® قطر ®
04-06-2011, 08:47 PM
لقد سلك أعداء الأمة من الخارج والداخل طرقا وأساليب ووسائل لطمس هويتها وتشويهها وإذابتها ومن أهم وسائلهم في تذويب وطمس الهوية الإسلامية
أولا/ التشكيك في العقيدة وإضعاف الاعتزاز بها
لقد اتخذ الأعداء سبيل التشكيك في العقيدة الإسلامية أسلوبا لطمس الهوية لعلمهم بأنها الركن الركين في الهوية الإسلامية وذلك عن طريق زرع الصراعات الفكرية وبعث الفلسفات الباطلة وتشجيع الاتجاهات العقلية والتشكيك في مصادر التلقي ونشر مناهج الفرق الضالة وترويجها وإثارة الشبهات حول الكتاب والسنة وإسقاط رموز الأمة. يقول المستشرق الفرنسي شاتلييه "إذا أردتم غزو الإسلام واخماد شوكته والقضاء على هذه العقيدة التي تغلبت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها والتي كانت السبب الرئيسي لاعتزاز المسلمين وشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم عليكم أن توجهوا جهودكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية لإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية وتوفير عوامل الهدم المعنوي وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك لأن الشجرة يجب أن يتسبب في القطع أحد أغصانها"
ثانيا/ تشويه التاريخ ونشر الشائعات حول صحة الأحداث التاريخية والحضارة الإسلامية
لقد أسهم المستشرقون في تحريف التاريخ تحصينا لمثقفي الغرب وتشكيكا للأمة الإسلامية في تاريخها وتحقير ذلك التاريخ ومحاولة إحياء التواريخ القديمة والقومية ونسبة الحضارة لها مع سعيهم الحثيث لنشر تاريخهم على أنه سبب الحضارة وتعظيمه وقد ساهم في ذلك كثير من المنسلخين ممن يتحدثون بألسنتنا فحقروا تاريخ الأمة ورموزها وعظموا تاريخ الغرب ورموزه ووجهوا النقد اللاذع اللامنهجي لتاريخ الأمة ورموزها بينما يتلقون تاريخ الغرب بانبهار ويصفون رموزهم بالتنوير ويصفون عصور الإسلام بالظلامية والتخلف
ثالثا/ إحياء القوميات والعرقيات وتقديمها على الهوية الإسلامية
يكفينا هنا أن نذكر بعض أقوال أهل الضلال من أمثال طه حسين حينما قال :" لو وقف الإسلام بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه". وأقوال هؤلاء المفسدين في هذا الباب كثيرة كقول اليهودي برنارد لويس عن مؤتمر أنابوليس للسلام الذي دعت إليه الولايات المتحدة عام 2007 م :"يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيكا مؤقتا غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل"
رابعا/ محاربة اللغة العربية وتشجيع اللهجات العامية واللغات الأجنبية
لعب المستشرقون دورا كبيرا في محاربة اللغة العربية لمعرفتهم بأنها لغة دين لا لغة قومية وبضياعها يفقد المسلمون فهم مصادر تشريعهم وقد اتخذوا في حربهم للغة العربية وسائل مختلفة منها تشجيع العامية إذ كان أول من سعى لكتابتها بدلا من الفصحى المستشرق الألماني ولهم سبيتا حيث ألف كتابه "قواعد اللغة العربية العامية في مصر" وسعى لإثارة العرقية إذ ذكر في كتابه أن لغة مصر الأصلية هي القبطية وليست العربية. ويسعون دائما أن ينسبوا تخلف القوميات إلى اللغة العربية كما سعى المستشرقون إلى تشجيع اللغات الأخرى في سبيل القضاء على العربية ثم سعوا إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية كما فعلوا بلغات شرق آسيا وللمزيد حول هذا فليراجع كتاب أجنحة المكر الثلاثة للشيخ الميداني
