Diwan
22-05-2011, 06:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أوباما.. ماذا فعلت بنفسك ياغبي ..!!
هل عرفت الآن من هو أسامة ؟
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ،
يقول ربي جل في علاه :" هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور
"
ويقول :" لايستوي الطيب والخبيث ولو أعجبك كثرة الخبيث"
ويقول :" ومايستوي الأحياء والأموات"
ويقول :" نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم"
أوباما: بداية وقبل أن أشرع فيما أرومه من تحرير وتسطير مقالتي هذه ، أريد أن أعرفك ما هو الميزان الذي نزن به ــ نحن أمة الإسلام ــ الرجال وما هو المقياس الذي نقيس عليه الأبطال ، حتى إذا ما شردت بك بنات أفكارك وسبحت وسرحت بك ملكات خيالك ، وأنت تقرأ سطور مقالتي ؛ بسبب ما ستجده فيها من المباني والمعاني التي لا توجد في قاموسكم الأمريكي ــ الرديء ــ أكون قد أوفيتك حقك وأنصفتك مع نفسك ، بل وأنصفت نفسي منك بتعريفك وتعليمك ماهو متناسب مع الفطر السليمة والعقول الحكيمة ..
فالرجولة عندنا نحن أمة الإسلام يا أوباما ، لاتعني الذكورة مطلقا ولا تقاس عليها ، فالذكورة في قاموسنا ــ الإسلامي ــ شيء ، والرجولة شيء أخر ، فالذكورة عندنا هي التي تقابل الأنوثة فسيلوجيا ، ومثل هذه الذكورة يمتلكها كل أنسان ليس بأنثى ، ومثل هذه الملكية ليس فيها منقبة لأحد دون أحد ، كونها ليست من كسب الأنسان نفسه بل هي خِلقة خلق مجبولا عليها ، بينما الرجولة بمعناها الحقيقي وواقعها الحركي ، فهي من كسب الإنسان نفسه ، فلذلك تجد أن الذين يتصفون بصفاتها ويتحلون بأخلاقها هم قلة قليلة ، ومن هنا يجب أن تعرف يا أوباما أن ليس كل ذكر رجل
فالرجولة هي مجموعة من الصفات الحميدة التي إذا ما توافرت في الموصوف استحق ذلك الموصوف لقب رجل ، ومن هذه الصفات : الصدق بالوعود ، والوفاء بالعهود ، والعدل مع الصديق وكذا الخصم اللدود ، والمروءة والشهامة ، والإقدام والشجاعة ...وهذه الصفات آنفة الذكر هي ليست مجرد ترانيم ومسميات لا أثر لها على أرض الواقع ، بل هي حقائق عملية وخطوات حركية تدب على الأرض يسمع قرع فعالها ودبيب خطواتها القاصي والداني ، ويتبين فيها الصادق من الكاذب
ولعلك تقول يا أوباما : وما الجديد الذي أتيت به أيها الكاتب ، فهذه الصفات هي من المباني والمعاني المدونة والمسطرة في قاموسنا الأمريكي ؟
أقول لك : كذبت أوباما ــ وهذا من عادتك وعادة شلتك ــ ، ومن هنا كنت مضطرا أن أبدأ معك مقالتي بتعريقك الميزان الحقيقي الذي يزان به الرجال عندنا ، لكي أريك نفسك ــ أنت وشلتك ــ على حقيقتكم بأنكم مجرد ذكور ولستم برجال ، بل وأن ذكوريتكم أشبه بذكورية الخنثى المشكل ، الذي يتأرجح بين عالم الذكورية والأنوثة ، بل وإن وصفكم بالخنثى المشكل لكثير عليكم ، فالحق والإنصاف أن توصف ذكوريتكم بذكورية البهائم التي لاهم لها سوى قضاء شهوتها بشقيها الفرج والبطن
