STAR
10-04-2011, 01:14 PM
مواطنون أرهقوا أنفسهم بمبالغ طائلة من أجل «عيش شبابك»
عزاب يؤكدون: مصاريفنا الشهرية أكبر من المتزوجين والسبب «القروض والغلاء»
http://www.badr.cc/image/33.jpg
في لقاء مع مجموعة من الشباب القطري حول معرفة ما إذا كان الشاب الأعزب أكثر نفقات من المتزوج أكد العديد منهم أن نفقات العزاب هذه الأيام أصبحت تفوق نفقات أرباب الأسر، وأرجع معظم الشباب الذين تناولوا هذا الموضوع إلى أن هذه الظاهرة تعود لعدة أسباب من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر: مطاردة العزاب للموضة التي أصبحت تفرض نفسها على الجميع، خصوصا عند الشاب العازب الذي يرى أن الموضة جزء مكمل لشخصيته
والسبب الثاني يعود لسوء تخطيط الكثير منهم للمستقبل الذي لا يلقون له بالا، متخذين من المثل المعروف الذي يقول (لك الساعة التي أنت فيها) شعارا يجب أن يظل مرفوعا، متناسين أن العاقل هو الذي يبدأ مشوار حياته بالتخطيط السليم وليس العكس.
::ملاحقة الموضة::
http://1.bp.blogspot.com/_-dFBR47fISc/Sm1bqKHpJDI/AAAAAAAAAwA/b7gEDMfSZ2U/s320/%D8%B8%E2%80%A0%D8%B8%E2%80%9A%D8%B8%CB%86%D8%B7%C 2%AF.png
«هذا الموضوع لا يختلف عليه اثنان، ولا جدال فيه، فالعزاب من الشباب القطري في ملاحقتهم للموضة وكل ما هو جديد يصرفون أكثر من المتزوجين للأسف»، هذا ما بدأ به «حمد الشمري» حديثه، وأضاف: من المعلوم أن العزاب ينفقون مبالغ كبيرة على حاجات غالبا ما تكون تافهة في الوقت الذي لا يهتم لها المتزوج كثيرا، فالعازب تراه دائما يلاحق موضة الجوالات، ويصرف على ذلك مبالغ طائلة كل شهر دون أن ينتبه لمستقبله، والبعض يلاحق موضة السيارات فتجده ينتقل من سيارة لأخرى، ويدفع مقابل ذلك عشرات الآلاف من الريالات، كان يمكن أن يوفرها لمستقبله. بالإضافة إلى المبالغ التي يصرفها العزاب على السفريات المتكررة للدول المجاورة كل نهاية أسبوع، وإذا ما تمت مقارنة هذه المبالغة والتكاليف التي يتكلفها العازب بتلك التي يصرفها المتزوج فسنكتشف لأول وهلة أن معدل الإنفاق لدى العزاب يفوق بكثير نظيره لدى المتزوجين، الأمر الذي يجعل المعادلة معكوسة حسب النظرة الطبيعية والمقاربة للأشياء التي يجب أن تثبت العكس».
::اختلال المفاهيم ::
ونظرا لالتزامات أرباب الأسر الكثيرة وتحملهم مسؤولية أسرة قد تكون مؤلفة من شخصين -الزوج وزوجته- أو تلك المكونة من عدة أفراد يؤكد «الشمري» أن الأمر الطبيعي يقضي بأن تكون مصروفات هذه الأسرة أعلى بكثير من مصروفات الشاب الذي لا يتحمل مسؤولية أشخاص آخرين، وإنما ينفق على نفسه فقط. مع العلم أن هذه المبالغ التي يبذرها العازب لا يدخل فيها إيجار السكن، لأن الغالبية من العزاب يتقاسمون المسكن مع عائلاتهم، وهذا ناتج عن اختلال المفاهيم التي أصبحت سائدة لدى جيلنا الشاب الذي أصبح فارق المصروفات بين العزاب منه والمتزوجين يستدعي إعادة النظر في تصرفاته ونظرته للحياة بواقعية بعيدا عن الفوضوية، التي أصبحت طابعا يميز الكثير من شبابنا.