خامسا/ السيطرة على التعليم والمناهج الدراسية
يعتبر التعليم بوابة توجيه المجتمع والطريق إلى عقول أبنائه لذا كان من أهم ما عني به أعداء الهوية الإسلامية السيطرة على التعليم والتأثير عليه إذ هو الحصن الأخير الذي يحافظ على هوية النشء ويوجه مسيرة الأمة. وقد حرص المستعمر على السيطرة على التعليم وتولية عملائهم عليه حتى يتم رسم المناهج وفق الرؤية الغربية في كثير من بلاد المسلمين التي تم اسعمارها ففي مصر حين ولى المستعمر طه حسين على التعليم استقدم المستشرقين لتعليم اللغة العربية حيث أوكل تدريس فقه اللغة إلى المستشرق كازانوفا مدرس العلوم الشرقية بباريس بل سعى ليمكنه من تدريس تفسير القرآن الكريم ومن وسائلهم في ذلك تغيير المناهج ففي مصر مثلا كشف تقرير سري لمركز تطوير المناهج عن قيام فريق أمريكي برئاسة يرالد تيرث بمراجعة ووضع 70 كتابا في مختلف المراحل الدراسية في التعليم العام وشهدت مناهج اللغة العربية والتربية الدينية حذف 30% منها بحجة حذف الحشو
ويمكننا القول أن الغزو الغربي من بوابة التعليم ركز على العناصر الأساسية فيه حيث ركز على المناهج وجند قيادات العمل التربوي لخدمة مشاريعه واستهدف الطلبة بقصد هز القيم الإسلامية في نفوسهم وزرع القيم الغربية فهذه جريدة آفاق عربية في عددها 76 تقول :"أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم بمصر أن الوزارة ستعقد اتفاقية مع الوكالة الأمريكية للتنمية سيتم بموجبها تعميم مشروع أمريكي جديد تحت عنوان مكتبتي العربية حيث سيتم توزيع كتب ذات طباعة فاخرة ملونة مترجمة عن كتب أمريكية تتبنى قيما غربية لترويجها بين تلاميذ الصفين الثالث والرابع بالمرحلة الابتدائية وتناقش الكتب الموضوعات الجنسية"
كما قام مشروع حرب الهوية بمحاربة المعلم الملتزم ومضايقته كما قام الغزاة بافتتاح المدارس الأجنبية لتغيير هوية تلاميذها ومسخ عقولهم ليكونوا أبواقا للغرب فهذا كرومر يصف أبناء مدرسة فيكتوريا :"أبناء مدرسة فكتوريا سيكونون جسرا بين الثقافة الأجنبية والإسلامية" في إشارة خبيثة بأنهم سيكونوا نسخا مزيفة للهوية الغربية وهذا الشيخ محمد الزاهري يصف تلاميذ المدارس الفرنسية في الجزائر والتي سموها بالمدارس العربية فيقول:"إنهم لا يصلون ولا يصومون ويتحدثون اللغة الفرنسية بينهم " ويذكر الدكتور العلواني بأن التنازلات التي بدأ تقديمها بعض السلاطين العثمانيين بدعوى التسامح مع الكفار حيث تركوا للقناصل الأجنبية أن تعيث في بلادهم وأن تستوطن وتؤثر ثم جاءت الطامة الكبرى في فتح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين وإظهارها بأنها الأرقى وأن المدارس الإسلامية مدارس متخلفة وبهذا بدأت سلسلة إغلاق المدارس الدينية إما عن طريق عدم فتح المجال لخريجيها أو عن طريق إيقاف الدعم المادي عنها ومنعها من إقامة الأوقاف في استعارة خبيثة لخطة سلطان غالييف التي نفذها في الاتحاد السوفيتي لتجفيف منابع المسلمين. وليراجع في ذلك كتاب المدارس الأجنبية في الخليج للفاضل البداح
سادسا/ ابتعاث أبناء المسلمين إلى الغرب الكافر