فتعال معي أيها ــ العنين ــ واستمع لما أقوله لك جيدا لعلك تعي وتفقه معاني الرجولة على أصولها وتحكم فصولها ، ومايدريك فربما بعد ذلك تراودك نفسك يوما ما أن ترتقي بها إلى معالي الرجولة
وهنا لا يسعني إلا أن أخاطبك من خلال كتابنا العزيز ــ القرآن الكريم ــ الذي مهما حاولت أن تبحث عن غيره أوباما ، لتستقي وتتعلم منه معاني الرجولة وأدبياتها ؛ وتفسيراتها وأخلاقياتها ؛ فلن تجد على وجه الأرض مبتغاك ، لأنك لن تجد أصدق منه قيلا ، وأحسن منه تأويلا ، وأوضح منه تحديثا، وأمتن منه حديثا ،وأقوى منه حجة ، وأنصع منه محجة ، وأبلغ منه لغة ومبنى ، وأفصح منه تفسيرا ومعنى... ، ودليلي على صدق ما أقول : فإنني أتحداك أوباما أنت ومن في الأرض جميعا ، بل ومعكم الجن ظهيرا ، أن تستطيعوا أن تأتوا بآية من مثله ، أو أن تغيروا وتبدلوا فيه حرفا واحدا بالزيادة أو النقصان ، وهذا التحدي لم ألبسه لنفسي زورا وبهتانا بل إن مستندي فيه هو قول ربي جل في علاه :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ولذلك فإن مثل هذا التحدي يجب أن يكون مدعاة لك ولشلتك بأن تطمئن إليه نفوسكم وتسكن إليه قلوبكم ، لسماع توجيهاته والتفقه في أحكامه ، وليس أن تزدادوا بذلك كبرا وعنادا
أوباما : لا أريد أن أطيل عليك بكثرة الشواهد القرآنية التي تتحدث عن حقيقة الرجولة وصفاتها ، فيكفيني معك شاهدا واحدا وهو ما يتعلق به جوهر موضوعي ومقالتي ، وما أعظمه من شاهد يحمل في طواياه الكثير من الدرر النفيسة والكنوز الثمينة التي تتعلق بمبدأ الرجولة وتفسيراتها ، يقول ربي جل شأنه :"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " وهنا يصف ربي جل في علاه ومن خلال منطوق الآية الكريمة أن الذين يستحقون أن يكونوا رجالاً ويحملون صفات الرجولة هم من صدقوا بالعهود التي أخذها عليهم ولم يبدلوا ولم يغيروا فيها ، مهما أصابهم من البلاء واللأواء ، ومهما مسهم من الجراح والقراح ، ومهما نالهم من التعب والنصب ، ومهما دخل إلى قلوبهم من الهم والحزن.....
ومن واجبي الآن أن أعرفك أوباما ماهي العهود التي أخذها الله على الذين يستحقون لقب الرجال وماهي قيمتها الحقيقية على أرض الواقع
1- الأمانة .. يقول ربي " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "
2- العدل.. يقول ربي " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى "
3- الصدق.. يقول ربي " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "
4- الوفاء بالعهود.. يقول ربي :" وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا "
أكتفي بهذه الصفات الأربع أوباما ؛ لكي أعرفك من خلالها من أنت ومن هم شلتك ، ومن هو أسامة ومن هم رجال أسامة
وهذه الصفات الأربع لو محصتها جيدا أوباما ، لوجدتها يندرج تحتها الكثير الكثير من الصفات الحميدة التي تتعلق بمبدأ الرجولة ، ومثل هذه الصفات الأربع آنفة الذكرهي بحاجة إلى رجل ذي قوة وشجاعة ، وذي مروءة وشهامة ، وذي خلق ورحمة ...؛ حتي يستطيع أن يقوم بتطبيقها على أرض الواقع بإنصاف ودون إجحاف
