لعديد
26-05-2011, 10:40 AM
عالم الفتن
2011-05-26
هو أغرب عالم يحيطك بسياج براق ما تلبث أن تتساقط كل أسلحتك أمامه، يبدو كتلك التفاحة التي أغرت آدم بأكلها، وكتلك الغيمات الماطرة التي تتبعها بنظراتك خوفاً من انقشاعها، إنه عالم الفتن، والتي حصرها الله جميعاً عندما ذكرها في سورة الكهف، ولذلك أمرنا جميعاً بقراءتها في كل جمعة حتى تقينا شر الفتنة الكبرى وهي فتنة المسيح الرجال، وعند قراءة سورة الكهف ستجد أن الفتن الدنيوية رصدت في أربعة محاور:-
1- فتنة الدين وفيها قال سبحانه وتعالى ((إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)).
2- فتنة المال والولد ((وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَوَلَدًا)).
3- فتنة العلم بلقاء سيدنا موسى عليه السلام بالرجل الصالح ((قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)).
4- فتنة القوة وتجلت في قوله تعالى ((إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)) الفتنة المضلة في موقفهم.
إذاً كل ما نراه من فتن في الدنيا تنحصر هنا، وبإمكانكم تلمس افتتان الناس في دينهم باختراع الكثير من الأشياء التي تقرب إليهم الدنيا، وتشغلهم عن كثير من الذكر، أو حتى تلهيهم عن صلاتهم أو الالتحاق بمساجدهم.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ اَلْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ) فتنة جاءت نكرة لتعدد الأشياء وكثرتها مثل (التلفزيون، والهاتف، والفضائيات) وأنا أعني الجانب السلبي منها.
ونحن نعلم جميعاً أي بريق للمال، حتى أصبح هو شغل الناس الشاغل ولعل أبسطها ارتفعت أسهم البورصة وهبطت أسهم البورصة، والناس في صراع محموم لدرجة أن حتى الأطفال يتكلمون عن رصيد من الأسهم. ونذكر قصة الوليد بن المغيرة الذي كان يمشي في مكة مباهياً بأبنائه وأمواله، وقد كانت قريش تكسو الكعبة عاماً وهو يكسوها عاماً حتى لقب (بالوحيد).
ولعل فتنة العلم أخطرها، وذلك عندما يعتقد الإنسان أنه حقق مكانة علمية، وأن المزيد من العلم رحلة لا داعي لها، فهو يفهم كل شيء ويعرف كل شيء، ويجد أن العلماء يعيدون عليه كلاماً مكرراً، وما وضعوا إلا ليضيقوا عليه عيشه.
في حقيقة الأمر أن نبي الله موسى طرح عليه أحدهم سؤالاً وقال له:- ((من أعلم أهل الأرض يا نبي الله)) فتلفت وبعد قليل قال ((أنا))، فأراد الله أن يفهمه أنك لست أعلم أهل الأرض وهناك الرجل الصالح الذي فاجأنا نبي الله موسى باعتراضه على كثير من أفعاله ولا نلومه لأنه لا يعلم... الله سبحانه وتعالى رد رداً سريعاً على نبي الله موسى، مع أنه ما ردّ من تكبر وتعالٍ بل من عدم وضوح الأمر لديه.
فما بالكم برد الله على من يغتر بهذا العلم ويتشدق به وكأنه على شيء؟!!
ثم تأتي فتنة القوة في موقف يأجوج ومأجوج بإفسادهم في الأرض اغتراراً بقوتهم، ونحن نرى كيف يستعرض كل من ملك قوته لتهديد الآخر، ونسي أن الله لا ينازعه أحد على صفاته، والذي شدني أكثر من ذلك هي قصة يأجوج ومأجوج، وكيف تمتعوا بقوة عجيبة، والعلماء يشيرون في قصتهم إلى أنهم من أهل المشرق ربما في شمال سيبريا أو من منغوليا، وحتى الإدريسي وهو من علماء المسلمين أشار إلى موضعهم في الشرق في موقع قريب من الصين، في كل الأحوال الله أعلم بهم، ولكن من تتبع الأفلام العالمية سيجد أن أهل تلك البلاد يتمتعون بعقائد قتالية رهيبة، فرأينا أفلاماً عن الساموراي وذلك السيف الذي تزيد حدته كلما قطع رقاباً أكثر، وقرأنا أن التاريخ ما عرف أحداً يقوم بعلميات انتحارية غير المسلمين أو اليابانيين، أما المسلمون فنقول إنهم يريدون من وراء ذلك الشهادة والجنة، ولست بصدد تأييد أو معارضة العمليات الانتحارية فلسنا علماء دين.
أما اليابانيون ما هدفهم ولقد كانوا في موقع هزيمة، ولكنها كانت ردود فعل انتقامية أثناء الحرب العالمية الثانية.
ثم بعد نزول نبي الله عيسى إلى الأرض يأوي بالمؤمنين إلى جبل ويقول لأصحابه عن هؤلاء القوم أن لا قبل لكم بحربهم، وذلك لكثرتهم وقوتهم القتالية وعلينا أن نرى ماذا تفعل فنون الكاراتيه بالناس، وماذا فعل التتار من قبل بالحضارة الإسلامية؟
ولكن النصر في النهاية للمؤمنين، وعلينا قبل تلك الأحداث أن نتسلح بمجموعة كبيرة من الأسلحة، أولها المعرفة التامة بالقرآن حتى نتبين الطريق، ولذلك يذكرنا الله أن نقرأ هذه السورة القرآنية العظيمة لنتحصن بها ونستوضح مغاليق الأمور. هنا تتجلى عظمة الله والنبوة ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)).
