STAR
22-05-2011, 07:56 AM
::: 60% من المواطنين يرفضون ضم الأردن والمغرب لمجلس التعاون :::
64% يخشون على العادات والتقاليد.. في استطلاع لــ «العرب»:
لا يزال وقع المفاجأة الذي أصاب كثيرين من المواطنين لحظة استقبالهم نبأ ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي بانضمام الأردن والمغرب إليها يرسم علامة استفهام كبيرة على وجوههم، ترجمتها إجاباتهم السريعة المنفعلة في استطلاع أجرته «العرب» بين عدد من المواطنين القطريين، والذي كشف ما يشبه تماماً رجع الصدى المعارض من أجهزتهم النقالة ومنتدياتهم الإلكترونية وصفحاتهم الخاصة على «فيس بوك» و»تويتر» عقب اشتعالها بهذا الخبر وما تبعه من تساؤلات وتحليلات شخصية.
فقد رفض 60% من العينة -التي ضمت خمسين مواطناً- فكرة انضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي، فيما أبدى 64% تخوفهم من تأثير هذا القرار على عادات وتقاليد المجتمع الخليجي المحافظ بانضمام دول أكثر انفتاحاً عما هو سائد في المنطقة الخليجية، لكن جزء آخر من عينة الاستطلاع كشفت عن نقيض الأغلبية، وقد رحب 18% من المواطنين بانضمام الدولتين، فيما رأى 20% أن ضم الأردن تحديداً جاء مقنعاً أكثر من ضم المغرب لوجود بعض القواسم المشتركة كالتقارب الجغرافي والتكوين القبلي بالإضافة إلى المصالح الأخرى المشتركة.
:: ما الذي سيميزنا عن الجامعة العربية؟ ::
من جانبه يرى المواطن ناجي بن راشد النعيمي أن الترحيب بضم الأردن لمجلس التعاون الخليجي ودعوة المغرب للانضمام كذلك خطوة ليست لها تفسيرات واضحة بالنسبة للمواطنين على حد قوله، ويوضح:
«قد تكون هناك أسباب متعلقة بتقوية المجلس من الناحية الدفاعية وهو غالب الظن بحكم عدم وجود أي ترابط بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الأردن والمغرب، وإن كان الغرض هو الدعم الأمني، فأتصور أن هناك حلولا كثيرة يمكن أن ندعم من خلالها دفاعاتنا وقوتنا كدول خليجية دون الحاجة لضم دول أخرى لمجلس التعاون الخليجي مع احترامنا بالتأكيد لكل الدول العربية فنحن جميعاً أشقاء، لكن هذا لا علاقة له بطبيعة المجلس الذي يأخذ طابعاً خليجياً بحتاً، وأعتقد أن جامعة الدول العربية كافية لضم جميع الدول العربية، وإلا ما الفرق بين مجلس التعاون الخليجي -بعد ضم دول غير خليجية- وبين جامعة الدول العربية!»..
ويستطرد النعيمي حول التفسيرات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي المشترك بين الخليج وهاتين الدولتين المرشحتين للانضمام، فيقول: «حتى لو بحثنا عن تفسيرات اقتصادية فلا أعتقد أن هذه الخطوة ستحقق مردوداً اقتصادياً كبيراً على دول مجلس التعاون، وعموما مهما كانت الأسباب فنحن نرى أن مجلس التعاون الخليجي بالذات له خصوصيته من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وحين تم إنشاء المجلس أنشئ على معايير معينه لا تشمل هاتين الدولتين ولا حتى اليمن التي تعتبر أقرب لدول الخليج».
لكن رغم ما ذكره النعيمي إلا أنه يؤكد مع بقية المواطنين على ثقته بقرارات الحكومة الرشيدة والزعماء الخليجيين، ويقول: «نحن مع حكومتنا في أية خطوة وأي إجراء تقرره، وتحديداً نحن القطريين نؤمن بأن صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لا يتبنى قراراً إلا وفيه مصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى، والمواطن على ثقة أن الدولة ستأخذ في عين الاعتبار كل ما سيتبع هذه الخطوة من نتائج، كضبط عملية دخول الأشقاء الأردنيين والمغربيين إلى الخليج مثلاً، أو كيفية الاستعانة بالعمالة الأردنية والمغربية من خلال وضع ضوابط أسهل من تلك الضوابط التي توضع على بقية الدول العربية الأخرى وهكذا...