وإذا ما تمت إحصائية دقيقة لمعرفة ما إذا كان العزاب ينفقون أكثر يؤكد «حمد الشمري» أن نسبة نفقات هؤلاء العزاب ستفوق نسبة نفقات المتزوجين بنسبة لا تقل عن %30 على أقل تقدير، وهذه معادلة صعبة تكشف عن واقع من الفوضوية وعدم التخطيط للمستقبل من لدن شبابنا، الذين يشتكون من غلاء الأسعار ويطالبون بزيادة الرواتب ويعزفون عن الزواج، متعللين بارتفاع تكاليفه مع العلم أن الواحد منهم لو قام بتوفير ما يخسره من مبالغ على ملاحقة موضة الجوالات مدة سنتين فسيجد نفسه وقد تجمعت لديه مبالغ كبيرة يمكن أن تساعده لإكمال أي مشروع، سواء أكان مشروع زواج أو مشروعا تجاريا، لكن غياب ثقافة الترشيد والتخطيط للمستقبل هي التي وضعت الشباب في هذا الواقع وجعلتهم يدمنون على التبذير والإسراف.
ودعم الشمري كلامه بالقول: إذا ما أخذنا مثالا على فئة الشباب من ذوي الرواتب المتوسطة والعالية، فسنجد أن أصحاب هذه الرواتب لا يستطيعون توفير أي مبلغ من هذا الراتب، بدليل أنه ما إن يقترب تاريخ العشرين من الشهر حتى تجد أحدهم وقد أصبح كل همه إيجاد مبلغ بسيط يؤمن له ملء خزان سيارته بالبنزين، مما يعطينا دليلا إضافيا على ضعف التخطيط المالي الذي لدى الشباب الذي يجعلهم يلجؤون للاستدانة من زملائهم كل ما اقترب الشهر من نهايته.
::نظرة خاطئة للمستقبل::
http://resources3.news.com.au/images/2008/06/04/va1237311630077/Money-Getting-Rich-6075097.jpg
أما «أحمد ناصر» فيرى أن مشكلة الشباب اليوم تكمن في نظرتهم الخاطئة للمستقبل دون تكليف أنفسهم عناء التفكير وأخذ الحيطة والحذر لما تخبؤه الأيام من مفاجآت، لا أحد يستطيع التنبؤ بها وتابع: «الشباب في هذه الأيام يحملون نظرة خاطئة للمستقبل، وهذا ما جعلني أسدي النصح لنفسي وللشباب وتذكيرهم بمحاسن الاقتصاد وترشيد الطاقات المالية والتعقل وترك التبذير الذي لا طائل من ورائه، فحكومتنا لم تقصر في سبيل توفير وظائف وبرواتب جيدة لا تتوفر للكثير من شعوب العالم.
ولا تأخذ ضرائب على الدخل مثل البلدان المتقدمة التي تساوينا في دخل الفرد. وقد وفرت حكومتنا كل أسباب الراحة لمواطنيها من أجل هدف واحد هو: أن يظل المواطن القطري يتمتع بمستوى معيشي جيد سواء أكان متزوجا أو غير متزوج، وهذه النعم العظيمة التي نتمتع بها اليوم يجب أن نقيدها بشكر الله عليها أولا وبعدم الإسراف والتبذير».
