تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الأسهم ... وضع النقاط على الحروف



شمعة الحب
03-05-2006, 08:33 PM
سوق الأسهم ... وضع النقاط على الحروف
أحمد عقيل الخطيب - - - 05/04/1427هـ
aaalkhateeb@yahoo.com

اختلط الحابل بالنابل، الكل يدلو بدلوه. الشيخ يفتي في سوق الأسهم، والطبيب ، والتاجر غير المتخصص لأنه ضخ الملايين أو مئات الملايين وخسر وبدأ يحلل ويرمي بالتهم ويقترح الحلول التي تصب في خدمة محفظته . هذا ليس بجديد فقد كنا سياسيين إبان حرب الخليج الثانية فإينما نذهب نجد من يحلل ويتوقع بل ويدافع عن توقعاته عما سوف تؤول إليه الحرب وكأن غرفة عمليات البنتاجون في استراحات الثمامة. مراسل أحد القنوات الفضائية سمعته بأذني يقول "وداعاً للنزول" وفي اليوم التالي ينخفض السوق 799 نقطة ؟! الدكتور يقول إن المؤشر سيصل إلى 28 ألف نقطة للأسف دون تبرير وكأنه يتحدث إلى خبراء لديهم القدرة و الإمكانية لتقييم توقعاته والأخذ بها أو رميها عرض الحائط. أليس من الأجدى ذكر متى وكيف سيصل المؤشر إلى 28 ألف نقطة لكي أشاركهم القناعة و نتحمل سواء تبعات القرار ؟! ماذا نتوقع إذا صرح متخصص وخبير بأن المؤشر سيصل إلى 28 ألف نقطة ؟ بالطبع كل من سمع هذا التصريح الصادر من الخبير سيجري إلى البنك ويشتري بما تبقي من مدخراته ونصب عينيه 28 ألف نقطة و الأسعار الخيالية ؟! للأسف اختلطت المفاهيم، وعدوك من نصحك، ولم يعد المثل القائل " صديقك من صدقك وليس من صدّقك " مثلاً يحتذى به بل حاربنا الكثيرون عندما حذرنا مراراً وتكراراً من شركات المضاربة ليس بيننا وبين تلك الشركات أية خلافات شخصية ولكن بيننا وبينها خلافات وعدم اتفاق على أدائها وتقييمها وتوقعاتنا المستقبلية لنتائجها. السوق لم يعد يفرق بين السلعة الجيدة و السلعة الرديئة فإما أحمر أو أخضر، نعم هناك متغيرات تؤثر في الاقتصاد الكلي وتؤثر في مختلف قطاعاته ومنها سوق الأسهم ولكن هناك أيضاً عوامل مؤثرة سلباً أو إيجاباً في أداء كل شركة من شركات السوق على حدة، فعلى سبيل المثال تؤثر التغييرات الإدارية في أداء الشركات و حدة المنافسة و التشريعات و الأنظمة التي تسن وجودة الخطط المستقبلية إلى آخره، فلماذا يتحرك السوق بالاتجاه نفسه صعوداً وهبوطاً بالرغم من أن هناك شركات أعلنت نمواً في الأرباح أفضل من غيرها بل إن هناك شركات أعلنت عن خسائر ونشاهد سعر سهمها في السوق يسابق الشركات الأخرى في الصعود ؟! كثرت الأقلام، البعض منها يقترح و الأخرى تتهم وتلقي اللوم وأصبح سوق الأسهم شغل مجلس الوزراء الشاغل.
المشكلة وقعت وخسر من خسر وهذه هي حال أسواق الأسهم المهم الآن كيف بنا أن نتعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات و التوصيات و الشائعات التي تصلني من خلال رسائل الجوال أو المنتديات أو التجمعات؟ ما العمل في ظل تلك الظروف و الغد الغامض لأن المستقبل واضح للجميع أنه مشرق، ولكن للأسف نحن نتعامل مع الاستثمار في سوق المال وهو سوق لتمويل المشاريع المستقبلية نتعامل معه لحظة بلحظة ارتفع السهم ريالا و انخفض ريالاً ؟! نتعامل مع سوق لاستثمار مدخراتنا الفائضة في مشاريع لبناء الوطن وتنمية أموالنا المستثمرة من خلال الأرباح الدورية الموزعة و النمو في رأس المال المستثمر على المدى البعيد . نتعامل معه لتحقيق ألف أو ألفي ريال كل يوم في أية سهم ممكن أن تحقق لي الألف أو الألفي ريال بأسرع وقت بغض النظر عن الشركة و أدائها و إدارتها و خططها المستقبلية كل هذا لا يعنيني.

إن الانهيارات تحدث إذا بدأت تتلاشى العوامل أو المحفزات الاقتصادية الرئيسية ولكن اقتصادنا مقبل على طفرة الغرب يعرفها أكثر منا و إلا لما تسابقت البنوك العالمية مثل دوتشيه و بي إن بي باريبا و جي بي مورغان لطلب تراخيص لفتح فروع لها في المملكة ولما أقبل مورغان ستانلي على حشد موظفيه وفتح مقرا رئيسيا في دبي وغيرهم. إذاً نظرية الانهيار و الدخول في مرحلة كساد اقتصادي جراء تلاشي المحفزات الاقتصادية ليست موجودة. في هذه الحالة يجب علينا الثقة في مستقبل اقتصادنا و سوق الأسهم، كما يجب أن نعلم جيداً أن أسواق الأسهم قناة للادخار طويل المدى وليست تجمعا يوفر أدوات متمثلة بالأسهم للمضاربة اليومية وتحقيق أرباح سريعة، كما يجب علينا البحث عن عوائد سنوية منطقية تراوح ما بين 20 في المائة إلى 30 في المائة في ظل هذه الظروف وإذا بحثنا عن أكثر فلنتحمل تبعاتها وهي بالتأكيد مخاطر أكبر. وأخيراً فلنبتعد عن المقترحات أو الحلول الوقتية أو المسكنات المنبعثة من عواطفنا ولنستخدم عقولنا لبناء سوق مالية كفؤة .

4743 قراءة