وفي النهاية إن انضمت كل من الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي فبديهياً من حقهم أن يتمتعوا بميزات كل مواطن خليجي، وفي المقابل قد يمنحنا هذا الأمر ميزات أيضاً في بلادهم على حدٍ سواء».
:: نؤمن بالمصالح المشتركة والأردن مرتبط بالخليج ::
عيسى محمد آل شريم أحد المواطنين الذين لم يستغربوا طلب الأردن بالانضمام لمجلس التعاون الخليجي، مؤكداً على توقعه لهذه الخطوة منذ زمن بحكم ارتباط الأردن بالخليج في أكثر من جانب، ويوضح:
«جغرافياً وحدودياً فالأردن تقع في نفس منطقتنا وترتبط بالحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية، ثانياً توجد قبائل مشتركة بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية، حتى الأسرة الهاشمية فهي من الحجاز أساساً وبالتالي توجد روابط أسرية، وإن كان الشعب الأردني يحوي على أناس من أصول فلسطينية فهذا لا يمنع من تقارب الأردن مع الخليج، أما من الناحية الاقتصادية فتوجد أيضاً مصالح ومساهمات تربط الأردن بمنطقة الخليج كافة، وأخيراً والأهم فهناك روابط أمنية وبعد استراتيجي مهم، فالأردن تقع بين الخليج وبين إسرائيل، ويمكن الاستفادة من خبراتها العسكرية والأمنية التي ستدعم قوتنا».
لكن المغرب قد تختلف عن الأردن من الناحية الجغرافية لا أكثر كما يقول عيسى، ورغم ذلك هي دولة مهمة وستضيف للخليج مصالح اقتصادية وسياسية، ويتابع: «مثلاً العمالة المغربية قد تتميز بخبرتها بحكم تواصلها مع المجتمع الأوروبي، وهذا ما سيدعم جانبنا الاقتصادي، وسيزيد من فرص الاستثمار بين البلدين، فضلاً عن انتعاش الحركة السياحة بين المغرب والخليج بشكل أكبر».
وكغيره ممن يرحبون بالفكرة يرى آل شريم أن قادة مجلس التعاون لم يناقشوها إلا بعد دراسة وتأنٍ ورأي سديد، ولهم بعد نظر قد لا يستوعبه المواطن البعيد عن العلاقات الدولية، فيرد على رأي المواطنين المتخوفين من اختلاف العادات والتقاليد بالقول: «النجاح يأتي بالإبداع الذي لا يتحقق إلا من خلال الخروج عن المألوف، فخطوة كهذه ستتيح لنا مزيداً من الإبداع الفكري والاقتصادي والسياسي، ونحن أصبحنا نعيش في فترة لا يمكن أن يتحقق فيها النجاح إلا من خلال المصالح المشتركة».
:: نخشى التضارب الاجتماعي مع المغرب ::
«لا مشكلة في انضمام الأردن لكن المغرب فبالتأكيد ضد..» هذا هو رأي المواطنة منيرة.ع التي لم يزعجها انضمام الأردن بحكم اقتراب العادات والتقاليد، وتفسر ذلك:
«قرأت عن المجتمع الأردني فطبيعته قبلية مثل الخليج وأصولهم بدوية، بالإضافة إلى قربها جغرافياً، لكن المغرب فبصراحة جميعنا استغربنا دعوتها، فمع احترامنا الشديد لإخواننا من أهل المغرب إلا أن المسألة تتعلق باختلاف عاداتنا وتقاليدنا، ومعروف أنهم مجتمع منفتح جداً بحكم تأثيرهم بالفرنسيين، وتنتشر بينهم عادات أوروبية على مستوى اللباس وحتى اللغة التي يتحدثون بها، بالإضافة إلى بعض العادات التي تتنافى مع مجتمعنا الإسلامي كانتشار السحر وما شابة، وعموماً كل ما يخيفنا هو الجانب الاجتماعي، ولسنا ضد المصالح الاقتصادية أو السياسية أو الرياضية، لذلك نتمنى النظر في مسألة توافدهم إلى الخليج في حال تمت الموافقة عليهم».