::يبذرون ويشتكون::
http://www.talmeehat.com/b/wp-content/uploads/2008/11/empty_wallet.gif
وأشار «أحمد» إلى أن الشكاوى الكثيرة التي تطالعنا بها المنتديات العامة والتي لا يكف أصحابها عن مطالبة الحكومة بإسقاط ديون المواطنين –أكد- أن أصحاب هذه المطالب غالبا ما يكونوا من الشباب غير المتزوجين، فقد لاحظت أثناء متابعتي للمنتديات العامة على شبكة الإنترنت ازدياد عدد الشباب المطالبين بإسقاط الديون وزيادة الرواتب، وهذه الدعوة وإن كان لأصحابها الحرية التامة في مطالبة حكومتهم بتوفير أسباب الراحة والرفاهية فإنهم في المقابل ينبغي أن يجدوا للسؤال التالي إجابة في قاموسهم. والسؤال الذي ينبغي طرحه على مثل هؤلاء هو: إذا قامت الحكومة بتسديد ديون المواطنين فمن يضمن لها عدم اقتراضهم ثانية من أجل أمور غير ضرورية؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل شاب عازب على نفسه ويسأل نفسه بداية عن الأسباب التي جعلته يقترض هذه المبالغ الطائلة من أجل تبذيرها على أمور ثانوية لا تدخل ضمن الأولويات، علما أن الكثيرين من العزاب لا يصرفون إلا على أنفسهم. وهذه الأموال إذا ما تمت متابعة الأسباب التي استدعت اقتراضها فسنجد أن معظم تلك الدواعي والأسباب لا تخرج عن استبدال السيارات الفارهة كل سنة، وتعدد الرحلات السياحية خارج البلد، أما أن نجد ضمن لائحة المصروفات مساعدة الوالد أو الوالدة أو مد العون لبقية أفراد الأسرة فهذه عقلية أصحابها قليلون.
::أسباب الإسراف::
http://www.legaljuice.com/wallet.png
وأكد «أحمد» أن أسباب إسراف العزاب في مصروفاتهم لها أسباب متعددة أولها: عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الوالدين وبقية أفراد الأسرة. ثانيها الاتكال على ديمومة الوظيفة الحكومية. ثالثها، فتح البنوك أبواب إغراءات قروضها أمام الشباب للاقتراض وبشروط مجحفة حتى لا يجد فرصة لالتقاط أنفاسه والتمتع براتبه الذي ما إن ينزل في البنك حتى تبدأ خصومات القروض التي تأتي على معظم الراتب، تاركة هذا الشاب الذي لم يجرب الحياة بشكل يؤهله لمعرفة أضرار القروض العبثية يندب حظه العاثر، وعلى هذا نرى أنه من الطبيعي في ظل هذه الأسباب أن يكون العزاب يصرفون أكثر من أرباب العائلات، لأن أغلبهم يهتمون بالمظهر أكثر من غيرهم، وهذا الاهتمام يتفاوت من شخص لآخر، عكس المتزوجين الذين غالبا ما تكون مصروفاتهم موجهة إلى ضروريات الحياة، مثل دراسة الأبناء وغيرها من توفير احتياجات الأسرة الضرورية، لكن المغريات الكثيرة التي توضع أمام العزاب تجعلهم ينفقون أكثر لأنهم لا يتحملون أية مسؤولية تجاه أشخاص آخرين، وما دامت الحال على هذا النحو فلن يتورع العزاب عن الإنفاق أكثر، فمقابل «الكشخة» يرخص الغالي والنفيس عند العزاب حسب تعبير «أحمد».
::300 ريال يومياً::
http://www.theschool.co.il/wp-content/uploads/2010/03/make-money.jpg
«من خلال المتابعة لحالات العديد من زملائي يمكن القول إن أغلب العزاب من الشباب أكثر إنفاقاً على أنفسهم من المتزوجين»، بهذا بدأ «عائض القحطاني» حديثه، وتابع: بحكم أني لم أتزوج بعد فأنا أرى أن الشباب غير المتزوجين يصرفون أكثر من المتزوجين، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشراء السيارات وتغيرها بين فترة وأخرى، فضلا عن الرحلات السياحية مع الأصدقاء وأضم صوتي لما ورد في كلام زميلي «حمد» فأنا أعتبر نفسي مبذرا، مقارنة بأخي المتزوج، وأصرف مبالغ غير ضرورية على أشياء ثانوية كالسهرات مع الزملاء وشراء الملابس.
