amroo
26-04-2011, 05:33 PM
مشاريع صغيرة تحتاج إلى دعم
عدم تثبيت ملكية «بيوت البر» هم يؤرق المواطنين في أم جاسم
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=185063&issueNo=1227&secId=31
2011-04-26
الدوحة - عمر عبد اللطيف
ننعطف يسارا باتجاه أم جاسم، التي تبعد عن الدوحة، نحو 100 كم تقريبا، إنها قرية صغيرة، معظمها مزارع أو «عزب» لتربية المواشي. ثم يصطحبنا عمر بن محمد الدسم الكبيسي إلى منزل جمعة عبد الله الكبيسي، ليرينا مشروعا صغيرا أقيم في الساحة الداخلية للمنزل، التي قسمت إلى أحواض وبرك للمياه، منها ما هو مربع الشكل وصغير الحجم، ومنها ما هو مستطيل الشكل وكبير الحجم.
هذه الأحواض، خصصت لتربية سمك «البلطي»، حيث تستورد فروخ السمك الصغير من مصر، ثم توضع في حوض منفصل، وبعيدا عن السمك الكبير الذي قد يلتهمها في أية لحظة. وعندما تكبر قليلا تنقل إلى حوض أكبر حيث تستطيع التحرك بحرية.
أسس جمعة هذا المشروع الصغير، على سبيل الهواية والإنتاج للاستهلاك، وليس للبيع، واصفا إياه بأنه: «مشروع شخصي عشوائي، وليس عملية علمية بحاجة إلى متابعة ومختصين، أو مشروع ربحي تجاري، التكاثر هنا تلقائي، نتدخل فقط لإطعامه وتغيير المياه وتصفيتها».
يأكل سمك البلطي الأعلاف والخبز والأرز دون أية هرمونات، وتحتاج السمكة الصغيرة إلى نحو 3 إلى 4 أشهر، حتى تصبح صالة للأكل، كما وضعت أنابيب للمياه داخل الأحواض لتغيير المياه وتصفيتها. فهذا النوع من السمك يعيش أصلا في الأنهار، ويتميز بأنه «مقاوم للأمراض والملوحة والرطوبة والحرارة، وتكاثره سريع، وسهل التربية، إضافة إلى أن لحمه جيد» حسب جمعة.
تثبيت ملكيات الأراضي
لكن لماذا لا يستطيع جمعة تطوير هذا المشروع، بحيث يصبح مشروعا علميا يتابعه اختصاصيون، وينتج كميات كبيرة من الأسماك يستطيع بيعها في السوق المحلية؟
هذا الشيء يحتاج أولا إلى تثبيت «بيوت البر» للمواطنين، وبيوت أو أراضي البر أعطيت لبعض المواطنين، الذين كانوا يعيشون سابقا في قرى «الخوير، وعين محمد والعريش وغيرها»، ثم انتقلوا إلى العيش في الدوحة منذ الستينيات، حيث تملكت الدولة الأراضي في تلك المناطق، ثم أعطتهم بدلا منها في مناطق أخرى، ومنها أم جاسم، التي يسكنها أهلها منذ نحو 25 عاما.
لكن هذه الأراضي، لم تثبت ملكيتها بعد للمواطنين، ولم تدخل في التنظيم، وما زالت مواضيع معلقة، لذا يطالب الكبيسي بإيجاد حلول مناسبة لهذه الأراضي، لأن «الناس قلقة، لا تستطيع أن تبني ولا أن تشتري أو تبيع أو تؤجر بيوتها وأراضيها أو الحصول على رخص البناء، الأمر الذي عطل الناس عن أعمالها».
إذن يجب اتخاذ قرار مناسب من قبل وزارة البلدية والتخطيط العمراني، كما يقول جمعة صاحب المشروع، ليحفظ للناس حقوقهم، فصاحب المزرعة مثلا يريد التوسع، لكن مواضيع بيوت البر تقلقه ولا تجعله قادرا على تطوير مشاريعه، «يجب الإسراع بتخطيط المنطقة وتثبيت ملكية الأراضي المتوارثة عن الأجداد»، خاصة أن هذه الأراضي فيها بيوت حديثة وكهرباء وهاتف، والناس تعيش فيها خلال الإجازات، فهي ليست بيوتا «عشوائية بل بيوت عصرية يجب تثبيت ملكيتها لأهلها».
