تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حياة التائبين



امـ حمد
29-05-2011, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انظر إلى الفرحة واللذة والسرور التي تجدها في قلبك ونفسك والتي تحصل لك بعد التوبة النصوح,فالباب مشرع،والله يعلم

التوبة الصادقة ويقبلها ويعلم ما أسلف العباد من السيئات فيغفرها,جيل أضاع الصلاة وتركوها


وجحدوها واستغرقوا في الشهوات، فكان المصير أن توعدهم الله بالعذاب الأليم وهو الغي، وهو واد في جهنم,ولكنه سبحانه جعل

التوبة حاجزًا منيعًا، وحصنًا حصينًا ليلوذ به هؤلاء العصاة، وليحتموا به من السقوط


في ذلك الوادي الرهيب، وفتح لهم من خلال هذا الحصن المنيع بابًا إلى الإقامة الدائمة في جنات النعيم ومقام كريم,قال تعالى(إلا

من تاب واّمن وعمل صالحاّ فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاّ)إنها توبة تثمر الإيمان


وصلاح العمل ,ثم سعادة الدنيا والآخرة,فكما أن المعرضين عن الله ورسوله قرناء الشقاء والحسرة, يتجرعون سموم الذنوب المهلكة في الدنيا والآخرة,



فكذلك السعادة والطمأنينة والرضى,والحياة الحقيقية,هي حياة من استجاب لله ورسوله في ظل الإسلام والقرآن، حيث الثقة

واليقين والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى,إنه ذلك العبد المبارك الذي أطاع مولاه،



واستجاب لربه وأقبل على عبادته ومرضاته، وابتعد عن الذنوب والمعاصي، فهو ينعم برضوان الله وتوفيقه,وهنا يذوق العبد


التائب بركات رحمة الله من,صون العرض، وصيانة المال، وينعمه بمحبة الخلق، وصلاح المعاش،


وراحة البدن ,وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر،وقلة الهم والغم والحزن,وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة

المعصية،وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب، وتسهيل الطاعات عليه،والثناء الحسن في الناس،


وكثرة الدعاء له,وسرعة إجابة دعائه،وقرب الملائكة منه، وبعد شياطين الإنس والجن عنه،وعدم خوفه من الموت، وصغر الدنيا


في قلبه، وكبر الآخرة عنده,وحصول محبة الله له وإقباله عليه وفرحته بتوبته,فهذه هي آثار


التائبين في الدنيا,فإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة وبأنه لا خوف عليه ولا حزن، ثم ينتقل بعدها من سجن

الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة,بادر بالتوبة إلى الله قبل طيى


الصحائف وغلق البابوفقد قال المولى عز وجل (أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين)


نعم,يا حسرتنا ويا حسرة على العباد حين نعصي الله ونحن نأكل من رزقه,ونتمتع وننعم بنعمه،

ونعرف قوته وقدرته,ونعلم بأن الله يرى,ونؤمن بأنه سبحانه(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)يا من تعصي الله وتجعله

أهون الناظرين إليك وهو مطلع عليك,اعلم بأن الله يعلم ما توسوس به نفسك وما جرحته يداك,فالسر



عند الله علانية، ولا تخفى عليه خافية,قال سبحانه وتعالى(أولا يعلمون أن الله يعلم مايسرون وما يعلنون)فالذي يسوف في


التوبة ويؤخر التزامه بطاعة الله ولا يأتمر بأمر الله فإنه في الحقيقة يفوت عليه عمره,وكما أن الإيمان


يزيد وينقص، والمستقبل والمصير إما إلى جنة أو نار، فإن العبد إما أن يتقدم بالأعمال الصالحة أو يتأخر بالسيئات,ثم

الحذر الحذر من طول الأمل,أو الاغترار بطول البقاء في دار الفناء,وإن الأجدر بنا، هو النظر في


أحوال غيرنا, ممن صرعهم الأجل، وأفناهم الموت، ثم الاعتبار بهم وبحالهم،ألم يأن لهذا القلب القاسي أن يخشع ويلين لله رب


العالمين,أما آن لنا أن نستجيب لنداء الرحمن، ونقلع عن الذنوب والعصيان، لنفوز بالرضى


والغفران، وننعم بالرحمة والعتق من النيران،قبل فناء العمر،


وانقضاء الأجل,قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى(الذي حجب الناس عن التوبه طول الأمل,وعلامة التائب إسبال الدمعة,وحب

الخلوة,والمحاسبة للنفس عند كل

همة)

ثم اسأل ربك قبول التوبة، فإن الله يتوب على من تاب.

عاشق الشهادة
13-06-2011, 08:43 AM
اللهم إنك أعلم بما عملت فاغفر لي ما علمت واصرفني بقدرتك إلى ما أحببت


جزاج الله كل خير اختي امـ حمد وبارك الله فيج

ارين
13-06-2011, 11:39 AM
بارك الله فيك يالغالية وجزاك الله خير الجزاء

سويسرا
13-06-2011, 05:56 PM
لا اله الا الله في ميزان حسناتك اختي الغاليه ام حمد

انا من اشد المهجبين بمواضيعك

امـ حمد
13-06-2011, 07:13 PM
وبارك الله فيكم يالغالين