المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدافع الجزيرة.. تقصف من قطر



ahmed jasim
18-04-2011, 04:34 PM
هذا الانسان الكويتي البسيط يلخص لي فلسفة قناة الجزيرة في كلمتين (قناة الجزيرة تدخل في المصارين) يعني تبث النظيف والعفيف، الرديء والسيئ، العالي والراقي، الخبيث والمقرف، المعروف والمألوف، المزعج والمحرج، البسيط والأنيق، المربك والمعقد، هذه روح الجزيرة التي نتابعها دائما باهتمام وأحيانا بتأفف، وكثيرا باعجاب، وانما على الدوام متابعين وراصدين.
والجزيرة قناة لا تقف عند محرمات ولا تعترف بالموانع، ويغيب عنها الاعتذار والأسف، وهي كما يقولون بلا ضابط – No Inhibition، وهذا سر نجاحها وتفوقها وتسيدها في الفضاء الاخباري والتثقيفي، مع وجود في بطن الحدث لتنشر مصارينه وتبث خرائبه، ولا تعبأ بما يقولون.
كنت في القاهرة في الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام، مصدري في الأخبار المصرية هي الجزيرة، على الرغم من حضوري في شوارع القاهرة متجولا باحثا عن آخر المستجدات، ومعي اخوان من مصر، وشعرت بأن لدى المصريين ولعا في الجزيرة أيضا، فعندهم وعند غيرهم من خارج الخليج، الجزيرة أشهر من قطر الغاز، وأكثر شعبية من قطر النفط، وأقرب لهم من قطر المؤتمرات، وأهضم لهم من بيانات الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء، وهذا ليس في مصر وحدها، وانما أيضا في العالم البعيد.
وأذكر أنني قرأت مقالا تحليليا عن قناة الجزيرة كتبه المحاضر الأمريكي-العربي المعروف «فؤاد عجمي» نشره في مجلة نيويورك تايمز، التي تصدر يوم الأحد، يشرح فيه الأبعاد السياسية والاعلامية لقناة الجزيرة، وشهرتها بالتزامل مع طيران قطر، حيث نقلت الاثنتان دولة قطر الى الفضاء العالي من الاعلام وبنتا لها حقلا واسعا من الصداقات اقليميا ودوليا، وكان العجمي أول من قدم تحليلا واسعا عن الجزيرة وعن نهجها للرأي العام الأمريكي.
في يوم الخميس الماضي، 14 أبريل، نشرت صحيفة الهيرالتريبيون مقالا عن دور الجزيرة في كشف المستور في كل من مصر وليبيا وتونس، مع مقارنة بثها عن أحداث البحرين، ومهما كانت تعقيدات الأحداث، ومهما كانت مسافاتها وخطورتها، فالجزيرة في بطنها..
وفي هذه الأيام، تصوب الجزيرة نيرانها نحو ليبيا، وتجاه اليمن، في نقل للأحداث الحية، في توقيتها ومواقعها مع قصف متلاحق لاسقاط نظام القذافي البليد والمتجمد والسخيف، ومتابعة متواصلة لتصرفات العقيد علي عبدالله صالح، رئيس اليمن، الذي تتسيده نوبات الاضطراب العصبي، مهتزا في بيانات تأخذه نحو الاعتدال ثم تقذف به تجاه التشدد والتشبث بالحكم بعد ان استحلى السلطة واستطعم الجاه وانفتن بالأبهة، وستظل مدفعية الجزيرة تلاحقه في تحد صريح لمواقفه، واستخفافا بشرعيته، وتركيزا على مواقع ضعفه، على الرغم من اجراءاته في الملاحقة والنفي.
وقبلها كانت تستهدف الرئيس بن علي الذي استشاط منها بعد ان لسعته لدغاتها، وحرقت أعصابه نيرانها، فاتخذ الحلول الغبية في اغلاق مكاتبها متصورا بأن الجزيرة من السلالة الاعلامية التي تستكين وتفقد حيلها.
بدون شك طلقات الجزيرة ومدافعها هي مواقف سياسية اتخذتها قيادة قطر من أحداث رأتها تصب في مصلحتها فرأت التدخل في مسارها نحو ما تريده قطر، وبكلام صريح فالقيادة في قطر اتخذت القرار الثقيل الذي يتردد الكثيرون في اتخاذه، لأنه القرار الغليظ الذي يؤذي الخصم، لكنه قد يحرق أصابع صاحبه.
والقرار القطري متواصل وملتزم، فتراه عبر الجزيرة لا يلين ولا يضعف ولا يفقد الأمل، ورغم الملاحقات لا يتردد ولا يتبدل.
والحق ان قطر رسمت لنفسها مسارات فكرية وسياسية واقتصادية وثقافية، لا تنسجم مع ما نسميه الخط المألوف، ففي السياسة لا تذعن الا لقناعاتها ولا تعبأ بأقوال المنتقدين، وتأتي بمبادرات تتجاوز حجم جغرافيتها، رأيناها في قضايا فلسطين، وفي قضايا السودان، ولبنان، ومع سورية، وخارج الاقليم الى الولايات المتحدة حيث التقى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع الرئيس أوباما يوم الخميس الماضي في تأكيد على حيوية دبلوماسية قطر في الشأن الليبي واليمني والفلسطيني وغيرها من الملفات التي تفتحها قطر دون وجل.
ومن المؤكد بأن الشيخ حمد بحث قضايا الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية التي تتداخل مع حزمة من الخيوط أبرزها القاعدة الأمريكية التي تمد قطر بأقوى منابع الاطمئنان وتشبك دبلوماسية أمريكا بمحتويات مشروع المستقبل لدولة قطر في كل جوانبه وشموليته.