والعطور والأجهزة غالية الثمن من الماركات المعروفة، إضافة إلى اهتماماتي الأخرى، لكن يجب أن نعترف بوجود حالات استثنائية قد تكون احتياجات المتزوج فيها أكثر من العازب فيصرف أكثر على عائلته، لكن بصراحة أنا أرى أن العزاب في هذا العصر خصوصا الشباب في بداية حياتهم أصبحوا ينافسون أرباب العائلات في أمور كثيرة، بل يتفوقون عليهم فيما يتعلق بمشترياتهم وتبديل السيارات وأجهزة الهواتف والملابس والساعات،
هذا غير الخروج للمجمعات والمطاعم التي تسيطر على عقول الشباب العزاب أكثر من المتزوجين.
وزيارة هذه الأماكن تكلف الشاب يوميا ما لا يقل عن 300 ريال قطري كحد متوسط، وهناك من ينفق يوميا 500 ريال ولو كان في جيبه أكثر لأنفقه، هذه حقائق يعرفها الجميع حتى أصبحت ظاهرة العجز في الميزانية لدى العزاب من السمات البارزة في ميزانياتهم سواء كانوا طلاب جامعة لا يزيد دخلهم على مكافأة الطلاب العادية أو موظفين لهم رواتب شهرية منتظمة».
::مظاهر خداعة::
واعترف «القحطاني» أنه كشاب عازب يشتغل في وظيفة حكومية براتب جيد أصبح ينفق أكثر من أخيه المتزوج، الذي يتحمل مسؤولية عائلته المكونة من أربعة أفراد، والسبب بسيط وهو أن أخيه قد وجد استقرارا حقيقيا بعدما تزوج ولم تعد المظاهر الخداعة التي ترهق ميزانيتي تعني له كثيرا، فبالنسبة لي لا يزال أمامي مشوار طويل ومتطلبات أكثر لأن اهتمامي وحرصي على مظهري بشكل دائم ومتجدد يستقطع من ميزانيتي الكثير.
::مبالغة::
بينما يرى «عبدالعزيز عبدالله» أن الموضوع فيه بعض المبالغة ويجب أن لا يطلق كقاعدة عامة أو مسلمة، مؤكداً أن تعميم هذه القاعدة فيه نوع من عدم الواقعية، لأن الظروف تختلف بين شاب وآخر وأسباب التبذير تختلف كذلك، وأردف: «لا أنكر وجود عزاب يبالغون بعض الشيء فيما يتعلق بمشترياتهم دون داع لذلك، لكنهم ليسوا هم الأكثرية، فأنا أعرف زملاء كثيرين ومن العزاب لا ينفقون إلا على ضروريات الحياة، ويتحملون مسؤولية كبيرة تجاه أسرهم عبر تقديم المساعدة لإخوانهم الذين لم يجدوا وظائف وأولئك الذين ما زالوا يتابعون دراستهم، ومع هذا كله استطاعوا جمع أموال لا بأس بها».
وأكمل «أما الأسباب الحقيقية لعدم توفير الشباب لمبالغ مالية من رواتبهم فتعود أساسا إلى الغلاء الضارب بأطنابه في كل مناحي الحياة، فالوجبات الغذائية من المطاعم تزداد يوما بعد يوم. والملابس هي الأخرى لا تعرف طريقا للتراجع. والسيارات وقطع غيارها تزداد أسعراها هي الأخرى كل فترة. وآخر شيء من القائمة زيادة سعر البنزين،
وهذا يعني أن هذا الغلاء المستشري هو الذي يجعل من شبه المستحيل توفير الموظف سواء كان عازبا أو متزوجا جزءا من راتبه، هذه هي الأسباب الحقيقية لاختلال ميزانيات الشباب هذه الأيام، ولا يمكن أن يكون مصروف الشاب العازب المتفهم أكبر من المتزوج إلا إذا كان هذا الشاب متهورا».
