المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعد عن قرناء السوء



امـ حمد
03-05-2011, 03:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ضرب لنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه خير مثل على الصداقة وحسن الصحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ,فقد كان يجمع بينهما الارتباط النفسي والمصيري الذي اقتضته هذه الصحبة الفريدة، فنجد أبا بكر يعيش مع صديقه وحبيبه الرسول صلى الله عليه وسلم, الحلو والمر، والسهل والصعب، والغنى والفقر، والأمن والخوف، قال تعالى عن الصديق رضي الله عنه(إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا)ذلك ان أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج الحق والهدى، مصاحبة الأخيار، ومصافاة الأبرار، والبعد عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار، لأن الإنسان بطبعه وبحكم بشريته يتأثر بجليسه، ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله، والمرء إنما توزن أخلاقه وتعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه، كما قال عليه الصلاة والسلام (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)حيث وجه رسول الهدى كل فرد من أفراد الأمة إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين، واصطفاء الرفقاء المتقين، فقال عليه الصلاة والسلام ,لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة)وفي الأمثال,قل لي من تعاشر ,أقل لك من أنت,والصحبة كالبيئة، إما أن تكون ملوثة
أو تكون نظيفة,فمن عاش في بيئة ملوثة ناله نصيب وافر من الأمراض والأوبئة المهلكة، أما من حرص على العيش في بيئة نظيفة فسيبقى في منأى عن كل ذلك، والغريب أن يختار الإنسان ما يهلكه ويشقيه، وصدق أنس رضي الله عنه حيث يقول,عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء,صاحب أهل التقوى,فإنهم أيسر أهل الدنيا عليك مؤونة، وأكثرهم لك معونة ,والصاحب أشبه ما يكون بمرآة النفس، تكشف محاسنها ومساوئها، وقبحها وجمالها، وبقدر ما تكون نظيفة صافية بقدر ما تعكس صورة صاحبها نقية من غير غش مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم(المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه)والصحبة الصالحة صمام أمان المتصاحبين، يعين بعضهم بعضاً على شؤون الدنيا والدين، انظرإلى صاحب، وصديق لك، لا تستفيد في دينك منه خيراّ، فانبذ عنك صحبته، فإنما ذلك لك عدو,فصاحب تقيا عالماّ تنتفع به,وإياك والفسّاق لا تصحبنهم,فقربهم يعدي,وجانب ذوي الأوزار لا تقربنهم,فقربهم يردي وللعرض يسلب,ألا يجالس المرء إلا من يرى في مجالسته ومؤاخاته النفع له في أمر دينه ودنياه، وإن خير الأصحاب لصاحبه، وأنفع الجلساءِ لجليسه من كان ذا بر وتقى، ومروءة ونهى، ومكارم أخلاق، ومحاسن آداب،ومن واجب الصديق على صديقه أن يحفظ غيبته، ويهب لنجدته ويرعى مصالحه، ويقدم له النصيحة في لطف وكياسة، كما أن من واجب الصداقة أن يكون الإنسان سهلاً في محاسبته لأصدقائه، ويتجاوز عما قد يقع منهم أحيانًا من خطأ غير مقصود، ويقبل عذرهم عن خطأ مقصود حتى يحافظ بذلك على بقاء محبتهم ولا يفرقهم من حوله,وقال بعض السلف,عليكم بإخوان الصدق، فإنهم زينة في الرخاء، وعصمة في البلاء، وإن أجناس الناس كأجناس الطير، ولا يتفق نوعان في الطيران إلا وبينهما مناسبة,والصاحب ساحب.فالصاحب باب من أبواب الخير, كما أنه باب من أبواب الشر,يدخل الشيطان إلى القلوب بواسطة الأصحاب,


اللهم وفقني وإياكم بصحبة صالحة تدلنا على الخير وتعيننا على الطاعات، وأن يصرف عنا أهل السوء ومجالستهم والتأثر بأعمالهم وأخلاقهم.

ابوسعود
03-05-2011, 06:46 PM
جزاك الله خير

busheikha
03-05-2011, 09:24 PM
موضوع مهم جدا يجب على اولياء الامور اعطائه الاهمية القصوى لما له من تأثير كبير على حياة ابنائنا وبناتنا

جزاكي الله الخير كله

امـ حمد
04-05-2011, 06:07 AM
جزاك الله خير



بارك الله فيك اخوي

امـ حمد
04-05-2011, 06:07 AM
موضوع مهم جدا يجب على اولياء الامور اعطائه الاهمية القصوى لما له من تأثير كبير على حياة ابنائنا وبناتنا

جزاكي الله الخير كله




بارك الله فيك اخوي