الكلاسيكي
06-04-2011, 08:33 AM
تزخر قطر بشخصيات بارزة قد تكون رحلت عنّا إلا أن إنجازاتها تظل باقية
وشاهدة على الدور الذي أدّته على مدار سنوات طويلة حافلة بالعديد من الإنجازات.
ومن بين هذه الشخصيات من ألزم نفسه الصمت ولا حديث لديه إلا من خلال عمل
وإنجازات متواصلة لا سيما إبان فترة مهمة من تاريخ قطر كانت تُؤسّس فيها لدولة
مؤسّسات.
ومن هذه الشخصيات السيد منصور راشد الخاطر وهو أول قطري يشغل وظيفة رئيس
كتبة بدائرة العمل والشؤون الاجتماعية.
ومن واقع ملفات ووثائق عديدة قضى السيد الخاطر نحو ٢٦ سنة في الخدمة التحق
خلالها بالعديد من الوظائف وتقلّد مناصب عدّة في دائرة العمل والشؤون الاجتماعية.
بدأ السيد الخاطر حياته الوظيفية في هذه الدائرة المهمة وصدر قرار تعيينه
١٣٨٤ بالتقويم -١- بتاريخ ٢٦ الهجري الموافق ٧ يونيو عام١٩٦٤ براتب قدره ٩٠٠ روبية.
كانت الوظيفة التي شغلها " آنذاك على درجة " ك ١ ووقع على عقد غير محدّد
المدّة وحصل على علاوة محلية بمعدل ١٣٠ روبية شهرياً لا تُضاف إلى راتبه.
لكن هذا الرجل كانت حياته الوظيفية مليئة بالمفارقات وثريّة بالمواقف التي تؤكد
حصوله على الوظيفة لكفاءته الكبيرة وقدرته على إنجاز المهام الموكلة إليه بكفاءة
الخبرات الأجنبية نفسها .
وكانت نتيجة لهذه الكفاءة أن رفعت دائرة العمل والشؤون الاجتماعية كتاباً
إلى حضرة صاحب السمو نائب الحاكم آنذاك تطلب تعديل راتبه ليكون بالقيمة
نفسها التي يتقاضاها الموظف الأجنبي الذي كان يشغل الوظيفة نفسها.
وبالفعل صدر قرار نائب الحاكم بتعديل راتبه وزيادته من ٩٠٠ روبية إلى ١١٠٠
١٩٦٤-٩- روبية اعتباراً من ٤ ليحصل على الزيادة في قيمة راتبه بعد مرور ثلاثة
أشهر فقط على تسلمه مهام وظيفته.
ولأن وظيفة رئيس كتبة بدائرة العمل والشؤون الاجتماعية كانت تقتضي تنقل
السيد الخاطر رحمه الله من الوكرة إلى الدوحة والعودة إليها يومياً فكان من الطبيعي
أن يكون هناك بدل تنقل لتغطية هذه النفقات اليومية إسهاماً من الدولة في توفير
المزايا الوظيفية لمواطنيها.
غير أن بدل التنقل لم يكن بمئات أو آلاف الريالات كما يحصل عليه المسؤولون
والقيادات والمديرون بوزارات وأجهزة الدولة حالياً بل كانت روبيات معدودة، ووفقاً لنص
الوثيقة فان الموافقة الرسمية جاءت لتمنح الراحل منصور راشد الخاطر ٨ روبيات بدل
تنقل شهرياً كانت كافية له وميزة كبيرة لوظيفة مرموقة في ذاك الوقت.
وظل الخاطر يؤدي مهام وظيفته باقتدار إلى أن عين مديرمكتب إدارة العمل
والشؤون الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبراتب قدره ١٩٥٠ ريالاً
قطرياً بعد اعتماد الريال عملة رئيسية للدولة لتحل مكان الروبية.
وخلال عمله بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تقلد الخاطر وظائف وكلف بمهام
عديدة كان أبرزها الإشراف على استقدام عمالة وافدة للعمل بالدولة لا سيما من دول
آسيوية.
ومن بين هذه المهام قيامه بالعمل على استقدام نحو ١٥٠٠ عامل باكستاني للعمل
بقطر عام ١٩٧٢ بقطاعات مختلفة في الوقت الذي واصل فيه كذلك القيام بالعديد من
المهام ذات الصلة الوثيقة بكونه واحداً من الخبرات القطرية المعروفة بالخبرة الكبيرة في
العمل بقطاع العمل والشؤون الاجتماعية.
