المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلوم الدينية .. والعلوم الدنيوية ؟؟ العلوم الدينية أهم



أعمار
28-04-2011, 02:45 PM
أيها الإخوة لا شك أن العلوم تنقسم إلى دينية ودنيوية وأن كلا النوعين من العلوم مهم ولكن لا يشك أحد أن العلوم الدينية هي أهم العلوم على الإطلاق وهي العلوم المتعلقة بالاعتقاد بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر ومتعلقة بمعرفة الحلال والحرام وغيرها ولكن للأسف ظهرت ظواهر غريبة في مدارسنا الإسلامية وهي متجلية في إهمال العلوم الدينية وعدم تطويرها والإهتمام بالعلوم الأخرى التي لها أهميتها ولكن العلوم الدينية هي العلوم التي تنجي الإنسان في الدنيا والأخرة
أيها الإخوة إن المشي في هذا الطريق سوف يؤدي بلا شك إلى ظهور أجيال متنكرة لدينها وشريعة ربها ترى أنها إذا حصلت على الشهادات العليا فإنها بذلك تكون أحاطت بعلم كل شئ والعياذ بالله وهذا الأمر نراه جليا في الأمم الغربية الكافرة التي مهرت في العلوم الدنيوية ولكن نسيت الدين .

يقول العلامة المفسر عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى
النوعُ الثاني من الجهلِ المركَّبِ : حالةُ أئمةِ الكفرِ وزعماء الملحدين الذين مهرُوا في علوم الطبيعة والكون.
واستجهلوا غيرهم وحصروا المعلومات في معارفهم الضئيلة ضيقة الدائرة واستكبروا على الرُّسُلِ وأتباعهم.
وزعموا أن العلوم محصورةٌ فيما وصلتْ إليه الحواسُّ الإنسانيةُ والتجاربُ البشريةِ وما سوى ذلك أنكروهُ وكذبوهُ مهما كان من الحقِ, فأنكروا ربَّ العالمين, وكذبوا رُسُله, وكذّبوا بما أخبرَ الله به ورسُولهِ من أمورِ الغيبِ كلِّها . وهؤلاءِ أحقُ الناسِ بالدٌّخُولِ تحتَ قولهِ تعالى :
﴿ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾[غافر : 83].
ففرحُهم بعلومهم - علوم الطبيعة – ومهارتُهم فيها هو السببُ الأقوى الذي أوجَبَ لهم تمسُّكَهم بما معهم من الباطل, وفرحُهم بها يقتضي تفضيلَهم لها, ومدْحَهمْ لها وتقديمها على ما جاءتْ به الرُّسُلُ من الهدى والعلمِ. بل لم يكِفهم هذه الحالُ حتى وصلوا إلى الاستهزاء بعلومِ الرسلِ واستهجانها, وسيحيق بهم ما كانوا به يستهزؤن.
ولقد انخدع بهؤلاءِ الملحدينَ كثيرٌ من المشتغلين بالعلومِ العصرية التي لم يصحبها دينٌ صحيحٌ . والعهدةُ في ذلك , على المدارس التي لم تهتمَّ بالتعاليمِ الدينية العاصمةِ من هذا الإلحادِ.
فإن التلميذ إذا خرج منها لم يمهر في العلوم الدينيةِ, ولا تَخَلَّق بالأخلاقِ الشرعية, ورأى نفسَه أنه يعرفُ ما لا يعرفه غيرهُ, احتقرَ الدِّينَ وأهلهُ, وسَهُل عليه الانقياد لهؤلاءِ الملحدين الماديين.
وهذا أكبرُ ضررٍ ضُربَ به الدينُ الإسلاميُّ.
فالواجبُ قبل كلِّ شيءٍ على المسلمين نحو المدارسِ:
1- أن يكون اهتمامُهم بتعليمِ العلوم الدينية قبل كلِّ شيءٍ.
2- وأن يكونَ النجاحُ وعدمهُ متعلقاً بها لا بغيرها بل يُجْعَلُ غيرُها تبعًا.
وهذا من أفرضِ الفرائضِ على من يتولاها ويباشِرُ تدبيرها, وعلى الأساتذة المعلمينَ فيها. ومستقبلُ الشبيبةِ متوقف على هذا الأمر.
فليتق الله من له ولايةٌ, أو كلامٌ عليها , وليحتسب الأجر العظيم عند الله في جعل الدين أهم العلوم المدرسية, فإن الخطر كبيرٌ مع الإهمال, والصلاحُ والخيرُ مضمونٌ مع العناية في علوم الدين.