الآن أوباما وبعد هذه المقدمة ــ التي كان لا بد عنها بنظري ــ أستطيع أن أبحر معك في سطور مقالتي ، وما عليك إلا أن تقرأها جيدا وبترو وبعقلانية ، وتدع عنك غباءك جانبا ـ على الأقل ـ لحين الإنتهاء من قرائتها
فأقول لك : نعم أوباما لقد أفلحتم ــ وبعد طول عناء وغباء ــ وقتلتم أسامة ، ولكنكم لم ولن تفلحوا في قتل رجولته ومنهجيته ومبادئه ، وهذا هو المهم عندنا نحن أمة الإسلام ،
لأن الرجولة بصفاتها الحقيقية هي التي يبقى أثرها المنهجي والحركي يعيش بين المجتمعات ، بينما الأجساد ترقد وتختفي تحت التراب لا حراك فيها ، وهنا حق لي أن أتذكر كلمات شيخ الجهاد والمجاهدين عبدالله عزام (رحمه الله ) حين قال :" تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعا ، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة ، أو يكتب كتابا يطبع في المطابع ويودع في المكتبات ، لم يكن هذا أبدا طريق أصحاب الدعوات !!...إلى أن قال ــ رحمه الله ـ " إن كلماتنا ستبقى ميتة ؛ عرائس من الشموع لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء والأحياء لايتبنون الأموات ، لا يقبلون إلا أحياء ؛ والميت يدفن تحت الأرض وإن كان أعز أهل الأرض.... " أ.هـ
فلعلك أوباما تظن بغبائك منقطع النظير ، أنك بإلقائك لجسد أسامة الطاهر في أعماق البحار ، ستدفن معه رمزيته وتطمس معالم رجولته (وهذا الكلام بالطبع على فرض صدقيتكم بأنكم ألقيتم جسد أسامة في البحر ، فأنا بالنسبة لي أقول ـ وهذا الإجتهاد من حقي ـ : أنكم لم تلقوه في البحر وذلك ليس لإحترامكم لحقوق الإنسان بل لأن أسامة بالنسبة إليكم شيء أخر ، فأكاد أجزم أنكم حملتموه على كفوف الراحة ، وكنتم حريصين كل الحرص على أن لا يتأثر جسده بأي تأثير يغير من معالم شخصيته ، وطرتم به إلى دياركم الأمريكية ، وستحتفظون بجثته الطاهرة لكي تشبعوا فضولكم برؤية ذلك الرمز الأسطورة الذي حطم أسطورتكم وأناخ كبرياءكم ..)
أقول : فإن كنت تظن أوباما أن إلقاءك لجسد أسامة في البحر ــ حسب زعمكم ــ سينهي رمزيته في قلوب الناس ، ويذهب أثره ومعالم شخصيته على الواقع العملي ، فحقا أنك غبي وتحمل في وعاء رأسك غباء مركبا ، ألا تعرف يا أحمق أن فعلتك هذه ــ الخسيسة الرخيصة ـ مازادت أسامة في قلوبنا ونفوسنا ـ نحن الأنصارـ إلا قربا وحبا ، ومازادت أسامة في نفوس خصومه إلا إعجابا وإكبارا ..
فلو كانت ياغبي معالم الرجولة وأثارها تنتهي بموت الأجساد وخروج الروح منها ودفنها تحت التراب ، لما وصلت إلينا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين ، السيرة الرجولية العطرة ، المعبقة بأريج المروءة والشهامة ، والمرصعة بتاج العزة والكرامة ، والمدونة بدم الإقدام والشجاعة ؛ لأبناء القرون الأولى من سلفنا الصالح ، من أمثال الصديق ، والفاروق ، وذي النورين ، وأبي السبطين الحسن والحسين ، وسيف الله المسلول، والقعقاع ، والمقداد ...رضي الله عنهم أجمعين ؛ أولئك الرجال العظماء ، الذين حملوا على أكتافهم وبين أضلعهم رسالة الإسلام العظيم ، فأوصلوها إلينا عبر تضحياتهم كما هي ناصعة بيضاء واضحة المحجة قوية الحجة ، لم يغيروا ولم يبدلوا فيها ولو حرفا واحدا ، ولم يداهنوا فيها ولم يتراجعوا ولو عن حكم واحد ، حتى أتاهم اليقين