المصدر جريدة العرب
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=182722&issueNo=1210&secId=26
عزاب يؤكدون: مصاريفنا الشهرية أكبر من المتزوجين والسبب «القروض والغلاء»
http://www.badr.cc/image/33.jpg
في لقاء مع مجموعة من الشباب القطري حول معرفة ما إذا كان الشاب الأعزب أكثر نفقات من المتزوج أكد العديد منهم أن نفقات العزاب هذه الأيام أصبحت تفوق نفقات أرباب الأسر، وأرجع معظم الشباب الذين تناولوا هذا الموضوع إلى أن هذه الظاهرة تعود لعدة أسباب من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر: مطاردة العزاب للموضة التي أصبحت تفرض نفسها على الجميع، خصوصا عند الشاب العازب الذي يرى أن الموضة جزء مكمل لشخصيته
والسبب الثاني يعود لسوء تخطيط الكثير منهم للمستقبل الذي لا يلقون له بالا، متخذين من المثل المعروف الذي يقول (لك الساعة التي أنت فيها) شعارا يجب أن يظل مرفوعا، متناسين أن العاقل هو الذي يبدأ مشوار حياته بالتخطيط السليم وليس العكس.
::ملاحقة الموضة::
http://1.bp.blogspot.com/_-dFBR47fISc/Sm1bqKHpJDI/AAAAAAAAAwA/b7gEDMfSZ2U/s320/%D8%B8%E2%80%A0%D8%B8%E2%80%9A%D8%B8%CB%86%D8%B7%C 2%AF.png
«هذا الموضوع لا يختلف عليه اثنان، ولا جدال فيه، فالعزاب من الشباب القطري في ملاحقتهم للموضة وكل ما هو جديد يصرفون أكثر من المتزوجين للأسف»، هذا ما بدأ به «حمد الشمري» حديثه، وأضاف: من المعلوم أن العزاب ينفقون مبالغ كبيرة على حاجات غالبا ما تكون تافهة في الوقت الذي لا يهتم لها المتزوج كثيرا، فالعازب تراه دائما يلاحق موضة الجوالات، ويصرف على ذلك مبالغ طائلة كل شهر دون أن ينتبه لمستقبله، والبعض يلاحق موضة السيارات فتجده ينتقل من سيارة لأخرى، ويدفع مقابل ذلك عشرات الآلاف من الريالات، كان يمكن أن يوفرها لمستقبله. بالإضافة إلى المبالغ التي يصرفها العزاب على السفريات المتكررة للدول المجاورة كل نهاية أسبوع، وإذا ما تمت مقارنة هذه المبالغة والتكاليف التي يتكلفها العازب بتلك التي يصرفها المتزوج فسنكتشف لأول وهلة أن معدل الإنفاق لدى العزاب يفوق بكثير نظيره لدى المتزوجين، الأمر الذي يجعل المعادلة معكوسة حسب النظرة الطبيعية والمقاربة للأشياء التي يجب أن تثبت العكس».
::اختلال المفاهيم ::
ونظرا لالتزامات أرباب الأسر الكثيرة وتحملهم مسؤولية أسرة قد تكون مؤلفة من شخصين -الزوج وزوجته- أو تلك المكونة من عدة أفراد يؤكد «الشمري» أن الأمر الطبيعي يقضي بأن تكون مصروفات هذه الأسرة أعلى بكثير من مصروفات الشاب الذي لا يتحمل مسؤولية أشخاص آخرين، وإنما ينفق على نفسه فقط. مع العلم أن هذه المبالغ التي يبذرها العازب لا يدخل فيها إيجار السكن، لأن الغالبية من العزاب يتقاسمون المسكن مع عائلاتهم، وهذا ناتج عن اختلال المفاهيم التي أصبحت سائدة لدى جيلنا الشاب الذي أصبح فارق المصروفات بين العزاب منه والمتزوجين يستدعي إعادة النظر في تصرفاته ونظرته للحياة بواقعية بعيدا عن الفوضوية، التي أصبحت طابعا يميز الكثير من شبابنا.