ذكر الشيخ محمود شاكر رحمه الله أن نابليون لما جاء إلى مصر اتخذ عددا من أبناء الأشراف وشيوخ القبائل ورؤساء الناس وأرسلهم إلى فرنسا ليكونوا أبواقا للغرب وقد أجاب جان بول سارتر عن سؤال وجه إليه كيف يظهر المفكر في الشرق الإسلامي؟ فأجاب:"كنا نحضر ابناء ورؤساء القبائل وأبناء الأشراف والأثرياء من أفريقيا وآسيا ونطوف بهم بضعة ايام في لندن وباريس وأمستردام فتتغير ملابسهم ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة ويرتدون السترات والسراويل ويتعلمون لغتنا وأساليب رقصنا وركوب عرباتنا وكنا نلقنهم أسلوب الحياة على أثاث جديد وطرز جديدة من الزينة واستهلاك أوروبي وغذاء أوروبي كما نضع في أعماق قلوبهم أوروبا والرغبة في تحويل بلادهم إلى أوروبا ثم نرسلهم إلى بلادهم حيث يرددون ما نقوله بالحرف تماما مثل الثقب الذي يتدفق منه الماء في الحوض هذه أصواتنا تخرج من أفواههم وحينما كنا نتحدث كنا نسمع انعكاسا صادقا وأمينا لأصواتنا من الحلوق التي صنعناها وكنا واثقين أن هؤلاء المفكرين لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعناه في أفواههم وليس هذا فحسب بل سلبوا حق الكلام من مواطنيهم"
ولما وجدوا أثر الابتعاث في صناعة ممثلين لهم في البلاد العربية أشار مستشار محمد على باشا عليه بإرسال عدد من أبناء مصر للدراسة في الغرب وما طه حسين وأمثاله ورفاعة الطهطاوي وأضرابه إلا أمثلة لهذه الخطط الخبيثة لطمس الهوية الإسلامية عن طريق الابتعاث..
إن الغرب الكافر يرى أن من واجبه نشر هويته وتعميمها لذا اتخذ الابتعاث وسيلة للاستنزاف الاقتصادي وغسل الأدمغة وترويج الهوية الغربية يقول الرئيس الامريكي كلينتون:"إن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري وإننا نشعر بأن علينا واجبا مقدسا لتحويل العالم إلى صورتنا" وحول نشر هويتهم بل حتى أسلوب مأكلهم يمكن مراجعة مقال ثقافة ماكدونالدز لتطلع على حقائق لا يعرفها الكثير وليراجع في الابتعاث ما كتبه حوله الفاضل البداح فهو قيم في بابه
سابعا/ السيطرة على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء
من أعظم وأخطر الوسائل التي استخدمها الغرب لطمس الهوية الإسلامية وسائل الإعلام المختلفة بدأ من الصحافة التي سيطر عليها عملاء الغرب ومنعت الصحافة الإسلامية ولم تفسح بحجج واهية وقدم لهؤلاء الدعم اللامحدود مرورا بالقنوات الفضائحية لحرب الهوية بشكل واضح لا يحتاج إلى إثبات بل استهدفوا حتى الألعاب الإلكترونية فقد وجد في بعض الألعاب أن دور اللاعب الذي يهدم مآذن المساجد يتقدم كلما هدم أكثر فأي حرب للهوية أكثر من أن يغرس في الطفل هدم بيوت الله وعلى نفس المنهج تم انتاج وترجمة المسرحيات والأفلام التي تدمر الأخلاق وتخل بالعقيدة وتنشر الصلبان والسلاسل وتلقي في نفوس النشء الشبهات حول الإسلام ومفاهيمه وأحكامه وأصوله وتاريخه
ثامناً/ إفساد الأخلاق والسلوك الاجتماعي وتفكيك الأسرة
نظام الأسرة في الهوية الإسلامية هو الأساس في تكوين المجتمع المسلم بينما المجتمع الغربي يعتبر الفرد هو أساس المجتمع والفرق بين الهويتين شاسع فإنه بناء على التصور الغربي والذي ينظر للفردية كأولوية ويعظم حقوقها بعيش تشتت أسري نتج عنه مشكلات اجتماعية عميقة ونشر ثقافة الفردية في المجتمع المسلم من الجنايات على الأسرة إذ بدأ ينتشر ثقافة الوحدة والخصوصية والأكل منفردا والسكن منفردا والنوم منعزلا حتى أصبحت بعض البيوت ترسل السائق ليجلب العشاء من مطاعم مختلفة لكل فرد عشاءه الخاص فلم تعد الأسرة تجتمع إلا في النادر فلا تدري الأم عن بناتها ولا الأب عن أبنائه ولا الأخ عن أخيه وهكذا..