::موقع الأردن مكسب لنا::
احتمال ضم الأردن تحديداً لدول مجلس التعاون الخليجي أفرح البعض من المواطنين، من بينهم المواطن عبدالله حمد السبيعي، الذي بدا رأيه متفائلاً إزاء هذه الخطوة أكثر من غيره، فيقول: «بنظري تعتبر كل من الأردن ومصر دولتين لهما ثقلهما على الخارطة العربية، ومصر حالياً أوضاعها غير مستقرة، لكن الأردن مكسب في ظل هذه الظروف، فعدو العرب الأول والأخير إسرائيل، وبحكم موقع الأردن الجغرافي ووزنها السياسي تجعلنا متحمسين لهذه الخطوة، فقد وصلنا لمرحلة أصبح فيها التوحد بين الدول العربية أمراً مهماً والخليج بدأ يركز جل جهوده اتجاه تحقيق هذا الترابط والتوحد لضمان أمن وسلامة بلادنا من أي تهديدات خارجية، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي من هذه الإعلان المفاجئ، فالثورات العربية دفعت بنا نحو التوحد خصوصاً بعد سقوط الأنظمة الفاسدة وأصبح بالإمكان تكاتف بقية الحكومات مع بعضها البعض بشكل أعمق عن الفترة الماضية لوجود الثقة التي ما كانت موجودة قبل الثورات العربية.
وحتى لو تطرقنا للناحية الاجتماعية فبنظري نحن جميعاً عرب وتجمعنا لغة الضاد ولا يوجد مانع من دخول الأردن على وجه الخصوص إلى مجلس التعاون الخليجي، لا سيما وأن الجالية الأردنية كبيرة في قطر وعاشرونا على أرضنا منذ سنوات طويلة، ولا نشعر بأنهم أغراب عنا».
أما تعليقه على دعوة المغرب للانضمام إلى المجلس الخليجي فيفيد: «صراحة أنا شخصياً لم أزر المغرب ولا أعرف الكثير عهنا على الصعيد السياسي والاقتصادي، لذلك ليس لدي الجواب الأكيد حول الموافقة أو الممانعة من دخولها، خصوصاً وأنها بعيدة جغرافياً عنها، فصحيح يوجد تواصل بين الحكومات الخليجية وبين المغرب لكن بين الشعوب الأمر مختلف لبعد المسافة لا أكثر ولا أقل».
:: طالما في مصلحتنا فنحن «مع» ::
«نعم كانت مفاجأة لكنها مفاجأة جيدة...» هذا هو رد فعل المواطن علي الرميحي حين سماعه لنبأ ترحيب دول الخليج بانضمام كل من الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي، ويعزو الرميحي تحمسه لهذه الخطوة إلى ثقل الدولتين المرشحتين للانضمام، ويوضح:
«الأردن والمغرب دولتان مهمتان على مستوى الوطن العربي ولهما ثقلهما على كافة الأصعدة إن كانت السياسية وحتى الاقتصادية، لذلك أنا أحد المواطنين المرحبين والمتفائلين بهذا القرار ونتمنى ضم الدولتين، وأعتقد أنها خطوة ستكون في صالح الجميع، خصوصاً على الصعيد الأمني والتجاري، أما فيما يتعلق بالعادات والتقاليد واللهجة فأعتقد أنها مسألة لا تستحق كل هذا التخوف الكبير خصوصاً بالنسبة لنا، لأن دولتنا وبقية دول الخليج تحوي على نسبة كبيرة من المقيمين والأجانب، وفي المقابل نحن نزور الأردن والمغرب وبقية الدول العربية..
عموماً هذا لا يعني التغاضي عن بعض الجوانب السلبية وإهمال دراستها، لكن أعتقد أنها سلبيات بسيطة يمكن تداركها من خلال بعض الضوابط والشروط وأهمها إبقاء نظام الفيزا حتى لا تعم الفوضى في عملية الدخول إلى الخليج، وعدا ذلك لا توجد مشكلة، بل بالعكس نتمنى التوسع مع الأردن والمغرب في كافة المصالح التي بلا شك ستخدم الطرفين».