فلم ترهبهم سيوف الديمقراطية القذرة ، ولا طائرات ودبابات الرأسمالية العفنة ، ولاتهديدات التحالفات الدولية النتنة ، ولاغير ذلك من سبل الإرهاب القمعي المذموم ... فكان حاديهم وديدنهم عند وقوع النوازل بهم واشتداد الزلازل عليهم ، قول ربي جل في علاه :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل "
ومن هنا أقول لك أوباما : إخسأ عدو الله فلا تفرح كثيرا بمقتل أسامة ــ مع أنني على يقين والله أن فرحتك هذه التي تظاهرت بها أمام وسائل الإعلام ‘ كان باديا عليها أنها ممشوجة بالهم والغم لأنك تعرف يقينا أن مقتل أسامة سيفتح عليكم أبواب الجحيم ولن يزيدكم قتله إلا تقتيلا وتنكيلا بكم ـــ فلا تفرح كثيرا أوباما لأن أسامة كما أنه هو ورث الرجولة ومبادئها عن سلفنا الصالح فأنه سيورث تلك الأمانة ومبادئها لمن بعده ممن يستحقون حملها ، فنحن أمة لن تموت بموت رجالها ، بل إن موت قادتها هو نور ينير لها دربها وينبت لها زرعها ، فنحن أمة الإسلام قدركم الذي ابتلاكم الله بنا وابتلانا بكم ، فإما أن نقودكم إلى الجنة بالسلاسل ، وإما أن تدفعوا لنا الجزية عن يد وأنتم صاغرون
قل لي يا أوباما : الآن وبعد مقتلك لأسامة هل تستطيع أن تقتل معه معالم وأثار غزوة منهاتن ــ وما أدراك ما غزوة منهاتن ـ ؟
أم هل تستطيع أن تنسى أنت أو تنسي شعبك إنهيار غروركم ورمز اقتصادكم المتمثل ببرجي التجارة ؟ أم هل تستطيع أن تلغي من تفكيرهم تحطم كبريائكم ، وجدع أنفكم المتمثل برمزعسكريتكم ،البنتاغون ؟
أم هل تستطيع أن تمحي من ذاكرة الشعوب في العالم جميعه ، الذل والقهر الذي أصابكم جراء تلك الغزوة المباركة ؟
أم هل تستطيع أن تقتل روح الجهاد التي بثها أسامة في أحاسيس الأمة ووجدانها وعلى رأسها مقارعة ومصاولة المرتدين والصليبيين ؟
فإن كنت تستطيع أن تفعل ذلك فحينها أعترف لك أنك فعلا قتلت أسامة وقتلت معه أثاره ومبادئه ، وأنى لك ذلك ؟!.
أوباما.. ماذا فعلت بنفسك ياغبي ..!!
هل عرفت الآن من هو أسامة ؟
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ،
يقول ربي جل في علاه :" هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور
"
ويقول :" لايستوي الطيب والخبيث ولو أعجبك كثرة الخبيث"
ويقول :" ومايستوي الأحياء والأموات"
ويقول :" نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم"
أوباما: بداية وقبل أن أشرع فيما أرومه من تحرير وتسطير مقالتي هذه ، أريد أن أعرفك ما هو الميزان الذي نزن به ــ نحن أمة الإسلام ــ الرجال وما هو المقياس الذي نقيس عليه الأبطال ، حتى إذا ما شردت بك بنات أفكارك وسبحت وسرحت بك ملكات خيالك ، وأنت تقرأ سطور مقالتي ؛ بسبب ما ستجده فيها من المباني والمعاني التي لا توجد في قاموسكم الأمريكي ــ الرديء ــ أكون قد أوفيتك حقك وأنصفتك مع نفسك ، بل وأنصفت نفسي منك بتعريفك وتعليمك ماهو متناسب مع الفطر السليمة والعقول الحكيمة ..