أولا/ التشكيك في العقيدة وإضعاف الاعتزاز بها
لقد اتخذ الأعداء سبيل التشكيك في العقيدة الإسلامية أسلوبا لطمس الهوية لعلمهم بأنها الركن الركين في الهوية الإسلامية وذلك عن طريق زرع الصراعات الفكرية وبعث الفلسفات الباطلة وتشجيع الاتجاهات العقلية والتشكيك في مصادر التلقي ونشر مناهج الفرق الضالة وترويجها وإثارة الشبهات حول الكتاب والسنة وإسقاط رموز الأمة. يقول المستشرق الفرنسي شاتلييه "إذا أردتم غزو الإسلام واخماد شوكته والقضاء على هذه العقيدة التي تغلبت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها والتي كانت السبب الرئيسي لاعتزاز المسلمين وشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم عليكم أن توجهوا جهودكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية لإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية وتوفير عوامل الهدم المعنوي وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك لأن الشجرة يجب أن يتسبب في القطع أحد أغصانها"
ثانيا/ تشويه التاريخ ونشر الشائعات حول صحة الأحداث التاريخية والحضارة الإسلامية
لقد أسهم المستشرقون في تحريف التاريخ تحصينا لمثقفي الغرب وتشكيكا للأمة الإسلامية في تاريخها وتحقير ذلك التاريخ ومحاولة إحياء التواريخ القديمة والقومية ونسبة الحضارة لها مع سعيهم الحثيث لنشر تاريخهم على أنه سبب الحضارة وتعظيمه وقد ساهم في ذلك كثير من المنسلخين ممن يتحدثون بألسنتنا فحقروا تاريخ الأمة ورموزها وعظموا تاريخ الغرب ورموزه ووجهوا النقد اللاذع اللامنهجي لتاريخ الأمة ورموزها بينما يتلقون تاريخ الغرب بانبهار ويصفون رموزهم بالتنوير ويصفون عصور الإسلام بالظلامية والتخلف
ثالثا/ إحياء القوميات والعرقيات وتقديمها على الهوية الإسلامية
يكفينا هنا أن نذكر بعض أقوال أهل الضلال من أمثال طه حسين حينما قال :" لو وقف الإسلام بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه". وأقوال هؤلاء المفسدين في هذا الباب كثيرة كقول اليهودي برنارد لويس عن مؤتمر أنابوليس للسلام الذي دعت إليه الولايات المتحدة عام 2007 م :"يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيكا مؤقتا غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل"
رابعا/ محاربة اللغة العربية وتشجيع اللهجات العامية واللغات الأجنبية
لعب المستشرقون دورا كبيرا في محاربة اللغة العربية لمعرفتهم بأنها لغة دين لا لغة قومية وبضياعها يفقد المسلمون فهم مصادر تشريعهم وقد اتخذوا في حربهم للغة العربية وسائل مختلفة منها تشجيع العامية إذ كان أول من سعى لكتابتها بدلا من الفصحى المستشرق الألماني ولهم سبيتا حيث ألف كتابه "قواعد اللغة العربية العامية في مصر" وسعى لإثارة العرقية إذ ذكر في كتابه أن لغة مصر الأصلية هي القبطية وليست العربية. ويسعون دائما أن ينسبوا تخلف القوميات إلى اللغة العربية كما سعى المستشرقون إلى تشجيع اللغات الأخرى في سبيل القضاء على العربية ثم سعوا إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية كما فعلوا بلغات شرق آسيا وللمزيد حول هذا فليراجع كتاب أجنحة المكر الثلاثة للشيخ الميداني
خامسا/ السيطرة على التعليم والمناهج الدراسية