خروف بـ 15 ألف ريال
في أم جاسم أيضا يقدم لنا ثاني بن حسين الكبيسي حليب النوق، وهو يحدثنا عن «المجاهيم». والمجاهيم نوع من الإبل، خاصة بالإنتاج «للحليب والذبح». أما «العمانيات» فمنها ما هو للسباقات، ومنها ما هو «للمزاين»، وأي بعير يدخل السباق ويفوز، يبقى من أجل الإنتاج ولا يباع، لأن ابنه سيكون غالي السعر أيضا، وقد يباع بـ 200 ألف إلى مليوني ريال. في «عزبة» الكبيسي»، يلفت نظرك خروف غريب الشكل: «خشم مستطيل ورقبة مستطيلة أيضا». يقول ثاني إن سعره 15 ألف ريال، وهو ليس «للذباح» بل للإنتاج والسباقات، تسمى سلالته «بالمسوجيات»، أصله من الأنبار في العراق، ثم تم تهجينه في الكويت. وقد يصل سعر الخروف الواحد من هذه السلالة إلى 360 ألف ريال، خاصة التي تفوز في «المسابقات والمزادات».
النعمان والإبل الأصيلة
بعد أم جاسم ننعطف يمينا باتجاه «النعمان»، وهي في الأصل روضة طبيعية من شجر السدر، أو عين ماء، يعود تاريخها إلى مئات السنين. كما يقول ناصر بن عرار الرمزاني النعيمي.
إلى جانب الروضة، قرية صغيرة جدا، أو بالأحرى مزرعة أو «عزبة» كبيرة، تقطنها عائلة واحدة من آل النعيمي، «لا ينقصنا شيء الكهرباء والمياه متوفرة والطرق أيضا»، يقول ناصر، الذي يوضح أن أقرب مدينة إلى النعمان هي الغويرية التي تبعد عنها نحو 28 كم، حيث «نشتري منها معظم احتياجاتنا».
تشتهر مزرعة النعيمي، بتربية الإبل العربية الأصيلة، التي تشتهر بها الجزيرة العربية، ومنها «ذيبان» الذي بيع بنحو مليوني ريال، عدا عن بعير أصيل آخر يبلغ سعره نحو 300 ألف ريال، وبيعت بنته بنحو مليون ونصف ريال.
النعيمي يلفت نظرنا إلى اقتنائه العملات القديمة، ومنها عملة عثمانية يعود تاريخها إلى عام 1800، وروبية هندية تعود لعام 1900، وأخرى برتغالية، «لدي الكثير من العملات، أنظفها وأرتبها في المنزل، لدي عملة عثمانية عليها صورة فارس على حصان يعود تاريخها لعام 1878».
وقبل العودة إلى الدوحة، يمر بنا عمر بن محمد الدسم الكبيسي على مدينة الزبارة القديمة المطلة على البحر شمالي غربي قطر، بنحو 106 كم. هذه المدينة كانت مركزا سكانيا وتجاريا مهما منذ القرن السابع عشر، كما تقول آثارها المتبقية، ويعاد ترميمها حاليا بما فيها من قصور وميناء ومنازل ومخازن وأسوار كانت تحيط بها.
تقع قرى أم جاسم والنعمان، شمالي غربي قطر، وتبعد عن الدوحة نحو 100 كم، وهي أصلا مزارع أو «عزب» خاصة، يسكنها الأهالي وقت الإجازات بشكل خاص، وهي تشتهر بتربية الإبل العربية الأصيلة، إضافة إلى أنواع شهيرة ومرتفعة السعر من «الخراف».
المطلب الرئيسي لأهالي هذه القرى، رغم تحفظ البعض على المطالبة بذلك، هو تثبيت ملكية هذه الأراضي والبيوت المسماة «ببيوت البر» باسم أصحابها، فهم «أصحاب حق بهذه الأراضي التي توارثوها عن أجدادهم كما يقولون».