فالرجولة عندنا نحن أمة الإسلام يا أوباما ، لاتعني الذكورة مطلقا ولا تقاس عليها ، فالذكورة في قاموسنا ــ الإسلامي ــ شيء ، والرجولة شيء أخر ، فالذكورة عندنا هي التي تقابل الأنوثة فسيلوجيا ، ومثل هذه الذكورة يمتلكها كل أنسان ليس بأنثى ، ومثل هذه الملكية ليس فيها منقبة لأحد دون أحد ، كونها ليست من كسب الأنسان نفسه بل هي خِلقة خلق مجبولا عليها ، بينما الرجولة بمعناها الحقيقي وواقعها الحركي ، فهي من كسب الإنسان نفسه ، فلذلك تجد أن الذين يتصفون بصفاتها ويتحلون بأخلاقها هم قلة قليلة ، ومن هنا يجب أن تعرف يا أوباما أن ليس كل ذكر رجل
فالرجولة هي مجموعة من الصفات الحميدة التي إذا ما توافرت في الموصوف استحق ذلك الموصوف لقب رجل ، ومن هذه الصفات : الصدق بالوعود ، والوفاء بالعهود ، والعدل مع الصديق وكذا الخصم اللدود ، والمروءة والشهامة ، والإقدام والشجاعة ...وهذه الصفات آنفة الذكر هي ليست مجرد ترانيم ومسميات لا أثر لها على أرض الواقع ، بل هي حقائق عملية وخطوات حركية تدب على الأرض يسمع قرع فعالها ودبيب خطواتها القاصي والداني ، ويتبين فيها الصادق من الكاذب
ولعلك تقول يا أوباما : وما الجديد الذي أتيت به أيها الكاتب ، فهذه الصفات هي من المباني والمعاني المدونة والمسطرة في قاموسنا الأمريكي ؟
أقول لك : كذبت أوباما ــ وهذا من عادتك وعادة شلتك ــ ، ومن هنا كنت مضطرا أن أبدأ معك مقالتي بتعريقك الميزان الحقيقي الذي يزان به الرجال عندنا ، لكي أريك نفسك ــ أنت وشلتك ــ على حقيقتكم بأنكم مجرد ذكور ولستم برجال ، بل وأن ذكوريتكم أشبه بذكورية الخنثى المشكل ، الذي يتأرجح بين عالم الذكورية والأنوثة ، بل وإن وصفكم بالخنثى المشكل لكثير عليكم ، فالحق والإنصاف أن توصف ذكوريتكم بذكورية البهائم التي لاهم لها سوى قضاء شهوتها بشقيها الفرج والبطن
فتعال معي أيها ــ العنين ــ واستمع لما أقوله لك جيدا لعلك تعي وتفقه معاني الرجولة على أصولها وتحكم فصولها ، ومايدريك فربما بعد ذلك تراودك نفسك يوما ما أن ترتقي بها إلى معالي الرجولة
وهنا لا يسعني إلا أن أخاطبك من خلال كتابنا العزيز ــ القرآن الكريم ــ الذي مهما حاولت أن تبحث عن غيره أوباما ، لتستقي وتتعلم منه معاني الرجولة وأدبياتها ؛ وتفسيراتها وأخلاقياتها ؛ فلن تجد على وجه الأرض مبتغاك ، لأنك لن تجد أصدق منه قيلا ، وأحسن منه تأويلا ، وأوضح منه تحديثا، وأمتن منه حديثا ،وأقوى منه حجة ، وأنصع منه محجة ، وأبلغ منه لغة ومبنى ، وأفصح منه تفسيرا ومعنى... ، ودليلي على صدق ما أقول : فإنني أتحداك أوباما أنت ومن في الأرض جميعا ، بل ومعكم الجن ظهيرا ، أن تستطيعوا أن تأتوا بآية من مثله ، أو أن تغيروا وتبدلوا فيه حرفا واحدا بالزيادة أو النقصان ، وهذا التحدي لم ألبسه لنفسي زورا وبهتانا بل إن مستندي فيه هو قول ربي جل في علاه :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ولذلك فإن مثل هذا التحدي يجب أن يكون مدعاة لك ولشلتك بأن تطمئن إليه نفوسكم وتسكن إليه قلوبكم ، لسماع توجيهاته والتفقه في أحكامه ، وليس أن تزدادوا بذلك كبرا وعنادا
أوباما : لا أريد أن أطيل عليك بكثرة الشواهد القرآنية التي تتحدث عن حقيقة الرجولة وصفاتها ، فيكفيني معك شاهدا واحدا وهو ما يتعلق به جوهر موضوعي ومقالتي ، وما أعظمه من شاهد يحمل في طواياه الكثير من الدرر النفيسة والكنوز الثمينة التي تتعلق بمبدأ الرجولة وتفسيراتها ، يقول ربي جل شأنه :"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " وهنا يصف ربي جل في علاه ومن خلال منطوق الآية الكريمة أن الذين يستحقون أن يكونوا رجالاً ويحملون صفات الرجولة هم من صدقوا بالعهود التي أخذها عليهم ولم يبدلوا ولم يغيروا فيها ، مهما أصابهم من البلاء واللأواء ، ومهما مسهم من الجراح والقراح ، ومهما نالهم من التعب والنصب ، ومهما دخل إلى قلوبهم من الهم والحزن.....