يعتبر التعليم بوابة توجيه المجتمع والطريق إلى عقول أبنائه لذا كان من أهم ما عني به أعداء الهوية الإسلامية السيطرة على التعليم والتأثير عليه إذ هو الحصن الأخير الذي يحافظ على هوية النشء ويوجه مسيرة الأمة. وقد حرص المستعمر على السيطرة على التعليم وتولية عملائهم عليه حتى يتم رسم المناهج وفق الرؤية الغربية في كثير من بلاد المسلمين التي تم اسعمارها ففي مصر حين ولى المستعمر طه حسين على التعليم استقدم المستشرقين لتعليم اللغة العربية حيث أوكل تدريس فقه اللغة إلى المستشرق كازانوفا مدرس العلوم الشرقية بباريس بل سعى ليمكنه من تدريس تفسير القرآن الكريم ومن وسائلهم في ذلك تغيير المناهج ففي مصر مثلا كشف تقرير سري لمركز تطوير المناهج عن قيام فريق أمريكي برئاسة يرالد تيرث بمراجعة ووضع 70 كتابا في مختلف المراحل الدراسية في التعليم العام وشهدت مناهج اللغة العربية والتربية الدينية حذف 30% منها بحجة حذف الحشو
ويمكننا القول أن الغزو الغربي من بوابة التعليم ركز على العناصر الأساسية فيه حيث ركز على المناهج وجند قيادات العمل التربوي لخدمة مشاريعه واستهدف الطلبة بقصد هز القيم الإسلامية في نفوسهم وزرع القيم الغربية فهذه جريدة آفاق عربية في عددها 76 تقول :"أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم بمصر أن الوزارة ستعقد اتفاقية مع الوكالة الأمريكية للتنمية سيتم بموجبها تعميم مشروع أمريكي جديد تحت عنوان مكتبتي العربية حيث سيتم توزيع كتب ذات طباعة فاخرة ملونة مترجمة عن كتب أمريكية تتبنى قيما غربية لترويجها بين تلاميذ الصفين الثالث والرابع بالمرحلة الابتدائية وتناقش الكتب الموضوعات الجنسية"
كما قام مشروع حرب الهوية بمحاربة المعلم الملتزم ومضايقته كما قام الغزاة بافتتاح المدارس الأجنبية لتغيير هوية تلاميذها ومسخ عقولهم ليكونوا أبواقا للغرب فهذا كرومر يصف أبناء مدرسة فيكتوريا :"أبناء مدرسة فكتوريا سيكونون جسرا بين الثقافة الأجنبية والإسلامية" في إشارة خبيثة بأنهم سيكونوا نسخا مزيفة للهوية الغربية وهذا الشيخ محمد الزاهري يصف تلاميذ المدارس الفرنسية في الجزائر والتي سموها بالمدارس العربية فيقول:"إنهم لا يصلون ولا يصومون ويتحدثون اللغة الفرنسية بينهم " ويذكر الدكتور العلواني بأن التنازلات التي بدأ تقديمها بعض السلاطين العثمانيين بدعوى التسامح مع الكفار حيث تركوا للقناصل الأجنبية أن تعيث في بلادهم وأن تستوطن وتؤثر ثم جاءت الطامة الكبرى في فتح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين وإظهارها بأنها الأرقى وأن المدارس الإسلامية مدارس متخلفة وبهذا بدأت سلسلة إغلاق المدارس الدينية إما عن طريق عدم فتح المجال لخريجيها أو عن طريق إيقاف الدعم المادي عنها ومنعها من إقامة الأوقاف في استعارة خبيثة لخطة سلطان غالييف التي نفذها في الاتحاد السوفيتي لتجفيف منابع المسلمين. وليراجع في ذلك كتاب المدارس الأجنبية في الخليج للفاضل البداح
سادسا/ ابتعاث أبناء المسلمين إلى الغرب الكافر