وإذا ما تمت إحصائية دقيقة لمعرفة ما إذا كان العزاب ينفقون أكثر يؤكد «حمد الشمري» أن نسبة نفقات هؤلاء العزاب ستفوق نسبة نفقات المتزوجين بنسبة لا تقل عن %30 على أقل تقدير، وهذه معادلة صعبة تكشف عن واقع من الفوضوية وعدم التخطيط للمستقبل من لدن شبابنا، الذين يشتكون من غلاء الأسعار ويطالبون بزيادة الرواتب ويعزفون عن الزواج، متعللين بارتفاع تكاليفه مع العلم أن الواحد منهم لو قام بتوفير ما يخسره من مبالغ على ملاحقة موضة الجوالات مدة سنتين فسيجد نفسه وقد تجمعت لديه مبالغ كبيرة يمكن أن تساعده لإكمال أي مشروع، سواء أكان مشروع زواج أو مشروعا تجاريا، لكن غياب ثقافة الترشيد والتخطيط للمستقبل هي التي وضعت الشباب في هذا الواقع وجعلتهم يدمنون على التبذير والإسراف.
ودعم الشمري كلامه بالقول: إذا ما أخذنا مثالا على فئة الشباب من ذوي الرواتب المتوسطة والعالية، فسنجد أن أصحاب هذه الرواتب لا يستطيعون توفير أي مبلغ من هذا الراتب، بدليل أنه ما إن يقترب تاريخ العشرين من الشهر حتى تجد أحدهم وقد أصبح كل همه إيجاد مبلغ بسيط يؤمن له ملء خزان سيارته بالبنزين، مما يعطينا دليلا إضافيا على ضعف التخطيط المالي الذي لدى الشباب الذي يجعلهم يلجؤون للاستدانة من زملائهم كل ما اقترب الشهر من نهايته.
::نظرة خاطئة للمستقبل::
http://resources3.news.com.au/images/2008/06/04/va1237311630077/Money-Getting-Rich-6075097.jpg
أما «أحمد ناصر» فيرى أن مشكلة الشباب اليوم تكمن في نظرتهم الخاطئة للمستقبل دون تكليف أنفسهم عناء التفكير وأخذ الحيطة والحذر لما تخبؤه الأيام من مفاجآت، لا أحد يستطيع التنبؤ بها وتابع: «الشباب في هذه الأيام يحملون نظرة خاطئة للمستقبل، وهذا ما جعلني أسدي النصح لنفسي وللشباب وتذكيرهم بمحاسن الاقتصاد وترشيد الطاقات المالية والتعقل وترك التبذير الذي لا طائل من ورائه، فحكومتنا لم تقصر في سبيل توفير وظائف وبرواتب جيدة لا تتوفر للكثير من شعوب العالم.
ولا تأخذ ضرائب على الدخل مثل البلدان المتقدمة التي تساوينا في دخل الفرد. وقد وفرت حكومتنا كل أسباب الراحة لمواطنيها من أجل هدف واحد هو: أن يظل المواطن القطري يتمتع بمستوى معيشي جيد سواء أكان متزوجا أو غير متزوج، وهذه النعم العظيمة التي نتمتع بها اليوم يجب أن نقيدها بشكر الله عليها أولا وبعدم الإسراف والتبذير».
