لعديد
02-06-2011, 11:12 AM
الأسد الملك
2011-06-02
رائعة ديزني الشهيرة التي خصص لأجزائها الثلاثة ميزانية كبرى، وأولها أن أغاني الفيلم كان يغنيها المغني العالمي التون جونز الذي اشتهر بشذوذه والذي غنى لديانا يا وردة إنجلترا، هذا الفيلم كم كان رائعاً، واستطاعت ديزني أن تبعث الكثير من الرسائل من خلال ألسنة الحيوانات التي تدعم فكرة التعايش بسلام بين الأطراف المتحاربة، وتدعيم فكرة القرد الحكيم والخنزير الطيب، والغرب دائماً كنت أشير إلى أنني أقدّر تعامله مع الأمور، فهو ليس مبتكر الأفكار أو الفنون، ولكنه أخذها من الشعوب وطوّرها لتصبح علامة مميزة عنده فديزني تحصد ملايين الدولارات من خلال هذه الأفلام التي تستهدف شرائح كبيرة من مجتمع العالم، وهذا الفن الذي يرسم الحياة من خلال شخوص الحيوانات أول من ابتكره الهنود، وهو فن متطور يعتمد على الخيال، وهم رواد في هذه المدرسة، ويمكنكم مشاهدة أفلامهم لتروا براعتهم في الخيال، فالبطل يقفز من عمارة إلى عمارة، ولا يموت وتجتمع الأسرة بعد أن تفرقت بفعل الأشرار على أغنية غنتها الأم والأبناء صغار... خيال تخطى كل الحدود، ولكنه ممتع، ويحتاج إليه الإنسان للهروب من الواقع المرير، ثم انتقل هذا الفن إلى الفارسية ثم نقله عبدالله بن المقفع إلى العربية من خلال كتاب كليلة ودمنة، الأفكار التي تنقل على لسان الحيوان هي الأقرب إلى النفس، لذلك كان أهم ما يمثله هذا الفن هو الإسقاطات السياسية، لأن الذي لا تستطيع قوله بالحقيقة فأنت تقوله على لسان الحيوانات، فهناك الأسد رمز القوة والملك، والذئب رمز القوة والوزارة والصلة، والثعلب رمز المكر والدهاء والوزارة، والسلحفاة رمز الحكمة، والضباع رمز القوة الممتهنة.. وهكذا، فإذا كانت هناك رسالة للخليفة وهناك الخوف من بطشه فإن كل هذه الأمور تسجل على ألسنة الحيوانات لتحدد بعض الوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وقد عرف العرب العلاقة مع الحيوان في شعرهم، فقد كانت نظرة العربي الذي يعيش في الصحراء ويعتبر الناقة والخيل جزءاً من أسرته هي غير تلك النظرة التي تعامل بها الشاعر العباسي.
ولقد كانت الحيوانات تحتل مساحة كبيرة من الشعر العربي بإطلاق الأوصاف من خلال التشبيهات والاستعارات، فهذا قيس بلغ مبلغاً في المبالغة في وصف جمال محبوبته فقال وقد اختلط عليه الأمر ليميز بين محبوبته ليلى وبين الظبيات:
فقال:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا
ليلاي منكن أم ليلى من البشر؟
وقال لليلى:
فعينك عينها وجيدك جيدها
ولكن عظم الساق منها دقيق
لأن الوصف الأخير لا يليق بالعربيات، وربما هو أقرب إلى الهنود.
لذلك عرف العربي العلاقة بالحيوان، ولكن لم ترق إلى المستوى القصصي إلا عندما ترُجم هذا الفن كما ذكرنا سابقاً، لذلك تنتشر الآن مجموعة كثيرة من القصص على لسان الحيوانات، وهي متواصلة في البلاك بيري والتويتر، والهدف منها إظهار بعض الإسقاطات الاجتماعية التي لا يستطيع الناس التعبير عنها، ليجدوا متنفساً في الحيوانات، لذلك ابتسمت كثيراً عندما بعثت لي إحدى الزميلات إيميلاً على سبيل الدعابة عن قصة الثعلب والديك والتي درسناها في المرحلة الابتدائية مع تحوير بسيط في القصة، وهي أن الثعلب كان يقول للديك: عاشوا، ويغني الديك ويرقص إلى أن وقعت قطعة الجبن وأخذها الثعلب، فقال الديك للثعلب، ولكنك لم تكن نفس الثعلب في القصة السابقة، قال لا أنا الثعلب الجديد في المنهج المطوّر للغة العربية، حتى الثعلب أدرك أن الناس أصبح يسيطر عليهم ثقافة الرقص.
تحياتي للجميع
وقفة:
شدّني في «جوجل» وضعهم لصورة العالم العربي الشهير ابن خلدون احتفالاً بذكرى ميلاد هذا الرجل الذي أسس علماً من أهم العلوم «علم الاجتماع».
والسؤال لماذا حذفت هذه المناهج، علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس؟!