كما مثل الخاطر حكومة قطر في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية والعربية
وكانت اولى مشاركاته في المؤتمر الثاني عشر للشؤون الاجتماعية والعمل الذي
عُقد بالقاهرة عام ١٩٦٨ بعد موافقة سمو نائب الحاكم ولي العهد على المشاركة بالمؤتمر
المذكور الذي ناقش تحديات التنمية الاجتماعية بالدولة العربية.
وجاءت مشاركة الخاطر تلبية للدعوة التي تلقتها قطر من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وقتذاك.
وتواصلت رحلة عطاء الخاطر وكان من الضروري أن تتزايد قيمة راتبه نظراً
للمهام العديدة التي أُوكلت إليه والثقة الكبيرة التي حظي بها من سواء من حكومة
قطرأو من قيادات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وكانت بعد رحلة العطاء هذهلابد وأن تكون للعطاء مرحلة أخرى يترجل عن
الوظيفة الرسمية ليتنقل للعطاء في مجال آخر وفي قطاع العمل نفسه الذي عشقه لسنوات.
ورغم بدايته الوظيفية ب ٩٠٠ روبية زادت الى ١١٠٠ بعد ثلاثة أشهر فإن آخر راتب
تقضاه الراحل هو ٧٢٥٠ ريالاً بعد رفع راتبه من ٥٨٠٠ إلى ٦٦٥٠ ريالاً.
وخلال مراحل حياته الوظيفية أكدت الوثائق التي حصلت عليها أن الموظف القطري وعلى مدار
سنوات كان يتمتع بميزات عديدة أبرزها الحصول على سكن مناسب وبدل أثاث وبدل
شراء منزل وبدل شراء سيارة وبدل تنقل وبدل تمثل بما يؤكد أن قطر ودائماً ما كانت
توفر هذه المزايا لمواطنيها.
ولعل من أهم ما يمكن أن تخرج منه الأجيال الجديدة من الموظفين من هذه
السيرة الذاتية لواحد من الخبرات والكفاءات القطرية هو الإحساس بالانتماء لهذا
الوطن والحرص على العطاء والإنجاز، فرغم الظروف التي عاشها هذا
الرجل ومعه جيل بأكمله من الأجداد والآباء فإنهم كانوا
حريصين على الأداء وإثبات كفاءة المواطن القطري وقدرته على العمل في
شتى القطاعات وبكفاءة الوافد الأجنبي مهما
امتلك من شهادات وخبرات دون أن يُنقص ذلك من أهمية الدور الذي قام به
الوافدون في مسيرة التنمية بقطر.
ولا شك أن مساواة الخاطر في بداية حياته الوظيفية بالأجنبي الذي كان يشغل
الوظيفة نفسها بمنحه الراتب نفسه رسالة متجدّدة تؤكد حرص قطر على تشجيع
أبنائها باستمرار على شغل الوظائف المرموقة وإن باب تقديم الوظائف القيادية
مفتوح أمام الخبرات والكفاءات الوطنية شرط الإخلاص في العمل والاجتهاد في إنجازه.
جانب مضيء، وكان من الضروري بمكان الحرص أن نقترب أكثر من الجانب
الإنسانى للراحل علي السيد منصور راشد الخاطر. والراحل له ٤ أبناء
وهم: راشد وعبدالله ومحمد وأحمد وعيسى وحسن وله من . البنات ٨
وقد حرص على تعليمهم جميعاً وبينهم من حصل على أعلى الشهادات
الجامعية وتقلّد حالياً وظائف مرموقة.
يقول ابنه المهندس أحمد منصور الخاطر: إن والده كان مثالاً للعطاء والحنان والقدوة
والتوجيه مشيراً إلى أنه رحمه الله كان يهتم بشكل كبير بتعليم جميع أبنائه.
وأضاف: إن والده كان يتابع عملية تعليمه هو وشقيقه وشقيقاته باستمرار ويحرص
على التواصل مع مدارسهم للوقوف على مستوى التحصيل الأكاديمى لكل منهم.
وقال: إن هذا الاهتمام بالجانب الأكاديمي لم يكن خصماً من الجانب الاجتماعي
أو الخلقي فقد كان حريصاً يرحمه الله على حفظهم للقرآن الكريم ومؤكداً على
التواصل مع المجتمع سواء مع الأقارب أو الجيران.
وأشار إلى أن والده كان نموذجاً لأولاده على وجه الخصوص ولكل من يعرفه
بوجه عام في الدقة والانضباط في العمل وعدم التأخير عن موعد الدوام حتى
آخر يوم له في الوظيفة العامة.
لكنه وبرغم هذا الانضباط المستمر فإنه في الوقت نفسه كما يقول المهندس
أحمد حريص على ألا تكون مهام وظيفته بين جدران مكتب مغلق فقد كان دائم
التواصل مع المجتمع حتى إن عدداً
كبيراً من الوافدين كان حريصاً على زيارته حتى قبل رحيله.