:: قرارات حكومتنا الرشيدة ليست من فراغ::
المواطن عبدالرحمن إبراهيم اللنجاوي يرى أن الأهم من انضمام الأردن والمغرب في الوقت الراهن هي «الوحدة العربية برمتها»، لذلك قد تكون هذه الخطوة بداية مشرقة لتكاتف عربي جديد حسب قوله، ويؤمن اللنجاوي أن مبادرة كهذه لم تكن من فراغ، بل لا بد وأنها جاءت بعد دراسة مشتركة قام بها زعماء الخليج، ويفيد:
«نحن مع حكومتنا الرشيدة ونثق بكل ما تقرره وإن رأت أن انضمام الأردن والمغرب ضمن منظومة الدول الخليجية فنحن سنكون سعداء ومرحبين بالدولتين على غرار حكومتنا، فتوجد أمور قد لا نعيها نحن المواطنين، وتوجد تفاصيل سياسية واقتصادية حكوماتنا أدرى بها، خصوصاً في ظل الأزمات العربية الراهنة، ومن ناحية أخرى الأردن مثلا قريبة جداً من الخليج.. وليست لدينا أية مشكلة حتى في دخولهم إلى الخليج دون فيزا لأننا جميعاً عرب ومسلمون وإخوان، لكن نتمنى شيئا واحدا، ألا وهو احترام عاداتنا وتقاليدنا التي نتمنى الحفاظ عليها».
:: ألا تكفينا مشاكلنا! ::
يتساءل البعض الأخر عن التسمية المناسبة التي يمكن أن تجمع دول الخليج بدول مختلفة كلياً عنها كالأردن والمغرب، فأبو عيسى من المواطنين الغير متحمسين للفكرة نهائياً ويرى أن دول مجلس التعاون الخليجي تجمعها قواسم مميزة لا يشبهها أحد، وأهمها العادات والتقاليد والأنظمة والظروف، ويفسر رأيه:
«من ناحية الظروف فنرى أن كل دوله لها مشاكلها المختلفة وبهذه الخطوة سنفتح علينا بابا نحن في غنى عنه، ولا نرى أن دول الخليج تحتاج لدعم اقتصادي أو أمني، وقادرون على حماية أنفسنا بأنفسها ودعم مصالحنا دون أحد، وفي حال طبق هذا القرار نتمنى على الأقل الأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطنين وحقهم في العمل، فنخشى من زيادة عدد الوافدين وتأثيرهم على حقوقنا، فلا يزال جزء من المواطنين يشكون من قلة فرص العمل إلى يومنا
هذا، فكيف بعد اتخاذ مثل هذا القرار؟ نرجو أن تتضمن هذه الخطوة بعض الضوابط والشروط حتى لا يتأثر حال المواطن ومصالحة للأسوأ».
المصدر جريدة العرب
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=188936&issueNo=1253&secId=26
64% يخشون على العادات والتقاليد.. في استطلاع لــ «العرب»:
لا يزال وقع المفاجأة الذي أصاب كثيرين من المواطنين لحظة استقبالهم نبأ ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي بانضمام الأردن والمغرب إليها يرسم علامة استفهام كبيرة على وجوههم، ترجمتها إجاباتهم السريعة المنفعلة في استطلاع أجرته «العرب» بين عدد من المواطنين القطريين، والذي كشف ما يشبه تماماً رجع الصدى المعارض من أجهزتهم النقالة ومنتدياتهم الإلكترونية وصفحاتهم الخاصة على «فيس بوك» و»تويتر» عقب اشتعالها بهذا الخبر وما تبعه من تساؤلات وتحليلات شخصية.
فقد رفض 60% من العينة -التي ضمت خمسين مواطناً- فكرة انضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي، فيما أبدى 64% تخوفهم من تأثير هذا القرار على عادات وتقاليد المجتمع الخليجي المحافظ بانضمام دول أكثر انفتاحاً عما هو سائد في المنطقة الخليجية، لكن جزء آخر من عينة الاستطلاع كشفت عن نقيض الأغلبية، وقد رحب 18% من المواطنين بانضمام الدولتين، فيما رأى 20% أن ضم الأردن تحديداً جاء مقنعاً أكثر من ضم المغرب لوجود بعض القواسم المشتركة كالتقارب الجغرافي والتكوين القبلي بالإضافة إلى المصالح الأخرى المشتركة.
:: ما الذي سيميزنا عن الجامعة العربية؟ ::
من جانبه يرى المواطن ناجي بن راشد النعيمي أن الترحيب بضم الأردن لمجلس التعاون الخليجي ودعوة المغرب للانضمام كذلك خطوة ليست لها تفسيرات واضحة بالنسبة للمواطنين على حد قوله، ويوضح:
«قد تكون هناك أسباب متعلقة بتقوية المجلس من الناحية الدفاعية وهو غالب الظن بحكم عدم وجود أي ترابط بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الأردن والمغرب، وإن كان الغرض هو الدعم الأمني، فأتصور أن هناك حلولا كثيرة يمكن أن ندعم من خلالها دفاعاتنا وقوتنا كدول خليجية دون الحاجة لضم دول أخرى لمجلس التعاون الخليجي مع احترامنا بالتأكيد لكل الدول العربية فنحن جميعاً أشقاء، لكن هذا لا علاقة له بطبيعة المجلس الذي يأخذ طابعاً خليجياً بحتاً، وأعتقد أن جامعة الدول العربية كافية لضم جميع الدول العربية، وإلا ما الفرق بين مجلس التعاون الخليجي -بعد ضم دول غير خليجية- وبين جامعة الدول العربية!»..
ويستطرد النعيمي حول التفسيرات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي المشترك بين الخليج وهاتين الدولتين المرشحتين للانضمام، فيقول: «حتى لو بحثنا عن تفسيرات اقتصادية فلا أعتقد أن هذه الخطوة ستحقق مردوداً اقتصادياً كبيراً على دول مجلس التعاون، وعموما مهما كانت الأسباب فنحن نرى أن مجلس التعاون الخليجي بالذات له خصوصيته من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وحين تم إنشاء المجلس أنشئ على معايير معينه لا تشمل هاتين الدولتين ولا حتى اليمن التي تعتبر أقرب لدول الخليج».
لكن رغم ما ذكره النعيمي إلا أنه يؤكد مع بقية المواطنين على ثقته بقرارات الحكومة الرشيدة والزعماء الخليجيين، ويقول: «نحن مع حكومتنا في أية خطوة وأي إجراء تقرره، وتحديداً نحن القطريين نؤمن بأن صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لا يتبنى قراراً إلا وفيه مصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى، والمواطن على ثقة أن الدولة ستأخذ في عين الاعتبار كل ما سيتبع هذه الخطوة من نتائج، كضبط عملية دخول الأشقاء الأردنيين والمغربيين إلى الخليج مثلاً، أو كيفية الاستعانة بالعمالة الأردنية والمغربية من خلال وضع ضوابط أسهل من تلك الضوابط التي توضع على بقية الدول العربية الأخرى وهكذا...
وفي النهاية إن انضمت كل من الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي فبديهياً من حقهم أن يتمتعوا بميزات كل مواطن خليجي، وفي المقابل قد يمنحنا هذا الأمر ميزات أيضاً في بلادهم على حدٍ سواء».
:: نؤمن بالمصالح المشتركة والأردن مرتبط بالخليج ::
عيسى محمد آل شريم أحد المواطنين الذين لم يستغربوا طلب الأردن بالانضمام لمجلس التعاون الخليجي، مؤكداً على توقعه لهذه الخطوة منذ زمن بحكم ارتباط الأردن بالخليج في أكثر من جانب، ويوضح:
«جغرافياً وحدودياً فالأردن تقع في نفس منطقتنا وترتبط بالحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية، ثانياً توجد قبائل مشتركة بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية، حتى الأسرة الهاشمية فهي من الحجاز أساساً وبالتالي توجد روابط أسرية، وإن كان الشعب الأردني يحوي على أناس من أصول فلسطينية فهذا لا يمنع من تقارب الأردن مع الخليج، أما من الناحية الاقتصادية فتوجد أيضاً مصالح ومساهمات تربط الأردن بمنطقة الخليج كافة، وأخيراً والأهم فهناك روابط أمنية وبعد استراتيجي مهم، فالأردن تقع بين الخليج وبين إسرائيل، ويمكن الاستفادة من خبراتها العسكرية والأمنية التي ستدعم قوتنا».
لكن المغرب قد تختلف عن الأردن من الناحية الجغرافية لا أكثر كما يقول عيسى، ورغم ذلك هي دولة مهمة وستضيف للخليج مصالح اقتصادية وسياسية، ويتابع: «مثلاً العمالة المغربية قد تتميز بخبرتها بحكم تواصلها مع المجتمع الأوروبي، وهذا ما سيدعم جانبنا الاقتصادي، وسيزيد من فرص الاستثمار بين البلدين، فضلاً عن انتعاش الحركة السياحة بين المغرب والخليج بشكل أكبر».
