المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتَرِم نَفْسَك ! د/ سلمان العودة



ابن الجزيره
03-05-2011, 06:28 AM
احتَرِم نَفْسَك !



الكاتب: د. سلمان بن فهد العودة



السبت 26 جمادى الأولى 1432الموافق 30 إبريل 2011

الريح الباردة تهبّ بقوة، كانت الناس تسير بسرعة، واللثام على الوجوه، وعزيف الريح يطغى على الأصوات , فلا يكاد يسمع أحد من أحد.

وقفت أستثبت من الطريق من أحد المارّة، انتصبت أمامه لئلا يتجاهلني، وحييته ثم سألته عن "سي بوينت"؟

لم يلتفت إليّ، ومضى في سبيله.

وآخر.

وثالث.

شعرت بالغيظ، ثم ابتلعته، وأنا أشعر أن في هذا مرضاة الله، الذي يحبّ منّا أن ننتصر على مشاعرنا السلبية تجاه الآخرين.

وفوراً خطر في بالي معنى بالغ الأهمية، يوحي بأن أكثر ما يُغضب الناس تجاهلهم الذي يعني ازدراء أشخاصهم، أو عدم احترامهم.

الإحساس بالأهمية من أعظم الدوافع الإنسانية.

السجن ليس هو الجدران والأقفال والشبابيك والقيود والأحكام.

السجن الحقيقي هو إشعار المرء بالمهانة والاحتقار، وأنه زائد على الوجود، ولا أهمية له يحيا أو يموت، يغضب أو يرضى، يقترب أو يبتعد.

أن تحترم نفسك، فهي البداية الجوهرية ليحترمك الآخرون، أن تحافظ على شخصيتك وكرامتك وحريتك وإنجازك، أن تواصل نجاحك ولو في " لعب الكعاب "!

احترام الطفل الصغير ليس مجاملة لوالديه فحسب، بل هو احترام لأسرته، واحترام لمستقبله، هذه الملامح الصغيرة سوف تكبر، وهذا الصبي سيصبح سيداً أو عالماً أو مبدعاً أو وزيراً أو غنياً، وهذه الفتاة ستكون محطّ آمال الخطّاب والعزّاب، وسيدة بيت، وربة عمل، وأم أولاد وأحفاد مرموقين.

الشباب والمراهقون، أغلبية العالم العربي، المسكونون كغيرهم بهاجس الاحتراف، والحصول على الاستقلال، يجب أن يحظوا باحترام الأب والمعلم والداعية والمسؤول قبل أن يتخذوا قراراً نفسياً بالانفصال.

العامل الذي ينظف الشارع أو السيارة هو إنسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)(الإسراء: من الآية70).

يشترك معك في الإنسانية التي هي أخص صفاتك، وربما فاقك بعفافه، أو صبره، أو إيمانه، رب سائق أو خادم يقوم الليل وسيده ينام عن صلاة الجماعة « ابْغُونِى ضُعَفَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ » رواه أبو داود والترمذي وأحمد، " هذا بنغالي "، " هذا هندي "، " هذا.. هذا " ! إنها لغة الكِبر والتعاظم " بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ".

المستفيد، مراجعاً في إدارة حكومية، أو زبوناً، أو مسافراً في مطار، أو منتظراً في طابور..، يحتاج إلى الاحترام في الحالين، سواء حصل على ما يريد، أو حُرم منه، حصوله على الاحترام يمنحه الرضا ويطبع الابتسامة على وجهه لينصرف وهو سعيد.

احترم نفسك، تلويح بردة الفعل، وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ « نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ ».

من لطف التعبير النبوي أن عدّ هذا شتماً للوالدين.

فشتمك لوالدي الرجل الآخر هو مثل شتمك لوالديك.

وهو أيضاً سبب فيه.

وفي التنزيل : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام: من الآية108)، وأعظم حرمة هي حرمة المقدسات الإيمانية الربانية، كالإلوهية والنبوة وكلمات الله وشرائعه التي لا يجوز أن تمس تحت أي ذريعة إبداعية أو ابتداعية.

"احترم نفسك!"

كلمة يقولها الآخر وهو يهمّ بالإيقاع بك، وبذا تحولت من لغة جميلة صادقة إلى تهديد ترتعد له الفرائص.

احترام النفس يعني احترام الإنسان ذاته.

في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ».

من إيحاءات النص النبوي أن الوجه موضع التشريف والكرامة، ومجمع الحواس، السمع والبصر والشم والذوق، وتقاسيمه تعبّر عن معظم المعاني الذاتية : من طيبة وكرم وسماحة، أو أضدادها، وعن المشاعر كالغضب والرضا والفرح والحزن، والفنان المبدع يرسم ذلك بريشته بما لا تطيقه لغة الأديب والشاعر..

هي كرامة إنسانية إذاً، أنت أحد أفرادها، وأخوك الآخر كذلك، وانتهاك كرامته هو عدوان عليك أنت في نهاية المطاف.

المقيم والمواطن والغريب كلهم سواسية كأسنان المشط

(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ)(المائدة: من الآية30).

