المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة



امـ حمد
14-04-2011, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا ضيعت الأمانة

حين تستقيم الفطرة وتسلم من اتباع الهوى تتمثل في صاحبها بخلق الأمانة،قال تعالى(إنا عرضنا الأمانه على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماّ جهولاّ)يقول القرطبي,الأمانة والعهد, يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلاً ، وهذا يعم معاشرة الناس ، والمواعيد،وحين يعم التعامل بالأمانة يؤدي الذي أؤتمن أمانته ، سواء أؤتمن على قنطار أو دينار ، لأن الله أمر بأداء الأمانات إلى أهلها ، ونهى عن خيانة الله والرسول وخيانة الأمانات ، وجعل من صفات المفلحين أنهم يرعون عهودهم وأماناتهم,والنفوس البشرية بفطرتها تميل إلى الناصح الأمين ، وتثق بالقوي الأمين، حتى غير المسلمين يؤثرون الأمين،والأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات ، فقد كان كل منهم يقول لقومه ( إني لكم رسول أمين )وإذا تمكنت صفة الأمانة من صاحبها تعامل بها القريب والبعيد ، والمسلم ، والكافر, وكذلك حال المؤمن حتى مع من عرف بالخيانة ، واشتهر بالغدر كما في الحديث( أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك )ومن أخطر الأمانات شأنا حفظ أسرار الناس ، وستر عوراتهم وكتمان أحاديث مجالسهم ،لقوله صلى الله عليه وسلم( إذا حدث رجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة) وأقل ما في هذه الأمانة أن ينقله الناقل ,حين ينقله , بنصه ، ولا يحمله ما ليس فيه بتدليس أو تحريف,والأمانة في العمل إتقانه، وكتمان أسراره,ومن مخاطر الأزمان المتأخرة اضطراب الموازين ، وفساد القيم ، إلى الدرجة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله( سيأتي على الناس سنوات خداعات ،يصدق فيها الكاذب،ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة في أمر العامة ، قيل وما الرويبضة,قال,الرجل التافه )ومنذ ذلك الحين استمر مسلسل السقوط إلى أن أصبحنا نرى الأمر يوّسد إلى غير أهله ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين,ومع ندرة الأمناء يستبعدون ويولى غيرهم ، ويكون ذلك سببا في تضييع الأمانات, وهو من علامات الساعة ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة, قال أبو هريرة, كيف إضاعتها يا رسول الله, قال,إذا أسند الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة)أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم, فينبغي لهم توليه أهل الدين, فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله تعالى إياها,ولذلك جاء في صفات المنافق أنه ( إذا ائتمن خان ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له)ومن الأمانة أن لا يستغل الإنسان منصبه الذي عين فيه من أجل منفعة له أو إلى قريبه، كأن يأخذ زيادة على مرتبه بطرق ملتوية، كتناول الرشوة باسم الهدية، ثم مع هذا يريد أن يحللها بنوع من أنواع التأويلات,ألا فليعلم أن كل ذلك غش وخيانة، وما أخذ من ذلك فهو سحت وأكل أموال الناس بالباطل, لأنه ثمرة خيانة وغدر واستغلال للمنصب،


فاللهم اجعلنا من الأمناء السعداء وجنبنا الخيانة الموجبة للشقاء.

leader8118
15-04-2011, 11:21 PM
جزاكم الله خير على هالمواضيع الرائعه

امـ حمد
16-04-2011, 01:46 AM
جزاكم الله خير على هالمواضيع الرائعه



بارك الله فيك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس