لعديد
28-04-2011, 01:49 PM
كلنا قرأنا بالجرائد أن كل من "المؤسسة القطرية للإعلام" ومجموعة الأم بي سي عن إنتاج أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي يتطرّق لإحدى أهم حقب التاريخ الإسلامي، ويجسّد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أقرأ هذا المقال عن نفس الموضوع ثم سجل رأيك هل أنت مع أو ضع هذا المسلسل ؟؟
ما بين كلارك غيبل وتيم حسن
كلنا شاهد الممثل كلارك غيبل في أدائه البارع في رائعة السينما الأميركية «ذهب مع الريح»، ويظل هذا الفنان على قائمة المشاهير في هوليوود من خلال قدرته على أداء الدور بكل تفاصيله، ولكن عند قراءتي عن الماسونية وتتبع أهم روادها كان كلارك غيبل من ضمنها، هذا الأمر انعكس على رؤيتي له كفنان. صحيح أنا لا أنظر للفنانين على أنهم رجال دين، ولكن معتقد الإنسان لا يمكن أن ينفصل بشكل من الأشكال عنه حتى في أدائه، ولذلك كنت أميل كثيرا للفنان ميل جيبسون وزاد تأثري به خاصة أنه يتعرض لحرب كبيرة يشنها صناع السينما في هوليوود لهجومه على اليهود، واعتبارهم سبب الفساد في العالم، وميل جيبسون مسيحي متعصب، ولكنه صاحب فكر قدمه لنا في الفيلم الكلاسيكي الأكثر من رائع «القلب الشجاع»، ولو أنكم تتبعتم العبارات التي كان يقولها في الفيلم لوجدتم بعض العبارات التي نتعجب لصدورها من رجل غربي يعيش في وحل هوليوود فقد سألته الأميرة: هل أثرت هذه الحرب من أجل امرأة؟ فأجابها أثرتها من أجل زوجتي، وفي عبارة أخرى تسأله ألا تخاف من الموت فأجابها «كل الرجال يموتون» وهو يشير أن الحياة لا تعني للجبان شيئا.
ما بين كلارك غيبل الماسوني وميل جيبسون المسيحي المتعصب كان هناك المشاهد الذي يحكم فيها على الأفكار التي يقدمانها ويتجلى فيها معتقداهما، وإن أشاروا جميعا أن الفن لا علاقة له بالدين وهو الشعار الذي صدره الغرب لنا واتبعه كتابنا وتباهوا به دون أن يفهموا أبداً أن كل شيء في الحياة مسيس حتى الأدب والفن، المهم أن هذا كله سيجرنا إلى خبر قرأته في الجريدة أن هناك مسلسلا سيقدم عن الخليفة الراشد الكبير في قلوبنا «عمر بن الخطاب»، وسيسند الدور فيه إلى تيم حسن الممثل العبقري والذي كان أداؤه خياليا في الرباعية الأندلسية، والتي ننتظر فيها الجزء الأخير المتعلق بسقوط غرناطة ومن إخراج البارع الكبير حاتم علي، وأن هذا المسلسل ينتظرون فيه فتوى العملاقين الكبيرين في الدعوة الشيخ يوسف القرضاوي ود سليمان العودة لتمثيله، وإذا حق لنا أن نشارك برأي فلن يكون إلا رأياً من مشاهد بسيط لا من باب الفتوى، ولذلك أرى أن يرفض العمل جملة وتفصيلا، وذلك لأني ما استطعت أن أستوضح الرأي الذي من أجله سيقدم المسلسل:
1- هل المسلسل يريد أن يوضح للناس شخصية الخليفة عمر، خاصة أن هناك إعراضا عن القراءة وارتفاعا في نسبة المشاهدة للمسلسلات التاريخية؟
2- هل نتوقع إذا كنا سنشاهد المسلسل أن هذا البطل الذي سيقوم بالدور لن يقدم بعده دوراً إلا إذا كان في نفس المستوى الأخلاقي؟ وأعني دوره في نزار قباني وإقباله على النساء والتدخين.
3- هل نستطيع أن نفصل أفكارنا عن معتقد الممثل ونقتنع بأدائه لشخصية عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الذي قال عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- « لو كان نبي بعدي لكان عمر» المسألة شائكة وكبيرة ومعقدة، ونفضل الابتعاد عنها لأسباب منها:
4- إن التساهل في تقديم الشخصية بعد أن كان الأزهر يحرم أشياء أقل من هذه بكثير حتى لا يستهان بعد ذلك في تقديم ما هو أكبر، وفعلا هذا ما يحدث الآن في تقديم شخصيتي الصديق والفاروق، ثم سيتبعه عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، ألن يجرنا ذلك إلى الدخول في أحاديث الفتنة وانقسام كبار الصحابة وموقعة الجمل ووقوف السيدة عائشة والزبير ضد علي!! طبعا كلكم سيقول المسلسل عن عمر وما شأن علي، إذا صدرت الفتوى بتمثيل شخصيتي الصديق والفاروق فلن ينتظر المخرجون الإذن بتمثيل وتقديم شخصية كل من عثمان وعلي، فالمشاهد الصغير بين 14-18 سنة إذا كان يشاهد المسلسل سينضم حتما إلى من يقدمه المسلسل كبطل وسينقم على الآخرين دون معرفة الأسباب السياسية والتاريخية لحدوث هذا الأمر، وسيبدأ يتلفظ بألفاظ لا تليق بأصحاب رسول الله، كأن يقول مسكين ظلموه، وهنا يأتي دور الأم والأب للتوضيح، ولكن هل الجميع على وعي بهذه المرحلة ودقائق أمورها؟
إذاً أبسطها سيُسب أناس من أصحاب رسول الله كمعاوية والزبير.
2- لقد عاصرت هذا مع أبنائي عند مشاهدتهم لمسلسل المهلهل، وكانوا يصفونه بالقوة والشجاعة مع توضيحي لهم بأنه ليس كما يشاهدونه، فهو رجل فاسق لا شأن له، كما كانوا يشيرون لجساس على أنه بطل رغم تعليقي بأنه أحمق أرعن جر قومه لحرب تافهة.
3- لذلك أنا أقول لكم دعوا الرموز الكبيرة وشأنها، ولا تخوضوا فيها، فتمثيل شخصية الفاروق لا بد أن يقدم فيها اشتراطات كتلك التي اشترطت على ممثل شخصية المسيح من عدم تمثيل دور آخر، وإعطائه مبالغ تكفيه طوال حياته حتى لا تختل صورة المسيح في أذهان أبنائهم.
وبالتالي رموزنا الدينية كالصديق والفاروق العظيمين في نفوسنا وضمائرنا دعوهم لخيالنا، لا نريد صورة ذات أبعاد تحدهم لن تقنعنا أي صورة تقدم عنهم وإن حسنت النية.
1- وقفة:
أذكر عندما كنا صغاراً كنا نتغنى بهذه الكلمات
حنا إذا مات البطل فينا شهيد أحفاد أبوبكر وعمر وابن الوليد
ما أحوج أبنائنا لمثل هذه الكلمات
2- وقفة:
راجعوا مناهجكم التعليمية وركزوا في المرحلة الابتدائية على التاريخ واللغة العربية والشريعة الإسلامية، إنها طريقة ينتهجها اليهود فأحيوا بها العبرية وقدموا تاريخا بطولياً مزيفا لأبنائهم.
وليعلم الجميع أنه متى استطعنا أن نبني هوية الإنسان الثقافية استطعنا أن نبني شخصيته التعليمية، وإلا لم يوجه مخرج مثل سليبيرغ مبلغ 2.5 مليار دولار لبناء مدارس لاهوتية لا مدارس لتعليم الإخراج والفيزياء والكيمياء.
منقول عن جريدة العرب
سارة علي الخاطر
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=185419&issueNo=1229&secId=16
أقرأ هذا المقال عن نفس الموضوع ثم سجل رأيك هل أنت مع أو ضع هذا المسلسل ؟؟
ما بين كلارك غيبل وتيم حسن
كلنا شاهد الممثل كلارك غيبل في أدائه البارع في رائعة السينما الأميركية «ذهب مع الريح»، ويظل هذا الفنان على قائمة المشاهير في هوليوود من خلال قدرته على أداء الدور بكل تفاصيله، ولكن عند قراءتي عن الماسونية وتتبع أهم روادها كان كلارك غيبل من ضمنها، هذا الأمر انعكس على رؤيتي له كفنان. صحيح أنا لا أنظر للفنانين على أنهم رجال دين، ولكن معتقد الإنسان لا يمكن أن ينفصل بشكل من الأشكال عنه حتى في أدائه، ولذلك كنت أميل كثيرا للفنان ميل جيبسون وزاد تأثري به خاصة أنه يتعرض لحرب كبيرة يشنها صناع السينما في هوليوود لهجومه على اليهود، واعتبارهم سبب الفساد في العالم، وميل جيبسون مسيحي متعصب، ولكنه صاحب فكر قدمه لنا في الفيلم الكلاسيكي الأكثر من رائع «القلب الشجاع»، ولو أنكم تتبعتم العبارات التي كان يقولها في الفيلم لوجدتم بعض العبارات التي نتعجب لصدورها من رجل غربي يعيش في وحل هوليوود فقد سألته الأميرة: هل أثرت هذه الحرب من أجل امرأة؟ فأجابها أثرتها من أجل زوجتي، وفي عبارة أخرى تسأله ألا تخاف من الموت فأجابها «كل الرجال يموتون» وهو يشير أن الحياة لا تعني للجبان شيئا.
ما بين كلارك غيبل الماسوني وميل جيبسون المسيحي المتعصب كان هناك المشاهد الذي يحكم فيها على الأفكار التي يقدمانها ويتجلى فيها معتقداهما، وإن أشاروا جميعا أن الفن لا علاقة له بالدين وهو الشعار الذي صدره الغرب لنا واتبعه كتابنا وتباهوا به دون أن يفهموا أبداً أن كل شيء في الحياة مسيس حتى الأدب والفن، المهم أن هذا كله سيجرنا إلى خبر قرأته في الجريدة أن هناك مسلسلا سيقدم عن الخليفة الراشد الكبير في قلوبنا «عمر بن الخطاب»، وسيسند الدور فيه إلى تيم حسن الممثل العبقري والذي كان أداؤه خياليا في الرباعية الأندلسية، والتي ننتظر فيها الجزء الأخير المتعلق بسقوط غرناطة ومن إخراج البارع الكبير حاتم علي، وأن هذا المسلسل ينتظرون فيه فتوى العملاقين الكبيرين في الدعوة الشيخ يوسف القرضاوي ود سليمان العودة لتمثيله، وإذا حق لنا أن نشارك برأي فلن يكون إلا رأياً من مشاهد بسيط لا من باب الفتوى، ولذلك أرى أن يرفض العمل جملة وتفصيلا، وذلك لأني ما استطعت أن أستوضح الرأي الذي من أجله سيقدم المسلسل:
1- هل المسلسل يريد أن يوضح للناس شخصية الخليفة عمر، خاصة أن هناك إعراضا عن القراءة وارتفاعا في نسبة المشاهدة للمسلسلات التاريخية؟
2- هل نتوقع إذا كنا سنشاهد المسلسل أن هذا البطل الذي سيقوم بالدور لن يقدم بعده دوراً إلا إذا كان في نفس المستوى الأخلاقي؟ وأعني دوره في نزار قباني وإقباله على النساء والتدخين.
3- هل نستطيع أن نفصل أفكارنا عن معتقد الممثل ونقتنع بأدائه لشخصية عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الذي قال عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- « لو كان نبي بعدي لكان عمر» المسألة شائكة وكبيرة ومعقدة، ونفضل الابتعاد عنها لأسباب منها:
4- إن التساهل في تقديم الشخصية بعد أن كان الأزهر يحرم أشياء أقل من هذه بكثير حتى لا يستهان بعد ذلك في تقديم ما هو أكبر، وفعلا هذا ما يحدث الآن في تقديم شخصيتي الصديق والفاروق، ثم سيتبعه عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، ألن يجرنا ذلك إلى الدخول في أحاديث الفتنة وانقسام كبار الصحابة وموقعة الجمل ووقوف السيدة عائشة والزبير ضد علي!! طبعا كلكم سيقول المسلسل عن عمر وما شأن علي، إذا صدرت الفتوى بتمثيل شخصيتي الصديق والفاروق فلن ينتظر المخرجون الإذن بتمثيل وتقديم شخصية كل من عثمان وعلي، فالمشاهد الصغير بين 14-18 سنة إذا كان يشاهد المسلسل سينضم حتما إلى من يقدمه المسلسل كبطل وسينقم على الآخرين دون معرفة الأسباب السياسية والتاريخية لحدوث هذا الأمر، وسيبدأ يتلفظ بألفاظ لا تليق بأصحاب رسول الله، كأن يقول مسكين ظلموه، وهنا يأتي دور الأم والأب للتوضيح، ولكن هل الجميع على وعي بهذه المرحلة ودقائق أمورها؟
إذاً أبسطها سيُسب أناس من أصحاب رسول الله كمعاوية والزبير.
2- لقد عاصرت هذا مع أبنائي عند مشاهدتهم لمسلسل المهلهل، وكانوا يصفونه بالقوة والشجاعة مع توضيحي لهم بأنه ليس كما يشاهدونه، فهو رجل فاسق لا شأن له، كما كانوا يشيرون لجساس على أنه بطل رغم تعليقي بأنه أحمق أرعن جر قومه لحرب تافهة.
3- لذلك أنا أقول لكم دعوا الرموز الكبيرة وشأنها، ولا تخوضوا فيها، فتمثيل شخصية الفاروق لا بد أن يقدم فيها اشتراطات كتلك التي اشترطت على ممثل شخصية المسيح من عدم تمثيل دور آخر، وإعطائه مبالغ تكفيه طوال حياته حتى لا تختل صورة المسيح في أذهان أبنائهم.
وبالتالي رموزنا الدينية كالصديق والفاروق العظيمين في نفوسنا وضمائرنا دعوهم لخيالنا، لا نريد صورة ذات أبعاد تحدهم لن تقنعنا أي صورة تقدم عنهم وإن حسنت النية.
1- وقفة:
أذكر عندما كنا صغاراً كنا نتغنى بهذه الكلمات
حنا إذا مات البطل فينا شهيد أحفاد أبوبكر وعمر وابن الوليد
ما أحوج أبنائنا لمثل هذه الكلمات
2- وقفة:
راجعوا مناهجكم التعليمية وركزوا في المرحلة الابتدائية على التاريخ واللغة العربية والشريعة الإسلامية، إنها طريقة ينتهجها اليهود فأحيوا بها العبرية وقدموا تاريخا بطولياً مزيفا لأبنائهم.
وليعلم الجميع أنه متى استطعنا أن نبني هوية الإنسان الثقافية استطعنا أن نبني شخصيته التعليمية، وإلا لم يوجه مخرج مثل سليبيرغ مبلغ 2.5 مليار دولار لبناء مدارس لاهوتية لا مدارس لتعليم الإخراج والفيزياء والكيمياء.
منقول عن جريدة العرب
سارة علي الخاطر
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=185419&issueNo=1229&secId=16