المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعوب العربية ليست قبائل ماو ماو



رجل مثالي
06-04-2011, 04:14 PM
تحتل الشعوب العربية منذ أنتصار ثورة تونس في

14 جانفي يناير 2011 مركز الإهتمام لدى الرأي العام الدولي لسبب بسيط هو أن هذا الرأي العام فوجأ بإندلاع الشرارة من تونس و تفجر نهر الحريات من ينبوعه التونسي إلى كافة أرجاء المشرق و المغرب و نأمل أنيسير في مجراه إلى مصب العودة للتاريخ . وهو ماأنصفنا فيه المنصفون حين قال أحدهم بأن لبلادناالحق في براءة الإختراع والسبب الثاني لوقع المفاجأة لدى المراقبين هو أن العديد من المستشرقين الغربيين الجدد أبناء فكر برنارد لويس طالما وضعوا للعالم العربي نظريات تفيد بأن الإستبداد يحمل جيناتعربية إسلامية و أن العرب أهل تبعية و أعداء للحرية.بل إن كثيرا من العرب يؤيدون بهتانهم و يحبرون
البحوث و الدراسات للمراكز و الجامعات يؤكدون فيها قواعد القنوط من العرب. و أنت تراهم اليوم أيها القارئالكريم بعد خيبة أملهم و إنكسار حجتهم أمام نهرالحريات العربية الجارف يواصلون المؤامرات بأساليب أخرى غايتهم أن يظل العرب ذيولا و أذنابا لأسيادهم الغربيين بل ربما تسللوا إلى مراكز السلطة تدعمهم جيوش نراها أو لا نراها من أعوان المخابرات الغربية
تبوأهم المناصب و تغدق عليهم المصداقية و النعمة.و أذكر أنني منذ مدة شاهدت في برنامج تلفزيونيشهير بقناة الجزيرة، مقابلة بين "مفكرين إثنين" منالمغرب العربي للجدل حول صدقية الانتخابات فيبعض الدول العربية و مدى تعبيرها عن الرأي الحقيقي للشعوب، وهو موضوع فيه اختلاف،و فيه بالطبع اختلاف المتناقشين الاثنين، والاختلاف مطلوب من قبل صاحب هذا البرنامج، و يتحول أحيانا إلى خلاف مما لايفسد للود قضية على كل حال حسب الحكمةالعربية.و أنا لا أريد في هذا التعليق القصير أن أدلي برأيي، بعدأن أدليت به مرات عديدة في نفس ذلك البرنامج و علىنفس القناة، لكني أريد فقط التعبير عن أشد العجب مناعتقاد راسخ لدى أحد المتجادلين، بأن الغربيين عموماو الفرنسيين تحديدا يستحقون الديمقراطية و حقوقالإنسان لأنهم – كما قال هذا الرجل حرفيا – لديهم فطاحلة الفكر أمثال \فولتير و \منتسكيو و \جون جاكروسو ، مهدوا للفكر الديمقراطي و أسسوا مدرسةلتنوير و نظروا للدساتير الليبرالية، و أضاف المتحدثالمتحمس لبرهانه: أين نحن العرب من هذا ؟للحقيقة قررت حينما سمعت هذا السؤال أن أساهم بقسطي المتواضع للجواب عليه، توسما للخير فيهذه الحوارات التي يجب أن تستمر عبر وسائلالإعلام ومنابر الثقافة. و لا أخفي مدى صدمتي و أناأسمع من فم مثقف عربي نكرانا لكل التراث العربيالإسلامي في مجال الحريات و احترام العقد الرابطبين الحاكم والمحكوم، و قد أضيع في خضم الرصيدالعربي الممتد من المحيط الى الخليج في هذا الباب
فقط أي الفكر السياسي العربي الإسلامي الزاخركالبحر بعمالقة كبار تركوا للإنسانية كلها أهراماتمن المعاجم و أمهات الكتب خلال خمسة عشر قرنامن الحضارة. و خشية أن أضيع بين الكنوز الفكريةرأيت أن يقتصر كلامي على بلاد المتحدث نفسه،تونس، و على جزء يسير من إسهامها في إثراء الثقافةالعربية و الإسلامية و العالمية، قبل قرون طويلة منالعظماء الفرنسيين الذين ذكرهم الرجل واستشهدبفكرهم الثاقب لاستحقاق الديمقراطية دون العرب....
الذين نعتهم بكونهم أيتام مجد و ناقصي حضارة.و تونس العربية هي التي أنجبت العلامة عبد الرحمنابن خلدون، صاحب كتاب المقدمة و في هذا الكتاب كانالعلامة هو أول من طالب الملوك بسن دستور واضحيحدد الحقوق و الواجبات ويكون بين ولي الأمر وشعبه
عقدا سياسيا و نظاما للملك مقترحا الميثاق المختومبين الحاكم و المحكوم.و تونس أيضا هي من أنجبت الإمم سحنون بن سعيدالتنوخي الذي كان أول من قنن مبدأ إستقلال القضاء
حين رفض منصب القضاء الذي عرضه عليه الأميرمحمد بن الأغلب فسأله الأمير عن سر رفضه فأجابهبقول خلده المؤرخون وهو :" أشترط أن أقاضي أهلبيتك و قرابتك و أعوانك فإن عليهم ظلامات للناسوأموالا لهم منذ زمن طويل حيث لم يجترأ عليهم منولي القضاء قبلي" ، فقال الأمير :" نعم لا تبدأ إلا بهمو أجر الحق على مفترق رأسي". و هذا المبدإ الذي ظهر
اليوم خلال الثورات العربية مبدأ أساسيا وهو مبدأإستقلال القضاء هو الذي يؤسس لدولة الحق و سيادةالقانون و التفريق بين السلطات و كانت تونس سباقةإليه بثمانمائة سنة قبل منتسكيو و فولتير.إن أفضل تحية نوجهها للثورات العربية هي أننؤسسها على هويتها الحضارية ونعتز بأمجادنا ونرفع رؤوسنا بها عالية فبل أن نطالب غيرنا بالإعترافبأفضالنا عليهم ... وهي أفضال حقيقية و موثق

الدكتور أحمد القديدي

جريدة الشرق

ضي البدر
06-04-2011, 05:40 PM
يعطيكم العافية.. موفقين يارب..