المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «وادي الشعير»: «العرب» تجد نفسها حيث الغزلان والصقور والسمن



amroo
12-04-2011, 05:40 PM
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=182947&issueNo=1213&secId=31
«العرب» تجد نفسها حيث الغزلان والطواويس والصقور
«وادي الشعير» ينقصها التنظيم وشبكة مياه وصرف صحي

2011-04-12
الدوحة - العرب- عمر عبد اللطيف
في طريق الشمال، وبعد الدوحة بنحو 45كم، ننعطف يسارا قبل الخور بـ10 كيلومترات، يأخذنا الطريق إلى قرية «تنبك». ونحن نتجول فيها عسانا نجد من نتحدث إليه، نلتقي في آخر القرية محمد بن عبدالله عبدالرحمن الدسم الكبيسي الذي أوضح لنا أننا في قرية أخرى غير «تنبك» اسمها «وادي الشعير»، هذه القرية حديثة نوعا ما، حيث سكنها أهلها منذ 12 عاما عقب انتقالهم من الدوحة.

محمد بن عبدالله عبدالرحمن الدسم الكبيسي وعائلته، كانوا سابقا من سكان قرية «الخوير» في الشمال، بيد أنهم انتقلوا للسكن في الدوحة منذ الستينيات، بعد أن استملكت الدولة الأراضي في الجمير وعين محمد والخوير الواقعة في الشمال، ثم جعلت منها محمية. «أعطانا سمو الأمير أراضي وبيوتا في مدينة الشمال، وتم ضمنا هناك لتوفر الخدمات فيها، ثم انتقلت مع عائلتي للعيش في مدينة خليفة بالدوحة، ثم قبل 12 سنة طلبت من الدولة أن تعطينا أراضي بدلا من المال، فأعطونا هذه الأرض جنوبي تنبك القديمة بـ1كم».
عشق الكبيسي لهذه القرية يعود إلى أنها «حلوة وهادئة، بينما المدينة ضجيج وازدحام، لقد ارتحنا نفسيا، نقلت الأولاد إلى مدارس الخور، وأعطونا الكهرباء والماء»، وتابع: «ما ينقص القرية هو التخطيط رغم أن وادي الشعير موجود على خارطة قطر ولا بد من تنظيم هذه الأراضي حتى لا يغادر الناس القرى إلى مركز البلد، خاصة أن الدولة تسعى لتثبيت أهالي القرى كي لا تزداد الزحمة في المركز، عندما تساعدهم الدولة يبقى الناس في قراهم، ولا يخرجون منها إلى الدوحة».

بحاجة إلى تنظيم وشبكة للمياه
الأرض التي يعيش عليها الكبيسي وعائلته تتبع لبلدية الظعاين، ومع أنه طالب وزارة البلدية والتخطيط العمراني مرارا بتنظيم القرية «لكنها لم تدخل في التخطيط بعد، ينقصنا التنظيم»، عدا ذلك فالكهرباء تنقطع أحيانا خاصة في الصيف، كما يقول صالح محمد الدسم الكبيسي «انقطعت أمس من الساعة الواحدة ظهرا وحتى التاسعة مساء، ربما لأن الكابلات قديمة جدا، كما أننا بحاجة إلى شبكة مياه وصرف صحي، لأن المياه تصلنا عن طريق التناكر، إضافة إلى أنه لا يوجد سوبر ماركت لا هنا ولا في قرية تنبك».