ومن واجبي الآن أن أعرفك أوباما ماهي العهود التي أخذها الله على الذين يستحقون لقب الرجال وماهي قيمتها الحقيقية على أرض الواقع
1- الأمانة .. يقول ربي " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "
2- العدل.. يقول ربي " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى "
3- الصدق.. يقول ربي " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "
4- الوفاء بالعهود.. يقول ربي :" وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا "
أكتفي بهذه الصفات الأربع أوباما ؛ لكي أعرفك من خلالها من أنت ومن هم شلتك ، ومن هو أسامة ومن هم رجال أسامة
وهذه الصفات الأربع لو محصتها جيدا أوباما ، لوجدتها يندرج تحتها الكثير الكثير من الصفات الحميدة التي تتعلق بمبدأ الرجولة ، ومثل هذه الصفات الأربع آنفة الذكرهي بحاجة إلى رجل ذي قوة وشجاعة ، وذي مروءة وشهامة ، وذي خلق ورحمة ...؛ حتي يستطيع أن يقوم بتطبيقها على أرض الواقع بإنصاف ودون إجحاف
الآن أوباما وبعد هذه المقدمة ــ التي كان لا بد عنها بنظري ــ أستطيع أن أبحر معك في سطور مقالتي ، وما عليك إلا أن تقرأها جيدا وبترو وبعقلانية ، وتدع عنك غباءك جانبا ـ على الأقل ـ لحين الإنتهاء من قرائتها
فأقول لك : نعم أوباما لقد أفلحتم ــ وبعد طول عناء وغباء ــ وقتلتم أسامة ، ولكنكم لم ولن تفلحوا في قتل رجولته ومنهجيته ومبادئه ، وهذا هو المهم عندنا نحن أمة الإسلام ،
لأن الرجولة بصفاتها الحقيقية هي التي يبقى أثرها المنهجي والحركي يعيش بين المجتمعات ، بينما الأجساد ترقد وتختفي تحت التراب لا حراك فيها ، وهنا حق لي أن أتذكر كلمات شيخ الجهاد والمجاهدين عبدالله عزام (رحمه الله ) حين قال :" تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعا ، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة ، أو يكتب كتابا يطبع في المطابع ويودع في المكتبات ، لم يكن هذا أبدا طريق أصحاب الدعوات !!...إلى أن قال ــ رحمه الله ـ " إن كلماتنا ستبقى ميتة ؛ عرائس من الشموع لا حراك فيها جامدة ، حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء والأحياء لايتبنون الأموات ، لا يقبلون إلا أحياء ؛ والميت يدفن تحت الأرض وإن كان أعز أهل الأرض.... " أ.هـ
فلعلك أوباما تظن بغبائك منقطع النظير ، أنك بإلقائك لجسد أسامة الطاهر في أعماق البحار ، ستدفن معه رمزيته وتطمس معالم رجولته (وهذا الكلام بالطبع على فرض صدقيتكم بأنكم ألقيتم جسد أسامة في البحر ، فأنا بالنسبة لي أقول ـ وهذا الإجتهاد من حقي ـ : أنكم لم تلقوه في البحر وذلك ليس لإحترامكم لحقوق الإنسان بل لأن أسامة بالنسبة إليكم شيء أخر ، فأكاد أجزم أنكم حملتموه على كفوف الراحة ، وكنتم حريصين كل الحرص على أن لا يتأثر جسده بأي تأثير يغير من معالم شخصيته ، وطرتم به إلى دياركم الأمريكية ، وستحتفظون بجثته الطاهرة لكي تشبعوا فضولكم برؤية ذلك الرمز الأسطورة الذي حطم أسطورتكم وأناخ كبرياءكم ..)