::يبذرون ويشتكون::
http://www.talmeehat.com/b/wp-content/uploads/2008/11/empty_wallet.gif
وأشار «أحمد» إلى أن الشكاوى الكثيرة التي تطالعنا بها المنتديات العامة والتي لا يكف أصحابها عن مطالبة الحكومة بإسقاط ديون المواطنين –أكد- أن أصحاب هذه المطالب غالبا ما يكونوا من الشباب غير المتزوجين، فقد لاحظت أثناء متابعتي للمنتديات العامة على شبكة الإنترنت ازدياد عدد الشباب المطالبين بإسقاط الديون وزيادة الرواتب، وهذه الدعوة وإن كان لأصحابها الحرية التامة في مطالبة حكومتهم بتوفير أسباب الراحة والرفاهية فإنهم في المقابل ينبغي أن يجدوا للسؤال التالي إجابة في قاموسهم. والسؤال الذي ينبغي طرحه على مثل هؤلاء هو: إذا قامت الحكومة بتسديد ديون المواطنين فمن يضمن لها عدم اقتراضهم ثانية من أجل أمور غير ضرورية؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل شاب عازب على نفسه ويسأل نفسه بداية عن الأسباب التي جعلته يقترض هذه المبالغ الطائلة من أجل تبذيرها على أمور ثانوية لا تدخل ضمن الأولويات، علما أن الكثيرين من العزاب لا يصرفون إلا على أنفسهم. وهذه الأموال إذا ما تمت متابعة الأسباب التي استدعت اقتراضها فسنجد أن معظم تلك الدواعي والأسباب لا تخرج عن استبدال السيارات الفارهة كل سنة، وتعدد الرحلات السياحية خارج البلد، أما أن نجد ضمن لائحة المصروفات مساعدة الوالد أو الوالدة أو مد العون لبقية أفراد الأسرة فهذه عقلية أصحابها قليلون.
::أسباب الإسراف::
http://www.legaljuice.com/wallet.png
وأكد «أحمد» أن أسباب إسراف العزاب في مصروفاتهم لها أسباب متعددة أولها: عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الوالدين وبقية أفراد الأسرة. ثانيها الاتكال على ديمومة الوظيفة الحكومية. ثالثها، فتح البنوك أبواب إغراءات قروضها أمام الشباب للاقتراض وبشروط مجحفة حتى لا يجد فرصة لالتقاط أنفاسه والتمتع براتبه الذي ما إن ينزل في البنك حتى تبدأ خصومات القروض التي تأتي على معظم الراتب، تاركة هذا الشاب الذي لم يجرب الحياة بشكل يؤهله لمعرفة أضرار القروض العبثية يندب حظه العاثر، وعلى هذا نرى أنه من الطبيعي في ظل هذه الأسباب أن يكون العزاب يصرفون أكثر من أرباب العائلات، لأن أغلبهم يهتمون بالمظهر أكثر من غيرهم، وهذا الاهتمام يتفاوت من شخص لآخر، عكس المتزوجين الذين غالبا ما تكون مصروفاتهم موجهة إلى ضروريات الحياة، مثل دراسة الأبناء وغيرها من توفير احتياجات الأسرة الضرورية، لكن المغريات الكثيرة التي توضع أمام العزاب تجعلهم ينفقون أكثر لأنهم لا يتحملون أية مسؤولية تجاه أشخاص آخرين، وما دامت الحال على هذا النحو فلن يتورع العزاب عن الإنفاق أكثر، فمقابل «الكشخة» يرخص الغالي والنفيس عند العزاب حسب تعبير «أحمد».
::300 ريال يومياً::
http://www.theschool.co.il/wp-content/uploads/2010/03/make-money.jpg
«من خلال المتابعة لحالات العديد من زملائي يمكن القول إن أغلب العزاب من الشباب أكثر إنفاقاً على أنفسهم من المتزوجين»، بهذا بدأ «عائض القحطاني» حديثه، وتابع: بحكم أني لم أتزوج بعد فأنا أرى أن الشباب غير المتزوجين يصرفون أكثر من المتزوجين، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشراء السيارات وتغيرها بين فترة وأخرى، فضلا عن الرحلات السياحية مع الأصدقاء وأضم صوتي لما ورد في كلام زميلي «حمد» فأنا أعتبر نفسي مبذرا، مقارنة بأخي المتزوج، وأصرف مبالغ غير ضرورية على أشياء ثانوية كالسهرات مع الزملاء وشراء الملابس.
