتروا بعددهم وعدتهم وأموالهم,ثم جاءتهم الرسل يدعونهم للحق فاستكبروا فنزل عليهم العذاب فأبادهم عن بكرة أبيهم وبقيت آثارهم شاهدة على كفرهم وعجزهم وزوالهم,إن الانسان إذا فكر في جميع خلق الله, استفاد علم الله ,وخبرته بخلقه,وافتقار الانسان وتذلله وعجزه وقلة حيلته فهو أداة صغيرة في هذا الكون العظيم المسخر له,وعظم حق الله وفضله على خلقه,ومن ثمرة التفكر,أن يستقر في قلبه عظم الخالق وغناه وتفرده بالخلق والتدبير وتكفله برزقهم,فكل ذلك يجعله يقر ويعترف بتفرد الخالق بالعبادة فيخضع له,ويزيد إيمانه, وينصرف له بالعبادة وحده دون ما سواه,فإنه إذا تعرف على كمال صفات الرب وجماله,من علم وقدرة وحكمة, ورحمته بالخلق, وقيامه بمصالحهم, وإنزال الرحمة عليهم ,مع كونهم يعصونه بالليل والنهار, فكلما زاد اليقين زاد الإيمان,ومن أعظم ما يعين العبد على التفكر, الخلوة عن الخلق واعتزالهم,والبعد عن شواغل الدنيا, ومجالس اللهو,ومع بيان فضل هذه العبادة وعظيم أثرها في زيادة الإيمان واليقين,إلا أن كثيرّاّ من الناس غافلاّ عنها معرضاّ عن العمل بها لشغله بالدنيا, وطول أمله ودخوله في الأماني الكاذبة,قال تعالى(وإن كثيراّ من الناس عن اّياتنا لغافلون)