أقول : فإن كنت تظن أوباما أن إلقاءك لجسد أسامة في البحر ــ حسب زعمكم ــ سينهي رمزيته في قلوب الناس ، ويذهب أثره ومعالم شخصيته على الواقع العملي ، فحقا أنك غبي وتحمل في وعاء رأسك غباء مركبا ، ألا تعرف يا أحمق أن فعلتك هذه ــ الخسيسة الرخيصة ـ مازادت أسامة في قلوبنا ونفوسنا ـ نحن الأنصارـ إلا قربا وحبا ، ومازادت أسامة في نفوس خصومه إلا إعجابا وإكبارا ..
فلو كانت ياغبي معالم الرجولة وأثارها تنتهي بموت الأجساد وخروج الروح منها ودفنها تحت التراب ، لما وصلت إلينا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين ، السيرة الرجولية العطرة ، المعبقة بأريج المروءة والشهامة ، والمرصعة بتاج العزة والكرامة ، والمدونة بدم الإقدام والشجاعة ؛ لأبناء القرون الأولى من سلفنا الصالح ، من أمثال الصديق ، والفاروق ، وذي النورين ، وأبي السبطين الحسن والحسين ، وسيف الله المسلول، والقعقاع ، والمقداد ...رضي الله عنهم أجمعين ؛ أولئك الرجال العظماء ، الذين حملوا على أكتافهم وبين أضلعهم رسالة الإسلام العظيم ، فأوصلوها إلينا عبر تضحياتهم كما هي ناصعة بيضاء واضحة المحجة قوية الحجة ، لم يغيروا ولم يبدلوا فيها ولو حرفا واحدا ، ولم يداهنوا فيها ولم يتراجعوا ولو عن حكم واحد ، حتى أتاهم اليقين
فلم ترهبهم سيوف الديمقراطية القذرة ، ولا طائرات ودبابات الرأسمالية العفنة ، ولاتهديدات التحالفات الدولية النتنة ، ولاغير ذلك من سبل الإرهاب القمعي المذموم ... فكان حاديهم وديدنهم عند وقوع النوازل بهم واشتداد الزلازل عليهم ، قول ربي جل في علاه :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل "
ومن هنا أقول لك أوباما : إخسأ عدو الله فلا تفرح كثيرا بمقتل أسامة ــ مع أنني على يقين والله أن فرحتك هذه التي تظاهرت بها أمام وسائل الإعلام ‘ كان باديا عليها أنها ممشوجة بالهم والغم لأنك تعرف يقينا أن مقتل أسامة سيفتح عليكم أبواب الجحيم ولن يزيدكم قتله إلا تقتيلا وتنكيلا بكم ـــ فلا تفرح كثيرا أوباما لأن أسامة كما أنه هو ورث الرجولة ومبادئها عن سلفنا الصالح فأنه سيورث تلك الأمانة ومبادئها لمن بعده ممن يستحقون حملها ، فنحن أمة لن تموت بموت رجالها ، بل إن موت قادتها هو نور ينير لها دربها وينبت لها زرعها ، فنحن أمة الإسلام قدركم الذي ابتلاكم الله بنا وابتلانا بكم ، فإما أن نقودكم إلى الجنة بالسلاسل ، وإما أن تدفعوا لنا الجزية عن يد وأنتم صاغرون
قل لي يا أوباما : الآن وبعد مقتلك لأسامة هل تستطيع أن تقتل معه معالم وأثار غزوة منهاتن ــ وما أدراك ما غزوة منهاتن ـ ؟
أم هل تستطيع أن تنسى أنت أو تنسي شعبك إنهيار غروركم ورمز اقتصادكم المتمثل ببرجي التجارة ؟ أم هل تستطيع أن تلغي من تفكيرهم تحطم كبريائكم ، وجدع أنفكم المتمثل برمزعسكريتكم ،البنتاغون ؟
أم هل تستطيع أن تمحي من ذاكرة الشعوب في العالم جميعه ، الذل والقهر الذي أصابكم جراء تلك الغزوة المباركة ؟
أم هل تستطيع أن تقتل روح الجهاد التي بثها أسامة في أحاسيس الأمة ووجدانها وعلى رأسها مقارعة ومصاولة المرتدين والصليبيين ؟
فإن كنت تستطيع أن تفعل ذلك فحينها أعترف لك أنك فعلا قتلت أسامة وقتلت معه أثاره ومبادئه ، وأنى لك ذلك ؟!.