إنها أحدى أهم العلوم التي تعطي الإنسان أبعاداً عميقة في التفكير.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة سارة الخاطر
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=190573&issueNo=1264&secId=16
2011-06-02
رائعة ديزني الشهيرة التي خصص لأجزائها الثلاثة ميزانية كبرى، وأولها أن أغاني الفيلم كان يغنيها المغني العالمي التون جونز الذي اشتهر بشذوذه والذي غنى لديانا يا وردة إنجلترا، هذا الفيلم كم كان رائعاً، واستطاعت ديزني أن تبعث الكثير من الرسائل من خلال ألسنة الحيوانات التي تدعم فكرة التعايش بسلام بين الأطراف المتحاربة، وتدعيم فكرة القرد الحكيم والخنزير الطيب، والغرب دائماً كنت أشير إلى أنني أقدّر تعامله مع الأمور، فهو ليس مبتكر الأفكار أو الفنون، ولكنه أخذها من الشعوب وطوّرها لتصبح علامة مميزة عنده فديزني تحصد ملايين الدولارات من خلال هذه الأفلام التي تستهدف شرائح كبيرة من مجتمع العالم، وهذا الفن الذي يرسم الحياة من خلال شخوص الحيوانات أول من ابتكره الهنود، وهو فن متطور يعتمد على الخيال، وهم رواد في هذه المدرسة، ويمكنكم مشاهدة أفلامهم لتروا براعتهم في الخيال، فالبطل يقفز من عمارة إلى عمارة، ولا يموت وتجتمع الأسرة بعد أن تفرقت بفعل الأشرار على أغنية غنتها الأم والأبناء صغار... خيال تخطى كل الحدود، ولكنه ممتع، ويحتاج إليه الإنسان للهروب من الواقع المرير، ثم انتقل هذا الفن إلى الفارسية ثم نقله عبدالله بن المقفع إلى العربية من خلال كتاب كليلة ودمنة، الأفكار التي تنقل على لسان الحيوان هي الأقرب إلى النفس، لذلك كان أهم ما يمثله هذا الفن هو الإسقاطات السياسية، لأن الذي لا تستطيع قوله بالحقيقة فأنت تقوله على لسان الحيوانات، فهناك الأسد رمز القوة والملك، والذئب رمز القوة والوزارة والصلة، والثعلب رمز المكر والدهاء والوزارة، والسلحفاة رمز الحكمة، والضباع رمز القوة الممتهنة.. وهكذا، فإذا كانت هناك رسالة للخليفة وهناك الخوف من بطشه فإن كل هذه الأمور تسجل على ألسنة الحيوانات لتحدد بعض الوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وقد عرف العرب العلاقة مع الحيوان في شعرهم، فقد كانت نظرة العربي الذي يعيش في الصحراء ويعتبر الناقة والخيل جزءاً من أسرته هي غير تلك النظرة التي تعامل بها الشاعر العباسي.
ولقد كانت الحيوانات تحتل مساحة كبيرة من الشعر العربي بإطلاق الأوصاف من خلال التشبيهات والاستعارات، فهذا قيس بلغ مبلغاً في المبالغة في وصف جمال محبوبته فقال وقد اختلط عليه الأمر ليميز بين محبوبته ليلى وبين الظبيات:
فقال:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا
ليلاي منكن أم ليلى من البشر؟
وقال لليلى:
فعينك عينها وجيدك جيدها
ولكن عظم الساق منها دقيق
لأن الوصف الأخير لا يليق بالعربيات، وربما هو أقرب إلى الهنود.
لذلك عرف العربي العلاقة بالحيوان، ولكن لم ترق إلى المستوى القصصي إلا عندما ترُجم هذا الفن كما ذكرنا سابقاً، لذلك تنتشر الآن مجموعة كثيرة من القصص على لسان الحيوانات، وهي متواصلة في البلاك بيري والتويتر، والهدف منها إظهار بعض الإسقاطات الاجتماعية التي لا يستطيع الناس التعبير عنها، ليجدوا متنفساً في الحيوانات، لذلك ابتسمت كثيراً عندما بعثت لي إحدى الزميلات إيميلاً على سبيل الدعابة عن قصة الثعلب والديك والتي درسناها في المرحلة الابتدائية مع تحوير بسيط في القصة، وهي أن الثعلب كان يقول للديك: عاشوا، ويغني الديك ويرقص إلى أن وقعت قطعة الجبن وأخذها الثعلب، فقال الديك للثعلب، ولكنك لم تكن نفس الثعلب في القصة السابقة، قال لا أنا الثعلب الجديد في المنهج المطوّر للغة العربية، حتى الثعلب أدرك أن الناس أصبح يسيطر عليهم ثقافة الرقص.
تحياتي للجميع
وقفة:
شدّني في «جوجل» وضعهم لصورة العالم العربي الشهير ابن خلدون احتفالاً بذكرى ميلاد هذا الرجل الذي أسس علماً من أهم العلوم «علم الاجتماع».
والسؤال لماذا حذفت هذه المناهج، علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس؟!
إنها أحدى أهم العلوم التي تعطي الإنسان أبعاداً عميقة في التفكير.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة سارة الخاطر
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=190573&issueNo=1264&secId=16