سماه أخاً مع ممارسة القتل، وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن آدم الأول، وحمّله وزر كل نفس تُقتل ظلماً، لأنه سنّ القتل.

الذين يقتلون الناس، أو يقتلون شعوبهم فقدوا إنسانيتهم، وفقدوا احترامهم لأنفسهم، وفقدوا الشرف والكرامة البشرية، وهم أعظم الناس جرماً عند الله بعد المشركين.

ليس في قتل الإنسان لأخيه شرف، ولذا كانت المزية للمقتول على القاتل (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ)(المائدة: من الآية29).

الحياة عطاء وفضل، ولذا جعل الله القصاص حياة، لأنه يمنع القتل، ويحمي الأرواح المعصومة.

والمرأة حين تموت على ولدها فهي شهيدة ؛ لأنها ماتت بـ "جُمْع"، حين كانت روح الحياة الجديدة ينبثق من رحمها الولود المعطاء، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

هذا شيء يعيه صناع المجد على مدار التاريخ.

وليس يفخر ماجدٌ بمجرد قتله لأعدائه، ولكنه يتباهى بالتضحيات التي قدمها، والتحديات التي خاضها.

ذلك الجندي المنهزم الكسير تحت أقدام عدو شرس شديد البأس، يعلوه بالسلاح، وبيده تقرير مصيره، ولسان حاله يقول :

اقض ما أنت قاضٍ ما دمت لا تستطيع أن تسلبني حريتي وكرامتي وشرفي، ولا أن تمنحني إياها !

حين يستحضر الجندي معنى الشرف والاحترام سيكون " إنساناً " في كل شأنه، وليس مجرد أداة للبطش والفتك.

أن تصنع جنوداً من جديد يدركون أن مهمتهم ليست هي التدمير، بل صناعة الحياة وإشاعتها، فذلك تحكيم المبادئ التي رسمتها الشريعة والقيم الرفيعة.

الجندية المقترنة بالخوف والرعب والانتهاك ليست هي الحامي ولا المؤهل للبقاء، بل جندية الأرواح الصامدة التي لا تقهر، والتي علاقتها الحب والاحترام وحفظ الجميل.

http://islamtoday.net/salman/artshow-28-149755.htm

mannoo66
03-05-2011, 06:49 AM
لو توزع نصف عقليه هذا الرجل على شبابنا لكنا بألف خير
الله يطول بعمرك يادكتور وتبقى تربي عقولنا من جديد

تغلبية
03-05-2011, 07:41 AM
أول مرة أستشعر كلمة .. احترم نفسك !

صباح الخير :)

سهيل قطر
03-05-2011, 07:46 AM
الشباب فيهم الخير والبركه

واشكرك على الطرح

ابن الجزيره
03-05-2011, 07:51 AM
الشباب فيهم الخير والبركه

واشكرك على الطرح



فالك طيب

بوسلمان 2010
03-05-2011, 09:00 AM
الله يثبته على طاعته ويجعل ربي يحفظه ويطول بعمره

بوخالد911
03-05-2011, 09:12 AM
يسلمووو للنقل

الشامخ
03-05-2011, 09:29 AM
الإحساس بالأهمية من أعظم الدوافع الإنسانية.

السجن ليس هو الجدران والأقفال والشبابيك والقيود والأحكام.

السجن الحقيقي هو إشعار المرء بالمهانة والاحتقار، وأنه زائد على الوجود، ولا أهمية له يحيا أو يموت، يغضب أو يرضى، يقترب أو يبتعد.

أن تحترم نفسك، فهي البداية الجوهرية ليحترمك الآخرون، أن تحافظ على شخصيتك وكرامتك وحريتك وإنجازك، أن تواصل نجاحك ولو في " لعب الكعاب "!


تسلم على النقل المميز

قطرية فذة
03-05-2011, 09:52 AM
الحقيقه تكلم الرجل من منبع الانسانسه الصحيح

و وا أسفي على من تجرد من الانسانيه

/

:)

جزاه الله خير للكلم الطيب

وجزى الله خيراً تلك النفس الحامله للطيب ان وضعت بين اورقه المنتدى موضوعاً اختارته نفسه الطيبه


جزاك الله خيراً

36R
03-05-2011, 10:02 AM
هنا مساحه للتعرف أكثر على

الدين
الثقافه
العبرة
محاسبة الضمير
الاحساس بالاخرين
التعلم
التفقه


بارك الله فيك على هذا الطرح الطيب

غدير البورصه
03-05-2011, 10:03 AM
موضوع يستاهل القراءه وممتاز

الاحترام هو سيد الاخلاق

ثرية
03-05-2011, 10:11 AM
جزاك الله خيراً

Abo Sami
03-05-2011, 10:48 AM
رائع
كم احترم هذا الانسان د سلمان العوده
وانت رائع لنقلك هذه الكلمات لنا .. شكراً لك

ابن الجزيره
03-05-2011, 11:13 AM
رائع
كم احترم هذا الانسان د سلمان العوده
وانت رائع لنقلك هذه الكلمات لنا .. شكراً لك


شـــاكر مرورك الرائع ... ..

