شمعة الحب
03-05-2006, 10:28 PM
قدر الشراكة.. هل يفوح؟
فهد بن عبد الله القاسم - - - 05/04/1427هـ
falkassim@fincorpgroup.com
يقول المثل الشعبي "قدر الشراكة ما يفوح" وهذا إشارة إلى ما يكتنف الشراكة من صعوبات واختلافات في الرأي مما يعوق الإنجاز غالبا، ولله المثل الأعلى ففي الحديث القدسي "أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما الآخر"، وهذا مما يشير إلى وعد من الله سبحانه وتعالى بالبركة والمساندة عند حسن النوايا بين الشركاء، جعلنا الله وإياكم من المباركين.
لي مع الشراكات قصص تطول، كما أن لدي من أخبار الشراكات والأحداث بين الشركاء وقائع وحقائق بعضها يثلج الصدور ومنها ما يدمي القلوب.
اتفقت على الشراكة مع أحد المهنيين في إحدى الدول العربية، لتكوين شركة تنشط في خدمات الامتياز التجاري، وكان مضمون الشراكة ينص على شراء شركته القائمة في بلده، بعد تقييم حصته ونضخ أنا وزميلي السعودي حصتنا في الشركة نقدا.
وقمنا بزيارة إلى مقر الشركة والتقينا شريكنا المرتقب وفريق العمل، وقد أعجبنا بالعمل الذي رأيناه وروح الفريق التي كانت الوقود والمحرك الرئيسي للشركة، ووقعنا مذكرة ا لتفاهم بعد الاجتماع مع المحامي والاتفاق على الخطوط العريضة، كما اتفقنا على موعد للاجتماع في الرياض لتوقيع العقود والاتفاق على خطة العمل.
جاء شريكنا إلى الرياض وقمنا بعدة زيارات استكشافية للسوق، وترويجية لخدمات الشركة، فوجدنا أن السوق واعد، واكتشف صاحبنا أنه وقع على كنز من ذهب، وقعنا العقود النهائية للشركة، وذهبنا إلى سفارة بلده وعملنا الوكالات اللازمة، وكان كل شيء كما كان مخططا.
بدأنا في مناقشة خطة العمل، وعند أول مناقشة على أحد البنود اختلفت وجهات النظر، فرد صاحبنا بأن الرأي الصحيح رأيه لأنه أعرف منا بالنشاط، فقلت له نحن ثلاثة شركاء وقراراتنا بالتصويت قال ولكني رئيس المجلس، الطامة الكبرى كانت في وجهة النظر الأخرى التي عندما اختلفنا عليها هددنا بفسخ الشراكة!!! طبعا كانت النتيجة أننا سحبنا منه العقود والوكالات وفركشنا الشركة، بالرغم من اعتذاره لاحقا وطلبه السماح وادعائه بعدم القصد وأننا لم نفهمه جيدا!
نصيحتي لكل من أراد الدخول في شركة أن يتخذ الاحتياطات اللازمة للأمور التالية:
- أن تكون الشركة نظامية، أي شركة مسجلة في الجهة المختصة بعقد رسمي.
- أن يستشير محاميا من ذوي الاختصاص لمراجعة العقود.
- أن يعرف شريكه أو شركاءه قبل مشاركتهم، وذلك بالسؤال عنهم والاستفسار عن أمانتهم وملاءتهم قبل المشاركة.
- أن يحدد بدقة دور كل شريك في الشركة الجديدة، وأن يحدد كيفية إدارة الشركة، واتخاذ القرارات.
- أن تحدد أتعاب كل شريك بدقة، ويفضل أن تكون نسبة من الأرباح، وليست راتبا محددا.
- أن يتم تحديد آلية توزيع الأرباح، وأن تكون وفقا لتقرير مراقب الحسابات.
- أن توثق العلاقة والقرارات المنظمة بين الشركاء بشكل كاف.
- أن تحدد استراتيجية التخارج للشركاء من الشركة.
- الابتعاد عن الشركات التي تعتمد على جهود الشركاء، إذا كان الشركاء فيها أكثر من ثلاثة.
- إذا كنت ستشارك في شركة قائمة فيجب عمل تقييم عادل للشركة، بعد فحص الشركة من الناحية المالية والقانونية والفنية، والأهم من ذلك تأكد من حسن الإدارة، وإمكانية تحقيق نفس النتائج السابقة أو أفضل منها مستقبلا.
- إذا كنت شريكا غير عامل احرص على أن تحصل على تقارير دورية عن أداء الشركة، وأن يكون هذا جزءا من حقوقك في الشركة.
أخيرا.. إذا تورطت ودخلت في شركة اكتشفت فيما بعد أنها مقلب سواء من الناحية الإدارية أو من حيث الربحية أو من خلال نوعية الشركاء، فإن أفضل خيار لك هو الخروج منها بأسرع وقت وفي أقرب فرصة، وبأقل خسائر ممكنة.
تعليقات الزوار
05/04/1427هـ ساعة 11:22 صباحاً (السعودية)
شكراً على طرح هذا الموضوع أخي الكريم
ويا ليت نرى الوجه المشرق من الشراكات اللي تحدثت عنها لكي نعرف الوجه الآخر النقي في هذا المجال .