وشاهدة على الدور الذي أدّته على مدار سنوات طويلة حافلة بالعديد من الإنجازات.
ومن بين هذه الشخصيات من ألزم نفسه الصمت ولا حديث لديه إلا من خلال عمل
وإنجازات متواصلة لا سيما إبان فترة مهمة من تاريخ قطر كانت تُؤسّس فيها لدولة
مؤسّسات.
ومن هذه الشخصيات السيد منصور راشد الخاطر وهو أول قطري يشغل وظيفة رئيس
كتبة بدائرة العمل والشؤون الاجتماعية.
ومن واقع ملفات ووثائق عديدة قضى السيد الخاطر نحو ٢٦ سنة في الخدمة التحق
خلالها بالعديد من الوظائف وتقلّد مناصب عدّة في دائرة العمل والشؤون الاجتماعية.
بدأ السيد الخاطر حياته الوظيفية في هذه الدائرة المهمة وصدر قرار تعيينه
١٣٨٤ بالتقويم -١- بتاريخ ٢٦ الهجري الموافق ٧ يونيو عام١٩٦٤ براتب قدره ٩٠٠ روبية.
كانت الوظيفة التي شغلها " آنذاك على درجة " ك ١ ووقع على عقد غير محدّد
المدّة وحصل على علاوة محلية بمعدل ١٣٠ روبية شهرياً لا تُضاف إلى راتبه.
لكن هذا الرجل كانت حياته الوظيفية مليئة بالمفارقات وثريّة بالمواقف التي تؤكد
حصوله على الوظيفة لكفاءته الكبيرة وقدرته على إنجاز المهام الموكلة إليه بكفاءة
الخبرات الأجنبية نفسها .
وكانت نتيجة لهذه الكفاءة أن رفعت دائرة العمل والشؤون الاجتماعية كتاباً
إلى حضرة صاحب السمو نائب الحاكم آنذاك تطلب تعديل راتبه ليكون بالقيمة
نفسها التي يتقاضاها الموظف الأجنبي الذي كان يشغل الوظيفة نفسها.
وبالفعل صدر قرار نائب الحاكم بتعديل راتبه وزيادته من ٩٠٠ روبية إلى ١١٠٠
١٩٦٤-٩- روبية اعتباراً من ٤ ليحصل على الزيادة في قيمة راتبه بعد مرور ثلاثة
أشهر فقط على تسلمه مهام وظيفته.
ولأن وظيفة رئيس كتبة بدائرة العمل والشؤون الاجتماعية كانت تقتضي تنقل
السيد الخاطر رحمه الله من الوكرة إلى الدوحة والعودة إليها يومياً فكان من الطبيعي
أن يكون هناك بدل تنقل لتغطية هذه النفقات اليومية إسهاماً من الدولة في توفير
المزايا الوظيفية لمواطنيها.
غير أن بدل التنقل لم يكن بمئات أو آلاف الريالات كما يحصل عليه المسؤولون
والقيادات والمديرون بوزارات وأجهزة الدولة حالياً بل كانت روبيات معدودة، ووفقاً لنص
الوثيقة فان الموافقة الرسمية جاءت لتمنح الراحل منصور راشد الخاطر ٨ روبيات بدل
تنقل شهرياً كانت كافية له وميزة كبيرة لوظيفة مرموقة في ذاك الوقت.
وظل الخاطر يؤدي مهام وظيفته باقتدار إلى أن عين مديرمكتب إدارة العمل
والشؤون الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبراتب قدره ١٩٥٠ ريالاً
قطرياً بعد اعتماد الريال عملة رئيسية للدولة لتحل مكان الروبية.
وخلال عمله بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تقلد الخاطر وظائف وكلف بمهام
عديدة كان أبرزها الإشراف على استقدام عمالة وافدة للعمل بالدولة لا سيما من دول
آسيوية.
ومن بين هذه المهام قيامه بالعمل على استقدام نحو ١٥٠٠ عامل باكستاني للعمل
بقطر عام ١٩٧٢ بقطاعات مختلفة في الوقت الذي واصل فيه كذلك القيام بالعديد من
المهام ذات الصلة الوثيقة بكونه واحداً من الخبرات القطرية المعروفة بالخبرة الكبيرة في
العمل بقطاع العمل والشؤون الاجتماعية.
كما مثل الخاطر حكومة قطر في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية والعربية
وكانت اولى مشاركاته في المؤتمر الثاني عشر للشؤون الاجتماعية والعمل الذي
عُقد بالقاهرة عام ١٩٦٨ بعد موافقة سمو نائب الحاكم ولي العهد على المشاركة بالمؤتمر
المذكور الذي ناقش تحديات التنمية الاجتماعية بالدولة العربية.