وفي هذا الصدد يعترف الرئيس أوباما خلال المؤتمر المشترك مع الشيخ حمد قائلا [ما كنا لنتمكن من تشكيل تحالف دولي موسع لا يضم أعضاء الناتو فحسب، بل يضم دولا عربية أيضا، من دون قيادة أمير قطر، فهو مؤمن بأنه لابد من ان يحظى الشعب الليبي بحقوقه وحرياته] ونعترف بأن كلفة الاجهاد الفكري والسياسي والمادي وبهذا الحجم لا تقدر عليه الا الارادة التي تدفع باقتناع وتقدم بدون تبرم، وتفتح بلا تذمر، ونعترف أيضا بأن قطر تملك مخزونا كبيرا من المفاجآت في السياسة وفي الاقتصاد وفي كل المجالات، وآخر المفاجآت تقديم ترشيح الأستاذ عبدالرحمن العطية كمرشح مجلس التعاون للأمانة العامة للجامعة العربية.
وشخصيا، أرى من حق دول الخليج ان تشغل موقع الأمين العام فلديها ائتلاف مؤثر حيث يلتقي فيها الاعتدال والقامة والمال ونظافة السجل الانساني والمكانة الدولية، وأتمنى ان يضع مجلس التعاون وزنه المميز خلف هذا الترشيح، مع كل التقدير للمرشح الذي اختارته القاهرة، لأنه يجمع الفكر المستنير مع النزاهة، لكن الوجود الخليجي في ادارة الجامعة سيضخ الى عروقها ايجابيات ومسلمات واقعية لم تولد عندما قامت الجامعة العربية.
كنت في قطر في العام الماضي ضمن مجموعة لا تقل عن ثمانمئة مدعو للمشاركة في مؤتمر التنمية العالمي الذي تستضيفه الدوحة كل عام، وشعرت بأن هناك قرارا تطوعيا في احتضان المؤتمرات الدولية ليس من باب السياحة وانما كعنصر من الحزمة الاستراتيجية التي تديرها قطر، فاذا كانت قناة الجزيرة صوت قطر العصرية Modern Qatar، فان المؤتمرات آلية هامة في سياسة الزحف نحو الموقع المرتفع في سلم الترتيبات العالمية، وأسلوب بديع في التثقيف وفي تعريف المرجعيات، فنقرأ عن دورة الدوحة في مفاوضات التجارة العالمية، لأنها عقدت في قطر.
ولم تكتف قطر بالسياسة والاعلام والمؤتمرات، وانما اختارت المهرجانات الرياضية كجزء من الحزمة القطرية التي تنفذها، فتتواصل دورات التنس وكرة القدم، ويظهر ابداع قطر المميز في الحصول على استضافة كأس العالم عام 2022.
ويمتد ذراع قطر نحو الثقافة، فتشيد متحف الآثار الاسلامية وتبدع في اقتناء كل ما يتوفر على المسرح العالمي من آثار اسلامية وعربية، وتنفتح على التعليم فتدعو أبهر الجامعات لتبني مواقعها في الدوحة، في تسهيلات لوجستيكية ومالية لا تتوافر الا في الدوحة، لأن أصحاب القرار فيها هم أصحاب مشروع لتحديث قطر وعصرنتها.
ولا تخفى على قيادة قطر حقائق الجغرافيا، فتسعى حكومتها في تحرك مستمر للحوار مع ايران، وابعاد الغيوم السوداء التي تخرب علاقاتها مع الجار الايراني، وتعمل على ان يتبنى مجلس التعاون نهج التفاهم عبر الاتصالات، وتتحرك بتوسع في قضايا الاقليم، فتدعو خالد مشعل بحثا عن خيوط تساعدها في بناء جسور بين فتح وحماس، ولا تتستر على اتصالاتها مع أي طرف، فنرى وزيرة اسرائيلية تتحدث في مؤتمر عام، وتقاطعها المداخلات في أجواء لا احراج فيها ولا منغصات عدائية.
وتذهب ليبيا الثورة الى الدوحة في مؤتمر عالمي لدعم الثورة، على أرض قطرية تقرن الأقوال بالأفعال، فترسل طائراتها ضمن التحالف العالمي لنجدة الثوار، فصوت الجزيرة بكل جرأتها ومراسليها وآلاتها، لنصرتهم، ومال قطر بكل سخائها، معهم، وأكثر من ذلك تقوم قطر بدور المصدر للنفط في أسواق العالم لصالح ثوار ليبيا معتمدة على خبرة في تسويق النفط، ومستفيدة من شبكة اتصالات بنتها من أموالها ومن دبلوماسيتها ومن جرأة الاقتحام التي تنفرد بها.
في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تسيد جدول أعمال الأمم المتحدة في نيويورك موضوع دور الشركات غير الوطنية في تحسين التنمية، لاسيما في الدول النامية، ولأنني أمثل الكويت في المباحثات حول هذا الموضوع، تعرفت على الامكانيات الهائلة لهذه الشركات التي نرى رأسها ولا ندري شيئا عن ضلوعها وأطرافها، مثل جبال الجليد الغامضة، لا تعرف حدودها ولا تطمئن لصمتها، أتصفح الآن شريط التلفزيون متنقلا بين شاشات الجزيرة من اخبارية الى ثقافية الى فكاهية ثم مباشرة الى رياضية متنوعة، الى الجزيرة الانجليزية والكفاءات الأخرى، وأتذكر دور الشركات العملاقة في الاقتصاد العالمي.
اختارت قطر نهج التأثير والتحريك في مسار الرأي العام، وتعمل للاسهام في دفعه نحو ما تريد في تسخير أخطبوط قناة الجزيرة لمشروعها الفريد، ولا يستطيع أحد ان يتكهن أين ستكون آخر المحطات في مسيرة الجزيرة.
عبدالله بشارة
رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات

http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=104888&WriterId=39

Store
18-04-2011, 08:54 PM
الله يحفظ سمو الأمير من كل شر

قطري رزه
18-04-2011, 09:20 PM
تحليل اكثر من رأئع ولو انه فيه تطبيل شوي . .

D0ha
18-04-2011, 09:28 PM
استمتعت بكل كلمة مكتوبه مع شكري الخالص الى من نقل هذا الخبر ( من غيره لم استمتع برحلة اصفها بالاعلامية, السياحية, السياسية, الثقافيه, النهضويه وايضا الفكرية عبر هذا المقال). اكن الاحترام والتقدير ايضا الى السيد بشارة كونه رجل يعلم ويعرف ماذا يكتب, واتمنى من قلبي ان تزيد دولة قطر من اندفاعها امام كل ماهو جريئ.
شكر أحمد جاسم

D0ha
18-04-2011, 09:29 PM
تحليل اكثر من رأئع ولو انه فيه تطبيل شوي . .

لم يعرف التطبيل بل تكلم بكل حيادية وتصرف...اعتقد المفروض تتعرف اكثر على شخصية السيد بشارة والحكم عليه بعد ذلك بالمطبل او حامل المزمار.

شموخ دائم
18-04-2011, 09:31 PM
,

,


مرحبا

الواحد يفتخر انه قطري

كنا بلد صغير المساحه

واصبحنا بلد كبير برجاله وشعبه وانجازاته

ليس المهم ما يقوله الاخرين عنا

ولكن الاهم ان نكون فخورين ببلدنا وانجازاتنا

دمت بطيب



,

,


اخوكم


شموخ دائم