سلوى حسن
06-06-2011, 08:16 AM
متخصصون وخبراء لـ « العرب»:
«مونديال 2022» يعزز فرص نمو قطاع تكنولوجيا الاتصالات
2011-06-06
الدوحة - محمد أفزاز
توقع متخصصون أن ينمو قطاع تكنولوجيا المعلومات بنحو %20 سنويا خلال السنوات المقبلة بدعم من احتياجات مشاريع مونديال 2022 لخدمات هذا القطاع، وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن هذا النمو يعد من بين الأسرع في المنطقة.
وأكد هؤلاء أن السوق القطرية ستطرح مزيدا من الفرص أمام الشركات، في ظل حديث عن نمو حجم الإنفاق على تقنية المعلومات بما يقارب الـ%15 سنويا.
وتشهد قطر تأسيس مزيد من الشركات العاملة في حقل تقنيات المعلومات والاتصالات، للاستفادة من زخم الاستثمارات التي قدرها المجلس الأعلى للاتصالات بنحو 6 مليارات ريال للخمس سنوات المقبلة.
قال مأمون عريقات مدير تطوير الأعمال بشركة أفكار لتقنية المعلومات: «تكنولوجيا الاتصالات أحد القطاعات التي تراهن على زخم مشاريع مونديال 2022 لتنشيط دورتها الاقتصادية»، مضيفا أن المشاريع الجديدة ستطرح تحديات تتعلق باعتماد أفضل التكنولوجيات العالمية لاختصار الجهد والوقت والتكلفة، وهو ما سيجعل -برأيه- الحلول التي تطرحها شركات تكنولوجيا الاتصالات ضمن أبرز الاهتمامات لدى صاحب القرار.
وأكد مأمون عريقات أن سرعة نمو الإنفاق على قطاع تقنية المعلومات بقطر سترتفع من %10 إلى %15 سنويا خلال الخمس سنوات المقبلة، مع احتمال أن تصل إلى ما بين 20 و%30 بدعم من المشاريع التي ستنجز بمناسبة كأس العالم 2022، وكذا انسجاما مع متطلبات رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال: «هناك استثمارات طردية تنفقها قطر لأجل تطوير بنيتها المعلوماتية، وهذا يتجلى في حجم الصفقات التي تبرمها الحكومة مع الشركات العالمية وفي مقدمتها مايكروسوفت».
تفوق قطري
وأوضح عريقات أن القطاع الخاص على غرار القطاع العام، سيكثف من حجم استثماراته في مجال تقنية المعلومات لرفع مستوى الجاهزية لديه، مشيراً إلى أن آخر تقرير لمنتدى دافوس2011 يكشف أن قطر قفزت 4 درجات على صعيد مؤشر الجاهزية، لتحتل المرتبة الثانية عربيا خلف الإمارات، في مقابل ضعف القطاع الخاص في تبني تقنيات المعلومات في أدائه لأعماله، بيد أنه أكد أن القطاع الحكومي بقطر يعد الأول عالميا في الجاهزية الشبكية.
ووفق التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات لعام 2010- 2011 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فقد احتلت قطر المرتبة 25 عالميا في مؤشر الجاهزية الشبكية متقدمة خمسة مراكز عن تصنيف عام 2009- 2010، لتعد بذلك واحدة من بين أكثر دول العالم تبنياً للتكنولوجيا.
وتبوأت دولة قطر المرتبة الرابعة عالمياً بشكل عام فيما يخص جاهزية القطاعات الرئيسية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستفادة منها بشكل ملموس، في وقت صنف التقرير جاهزية القطاع الحكومي بدولة قطر في المرتبة الثانية على مستوى العالم. واحتلت جاهزية الأفراد المرتبة العاشرة، بينما جاء قطاع الأعمال في المرتبة الحادية والعشرين، وفق المجلس الأعلى للاتصالات وتقنيات المعلومات.
وبين مأمون عريقات أن وزارة الداخلية القطرية تمتلك أحدث النظم في مجال تقنية المعلومات بالمنطقة، واستدل على ذلك بإطلاق البطاقة الذكية التي قال إنها إنجاز كبير لقطر.
وتحدث عريقات عن المبادرة التي أطلقتها شركة أفكار لفائدة تطوير أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة بنفقات رأسمالية كبيرة، ويتعلق الأمر بـ «مكتبي أون لاين».
وبخصوص تجربة المجلس الأعلى للاتصالات وتقنية المعلومات، أوضح عريقات أن المجلس استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة في خلال خمس سنوات، عبر إطلاقه نحو أكثر من 50 فكرة مشروع، جزء مهم منها طبق على أرض الواقع، لكنه استدرك بالتأكيد على أهمية أن يضطلع المجلس أكثر فأكثر بدور تنظيم صناعة تقنية المعلومات.