.................................................. ................................
عدم تثبيت ملكية «بيوت البر» هم يؤرق المواطنين في أم جاسم
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=185063&issueNo=1227&secId=31
2011-04-26
الدوحة - عمر عبد اللطيف
ننعطف يسارا باتجاه أم جاسم، التي تبعد عن الدوحة، نحو 100 كم تقريبا، إنها قرية صغيرة، معظمها مزارع أو «عزب» لتربية المواشي. ثم يصطحبنا عمر بن محمد الدسم الكبيسي إلى منزل جمعة عبد الله الكبيسي، ليرينا مشروعا صغيرا أقيم في الساحة الداخلية للمنزل، التي قسمت إلى أحواض وبرك للمياه، منها ما هو مربع الشكل وصغير الحجم، ومنها ما هو مستطيل الشكل وكبير الحجم.
هذه الأحواض، خصصت لتربية سمك «البلطي»، حيث تستورد فروخ السمك الصغير من مصر، ثم توضع في حوض منفصل، وبعيدا عن السمك الكبير الذي قد يلتهمها في أية لحظة. وعندما تكبر قليلا تنقل إلى حوض أكبر حيث تستطيع التحرك بحرية.
أسس جمعة هذا المشروع الصغير، على سبيل الهواية والإنتاج للاستهلاك، وليس للبيع، واصفا إياه بأنه: «مشروع شخصي عشوائي، وليس عملية علمية بحاجة إلى متابعة ومختصين، أو مشروع ربحي تجاري، التكاثر هنا تلقائي، نتدخل فقط لإطعامه وتغيير المياه وتصفيتها».
يأكل سمك البلطي الأعلاف والخبز والأرز دون أية هرمونات، وتحتاج السمكة الصغيرة إلى نحو 3 إلى 4 أشهر، حتى تصبح صالة للأكل، كما وضعت أنابيب للمياه داخل الأحواض لتغيير المياه وتصفيتها. فهذا النوع من السمك يعيش أصلا في الأنهار، ويتميز بأنه «مقاوم للأمراض والملوحة والرطوبة والحرارة، وتكاثره سريع، وسهل التربية، إضافة إلى أن لحمه جيد» حسب جمعة.
تثبيت ملكيات الأراضي
لكن لماذا لا يستطيع جمعة تطوير هذا المشروع، بحيث يصبح مشروعا علميا يتابعه اختصاصيون، وينتج كميات كبيرة من الأسماك يستطيع بيعها في السوق المحلية؟
هذا الشيء يحتاج أولا إلى تثبيت «بيوت البر» للمواطنين، وبيوت أو أراضي البر أعطيت لبعض المواطنين، الذين كانوا يعيشون سابقا في قرى «الخوير، وعين محمد والعريش وغيرها»، ثم انتقلوا إلى العيش في الدوحة منذ الستينيات، حيث تملكت الدولة الأراضي في تلك المناطق، ثم أعطتهم بدلا منها في مناطق أخرى، ومنها أم جاسم، التي يسكنها أهلها منذ نحو 25 عاما.
لكن هذه الأراضي، لم تثبت ملكيتها بعد للمواطنين، ولم تدخل في التنظيم، وما زالت مواضيع معلقة، لذا يطالب الكبيسي بإيجاد حلول مناسبة لهذه الأراضي، لأن «الناس قلقة، لا تستطيع أن تبني ولا أن تشتري أو تبيع أو تؤجر بيوتها وأراضيها أو الحصول على رخص البناء، الأمر الذي عطل الناس عن أعمالها».
إذن يجب اتخاذ قرار مناسب من قبل وزارة البلدية والتخطيط العمراني، كما يقول جمعة صاحب المشروع، ليحفظ للناس حقوقهم، فصاحب المزرعة مثلا يريد التوسع، لكن مواضيع بيوت البر تقلقه ولا تجعله قادرا على تطوير مشاريعه، «يجب الإسراع بتخطيط المنطقة وتثبيت ملكية الأراضي المتوارثة عن الأجداد»، خاصة أن هذه الأراضي فيها بيوت حديثة وكهرباء وهاتف، والناس تعيش فيها خلال الإجازات، فهي ليست بيوتا «عشوائية بل بيوت عصرية يجب تثبيت ملكيتها لأهلها».
