امـ حمد
11-04-2011, 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته
إجلال ذي الجلال
حينما ذكر نوح قومه قال(ما لَكم لا ترجونَ لِله وقاراّ )إن أعظم توقير يجب أن يكون لمن أسبغ عليك نعمه وأنت في طور الـنطفة ، ولذا قال(وقد خلقكم أطواراّ) حينما لم تكن شيئاّ مذكورا,ثم توالت عليك مننه ، وتتابعت عليك نعمه,هل تأملت أحوالك وأنت تنتقل من طور إلى طور ، من غير حول ولا قوة لك ولا لأحد من البشر,قال ابن القيم عن الرحِم, من الذي أوحى إليه أن يتضايق عليك وأنت نطفة حتى لا تفسد هناك, وأوحى إليه أن يتسع لك وينفسح حتى تخرج منه سليماّ إلى أن خرجت فريداّ وحيداّ ضعيفاّ ,لا لباس ولا متاع ولا مال, أحوج خلق الله وأضعفهم وأفقرهم ، فصرف ذلك اللبن الذي كنت تتغذى به في بطن أمك إلى خزانتين معلقتين على صدرها, تحمل غذاءك على صدرها ، كما حملتك في بطنها,فيجري وينساق إليك,فهو بئر، لاتنسد طرقها يسوقها إليك في طرق لايهتدي إليها الطواف، فمن رققه لك وصفّاه وطاب طعمه وحسن لونه وأحكم طبخه لا بالحار المؤذي ولا بالبارد الردّي ولا المر ولا المالح، ولا الكريه الرائحه,فوافاك وأنت في أشد الحاجه إليه على حين ظمأ شديد وجوع مفرط جمع لك فيه بين الشراب والغذاء فحين تولد قد تلمظّت وحركت شفتيك للرضاع ، فتجد الثدي المعلق قد تدلى إليك,أما خرجت من بطن أمك مقلوباّ لاترى ولا تعي(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاّ)أما وهبك الله عينين لترى,ومنحك أذنين لتسمع,وحباك قلباّ واعياّ لتعي وتدرك بلى,فبها أدركت ووعيت وعقلت وتعلمت(وجعل لكم السمع والأبصار والأفئده لعلكم تشكرون)وهداك سبل السلام وسبيل الرشاد(ألم نجعل له عينين ,ولساناّ وشفتين,وهديناه النجدين)إن لم تتفكر في نفسك التي بين جنبيك ، ولم تر دقيق صنع الله فيها,من لا إله غيره, ولا رب سواه ,فلا خالق ولا رازق غيره ,ولا مدبر للأمر إلاَّ إياه ,إذ لا كاشف للبلوى إلاّ هو ,قال ابن القيم ,كيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلاّ هو , ولا يذهب بِالسيئات ولا يجيب الدعوات ، ويقِيل العثرات ، ويغفر الخطيئات ، ويستر العورات ، ويكشف الكربات إلا هو ، ويغيث اللهفات ، فهو أحق من ذُكر ، وأحقّ من شكر ، وأحقّ من حمد، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، وأرحم من استرحم ، وأكرم من قصد ، وأعزّ من التجئ إليه ، وأكفى من توكل عليه, أرحم بعبده من الوالدة بولَوها ، وأشد فرحاّ بتوبة عباده التائبين ,وهو الملك فلا شريك له ، والفرد فلا ندّ له, كل شيء هالك إلاَّ وجهه ، لن يطاع إلاَّ بإذنه ، ولن يعصي إلاَّ بعلمه ,يطاع فيشكر,ويُعصي فيغفِر ويعف ، وعنت الوجوه لنور وجهه، لا ينام, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ،إن من إجلال الله, تعظيم شعائر الله (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)ومن إجلال الله ,أن لا يجعل الله عرضة للأيمان (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس )وأن لا يجعل الله أهون الناظرين، ويستحيا منه.
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته
إجلال ذي الجلال
حينما ذكر نوح قومه قال(ما لَكم لا ترجونَ لِله وقاراّ )إن أعظم توقير يجب أن يكون لمن أسبغ عليك نعمه وأنت في طور الـنطفة ، ولذا قال(وقد خلقكم أطواراّ) حينما لم تكن شيئاّ مذكورا,ثم توالت عليك مننه ، وتتابعت عليك نعمه,هل تأملت أحوالك وأنت تنتقل من طور إلى طور ، من غير حول ولا قوة لك ولا لأحد من البشر,قال ابن القيم عن الرحِم, من الذي أوحى إليه أن يتضايق عليك وأنت نطفة حتى لا تفسد هناك, وأوحى إليه أن يتسع لك وينفسح حتى تخرج منه سليماّ إلى أن خرجت فريداّ وحيداّ ضعيفاّ ,لا لباس ولا متاع ولا مال, أحوج خلق الله وأضعفهم وأفقرهم ، فصرف ذلك اللبن الذي كنت تتغذى به في بطن أمك إلى خزانتين معلقتين على صدرها, تحمل غذاءك على صدرها ، كما حملتك في بطنها,فيجري وينساق إليك,فهو بئر، لاتنسد طرقها يسوقها إليك في طرق لايهتدي إليها الطواف، فمن رققه لك وصفّاه وطاب طعمه وحسن لونه وأحكم طبخه لا بالحار المؤذي ولا بالبارد الردّي ولا المر ولا المالح، ولا الكريه الرائحه,فوافاك وأنت في أشد الحاجه إليه على حين ظمأ شديد وجوع مفرط جمع لك فيه بين الشراب والغذاء فحين تولد قد تلمظّت وحركت شفتيك للرضاع ، فتجد الثدي المعلق قد تدلى إليك,أما خرجت من بطن أمك مقلوباّ لاترى ولا تعي(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاّ)أما وهبك الله عينين لترى,ومنحك أذنين لتسمع,وحباك قلباّ واعياّ لتعي وتدرك بلى,فبها أدركت ووعيت وعقلت وتعلمت(وجعل لكم السمع والأبصار والأفئده لعلكم تشكرون)وهداك سبل السلام وسبيل الرشاد(ألم نجعل له عينين ,ولساناّ وشفتين,وهديناه النجدين)إن لم تتفكر في نفسك التي بين جنبيك ، ولم تر دقيق صنع الله فيها,من لا إله غيره, ولا رب سواه ,فلا خالق ولا رازق غيره ,ولا مدبر للأمر إلاَّ إياه ,إذ لا كاشف للبلوى إلاّ هو ,قال ابن القيم ,كيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلاّ هو , ولا يذهب بِالسيئات ولا يجيب الدعوات ، ويقِيل العثرات ، ويغفر الخطيئات ، ويستر العورات ، ويكشف الكربات إلا هو ، ويغيث اللهفات ، فهو أحق من ذُكر ، وأحقّ من شكر ، وأحقّ من حمد، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، وأرحم من استرحم ، وأكرم من قصد ، وأعزّ من التجئ إليه ، وأكفى من توكل عليه, أرحم بعبده من الوالدة بولَوها ، وأشد فرحاّ بتوبة عباده التائبين ,وهو الملك فلا شريك له ، والفرد فلا ندّ له, كل شيء هالك إلاَّ وجهه ، لن يطاع إلاَّ بإذنه ، ولن يعصي إلاَّ بعلمه ,يطاع فيشكر,ويُعصي فيغفِر ويعف ، وعنت الوجوه لنور وجهه، لا ينام, يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ،إن من إجلال الله, تعظيم شعائر الله (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)ومن إجلال الله ,أن لا يجعل الله عرضة للأيمان (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس )وأن لا يجعل الله أهون الناظرين، ويستحيا منه.