مشروع يحتاج رعاية الدولة
تمتلك عائلة الكبيسي مزرعة كبيرة فيها الجمال والبقر والدجاج والماعز، بيد أن ما يميز هذه المزرعة هو المشروع الصغير الذي بدأته العائلة منذ نحو سنة، وهو مشروع لإنتاج طير السمن أو «الفري» كما هو دارج باللهجة المحلية. هذه الطيور مصدرها فرنسي، اشترتها العائلة من إحدى مزارع إنتاج السمن في قطر، حسب ما يوضح صالح.
يقسم المشروع الصغير إلى ثلاثة غرف، فيها نحو 3 آلاف طائر، الغرفة الأولى مخصص لأمهات الطيور التي تنتج البيض، وغرفة أخرى لآلات حضن البيض توفر درجة حرارة تبلغ نحو 37 درجة مئوية، إضافة إلى الرطوبة. يوضع فيها البيض الطبيعي لمدة 14 يوما هي المدة اللازمة ليبدأ البيض بالفقس، وما أن يبدأ الصوص بالخروج من البيضة يتم وضعه في درج أسفل الآلة ليوم واحد حتى يجف، قبل أن يوضع في غرفة ثالثة إلى جانب بقية الصيصان، حيث تتوفر لهما الإضاءة ودرجة حرارة مناسبة تصل إلى 37 درجة مئوية، أما في الصيف فهو لا يحتاج إلى التدفئة.
لكن أين تذهب كل هذه الطيور؟ يوضح صالح أن «البعض يشتريها للأكل، والبعض الآخر يشتريها ليطعمها للصقور، حيث يباع الواحد منها بـ5 ريالات، لها سوق جيدة رغم أن مربحها قليل».
هذا المشروع بحاجة إلى تشجيع ورعاية الدولة كما يقول صالح «نحتاج إلى دعم مالي ومعنوي، كل شيء نقوم به بأنفسنا، نريد تطوير المشروع». فمثلا إحدى المرات لم يجد صالح علفا للطيور لا في الشركة العربية القطرية للدواجن ولا في الدوحة، فكانت النتيجة أن مات 900 صوص، لأنها لا تأكل الشعير أو القمح إذ لا يغذيها كما تغذيها تركيبة العلف، لذلك «نريد مساعدة الدولة في تطوير المشروع وتكبيره ليصبح على مستوى مصنع، بحيث نذبح الطيور ونثلجها ونبيعها في الجمعيات الاستهلاكية كما يفعل أحد المصانع، نحن بحاجة إلى آلات وموافقة من وزارة الصحة».

طواويس وسلوقي
للدجاج أيضا آلة لحضن البيض والإنتاج، لكن البيض هنا يحتاج إلى 21 يوما لكي يبدأ بالفقس، ثم يبقى الصوص يوما ليجف، قبل أن ينقل إلى غرفة أخرى توفر له نفس درجة الحرارة مع الإضاءة طبعا.
صالح وضع أيضا بيضا بحرينيا في الماكينة، فأنتجت دجاجا كبير الحجم، وهو من النوع الجيد والغالي.
تحتوي المزرعة أيضا بعض الطواويس والحمام العادي والزاجل، إلى جانب كلاب السلوقي التي تستخدم لصيد الأرانب والغزلان.

جمال وبقر وتيوس
في ركن آخر من المزرعة تربي عائلة الكبيسي الأبقار العربية والهولندية، إنها للاستهلاك المحلي كما يشرح صالح الذي يبيع أحيانا العجول خاصة في رمضان وموسم الحج، حيث يصل سعر العجل إلى نحو 3 آلاف ريال، أما الجمال الصغيرة فيباع الواحد منها بنحو 3500 ريال «بعضها فاز بالسباق ووصل سعره إلى 50 ألف ريال، لكنني لم أبعه». التيوس أيضا تنوعت في مزرعة الكبيسي، فمنها العماني والباكستاني والحجازي، وهي للاستهلاك في المنزل، أفضلها العماني والشامي، ويبلغ سعر التيس العماني 16 ألف ريال، فيما يصل سعر الحجازي إلى 15 ألف ريال، أما الصومالي فهو غير مرغوب كثيرا، حسب صالح. صالح يحاول تهجين هذه الأنواع «في كل دورة ندخل فحلا مختلفا على الأنثى، وفي كل مرة تولد الأنثى ماعزا مختلفا، فهي تنجب كل 5 أشهر مرة، وهذا أفضل للإنتاج ويجعل النسل قويا، وإذا بقي الذكر واحدا يضعف النسل».

طيور حرة في حالة «مقيض»
ومن الطبيعي أن تتواجد الطيور الحرة في مزرعة الكبيسي، إنها للصيد فقط، بيد أنها الآن في حالة «مقيض»، أي انتهى موسمها وتبقى مربوطة من الشهر الثاني حتى الشهر التاسع، وفي هذه الفترة تبدل الطيور ريشها وينزل سعرها أيضا، فالشاهين الذي اشتراه صالح بنحو 100 ألف ريال لا يتجاوز سعره اليوم 10 آلاف ريال.

* «وادي الشعير»

وادي الشعير تقع جنوبي قرية تنبك بـ2كم، وتبعد عن الدوحة نحو 46كم، وعن مدينة الخور نحو 8كم، تقطنها عائلة واحدة من آل الدسم، وهي تتميز بهدوئها وبمزرعتها الواسعة التي تضم مشروعا صغيرا لتربية وإنتاج السمن أو «الفري»، هذا المشروع الذي يحتاج إلى رعاية وتشجيع الدولة كما يوضح الأهالي.
كما تحتاج وادي الشعير إلى تنظيم وتخطيط وشبكة للمياه والصرف الصحي، فهذه الخطوات من شأنها تشجيع أهالي القرى على التمسك بقراهم وعدم الانتقال إلى الدوحة وتخفيف الضغط عنها.