والعطور والأجهزة غالية الثمن من الماركات المعروفة، إضافة إلى اهتماماتي الأخرى، لكن يجب أن نعترف بوجود حالات استثنائية قد تكون احتياجات المتزوج فيها أكثر من العازب فيصرف أكثر على عائلته، لكن بصراحة أنا أرى أن العزاب في هذا العصر خصوصا الشباب في بداية حياتهم أصبحوا ينافسون أرباب العائلات في أمور كثيرة، بل يتفوقون عليهم فيما يتعلق بمشترياتهم وتبديل السيارات وأجهزة الهواتف والملابس والساعات،
هذا غير الخروج للمجمعات والمطاعم التي تسيطر على عقول الشباب العزاب أكثر من المتزوجين.
وزيارة هذه الأماكن تكلف الشاب يوميا ما لا يقل عن 300 ريال قطري كحد متوسط، وهناك من ينفق يوميا 500 ريال ولو كان في جيبه أكثر لأنفقه، هذه حقائق يعرفها الجميع حتى أصبحت ظاهرة العجز في الميزانية لدى العزاب من السمات البارزة في ميزانياتهم سواء كانوا طلاب جامعة لا يزيد دخلهم على مكافأة الطلاب العادية أو موظفين لهم رواتب شهرية منتظمة».
::مظاهر خداعة::
واعترف «القحطاني» أنه كشاب عازب يشتغل في وظيفة حكومية براتب جيد أصبح ينفق أكثر من أخيه المتزوج، الذي يتحمل مسؤولية عائلته المكونة من أربعة أفراد، والسبب بسيط وهو أن أخيه قد وجد استقرارا حقيقيا بعدما تزوج ولم تعد المظاهر الخداعة التي ترهق ميزانيتي تعني له كثيرا، فبالنسبة لي لا يزال أمامي مشوار طويل ومتطلبات أكثر لأن اهتمامي وحرصي على مظهري بشكل دائم ومتجدد يستقطع من ميزانيتي الكثير.
::مبالغة::
بينما يرى «عبدالعزيز عبدالله» أن الموضوع فيه بعض المبالغة ويجب أن لا يطلق كقاعدة عامة أو مسلمة، مؤكداً أن تعميم هذه القاعدة فيه نوع من عدم الواقعية، لأن الظروف تختلف بين شاب وآخر وأسباب التبذير تختلف كذلك، وأردف: «لا أنكر وجود عزاب يبالغون بعض الشيء فيما يتعلق بمشترياتهم دون داع لذلك، لكنهم ليسوا هم الأكثرية، فأنا أعرف زملاء كثيرين ومن العزاب لا ينفقون إلا على ضروريات الحياة، ويتحملون مسؤولية كبيرة تجاه أسرهم عبر تقديم المساعدة لإخوانهم الذين لم يجدوا وظائف وأولئك الذين ما زالوا يتابعون دراستهم، ومع هذا كله استطاعوا جمع أموال لا بأس بها».
وأكمل «أما الأسباب الحقيقية لعدم توفير الشباب لمبالغ مالية من رواتبهم فتعود أساسا إلى الغلاء الضارب بأطنابه في كل مناحي الحياة، فالوجبات الغذائية من المطاعم تزداد يوما بعد يوم. والملابس هي الأخرى لا تعرف طريقا للتراجع. والسيارات وقطع غيارها تزداد أسعراها هي الأخرى كل فترة. وآخر شيء من القائمة زيادة سعر البنزين،
وهذا يعني أن هذا الغلاء المستشري هو الذي يجعل من شبه المستحيل توفير الموظف سواء كان عازبا أو متزوجا جزءا من راتبه، هذه هي الأسباب الحقيقية لاختلال ميزانيات الشباب هذه الأيام، ولا يمكن أن يكون مصروف الشاب العازب المتفهم أكبر من المتزوج إلا إذا كان هذا الشاب متهورا».
المصدر جريدة العرب
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=182722&issueNo=1210&secId=26