وجاءت مشاركة الخاطر تلبية للدعوة التي تلقتها قطر من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وقتذاك.
وتواصلت رحلة عطاء الخاطر وكان من الضروري أن تتزايد قيمة راتبه نظراً
للمهام العديدة التي أُوكلت إليه والثقة الكبيرة التي حظي بها من سواء من حكومة
قطرأو من قيادات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وكانت بعد رحلة العطاء هذهلابد وأن تكون للعطاء مرحلة أخرى يترجل عن
الوظيفة الرسمية ليتنقل للعطاء في مجال آخر وفي قطاع العمل نفسه الذي عشقه لسنوات.
ورغم بدايته الوظيفية ب ٩٠٠ روبية زادت الى ١١٠٠ بعد ثلاثة أشهر فإن آخر راتب
تقضاه الراحل هو ٧٢٥٠ ريالاً بعد رفع راتبه من ٥٨٠٠ إلى ٦٦٥٠ ريالاً.
وخلال مراحل حياته الوظيفية أكدت الوثائق التي حصلت عليها أن الموظف القطري وعلى مدار
سنوات كان يتمتع بميزات عديدة أبرزها الحصول على سكن مناسب وبدل أثاث وبدل
شراء منزل وبدل شراء سيارة وبدل تنقل وبدل تمثل بما يؤكد أن قطر ودائماً ما كانت
توفر هذه المزايا لمواطنيها.
ولعل من أهم ما يمكن أن تخرج منه الأجيال الجديدة من الموظفين من هذه
السيرة الذاتية لواحد من الخبرات والكفاءات القطرية هو الإحساس بالانتماء لهذا
الوطن والحرص على العطاء والإنجاز، فرغم الظروف التي عاشها هذا
الرجل ومعه جيل بأكمله من الأجداد والآباء فإنهم كانوا
حريصين على الأداء وإثبات كفاءة المواطن القطري وقدرته على العمل في
شتى القطاعات وبكفاءة الوافد الأجنبي مهما
امتلك من شهادات وخبرات دون أن يُنقص ذلك من أهمية الدور الذي قام به
الوافدون في مسيرة التنمية بقطر.
ولا شك أن مساواة الخاطر في بداية حياته الوظيفية بالأجنبي الذي كان يشغل
الوظيفة نفسها بمنحه الراتب نفسه رسالة متجدّدة تؤكد حرص قطر على تشجيع
أبنائها باستمرار على شغل الوظائف المرموقة وإن باب تقديم الوظائف القيادية
مفتوح أمام الخبرات والكفاءات الوطنية شرط الإخلاص في العمل والاجتهاد في إنجازه.
جانب مضيء، وكان من الضروري بمكان الحرص أن نقترب أكثر من الجانب
الإنسانى للراحل علي السيد منصور راشد الخاطر. والراحل له ٤ أبناء
وهم: راشد وعبدالله ومحمد وأحمد وعيسى وحسن وله من . البنات ٨
وقد حرص على تعليمهم جميعاً وبينهم من حصل على أعلى الشهادات
الجامعية وتقلّد حالياً وظائف مرموقة.
يقول ابنه المهندس أحمد منصور الخاطر: إن والده كان مثالاً للعطاء والحنان والقدوة
والتوجيه مشيراً إلى أنه رحمه الله كان يهتم بشكل كبير بتعليم جميع أبنائه.
وأضاف: إن والده كان يتابع عملية تعليمه هو وشقيقه وشقيقاته باستمرار ويحرص
على التواصل مع مدارسهم للوقوف على مستوى التحصيل الأكاديمى لكل منهم.
وقال: إن هذا الاهتمام بالجانب الأكاديمي لم يكن خصماً من الجانب الاجتماعي
أو الخلقي فقد كان حريصاً يرحمه الله على حفظهم للقرآن الكريم ومؤكداً على
التواصل مع المجتمع سواء مع الأقارب أو الجيران.
وأشار إلى أن والده كان نموذجاً لأولاده على وجه الخصوص ولكل من يعرفه
بوجه عام في الدقة والانضباط في العمل وعدم التأخير عن موعد الدوام حتى
آخر يوم له في الوظيفة العامة.
لكنه وبرغم هذا الانضباط المستمر فإنه في الوقت نفسه كما يقول المهندس
أحمد حريص على ألا تكون مهام وظيفته بين جدران مكتب مغلق فقد كان دائم
التواصل مع المجتمع حتى إن عدداً
كبيراً من الوافدين كان حريصاً على زيارته حتى قبل رحيله.