وكغيره ممن يرحبون بالفكرة يرى آل شريم أن قادة مجلس التعاون لم يناقشوها إلا بعد دراسة وتأنٍ ورأي سديد، ولهم بعد نظر قد لا يستوعبه المواطن البعيد عن العلاقات الدولية، فيرد على رأي المواطنين المتخوفين من اختلاف العادات والتقاليد بالقول: «النجاح يأتي بالإبداع الذي لا يتحقق إلا من خلال الخروج عن المألوف، فخطوة كهذه ستتيح لنا مزيداً من الإبداع الفكري والاقتصادي والسياسي، ونحن أصبحنا نعيش في فترة لا يمكن أن يتحقق فيها النجاح إلا من خلال المصالح المشتركة».
:: نخشى التضارب الاجتماعي مع المغرب ::
«لا مشكلة في انضمام الأردن لكن المغرب فبالتأكيد ضد..» هذا هو رأي المواطنة منيرة.ع التي لم يزعجها انضمام الأردن بحكم اقتراب العادات والتقاليد، وتفسر ذلك:
«قرأت عن المجتمع الأردني فطبيعته قبلية مثل الخليج وأصولهم بدوية، بالإضافة إلى قربها جغرافياً، لكن المغرب فبصراحة جميعنا استغربنا دعوتها، فمع احترامنا الشديد لإخواننا من أهل المغرب إلا أن المسألة تتعلق باختلاف عاداتنا وتقاليدنا، ومعروف أنهم مجتمع منفتح جداً بحكم تأثيرهم بالفرنسيين، وتنتشر بينهم عادات أوروبية على مستوى اللباس وحتى اللغة التي يتحدثون بها، بالإضافة إلى بعض العادات التي تتنافى مع مجتمعنا الإسلامي كانتشار السحر وما شابة، وعموماً كل ما يخيفنا هو الجانب الاجتماعي، ولسنا ضد المصالح الاقتصادية أو السياسية أو الرياضية، لذلك نتمنى النظر في مسألة توافدهم إلى الخليج في حال تمت الموافقة عليهم».
::موقع الأردن مكسب لنا::
احتمال ضم الأردن تحديداً لدول مجلس التعاون الخليجي أفرح البعض من المواطنين، من بينهم المواطن عبدالله حمد السبيعي، الذي بدا رأيه متفائلاً إزاء هذه الخطوة أكثر من غيره، فيقول: «بنظري تعتبر كل من الأردن ومصر دولتين لهما ثقلهما على الخارطة العربية، ومصر حالياً أوضاعها غير مستقرة، لكن الأردن مكسب في ظل هذه الظروف، فعدو العرب الأول والأخير إسرائيل، وبحكم موقع الأردن الجغرافي ووزنها السياسي تجعلنا متحمسين لهذه الخطوة، فقد وصلنا لمرحلة أصبح فيها التوحد بين الدول العربية أمراً مهماً والخليج بدأ يركز جل جهوده اتجاه تحقيق هذا الترابط والتوحد لضمان أمن وسلامة بلادنا من أي تهديدات خارجية، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي من هذه الإعلان المفاجئ، فالثورات العربية دفعت بنا نحو التوحد خصوصاً بعد سقوط الأنظمة الفاسدة وأصبح بالإمكان تكاتف بقية الحكومات مع بعضها البعض بشكل أعمق عن الفترة الماضية لوجود الثقة التي ما كانت موجودة قبل الثورات العربية.
وحتى لو تطرقنا للناحية الاجتماعية فبنظري نحن جميعاً عرب وتجمعنا لغة الضاد ولا يوجد مانع من دخول الأردن على وجه الخصوص إلى مجلس التعاون الخليجي، لا سيما وأن الجالية الأردنية كبيرة في قطر وعاشرونا على أرضنا منذ سنوات طويلة، ولا نشعر بأنهم أغراب عنا».
أما تعليقه على دعوة المغرب للانضمام إلى المجلس الخليجي فيفيد: «صراحة أنا شخصياً لم أزر المغرب ولا أعرف الكثير عهنا على الصعيد السياسي والاقتصادي، لذلك ليس لدي الجواب الأكيد حول الموافقة أو الممانعة من دخولها، خصوصاً وأنها بعيدة جغرافياً عنها، فصحيح يوجد تواصل بين الحكومات الخليجية وبين المغرب لكن بين الشعوب الأمر مختلف لبعد المسافة لا أكثر ولا أقل».