وعبر عن اعتقاده بأنه في ظل ما وصفه بغياب تصنيف وتسجيل شركات تقنية المعلومات، فإن شركته تعاني من منافسة غير شريفة وغير منصفة من قبل الشركات الحكومية وشبه الحكومية والشركات الأجنبية على حد سواء.
ودعا في هذا الإطار إلى ضرورة إجبار الشركات العالمية التي تحظى بعقود محلية، إلى منح جزء من أعمالها لشركات محلية، على غرار تجربة شركات البترول والغاز، مقدرا في الآن ذاته الجهود التي يقوم بها المجلس لتطوير أداء قطاع تقنية المعلومات.
نمو قوي
بدوره أكد سلمان محمد علي كلداري الرئيس التنفيذي لشركة مكين تكنولوجي، أن واحدا من الأسباب الرئيسة وراء تأسيس الشركة قبل سبعة أشهر، هو توقعها للنمو القوي لقطاع التكنولوجيا بقطر، وربط هذا النمو بالتوسعات العمرانية والعقارية والخدمية التي تشهدها البلاد.
وقال إن مجمل المدن الجديدة والأبراج والبنيات التحتية الكبيرة والمدارس التي يجري العمل على تشييدها على قدم وساق تحتاج إلى تكنولوجيا.
وأضاف أن شركة مكين تكنولوجي -التابعة لشركة مكين القابضة- أنشئت في الأصل لتكون في كامل جاهزيتها خلال 2013- 2014 للاستفادة من المشاريع الكبرى التي ستطرح.
وتابع بالقول: «توقعاتنا كبيرة إذن بتلقي قطاع التكنولوجيا زخما كبيرا، باعتبار أن هناك مشاريع كبيرة ستطلق خلال عامي 2014 و2015»، مشيراً إلى أن سوق قطر واعدة وسريعة النمو.
ولفت إلى أن الشركة رغم حداثة تأسيسها استطاعت الدخول في مشاريع كبيرة، عبر بتقديم خدماتها لعملاء محليين.
من جهته توقع وليد قسطاندي المسؤول بشركة إنفورماتيكا قطر، أن ينمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمرات متعددة خلال السنوات المقبلة، بدعم من الطلب الكبير المنتظر على هذا النوع من الخدمات.
وقال إن هناك توقعات لنمو القطاع بنحو 10 إلى %20 سنويا، مشيراً إلى أن هذه النسبة تعد من بين الأسرع في المنطقة إلى جانب السوق السعودية.
وعبر عن قناعته بأن قطر قادرة على التحول نحو اقتصاد المعرفة في العشرين سنة المقبلة، لكنه أكد أن النفط والغاز سيظلان من الروافد الأساسية لأي تطور بالبلد. وتحدث وليد قسطاندي عن مساهمة القطاعات المعرفية بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى %30 من الناتج المحلي.
وقالت الدكتورة حصة الجابر الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قبل أيام، إن هناك خططا لبناء الشبكات الرقمية والمدن الذكية وأماكن ذات ميزات تقنية أخرى، مستعرضة ملامح الخطة الاستراتيجية الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حتى 2015، بالإضافة إلى التركيز على جعل قطر محور المحتوى الرقمي في المنطقة.
وأشارت إلى أن قطر تحتل مركز الريادة عربيا وعالميا في نسق تطور قطاعات الاتصالات، حيث بلغت نسبة انتشار الهاتف المحمول أكثر من %150، وهو أعلى معدل في العالم، في حين بلغت نسبة انتشار الإنترنت %84 عام 2010.
طلب متزايد
من جانبه، توقع خليل ناجح المدير الإقليمي لشركة ألكاتيل لوسنت بقطر، أن يشهد قطاع تكنولوجيا الاتصالات نموا قويا وطلبا متزايدا على خدمات حلول الشبكات، على خلفية المشاريع الكبرى التي ستنجزها قطر من الآن وحتى تنظيم كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.
وأكد أن مشاريع المونديال ستمنح زخما كبيرا لأعمال الشركة، في ظل توقعات بأن تسهم «خبراتنا المتراكمة على صعيد حلول الشبكات للمشاريع الكبرى في حصد الصفقات»، سواء تلك المتعلقة بمشاريع المترو أو المستشفيات أو الفنادق وغيرها.
وعبر عن أمله في أن تحوز شركته النصيب الأكبر (30 إلى %40) من صفقات حلول الاتصالات والشبكات الداخلية للمشاريع الكبرى (حلول الأمان، الهواتف الداخلية، غرف الاجتماعات..).
وقال في السياق: «هناك تطور هائل لقطاع الاتصالات بدولة قطر، ومتطلبات هذه السوق المحلية سواء تعلق الأمر باحتياجات الشركات أو المؤسسات أو المرافق الخدمية أو غيرها، هي متطلبات كبيرة، وتشهد زيادة مستمرة»، مضيفا أن هذه المعطيات هي التي دفعت شركة ألكاتيل لوسنت التي تتواجد بالسوق القطرية منذ الثمانينيات، إلى أن تعزز هذه المرة تواجدها بقطاع الأعمال.