خروف بـ 15 ألف ريال
في أم جاسم أيضا يقدم لنا ثاني بن حسين الكبيسي حليب النوق، وهو يحدثنا عن «المجاهيم». والمجاهيم نوع من الإبل، خاصة بالإنتاج «للحليب والذبح». أما «العمانيات» فمنها ما هو للسباقات، ومنها ما هو «للمزاين»، وأي بعير يدخل السباق ويفوز، يبقى من أجل الإنتاج ولا يباع، لأن ابنه سيكون غالي السعر أيضا، وقد يباع بـ 200 ألف إلى مليوني ريال. في «عزبة» الكبيسي»، يلفت نظرك خروف غريب الشكل: «خشم مستطيل ورقبة مستطيلة أيضا». يقول ثاني إن سعره 15 ألف ريال، وهو ليس «للذباح» بل للإنتاج والسباقات، تسمى سلالته «بالمسوجيات»، أصله من الأنبار في العراق، ثم تم تهجينه في الكويت. وقد يصل سعر الخروف الواحد من هذه السلالة إلى 360 ألف ريال، خاصة التي تفوز في «المسابقات والمزادات».
النعمان والإبل الأصيلة
بعد أم جاسم ننعطف يمينا باتجاه «النعمان»، وهي في الأصل روضة طبيعية من شجر السدر، أو عين ماء، يعود تاريخها إلى مئات السنين. كما يقول ناصر بن عرار الرمزاني النعيمي.
إلى جانب الروضة، قرية صغيرة جدا، أو بالأحرى مزرعة أو «عزبة» كبيرة، تقطنها عائلة واحدة من آل النعيمي، «لا ينقصنا شيء الكهرباء والمياه متوفرة والطرق أيضا»، يقول ناصر، الذي يوضح أن أقرب مدينة إلى النعمان هي الغويرية التي تبعد عنها نحو 28 كم، حيث «نشتري منها معظم احتياجاتنا».
تشتهر مزرعة النعيمي، بتربية الإبل العربية الأصيلة، التي تشتهر بها الجزيرة العربية، ومنها «ذيبان» الذي بيع بنحو مليوني ريال، عدا عن بعير أصيل آخر يبلغ سعره نحو 300 ألف ريال، وبيعت بنته بنحو مليون ونصف ريال.
النعيمي يلفت نظرنا إلى اقتنائه العملات القديمة، ومنها عملة عثمانية يعود تاريخها إلى عام 1800، وروبية هندية تعود لعام 1900، وأخرى برتغالية، «لدي الكثير من العملات، أنظفها وأرتبها في المنزل، لدي عملة عثمانية عليها صورة فارس على حصان يعود تاريخها لعام 1878».
وقبل العودة إلى الدوحة، يمر بنا عمر بن محمد الدسم الكبيسي على مدينة الزبارة القديمة المطلة على البحر شمالي غربي قطر، بنحو 106 كم. هذه المدينة كانت مركزا سكانيا وتجاريا مهما منذ القرن السابع عشر، كما تقول آثارها المتبقية، ويعاد ترميمها حاليا بما فيها من قصور وميناء ومنازل ومخازن وأسوار كانت تحيط بها.
تقع قرى أم جاسم والنعمان، شمالي غربي قطر، وتبعد عن الدوحة نحو 100 كم، وهي أصلا مزارع أو «عزب» خاصة، يسكنها الأهالي وقت الإجازات بشكل خاص، وهي تشتهر بتربية الإبل العربية الأصيلة، إضافة إلى أنواع شهيرة ومرتفعة السعر من «الخراف».
المطلب الرئيسي لأهالي هذه القرى، رغم تحفظ البعض على المطالبة بذلك، هو تثبيت ملكية هذه الأراضي والبيوت المسماة «ببيوت البر» باسم أصحابها، فهم «أصحاب حق بهذه الأراضي التي توارثوها عن أجدادهم كما يقولون».
.................................................. ................................