:: طالما في مصلحتنا فنحن «مع» ::
«نعم كانت مفاجأة لكنها مفاجأة جيدة...» هذا هو رد فعل المواطن علي الرميحي حين سماعه لنبأ ترحيب دول الخليج بانضمام كل من الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي، ويعزو الرميحي تحمسه لهذه الخطوة إلى ثقل الدولتين المرشحتين للانضمام، ويوضح:
«الأردن والمغرب دولتان مهمتان على مستوى الوطن العربي ولهما ثقلهما على كافة الأصعدة إن كانت السياسية وحتى الاقتصادية، لذلك أنا أحد المواطنين المرحبين والمتفائلين بهذا القرار ونتمنى ضم الدولتين، وأعتقد أنها خطوة ستكون في صالح الجميع، خصوصاً على الصعيد الأمني والتجاري، أما فيما يتعلق بالعادات والتقاليد واللهجة فأعتقد أنها مسألة لا تستحق كل هذا التخوف الكبير خصوصاً بالنسبة لنا، لأن دولتنا وبقية دول الخليج تحوي على نسبة كبيرة من المقيمين والأجانب، وفي المقابل نحن نزور الأردن والمغرب وبقية الدول العربية..
عموماً هذا لا يعني التغاضي عن بعض الجوانب السلبية وإهمال دراستها، لكن أعتقد أنها سلبيات بسيطة يمكن تداركها من خلال بعض الضوابط والشروط وأهمها إبقاء نظام الفيزا حتى لا تعم الفوضى في عملية الدخول إلى الخليج، وعدا ذلك لا توجد مشكلة، بل بالعكس نتمنى التوسع مع الأردن والمغرب في كافة المصالح التي بلا شك ستخدم الطرفين».
:: قرارات حكومتنا الرشيدة ليست من فراغ::
المواطن عبدالرحمن إبراهيم اللنجاوي يرى أن الأهم من انضمام الأردن والمغرب في الوقت الراهن هي «الوحدة العربية برمتها»، لذلك قد تكون هذه الخطوة بداية مشرقة لتكاتف عربي جديد حسب قوله، ويؤمن اللنجاوي أن مبادرة كهذه لم تكن من فراغ، بل لا بد وأنها جاءت بعد دراسة مشتركة قام بها زعماء الخليج، ويفيد:
«نحن مع حكومتنا الرشيدة ونثق بكل ما تقرره وإن رأت أن انضمام الأردن والمغرب ضمن منظومة الدول الخليجية فنحن سنكون سعداء ومرحبين بالدولتين على غرار حكومتنا، فتوجد أمور قد لا نعيها نحن المواطنين، وتوجد تفاصيل سياسية واقتصادية حكوماتنا أدرى بها، خصوصاً في ظل الأزمات العربية الراهنة، ومن ناحية أخرى الأردن مثلا قريبة جداً من الخليج.. وليست لدينا أية مشكلة حتى في دخولهم إلى الخليج دون فيزا لأننا جميعاً عرب ومسلمون وإخوان، لكن نتمنى شيئا واحدا، ألا وهو احترام عاداتنا وتقاليدنا التي نتمنى الحفاظ عليها».
:: ألا تكفينا مشاكلنا! ::
يتساءل البعض الأخر عن التسمية المناسبة التي يمكن أن تجمع دول الخليج بدول مختلفة كلياً عنها كالأردن والمغرب، فأبو عيسى من المواطنين الغير متحمسين للفكرة نهائياً ويرى أن دول مجلس التعاون الخليجي تجمعها قواسم مميزة لا يشبهها أحد، وأهمها العادات والتقاليد والأنظمة والظروف، ويفسر رأيه:
«من ناحية الظروف فنرى أن كل دوله لها مشاكلها المختلفة وبهذه الخطوة سنفتح علينا بابا نحن في غنى عنه، ولا نرى أن دول الخليج تحتاج لدعم اقتصادي أو أمني، وقادرون على حماية أنفسنا بأنفسها ودعم مصالحنا دون أحد، وفي حال طبق هذا القرار نتمنى على الأقل الأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطنين وحقهم في العمل، فنخشى من زيادة عدد الوافدين وتأثيرهم على حقوقنا، فلا يزال جزء من المواطنين يشكون من قلة فرص العمل إلى يومنا
هذا، فكيف بعد اتخاذ مثل هذا القرار؟ نرجو أن تتضمن هذه الخطوة بعض الضوابط والشروط حتى لا يتأثر حال المواطن ومصالحة للأسوأ».
المصدر جريدة العرب
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=188936&issueNo=1253&secId=26