جديييد
09-04-2011, 07:38 PM
السؤال:
ما معنى إن بعض الظن إثم؟ كنت أتناقش مع زوجي، فقال إن المعنى: إن بعض الظن إثم، والباقي الذي هو الكثير فطنة. فقلت له: لا، يعني أن الظن القليل إثم، فما بالك بالكثير فهو إثم كبير.
فما هو التفسير بالضبط ؟
هل تفسيري الصحيح أم تفسير زوجي أم هما جميعا خطأ.
وما حكم الذي يخطئ في التفسير؟ هل يدخل في الكفر والعياذ بالله.
========================
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلامعلى رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّإِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{الحجرات:12} وقد فسرابن كثيرالظن المنهي عنه بالتهمة والتخون للناسفي غير محله، وذكر قولعمررضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجتمن أخيك سوءا، وأنت تجد لها في الخير محملا. وذكر حديثابن عمررضي الله عنهما: قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلميطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفسمحمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلاخيرا.رواهابنماجه. انتهى.
وروىالطبريعند تفسيره عند هذه الآية عنابن عباسرضي الله عنهما قال: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا، ثمقال: إن ظن المؤمن الشر لا الخير إثم لأن الله تعالى نهاه عنه. انتهى.
وقالالحافظفي الفتح:وقال القرطبي: المراد هنا التهمة التي لا سبب لها كما يتهم رجلابالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها. انتهى.
وقالالقرطبيفي تفسيره: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أنكل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب. ذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستروالصلاح، وأونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف مناشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. اهـ
وقالالنوويفي شرحمسلمعند شرح حديث: إياكموالظن، فإن الظن أكذب الحديث. قال:المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس فيالنفس، فان ذلك لا يملك. ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليهويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر، فإن هذا لا يكلف به كما سبق فيحديث: تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد، وسبق تأويله علىالخواطر التي لا تستقر، ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنهوتكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم.
وقالالبخاريفي صحيحه:باب ما يكون من الظن إثم،وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن فلاناوفلانا يعرفان من ديننا شيئا. وفي لفظ: ديننا الذي نحن عليه، قال الليث بن سعد: كانا رجلين من المنافقين. اهـ
وبهذا تعلمين معنى وحكم بعض الظن المنهي عنه، وأنه لا يرتبطالأمر بالقلة ولا بالكثرة، وإنما تمنع التهمة لأي مؤمن ظاهره الصلاح بغير بينة.
وأما الغلط في هذا فلا يكفر صاحبه؛ إذ إن من أخطر الاتهامللناس اتهامهم بالفاحشة وهو القذف المعروف، وهو كبيرة يحد صاحبها ولا توصله للكفر.
والله أعلم.
====================
منقول من الشبكة الاسلامية
/www.islamweb.net
ما معنى إن بعض الظن إثم؟ كنت أتناقش مع زوجي، فقال إن المعنى: إن بعض الظن إثم، والباقي الذي هو الكثير فطنة. فقلت له: لا، يعني أن الظن القليل إثم، فما بالك بالكثير فهو إثم كبير.
فما هو التفسير بالضبط ؟
هل تفسيري الصحيح أم تفسير زوجي أم هما جميعا خطأ.
وما حكم الذي يخطئ في التفسير؟ هل يدخل في الكفر والعياذ بالله.
========================
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلامعلى رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّإِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{الحجرات:12} وقد فسرابن كثيرالظن المنهي عنه بالتهمة والتخون للناسفي غير محله، وذكر قولعمررضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجتمن أخيك سوءا، وأنت تجد لها في الخير محملا. وذكر حديثابن عمررضي الله عنهما: قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلميطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفسمحمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلاخيرا.رواهابنماجه. انتهى.
وروىالطبريعند تفسيره عند هذه الآية عنابن عباسرضي الله عنهما قال: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا، ثمقال: إن ظن المؤمن الشر لا الخير إثم لأن الله تعالى نهاه عنه. انتهى.
وقالالحافظفي الفتح:وقال القرطبي: المراد هنا التهمة التي لا سبب لها كما يتهم رجلابالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها. انتهى.
وقالالقرطبيفي تفسيره: والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أنكل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب. ذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستروالصلاح، وأونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف مناشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. اهـ
وقالالنوويفي شرحمسلمعند شرح حديث: إياكموالظن، فإن الظن أكذب الحديث. قال:المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس فيالنفس، فان ذلك لا يملك. ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليهويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر، فإن هذا لا يكلف به كما سبق فيحديث: تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد، وسبق تأويله علىالخواطر التي لا تستقر، ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنهوتكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم.
وقالالبخاريفي صحيحه:باب ما يكون من الظن إثم،وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن فلاناوفلانا يعرفان من ديننا شيئا. وفي لفظ: ديننا الذي نحن عليه، قال الليث بن سعد: كانا رجلين من المنافقين. اهـ
وبهذا تعلمين معنى وحكم بعض الظن المنهي عنه، وأنه لا يرتبطالأمر بالقلة ولا بالكثرة، وإنما تمنع التهمة لأي مؤمن ظاهره الصلاح بغير بينة.
وأما الغلط في هذا فلا يكفر صاحبه؛ إذ إن من أخطر الاتهامللناس اتهامهم بالفاحشة وهو القذف المعروف، وهو كبيرة يحد صاحبها ولا توصله للكفر.
والله أعلم.
====================
منقول من الشبكة الاسلامية
/www.islamweb.net