hadi_2004
29-05-2011, 10:28 AM
كيف يمكنني أن أكون من المتقين؟
السؤال
أريد أن أتق الله فساعدوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال الذي سألته قد أوجزت فيه وأحسنت، وهذا السؤال أيضًا من أعظم ما يسأله الإنسان، فإنك قد سألت عما فيه صلاح دينك ودنياك، فإن من يحصل التقوى فقد فاز بخيري الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} فإذا أردت أن تتقي الله فاحفظ أصلين عظيمين:
الأصل الأول: العمل بطاعة الله وذلك بفعل الواجبات وترك المحرمات، فما علمت من حرام فاجتنبه، وما علمت من واجب فافعله، على قدر استطاعتك في كل ذلك، كما قال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}.
والأصل الثاني: هو المحافظة على هذه التقوى، فلا يكفي مجرد التقوى، بل لا بد من اتخاذ الأسباب التي تعينك على المحافظة عليه، وهذا الأمر يحتاج لشرح وإيضاح، وإيضاحه بأن تعلم أن العمل الصالح كما أنه يحتاج لهمة وعزيمة للقيام به فكذلك يحتاج أيضًا لهمة وعزيمة في الحفاظ عليه، فيدخل في هذا المعنى أن تحافظ على تقوى الله بالبعد عن الأسباب التي تؤدي بك إلى الوقوع في الحرام.
فمثلاً إذا أردت أن تغض بصرك عن الحرام فلا يكفي مجرد غض البصر، بل لا بد من أن تتجنب الأماكن التي تؤدي بك إلى إرسال بصرك وأن تتجنب كذلك المواضع التي تحرك فيك الرغبة في الحرام، وهذا يمكن صياغته في هذه العبارة أن تفعل الواجب وما يؤدي إليه، وأن تجتنب الحرام وما يؤدي إليه، وكل ذلك من تقوى الله.
ويدخل في هذا أيضًا الحرص على مصاحبة الصالحين، فمن أعظم ما يثبتك على تقوى الله ويعينك عليها الرفقة الصالحة، فالمرء على دين خليله كما قال صلى الله عليه وسلم، وأخرج الترمذي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي)، ويدخل في المعنى أيضًا تحصين النفس عن الحرام وذلك بالزوجة الصالحة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) متفق على صحته.
فعليك إذن أن تحرص على هذين الأصلين العظيمين الذين إن حققتهما اتقيت الله، وأيضًا فإن من تقوى الله أن تعلم قبل أن تعمل؛ فلا بد من العلم والبصيرة قبل القول والعمل، حتى تكون متقيًا ربك على نور وهدى، فإن فعلت ذلك حصل لك الفوز في الدنيا والآخرة والفرج فيهما، والفلاح في جميع أمورك، قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب }، وقال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا}، وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقًا – فرقًا بين الحق والباطل وبصيرة فيهما- }، وقال تعالى: { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
ونسأل الله أن يجعلنا وإياك منهم وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك في الدنيا والآخرة.
وبالله والتوفيق.
(الشبكة الاسلامية)
السؤال
أريد أن أتق الله فساعدوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال الذي سألته قد أوجزت فيه وأحسنت، وهذا السؤال أيضًا من أعظم ما يسأله الإنسان، فإنك قد سألت عما فيه صلاح دينك ودنياك، فإن من يحصل التقوى فقد فاز بخيري الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} فإذا أردت أن تتقي الله فاحفظ أصلين عظيمين:
الأصل الأول: العمل بطاعة الله وذلك بفعل الواجبات وترك المحرمات، فما علمت من حرام فاجتنبه، وما علمت من واجب فافعله، على قدر استطاعتك في كل ذلك، كما قال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}.
والأصل الثاني: هو المحافظة على هذه التقوى، فلا يكفي مجرد التقوى، بل لا بد من اتخاذ الأسباب التي تعينك على المحافظة عليه، وهذا الأمر يحتاج لشرح وإيضاح، وإيضاحه بأن تعلم أن العمل الصالح كما أنه يحتاج لهمة وعزيمة للقيام به فكذلك يحتاج أيضًا لهمة وعزيمة في الحفاظ عليه، فيدخل في هذا المعنى أن تحافظ على تقوى الله بالبعد عن الأسباب التي تؤدي بك إلى الوقوع في الحرام.
فمثلاً إذا أردت أن تغض بصرك عن الحرام فلا يكفي مجرد غض البصر، بل لا بد من أن تتجنب الأماكن التي تؤدي بك إلى إرسال بصرك وأن تتجنب كذلك المواضع التي تحرك فيك الرغبة في الحرام، وهذا يمكن صياغته في هذه العبارة أن تفعل الواجب وما يؤدي إليه، وأن تجتنب الحرام وما يؤدي إليه، وكل ذلك من تقوى الله.
ويدخل في هذا أيضًا الحرص على مصاحبة الصالحين، فمن أعظم ما يثبتك على تقوى الله ويعينك عليها الرفقة الصالحة، فالمرء على دين خليله كما قال صلى الله عليه وسلم، وأخرج الترمذي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي)، ويدخل في المعنى أيضًا تحصين النفس عن الحرام وذلك بالزوجة الصالحة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) متفق على صحته.
فعليك إذن أن تحرص على هذين الأصلين العظيمين الذين إن حققتهما اتقيت الله، وأيضًا فإن من تقوى الله أن تعلم قبل أن تعمل؛ فلا بد من العلم والبصيرة قبل القول والعمل، حتى تكون متقيًا ربك على نور وهدى، فإن فعلت ذلك حصل لك الفوز في الدنيا والآخرة والفرج فيهما، والفلاح في جميع أمورك، قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب }، وقال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا}، وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقًا – فرقًا بين الحق والباطل وبصيرة فيهما- }، وقال تعالى: { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
ونسأل الله أن يجعلنا وإياك منهم وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك في الدنيا والآخرة.
وبالله والتوفيق.
(الشبكة الاسلامية)