ذكر الشيخ محمود شاكر رحمه الله أن نابليون لما جاء إلى مصر اتخذ عددا من أبناء الأشراف وشيوخ القبائل ورؤساء الناس وأرسلهم إلى فرنسا ليكونوا أبواقا للغرب وقد أجاب جان بول سارتر عن سؤال وجه إليه كيف يظهر المفكر في الشرق الإسلامي؟ فأجاب:"كنا نحضر ابناء ورؤساء القبائل وأبناء الأشراف والأثرياء من أفريقيا وآسيا ونطوف بهم بضعة ايام في لندن وباريس وأمستردام فتتغير ملابسهم ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة ويرتدون السترات والسراويل ويتعلمون لغتنا وأساليب رقصنا وركوب عرباتنا وكنا نلقنهم أسلوب الحياة على أثاث جديد وطرز جديدة من الزينة واستهلاك أوروبي وغذاء أوروبي كما نضع في أعماق قلوبهم أوروبا والرغبة في تحويل بلادهم إلى أوروبا ثم نرسلهم إلى بلادهم حيث يرددون ما نقوله بالحرف تماما مثل الثقب الذي يتدفق منه الماء في الحوض هذه أصواتنا تخرج من أفواههم وحينما كنا نتحدث كنا نسمع انعكاسا صادقا وأمينا لأصواتنا من الحلوق التي صنعناها وكنا واثقين أن هؤلاء المفكرين لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعناه في أفواههم وليس هذا فحسب بل سلبوا حق الكلام من مواطنيهم"
ولما وجدوا أثر الابتعاث في صناعة ممثلين لهم في البلاد العربية أشار مستشار محمد على باشا عليه بإرسال عدد من أبناء مصر للدراسة في الغرب وما طه حسين وأمثاله ورفاعة الطهطاوي وأضرابه إلا أمثلة لهذه الخطط الخبيثة لطمس الهوية الإسلامية عن طريق الابتعاث..
إن الغرب الكافر يرى أن من واجبه نشر هويته وتعميمها لذا اتخذ الابتعاث وسيلة للاستنزاف الاقتصادي وغسل الأدمغة وترويج الهوية الغربية يقول الرئيس الامريكي كلينتون:"إن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري وإننا نشعر بأن علينا واجبا مقدسا لتحويل العالم إلى صورتنا" وحول نشر هويتهم بل حتى أسلوب مأكلهم يمكن مراجعة مقال ثقافة ماكدونالدز لتطلع على حقائق لا يعرفها الكثير وليراجع في الابتعاث ما كتبه حوله الفاضل البداح فهو قيم في بابه
سابعا/ السيطرة على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء
من أعظم وأخطر الوسائل التي استخدمها الغرب لطمس الهوية الإسلامية وسائل الإعلام المختلفة بدأ من الصحافة التي سيطر عليها عملاء الغرب ومنعت الصحافة الإسلامية ولم تفسح بحجج واهية وقدم لهؤلاء الدعم اللامحدود مرورا بالقنوات الفضائحية لحرب الهوية بشكل واضح لا يحتاج إلى إثبات بل استهدفوا حتى الألعاب الإلكترونية فقد وجد في بعض الألعاب أن دور اللاعب الذي يهدم مآذن المساجد يتقدم كلما هدم أكثر فأي حرب للهوية أكثر من أن يغرس في الطفل هدم بيوت الله وعلى نفس المنهج تم انتاج وترجمة المسرحيات والأفلام التي تدمر الأخلاق وتخل بالعقيدة وتنشر الصلبان والسلاسل وتلقي في نفوس النشء الشبهات حول الإسلام ومفاهيمه وأحكامه وأصوله وتاريخه
ثامناً/ إفساد الأخلاق والسلوك الاجتماعي وتفكيك الأسرة
نظام الأسرة في الهوية الإسلامية هو الأساس في تكوين المجتمع المسلم بينما المجتمع الغربي يعتبر الفرد هو أساس المجتمع والفرق بين الهويتين شاسع فإنه بناء على التصور الغربي والذي ينظر للفردية كأولوية ويعظم حقوقها بعيش تشتت أسري نتج عنه مشكلات اجتماعية عميقة ونشر ثقافة الفردية في المجتمع المسلم من الجنايات على الأسرة إذ بدأ ينتشر ثقافة الوحدة والخصوصية والأكل منفردا والسكن منفردا والنوم منعزلا حتى أصبحت بعض البيوت ترسل السائق ليجلب العشاء من مطاعم مختلفة لكل فرد عشاءه الخاص فلم تعد الأسرة تجتمع إلا في النادر فلا تدري الأم عن بناتها ولا الأب عن أبنائه ولا الأخ عن أخيه وهكذا..