ابوريما الرياشي
27-04-2011, 08:56 AM
برر مستثمرون وخبراء تراجع أحجام السيولة في البورصة بانسحاب البعض من الأخيرة بغية المشاركة في الاكتتاب الخاص على أسهم بنك «qnb».
وقال هؤلاء لـ «العرب» إن مكانة البنك ووزنه في معادلة السوق استوجبت تأثر الأخيرة بالإصدار الخاص الذي أقرته الجمعية العمومية الأخيرة، بهدف تغذية عملياته المحلية والدولية.
وسيفضي الإصدار المذكور لجمع البنك أكثر من 12.7 مليار ريال من أموال مساهميه، الذين يمتلكون تجارب تاريخية مع أقدم البنوك المحلية، حين عوضهم عن تكاليف مساهماتهم برأسمالهم بأرباح رأسمالية فضلا عن توزيعات متراكمة.
والمتتبع لمسار أحجام السيولة في البورصة، يجد أن أحجام السيولة تراجعت بواقع النصف حال مقارنتها بجلسات ترافقت مع انعقاد الجمعيات العمومية السنوية لعدد من الشركات، بيد أن شريحة من المستثمرين ترفض الربط ما بين الإصدار وقيم السيولة، قائلين إن غياب المحفزات وانتفاء أثر النتائج الفصلية كانا السبب الجوهري في الإحجام عن الشراء.
واقتصرت تعاملات أمس على تداول أسهم قيمتها 210 ملايين ريال، مقارنة بنحو 700 مليون خلال جلسات أسابيع سابقة.
وتلقت البورصة عدة دفعات دعم قوية مطلع أبريل الحالي، بيد أنه سرعان ما خبت جذوة ذلك النشاط الذي تعزز حينذاك بإعلان أكبر موازنة في تاريخ الدولة، فضلا عن إطلاق استراتيجية التنمية الممتدة لعام 2016 ناهيك من خفض أسعار الفائدة على الودائع.
وفي الصدد المتصل بالاكتتاب على أسهم زيادة رأسمال «qnb»، فقد أطلق الأخير يوم الأحد الماضي عملية طرح نحو 127.3 مليون سهم من أسهمه لرفع رأس المال بنسبة %25، حيث خصص الاكتتاب للمساهمين المقيدين في سجلات البنك بتاريخ 21 أبريل 2011 بسعر إصدار قدره 100 ريال (10 ريالات قيمة اسمية + 90 ريالا علاوة إصدار).
ويعتقد مستثمرون أن أقدم «qnb» على طرح إصدار خاص بسعر تفضيلي، أسهم في جذب شريحة كبيرة من المهتمين بذلك الاكتتاب الأول من نوعه منذ مطلع العام الحالي من بين 43 شركة مساهمة محلية.
ويقول هؤلاء المستثمرون إن السعر الحالي لسهم البنك يزيد عن كلفة الاكتتاب البالغة 100 ريال بنحو %35، ما أثر نسبيا على حجم السيولة في السوق. وسعى أغلب المستثمرين لتوفير السيولة الخاصة بالإصدار منذ الأسبوع الماضي، أي قبل إطلاق عملية الاكتتاب، مفضلين بيع أسهمهم مقابل المشاركة في إصدار ثالث أكبر البنوك الخليجية.
بيد أن المستثمرين أنفسهم توقعوا عودة الروح للسوق من جديد مع أقدام البنك على صرف الزيادات الناتجة عن الإصدار عقب التثبت من حجم التغطية، كما يبدو التفاؤل مسيطرا عليهم نتيجة تحقيق الشركات لنتائج ربع سنوية تفوق كثيرا تلك التي سجلتها في الربع الأول من العام الماضي.
وحققت 38 شركة صافي ربح قدره 7.2 مليار ريال في الربع الأول من العام الحالي.
الربع الأول
وقال المحلل المالي والمستثمر سعيد الصيفي إن اكتمال عمليات الإفصاح عن غالبية نتائج أعمال الشركات للربع الأول من العام الحالي أسهم في قطع الطريق على موجة المحفزات التي تواكبت مع إعلان هذه البيانات، التي كان لها تأثير لافت على توجهات البورصة ملمحا لتك الآثار التي خلفتها النتائج القوية لشركة صناعات قطر، حين زادت أرباح الشركة -المملوكة بنسبة %70 لقطر للبترول- بواقع %72 بمقارنة الربع الأول من العامين الماضي والحالي.
وقال الصيفي في شأن اكتتاب «qnb» إن الأخير ذو مكانة خاصة في السوق، ما يتوجب معه إحداث تأثير على مسار السيولة مع بدء الإصدار الخاص على أسهمه.
وقال: «جاذبية البنك دفعت مستثمرين للتخلص من أسهمه بغية المشاركة بالإصدار، ما تسبب في الضغط على مؤشرات الأسهم المختلفة».
وأوضح الصيفي أن مستوى سعر سهم البنك الذي يتم الاكتتاب عليه حاليا يعد تفضيليا وبعيدا عن سعر السوق الذي استقر في حدود 135.4 ريال للسهم يوم أمس، وهذا الفارق كان له أكبر أثر على شريحة هامة من المستثمرين الذين سعوا من خلال تحصيل أسهم أحقية وأسهم إضافية سعوا إلى امتلاك أكبر قدر ممكن من الأسهم منخفضة السعر قصد بيعها فيما بعد بالسعر الحالي للسوق وجمع الأرباح.
وتوقع سعيد الصيفي عودة البورصة للانتعاش خلال الأسبوعين المقبلين بعد الانتهاء من عملية الاكتتاب في أكبر بنك في البلاد.
ويوم أمس قالت شركة رسملة للاستثمارات إن السعر العادل لسهم أكبر البنوك القطرية يتراوح حول 147 ريالا، وذلك عقب بدء الاستحقاق بزيادة رأس المال.
السيولة
وفي نفس السياق أوضح المستثمر محمد بن سالم الدرويش أن عملية الاكتتاب في البنك كان لها الدور الرئيسي في التأثير على مؤشر البورصة، حيث استقطبت العملية جزءا هاما من السيولة المحلية للسوق.
من جانب آخر، أشار الدرويش إلى أن سهم بنك «qnb» واجه ضغوطا وتراجعا في سعره بعد إطلاق عملية الاكتتاب، وبالنظر إلى ثقل سهم البنك في احتساب مؤشر البورصة فإنه من الطبيعي أن يتجاوب هذا الأخير مع تراجع سعر سهم قيادي مثل «qnb».
وفقد سهم «qnb» في تعاملات يوم الأحد نحو %7 من قيمته، لعدم تمكن حملة السهم حينذاك من المشاركة بالإصدار، بيد أن آخرين امتلكوا أسهما يوم الخميس الماضي كان لهم الحق بالاكتتاب عينه. وتوقع الدرويش بدوره أن تنقشع سحابة الضغط على مؤشر البورصة مع إغلاق عملية الزيادة في رأسمال «qnb» في ظل إفصاحات مالية جيدة للشركات المدرجة بالبورصة عن أدائها للربع الأول من العام الحالي.
ضخامة الاكتتاب
إلى ذلك قال حسام سعفان مدير إدارة التداول بالمجموعة للأوراق المالية إن حجم عملية الاكتتاب في بنك «qnb» كبير جدا، إذ يناهز الـ12.5 مليار ريال وقال: «لو تم طرح شركة جديدة في البورصة لن تتوصل لجمع مثل هذا الحجم من المال». وأضاف سعفان أن هذه العملية هي عبارة عن طرح شركتين للاكتتاب في السوق في الوقت نفسه. واستدرك سعفان بالقول: «صحيح إن جزءا هاما من عملية الاكتتاب ستعود للحكومة عبر مؤسساتها المساهمة في رأسمال البنك، لكن البقية المتاحة من عملية الاكتتاب للمستثمرين المحليين تبقى ولديها تأثير مباشر وغير مباشر على مؤشر السوق» مشيرا إلى أن التوقيت كان غير مناسب لطرح هذه العملية، وقال: «كان من الأفضل لو تم تأجيل الزيادة في رأسمال «qnb» لفترة من الزمن لتم تفادي ردة فعل السوق التي نشهدها حاليا».
وأوضح سعفان أن عملية اكتتاب بنك «qnb» كان لديها تأثير على أداء بقية الأسهم المدرجة في البورصة، حيث توجهت شريحة هامة من المستثمرين إلى تسهيل السيولة عبر التفريط في جانب من محفظتهم الاستثمارية للتمكن من الاكتتاب في زيادة رأسمال البنك.
كما أوضح سعفان أن نتائج الربع الأول للشركات المدرجة في البورصة خصوصا قطاع البنوك كانت قريبة جدا من مستويات العام الماضي، ما جعلها دون توقعات البعض من المستثمرين، وأفقدها القدرة على دعم مؤشر البورصة أمام التراجع المتواصل الذي شهده أسبوع من إطلاق عملية الاكتتاب في زيادة رأسمال بنك «qnb».
ضآلة مساهمة الأفراد في زيادة رأس المال
من جهته، قلل رئيس الاستثمار في مجموعة المانع ثامر جادالله من دور بنك «qnb» في التأثير على أداء البورصة، مشيرا إلى أن حجم العملية يهدف إلى جمع نحو 12.5 مليار ريال %70 منها، ستستحوذ عليها الحكومة عبر شركاتها المساهمة في رأسمال البنك، بينما سيغطي المستثمرون المحليون الـ%30 المتبقية أي نحو 4 مليارات ريال، وهذا المبلغ ليس كبيرا أمام السيولة المتوفرة في السوق. وقال جادالله إن التراجع الحالي للسوق مرتبط بانتهاء الإعلان عن نتائج أعمال غالبية الشركات على المستوى ربع السنوي، فضلا عن انتهاء تلك المؤسسات من توزيع أرباحها السنوية، ما يبرر دخول السوق في نفق الهدوء المرحلي. كما أردف قائلا: «أرباح الربع الأول من العام لا تعتبر مرجعا لاتخاذ قرارات الاستثمار في السوق، وهو ما يفسر غياب دور نوع كهذا من الإفصاحات على صعيد مسار البورصة».
وتأتي بيانات الشركات ربع السنوية غير مدققة، بيد أنها تدقق على مستويات البيانات السنوية ونصف السنوية.
وتوقع جادالله عودة سوق الأسهم إلى الانتعاش مع ظهور بوادر أداء الشركات النصف سنوية التي يعتمد عليها المستثمرون الكبار لأخذ قرارات الاستثمار بالدخول أو الخروج من السوق، وذلك في أواخر الربع الثاني من العام الحالي مع نهاية شهر مايو وبداية شهر يونيو القادمين.
محدودية
بدوره أكد طه عبدالغني المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية على محدودية تأثير عملية الاكتتاب في زيادة رأسمال «qnb» على سوق الأسهم، خصوصا أن هذه العملية تهم المستثمرين المحليين الذين لهم الأحقية في الاكتتاب، مشيرا إلى أن هناك عمليات بيع من قبل المحافظ الأجنبية على قطاعات معينة مثل البنوك كان لها الدور الأبرز في خفض مؤشر البورصة خلال الفترة الأخيرة.
العمومية الأخيرة
وأقرت عمومية البنك المنعقدة نهاية يناير الماضي توزيعات نقدية بنحو ملياري ريال على مساهمي البنك، فضلا عن زيادة رأس المال عن طريق الاكتتاب، بعد زيادة رأس المال عن طريق إصدار أسهم مجانية بواقع %30.
وتنتهي فترة الاكتتاب المقررة بعد 10 أيام، وفي حال تم الاكتتاب في جميع الأسهم المطروحة سيرتفع رأسمال البنك من 5089 مليون ريال إلى 6361.3 مليون ريال، وسيتم من خلال عملية الاكتتاب جمع أكثر من 12.7 مليار ريال.
ويعتبر «qnb» أحد أكبر البنوك الخليجية من حيث الموجودات، وثاني البنوك الخليجية من حيث القيمة السوقية، على ما ذكره موقع «أرقام»، بيد أن رأسمال البنك يعتبر صغيرا مقارنة بأكبر 10 بنوك في المنطقة، حيث يأتي في المرتبة الـ11 من ناحية رأس المال بعد احتساب الزيادة الأخيرة، والجدول الآتي يوضح أكبر البنوك على مستوى منطقة الخليج من حيث حجم رأس المال.
وقال هؤلاء لـ «العرب» إن مكانة البنك ووزنه في معادلة السوق استوجبت تأثر الأخيرة بالإصدار الخاص الذي أقرته الجمعية العمومية الأخيرة، بهدف تغذية عملياته المحلية والدولية.
وسيفضي الإصدار المذكور لجمع البنك أكثر من 12.7 مليار ريال من أموال مساهميه، الذين يمتلكون تجارب تاريخية مع أقدم البنوك المحلية، حين عوضهم عن تكاليف مساهماتهم برأسمالهم بأرباح رأسمالية فضلا عن توزيعات متراكمة.
والمتتبع لمسار أحجام السيولة في البورصة، يجد أن أحجام السيولة تراجعت بواقع النصف حال مقارنتها بجلسات ترافقت مع انعقاد الجمعيات العمومية السنوية لعدد من الشركات، بيد أن شريحة من المستثمرين ترفض الربط ما بين الإصدار وقيم السيولة، قائلين إن غياب المحفزات وانتفاء أثر النتائج الفصلية كانا السبب الجوهري في الإحجام عن الشراء.
واقتصرت تعاملات أمس على تداول أسهم قيمتها 210 ملايين ريال، مقارنة بنحو 700 مليون خلال جلسات أسابيع سابقة.
وتلقت البورصة عدة دفعات دعم قوية مطلع أبريل الحالي، بيد أنه سرعان ما خبت جذوة ذلك النشاط الذي تعزز حينذاك بإعلان أكبر موازنة في تاريخ الدولة، فضلا عن إطلاق استراتيجية التنمية الممتدة لعام 2016 ناهيك من خفض أسعار الفائدة على الودائع.
وفي الصدد المتصل بالاكتتاب على أسهم زيادة رأسمال «qnb»، فقد أطلق الأخير يوم الأحد الماضي عملية طرح نحو 127.3 مليون سهم من أسهمه لرفع رأس المال بنسبة %25، حيث خصص الاكتتاب للمساهمين المقيدين في سجلات البنك بتاريخ 21 أبريل 2011 بسعر إصدار قدره 100 ريال (10 ريالات قيمة اسمية + 90 ريالا علاوة إصدار).
ويعتقد مستثمرون أن أقدم «qnb» على طرح إصدار خاص بسعر تفضيلي، أسهم في جذب شريحة كبيرة من المهتمين بذلك الاكتتاب الأول من نوعه منذ مطلع العام الحالي من بين 43 شركة مساهمة محلية.
ويقول هؤلاء المستثمرون إن السعر الحالي لسهم البنك يزيد عن كلفة الاكتتاب البالغة 100 ريال بنحو %35، ما أثر نسبيا على حجم السيولة في السوق. وسعى أغلب المستثمرين لتوفير السيولة الخاصة بالإصدار منذ الأسبوع الماضي، أي قبل إطلاق عملية الاكتتاب، مفضلين بيع أسهمهم مقابل المشاركة في إصدار ثالث أكبر البنوك الخليجية.
بيد أن المستثمرين أنفسهم توقعوا عودة الروح للسوق من جديد مع أقدام البنك على صرف الزيادات الناتجة عن الإصدار عقب التثبت من حجم التغطية، كما يبدو التفاؤل مسيطرا عليهم نتيجة تحقيق الشركات لنتائج ربع سنوية تفوق كثيرا تلك التي سجلتها في الربع الأول من العام الماضي.
وحققت 38 شركة صافي ربح قدره 7.2 مليار ريال في الربع الأول من العام الحالي.
الربع الأول
وقال المحلل المالي والمستثمر سعيد الصيفي إن اكتمال عمليات الإفصاح عن غالبية نتائج أعمال الشركات للربع الأول من العام الحالي أسهم في قطع الطريق على موجة المحفزات التي تواكبت مع إعلان هذه البيانات، التي كان لها تأثير لافت على توجهات البورصة ملمحا لتك الآثار التي خلفتها النتائج القوية لشركة صناعات قطر، حين زادت أرباح الشركة -المملوكة بنسبة %70 لقطر للبترول- بواقع %72 بمقارنة الربع الأول من العامين الماضي والحالي.
وقال الصيفي في شأن اكتتاب «qnb» إن الأخير ذو مكانة خاصة في السوق، ما يتوجب معه إحداث تأثير على مسار السيولة مع بدء الإصدار الخاص على أسهمه.
وقال: «جاذبية البنك دفعت مستثمرين للتخلص من أسهمه بغية المشاركة بالإصدار، ما تسبب في الضغط على مؤشرات الأسهم المختلفة».
وأوضح الصيفي أن مستوى سعر سهم البنك الذي يتم الاكتتاب عليه حاليا يعد تفضيليا وبعيدا عن سعر السوق الذي استقر في حدود 135.4 ريال للسهم يوم أمس، وهذا الفارق كان له أكبر أثر على شريحة هامة من المستثمرين الذين سعوا من خلال تحصيل أسهم أحقية وأسهم إضافية سعوا إلى امتلاك أكبر قدر ممكن من الأسهم منخفضة السعر قصد بيعها فيما بعد بالسعر الحالي للسوق وجمع الأرباح.
وتوقع سعيد الصيفي عودة البورصة للانتعاش خلال الأسبوعين المقبلين بعد الانتهاء من عملية الاكتتاب في أكبر بنك في البلاد.
ويوم أمس قالت شركة رسملة للاستثمارات إن السعر العادل لسهم أكبر البنوك القطرية يتراوح حول 147 ريالا، وذلك عقب بدء الاستحقاق بزيادة رأس المال.
السيولة
وفي نفس السياق أوضح المستثمر محمد بن سالم الدرويش أن عملية الاكتتاب في البنك كان لها الدور الرئيسي في التأثير على مؤشر البورصة، حيث استقطبت العملية جزءا هاما من السيولة المحلية للسوق.
من جانب آخر، أشار الدرويش إلى أن سهم بنك «qnb» واجه ضغوطا وتراجعا في سعره بعد إطلاق عملية الاكتتاب، وبالنظر إلى ثقل سهم البنك في احتساب مؤشر البورصة فإنه من الطبيعي أن يتجاوب هذا الأخير مع تراجع سعر سهم قيادي مثل «qnb».
وفقد سهم «qnb» في تعاملات يوم الأحد نحو %7 من قيمته، لعدم تمكن حملة السهم حينذاك من المشاركة بالإصدار، بيد أن آخرين امتلكوا أسهما يوم الخميس الماضي كان لهم الحق بالاكتتاب عينه. وتوقع الدرويش بدوره أن تنقشع سحابة الضغط على مؤشر البورصة مع إغلاق عملية الزيادة في رأسمال «qnb» في ظل إفصاحات مالية جيدة للشركات المدرجة بالبورصة عن أدائها للربع الأول من العام الحالي.
ضخامة الاكتتاب
إلى ذلك قال حسام سعفان مدير إدارة التداول بالمجموعة للأوراق المالية إن حجم عملية الاكتتاب في بنك «qnb» كبير جدا، إذ يناهز الـ12.5 مليار ريال وقال: «لو تم طرح شركة جديدة في البورصة لن تتوصل لجمع مثل هذا الحجم من المال». وأضاف سعفان أن هذه العملية هي عبارة عن طرح شركتين للاكتتاب في السوق في الوقت نفسه. واستدرك سعفان بالقول: «صحيح إن جزءا هاما من عملية الاكتتاب ستعود للحكومة عبر مؤسساتها المساهمة في رأسمال البنك، لكن البقية المتاحة من عملية الاكتتاب للمستثمرين المحليين تبقى ولديها تأثير مباشر وغير مباشر على مؤشر السوق» مشيرا إلى أن التوقيت كان غير مناسب لطرح هذه العملية، وقال: «كان من الأفضل لو تم تأجيل الزيادة في رأسمال «qnb» لفترة من الزمن لتم تفادي ردة فعل السوق التي نشهدها حاليا».
وأوضح سعفان أن عملية اكتتاب بنك «qnb» كان لديها تأثير على أداء بقية الأسهم المدرجة في البورصة، حيث توجهت شريحة هامة من المستثمرين إلى تسهيل السيولة عبر التفريط في جانب من محفظتهم الاستثمارية للتمكن من الاكتتاب في زيادة رأسمال البنك.
كما أوضح سعفان أن نتائج الربع الأول للشركات المدرجة في البورصة خصوصا قطاع البنوك كانت قريبة جدا من مستويات العام الماضي، ما جعلها دون توقعات البعض من المستثمرين، وأفقدها القدرة على دعم مؤشر البورصة أمام التراجع المتواصل الذي شهده أسبوع من إطلاق عملية الاكتتاب في زيادة رأسمال بنك «qnb».
ضآلة مساهمة الأفراد في زيادة رأس المال
من جهته، قلل رئيس الاستثمار في مجموعة المانع ثامر جادالله من دور بنك «qnb» في التأثير على أداء البورصة، مشيرا إلى أن حجم العملية يهدف إلى جمع نحو 12.5 مليار ريال %70 منها، ستستحوذ عليها الحكومة عبر شركاتها المساهمة في رأسمال البنك، بينما سيغطي المستثمرون المحليون الـ%30 المتبقية أي نحو 4 مليارات ريال، وهذا المبلغ ليس كبيرا أمام السيولة المتوفرة في السوق. وقال جادالله إن التراجع الحالي للسوق مرتبط بانتهاء الإعلان عن نتائج أعمال غالبية الشركات على المستوى ربع السنوي، فضلا عن انتهاء تلك المؤسسات من توزيع أرباحها السنوية، ما يبرر دخول السوق في نفق الهدوء المرحلي. كما أردف قائلا: «أرباح الربع الأول من العام لا تعتبر مرجعا لاتخاذ قرارات الاستثمار في السوق، وهو ما يفسر غياب دور نوع كهذا من الإفصاحات على صعيد مسار البورصة».
وتأتي بيانات الشركات ربع السنوية غير مدققة، بيد أنها تدقق على مستويات البيانات السنوية ونصف السنوية.
وتوقع جادالله عودة سوق الأسهم إلى الانتعاش مع ظهور بوادر أداء الشركات النصف سنوية التي يعتمد عليها المستثمرون الكبار لأخذ قرارات الاستثمار بالدخول أو الخروج من السوق، وذلك في أواخر الربع الثاني من العام الحالي مع نهاية شهر مايو وبداية شهر يونيو القادمين.
محدودية
بدوره أكد طه عبدالغني المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية على محدودية تأثير عملية الاكتتاب في زيادة رأسمال «qnb» على سوق الأسهم، خصوصا أن هذه العملية تهم المستثمرين المحليين الذين لهم الأحقية في الاكتتاب، مشيرا إلى أن هناك عمليات بيع من قبل المحافظ الأجنبية على قطاعات معينة مثل البنوك كان لها الدور الأبرز في خفض مؤشر البورصة خلال الفترة الأخيرة.
العمومية الأخيرة
وأقرت عمومية البنك المنعقدة نهاية يناير الماضي توزيعات نقدية بنحو ملياري ريال على مساهمي البنك، فضلا عن زيادة رأس المال عن طريق الاكتتاب، بعد زيادة رأس المال عن طريق إصدار أسهم مجانية بواقع %30.
وتنتهي فترة الاكتتاب المقررة بعد 10 أيام، وفي حال تم الاكتتاب في جميع الأسهم المطروحة سيرتفع رأسمال البنك من 5089 مليون ريال إلى 6361.3 مليون ريال، وسيتم من خلال عملية الاكتتاب جمع أكثر من 12.7 مليار ريال.
ويعتبر «qnb» أحد أكبر البنوك الخليجية من حيث الموجودات، وثاني البنوك الخليجية من حيث القيمة السوقية، على ما ذكره موقع «أرقام»، بيد أن رأسمال البنك يعتبر صغيرا مقارنة بأكبر 10 بنوك في المنطقة، حيث يأتي في المرتبة الـ11 من ناحية رأس المال بعد احتساب الزيادة الأخيرة، والجدول الآتي يوضح أكبر البنوك على مستوى منطقة الخليج من حيث حجم رأس المال.