انا معجب بمقالاتك وصراحتك وأرجو لك التوفيق والسداد وتقبل فائق التحية
فهد بن عبد الله القاسم - - - 05/04/1427هـ
falkassim@fincorpgroup.com
يقول المثل الشعبي "قدر الشراكة ما يفوح" وهذا إشارة إلى ما يكتنف الشراكة من صعوبات واختلافات في الرأي مما يعوق الإنجاز غالبا، ولله المثل الأعلى ففي الحديث القدسي "أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما الآخر"، وهذا مما يشير إلى وعد من الله سبحانه وتعالى بالبركة والمساندة عند حسن النوايا بين الشركاء، جعلنا الله وإياكم من المباركين.
لي مع الشراكات قصص تطول، كما أن لدي من أخبار الشراكات والأحداث بين الشركاء وقائع وحقائق بعضها يثلج الصدور ومنها ما يدمي القلوب.
اتفقت على الشراكة مع أحد المهنيين في إحدى الدول العربية، لتكوين شركة تنشط في خدمات الامتياز التجاري، وكان مضمون الشراكة ينص على شراء شركته القائمة في بلده، بعد تقييم حصته ونضخ أنا وزميلي السعودي حصتنا في الشركة نقدا.
وقمنا بزيارة إلى مقر الشركة والتقينا شريكنا المرتقب وفريق العمل، وقد أعجبنا بالعمل الذي رأيناه وروح الفريق التي كانت الوقود والمحرك الرئيسي للشركة، ووقعنا مذكرة ا لتفاهم بعد الاجتماع مع المحامي والاتفاق على الخطوط العريضة، كما اتفقنا على موعد للاجتماع في الرياض لتوقيع العقود والاتفاق على خطة العمل.
جاء شريكنا إلى الرياض وقمنا بعدة زيارات استكشافية للسوق، وترويجية لخدمات الشركة، فوجدنا أن السوق واعد، واكتشف صاحبنا أنه وقع على كنز من ذهب، وقعنا العقود النهائية للشركة، وذهبنا إلى سفارة بلده وعملنا الوكالات اللازمة، وكان كل شيء كما كان مخططا.
بدأنا في مناقشة خطة العمل، وعند أول مناقشة على أحد البنود اختلفت وجهات النظر، فرد صاحبنا بأن الرأي الصحيح رأيه لأنه أعرف منا بالنشاط، فقلت له نحن ثلاثة شركاء وقراراتنا بالتصويت قال ولكني رئيس المجلس، الطامة الكبرى كانت في وجهة النظر الأخرى التي عندما اختلفنا عليها هددنا بفسخ الشراكة!!! طبعا كانت النتيجة أننا سحبنا منه العقود والوكالات وفركشنا الشركة، بالرغم من اعتذاره لاحقا وطلبه السماح وادعائه بعدم القصد وأننا لم نفهمه جيدا!
نصيحتي لكل من أراد الدخول في شركة أن يتخذ الاحتياطات اللازمة للأمور التالية:
- أن تكون الشركة نظامية، أي شركة مسجلة في الجهة المختصة بعقد رسمي.
- أن يستشير محاميا من ذوي الاختصاص لمراجعة العقود.
- أن يعرف شريكه أو شركاءه قبل مشاركتهم، وذلك بالسؤال عنهم والاستفسار عن أمانتهم وملاءتهم قبل المشاركة.
- أن يحدد بدقة دور كل شريك في الشركة الجديدة، وأن يحدد كيفية إدارة الشركة، واتخاذ القرارات.
- أن تحدد أتعاب كل شريك بدقة، ويفضل أن تكون نسبة من الأرباح، وليست راتبا محددا.
- أن يتم تحديد آلية توزيع الأرباح، وأن تكون وفقا لتقرير مراقب الحسابات.
- أن توثق العلاقة والقرارات المنظمة بين الشركاء بشكل كاف.
- أن تحدد استراتيجية التخارج للشركاء من الشركة.
- الابتعاد عن الشركات التي تعتمد على جهود الشركاء، إذا كان الشركاء فيها أكثر من ثلاثة.
- إذا كنت ستشارك في شركة قائمة فيجب عمل تقييم عادل للشركة، بعد فحص الشركة من الناحية المالية والقانونية والفنية، والأهم من ذلك تأكد من حسن الإدارة، وإمكانية تحقيق نفس النتائج السابقة أو أفضل منها مستقبلا.
- إذا كنت شريكا غير عامل احرص على أن تحصل على تقارير دورية عن أداء الشركة، وأن يكون هذا جزءا من حقوقك في الشركة.
أخيرا.. إذا تورطت ودخلت في شركة اكتشفت فيما بعد أنها مقلب سواء من الناحية الإدارية أو من حيث الربحية أو من خلال نوعية الشركاء، فإن أفضل خيار لك هو الخروج منها بأسرع وقت وفي أقرب فرصة، وبأقل خسائر ممكنة.
تعليقات الزوار
05/04/1427هـ ساعة 11:22 صباحاً (السعودية)
شكراً على طرح هذا الموضوع أخي الكريم
ويا ليت نرى الوجه المشرق من الشراكات اللي تحدثت عنها لكي نعرف الوجه الآخر النقي في هذا المجال .
انا معجب بمقالاتك وصراحتك وأرجو لك التوفيق والسداد وتقبل فائق التحية