جديييد
09-04-2011, 06:45 PM
حدث أن بعض التجار قدم من خراسان ليحج وبقي معه من ماله ألف دينار لا يحتاج إليها ، فقال: إن حملتها خاطرت بها ، وإن أودعتها خفت جحد المودع ، فمضى إلى الصحراء ، فرأى شجرة خروع ، فحفر تحتها ودفنها ولم يره أحد ، ثم خرج إلى الحج وعاد ، فحفر في المكان الذي وضع فيه المال فلم يجد شيئا ، فجعل يبكي ويلطم وجهه ، فإذا سئل عن حاله قال: الأرض سرقت مالي ، فلما كثر ذلك منه قيل له: لو قصدت عضد الدولة ، فإن له فطنة وذكاء ، فقال: أو يعلم الغيب ؟ فقيل له لا بأس بقصده . فأخبره بقصته، فجمع الأطباء فقال لهم : هل داويتم هذه السنة احداً بعروق الخروع ؟ فقال أحدهم : أنا داويت فلاناً وهو من خواصك .فقال : غليّ به فجاء ، فقال له : هل تداويت في هذه السنة بعروق الخروع ؟ قال: نعم . قال من جاء كبه ؟ قال : فلان الفراش . قال : علي به . فلما جاء قال : من أين أخذت عروق الخروع ؟ فقال : من المكان الفلاني . فقال: إذهب بهذا فأره المكان الذي أخذت منه ، فذهب معه بصاحب المال إلى تلك الشجرة ، ةقال: من هذه الشجرة ، فقال الرجل: ههنا والله تركت مالي ، فرجع إلى عضد الدولة فأخبره ، فقال: هلم بالمال ، فتلكأ فتهدده ، فأحضر المال وأعطاه لصاحبه .