ابن الجزيره
03-05-2011, 11:18 AM
الحقيقه تكلم الرجل من منبع الانسانسه الصحيح

و وا أسفي على من تجرد من الانسانيه

/

:)

جزاه الله خير للكلم الطيب

وجزى الله خيراً تلك النفس الحامله للطيب ان وضعت بين اورقه المنتدى موضوعاً اختارته نفسه الطيبه


جزاك الله خيراً



الرد جميل .. ووجودك أجمل بنقاشك وردك المميز اختي
الفاضلة

وفالج طيب

ورقة غار
03-05-2011, 11:30 AM
تقديرا لذاتي اعلنت احترامي ......مشروع ركاز لهذه السنه ..........

الرادار
03-05-2011, 11:41 AM
الحمدلله على نعمة الأسلام

intesar
03-05-2011, 01:27 PM
أن تحترم نفسك، فهي البداية الجوهرية ليحترمك الآخرون، أن تحافظ على شخصيتك وكرامتك وحريتك وإنجازك، أن تواصل نجاحك ولو في " لعب الكعاب "!

أن تصنع جنوداً من جديد يدركون أن مهمتهم ليست هي التدمير، بل صناعة الحياة وإشاعتها، فذلك تحكيم المبادئ التي رسمتها الشريعة والقيم الرفيعة.


فعلا اذا الإنسان ما تصالح مع نفسه واحترمها كيف راح يكون منتج

وصناعة الحياة وتأسيسها من أهم أنواع الجهاد .. وهي افضل من جهاد السلاح .. الا إذا أرغمنا علآ ذلك .. كما يحدث بالدول العربية ..

افتقدناك شيخنا في تويتر ..

سويسرا
03-05-2011, 01:45 PM
وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ ».

طرح جميل

ابن الجزيره
04-05-2011, 07:51 AM
أن تحترم نفسك، فهي البداية الجوهرية ليحترمك الآخرون، أن تحافظ على شخصيتك وكرامتك وحريتك وإنجازك، أن تواصل نجاحك ولو في " لعب الكعاب "!

أن تصنع جنوداً من جديد يدركون أن مهمتهم ليست هي التدمير، بل صناعة الحياة وإشاعتها، فذلك تحكيم المبادئ التي رسمتها الشريعة والقيم الرفيعة.


فعلا اذا الإنسان ما تصالح مع نفسه واحترمها كيف راح يكون منتج

وصناعة الحياة وتأسيسها من أهم أنواع الجهاد .. وهي افضل من جهاد السلاح .. الا إذا أرغمنا علآ ذلك .. كما يحدث بالدول العربية ..

افتقدناك شيخنا في تويتر ..




قريبا ,,,

بتجديد

ودمتم سالمين

ام ناصر1
04-05-2011, 08:57 AM
طرح جميل ونقل هادف ...جزاك الله خير

ابن الجزيره
04-05-2011, 09:04 AM
ذهب رجل إلي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
ليكتب له عقد بيت
فنظرالى الرجل فوجد أن الدنيا
متربعة على قلبه فكتب:

اشترى ميت من ميت بيتاً في دار المذنبين له أربعة حدود:
الحد الأول يؤدي الى الموت
والحد الثاني يؤدي الى القبر
والحد الثالث يؤدي الى الحساب
والحد الرابع يؤدي اما للجنة واما للنار
فقال الرجل لعلي
ما هذا يا علي

جئت تكتب لي عقد بيت

فكتبت لي عقد مقبرة


فقال له علي - رضي الله عنه -
النفـس تبكـي على الدنيـا وقد علمـت
أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها
لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها
الا التي كان قبل المـوت بانيـــها

فان بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه
وان بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيـــــها
مــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها
ودورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها
أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة

حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها
فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت
أمست خــرابا وأفنــى المــوت أهليــها
لا تــركـنن الـى الــدنيـا ومـــا فيــها
فالـمــوت لاشــــك يفـنيـنا ويفـنيـــها
لكــــل نفــس وان كــانــت علـى وجـل
مــن الـمـنـية آمـــــال تقـــويــــها
الــمرء يبـسطها والــدهر يقبضـــها
والنفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها
إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة


الديـــن أولــــهـــــا والعــقــــل ثانيـــــها
والعـــلم ثـــالثـــها والحلم رابعها
والجود خامسها والفــضل سادســــها
والبــر ســـــابـعهـا والشـكـر ثامنها
والصبر تاسعــهـا والليــن باقيـــها
والنــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها
ولسـت أرشــد الا حين أعصيــــــها


واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها
والجار أحمــد والرحمن ناشيــها
قصــورها ذهــب والمسك طيــنتـها
والزعفــران ربيـــــــع نابــت فيـــــها
أنــــهارها لبــن محض ومن عـســـل
والخمر يجري رحيقــا في مجاريها


والـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة
تسبــح الله جهراً في مغـــانيهـــا
مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها
بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا


فقال الرجل:
اكتب أنني وهبتها لله ورسوله .

ابن الجزيره
04-05-2011, 09:06 AM
طرح جميل ونقل هادف ...جزاك الله خير


شاكرلك مرورك

وفالك طيب