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة ســـارة الخاطـــر
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=189567&issueNo=1257&secId=16
2011-05-26
هو أغرب عالم يحيطك بسياج براق ما تلبث أن تتساقط كل أسلحتك أمامه، يبدو كتلك التفاحة التي أغرت آدم بأكلها، وكتلك الغيمات الماطرة التي تتبعها بنظراتك خوفاً من انقشاعها، إنه عالم الفتن، والتي حصرها الله جميعاً عندما ذكرها في سورة الكهف، ولذلك أمرنا جميعاً بقراءتها في كل جمعة حتى تقينا شر الفتنة الكبرى وهي فتنة المسيح الرجال، وعند قراءة سورة الكهف ستجد أن الفتن الدنيوية رصدت في أربعة محاور:-
1- فتنة الدين وفيها قال سبحانه وتعالى ((إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)).
2- فتنة المال والولد ((وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَوَلَدًا)).
3- فتنة العلم بلقاء سيدنا موسى عليه السلام بالرجل الصالح ((قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)).
4- فتنة القوة وتجلت في قوله تعالى ((إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)) الفتنة المضلة في موقفهم.
إذاً كل ما نراه من فتن في الدنيا تنحصر هنا، وبإمكانكم تلمس افتتان الناس في دينهم باختراع الكثير من الأشياء التي تقرب إليهم الدنيا، وتشغلهم عن كثير من الذكر، أو حتى تلهيهم عن صلاتهم أو الالتحاق بمساجدهم.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ اَلْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ) فتنة جاءت نكرة لتعدد الأشياء وكثرتها مثل (التلفزيون، والهاتف، والفضائيات) وأنا أعني الجانب السلبي منها.
ونحن نعلم جميعاً أي بريق للمال، حتى أصبح هو شغل الناس الشاغل ولعل أبسطها ارتفعت أسهم البورصة وهبطت أسهم البورصة، والناس في صراع محموم لدرجة أن حتى الأطفال يتكلمون عن رصيد من الأسهم. ونذكر قصة الوليد بن المغيرة الذي كان يمشي في مكة مباهياً بأبنائه وأمواله، وقد كانت قريش تكسو الكعبة عاماً وهو يكسوها عاماً حتى لقب (بالوحيد).
ولعل فتنة العلم أخطرها، وذلك عندما يعتقد الإنسان أنه حقق مكانة علمية، وأن المزيد من العلم رحلة لا داعي لها، فهو يفهم كل شيء ويعرف كل شيء، ويجد أن العلماء يعيدون عليه كلاماً مكرراً، وما وضعوا إلا ليضيقوا عليه عيشه.
في حقيقة الأمر أن نبي الله موسى طرح عليه أحدهم سؤالاً وقال له:- ((من أعلم أهل الأرض يا نبي الله)) فتلفت وبعد قليل قال ((أنا))، فأراد الله أن يفهمه أنك لست أعلم أهل الأرض وهناك الرجل الصالح الذي فاجأنا نبي الله موسى باعتراضه على كثير من أفعاله ولا نلومه لأنه لا يعلم... الله سبحانه وتعالى رد رداً سريعاً على نبي الله موسى، مع أنه ما ردّ من تكبر وتعالٍ بل من عدم وضوح الأمر لديه.
فما بالكم برد الله على من يغتر بهذا العلم ويتشدق به وكأنه على شيء؟!!
ثم تأتي فتنة القوة في موقف يأجوج ومأجوج بإفسادهم في الأرض اغتراراً بقوتهم، ونحن نرى كيف يستعرض كل من ملك قوته لتهديد الآخر، ونسي أن الله لا ينازعه أحد على صفاته، والذي شدني أكثر من ذلك هي قصة يأجوج ومأجوج، وكيف تمتعوا بقوة عجيبة، والعلماء يشيرون في قصتهم إلى أنهم من أهل المشرق ربما في شمال سيبريا أو من منغوليا، وحتى الإدريسي وهو من علماء المسلمين أشار إلى موضعهم في الشرق في موقع قريب من الصين، في كل الأحوال الله أعلم بهم، ولكن من تتبع الأفلام العالمية سيجد أن أهل تلك البلاد يتمتعون بعقائد قتالية رهيبة، فرأينا أفلاماً عن الساموراي وذلك السيف الذي تزيد حدته كلما قطع رقاباً أكثر، وقرأنا أن التاريخ ما عرف أحداً يقوم بعلميات انتحارية غير المسلمين أو اليابانيين، أما المسلمون فنقول إنهم يريدون من وراء ذلك الشهادة والجنة، ولست بصدد تأييد أو معارضة العمليات الانتحارية فلسنا علماء دين.
أما اليابانيون ما هدفهم ولقد كانوا في موقع هزيمة، ولكنها كانت ردود فعل انتقامية أثناء الحرب العالمية الثانية.
ثم بعد نزول نبي الله عيسى إلى الأرض يأوي بالمؤمنين إلى جبل ويقول لأصحابه عن هؤلاء القوم أن لا قبل لكم بحربهم، وذلك لكثرتهم وقوتهم القتالية وعلينا أن نرى ماذا تفعل فنون الكاراتيه بالناس، وماذا فعل التتار من قبل بالحضارة الإسلامية؟
ولكن النصر في النهاية للمؤمنين، وعلينا قبل تلك الأحداث أن نتسلح بمجموعة كبيرة من الأسلحة، أولها المعرفة التامة بالقرآن حتى نتبين الطريق، ولذلك يذكرنا الله أن نقرأ هذه السورة القرآنية العظيمة لنتحصن بها ونستوضح مغاليق الأمور. هنا تتجلى عظمة الله والنبوة ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)).
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة ســـارة الخاطـــر
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=189567&issueNo=1257&secId=16