وتابع: «لمسنا تقبلا لحلول الشبكات التي نقدمها، إذ إن هناك توسعا كبيرا للطلب على مثل هذا النوع من الخدمات، وقد حصلنا بالفعل على صفقات مع بعض الفنادق والوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة».
واستطرد بالقول: «ما أبهرنا في السوق القطرية أن هناك تخصصا في تحديد طبيعة الاحتياجات، وهي احتياجات متجددة بغرض تقديم أفضل الخدمات».
تجربة رائدة
وأبدى خليل ناجح تفاؤلا كبيرا بأداء السوق القطرية في المستقبل، وانعكاسات ذلك على توسع نشاط شركته محليا، معلنا أن اهتمام شركته متوجه الآن صوب سلسلة الفنادق التي سيتم تشييدها بقطر، حيث تشعر الشركة –كما يقول ناجح- بالمنحى المتصاعد للطلب على خدمات حلول الشبكات الموجهة لقطاع الأعمال.
وبشأن تقييمه للدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اكتفى بالقول: «تجربة أي سي تي قطر رائعة وثرية، والحلول التي يطرحها كالحكومة الإلكترونية تعتبر رائدة ويحتذى بها».
أما فيليب كروس المسؤول الإقليمي للمبيعات بشركة ألكاتيل لوسنت بمنطقة الخليج العربي، فأكد أن هناك طلبا قويا على خدمات حلول الشبكات التكنولوجية بالمستشفيات والفنادق وباقي المؤسسات الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أن شركته حظيت بتشبيك أكثر من مشروع على هذا الصعيد.
وأكد في ضوء هذه المعطيات أن استراتيجية الشركة تعمل على تعزيز حضورها بالسوق المحلية من خلال السعي نحو تنفيذ شراكات قوية مع الشركاء المحليين، وبخاصة في قطاع الفنادق والملاعب، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من الفنادق سيتم إنجازها حتى العام 2022، في وقت تستأثر فيه شركة ألكاتيل الأم على ما بين 25 إلى %33 من سوق تقديم الحلول الشبكية للفنادق بمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.
وتعتزم قطر افتتاح ما لا يقل عن 40 فندقا في خلال عامين فقط، ضمن خطة واسعة تهدف إلى بناء فنادق ومنشآت ضيافة تفوق سعتها الاستيعابية أكثر من 90 ألف غرفة فندقية، ضمن استعدادها لاستضافة فعاليات كأس العالم عام 2022.
وكشف فليب كروس أن أعمال شركة ألكاتيل لوسنت بالسوق القطرية الخاصة على صعيد حلول الاتصالات لقطاع الأعمال تنمو سنويا بنسبة %300، مؤكداً أن النمو القوي في الاقتصاد القطري والمقدر بـ%20 يترجم في جوانب، منها ازدياد الطلب على خدمات الاتصالات.
واعتبر كروس أن حالة الاستقرار السياسي والرؤية الاقتصادية والاستثمارية الثاقبة للمسؤولين القطريين، تشكل جميعها دعما قويا للنجاحات التي تحققها شركته.
وقدر المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حجم الاستثمارات المتوقعة في مجال تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الخمس المقبلة بنحو 6.2 مليار ريال، موزعة على 56 مشروعا.
وقال في تقريره السنوي الثالث لعام 2010 إنه يسعى لاحتضان 30 شركة جديدة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا.
كما قدر إجمالي قيمة سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر بـ2.1 مليار دولار عام 2010، مع توقعات بأن تصل إلى 3.7 مليار دولار 2013.
يشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتنمية 2011- 2016 تتوقع أن يقود قطاع الخدمات -وفي مقدمته قطاع الاتصالات- الاقتصاد القطري، من خلال مساهمة منتظرة بحدود %40 من الناتج المحلي بحلول العام 2016.
__________________
«مونديال 2022» يعزز فرص نمو قطاع تكنولوجيا الاتصالات
2011-06-06
الدوحة - محمد أفزاز
توقع متخصصون أن ينمو قطاع تكنولوجيا المعلومات بنحو %20 سنويا خلال السنوات المقبلة بدعم من احتياجات مشاريع مونديال 2022 لخدمات هذا القطاع، وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن هذا النمو يعد من بين الأسرع في المنطقة.
وأكد هؤلاء أن السوق القطرية ستطرح مزيدا من الفرص أمام الشركات، في ظل حديث عن نمو حجم الإنفاق على تقنية المعلومات بما يقارب الـ%15 سنويا.
وتشهد قطر تأسيس مزيد من الشركات العاملة في حقل تقنيات المعلومات والاتصالات، للاستفادة من زخم الاستثمارات التي قدرها المجلس الأعلى للاتصالات بنحو 6 مليارات ريال للخمس سنوات المقبلة.
قال مأمون عريقات مدير تطوير الأعمال بشركة أفكار لتقنية المعلومات: «تكنولوجيا الاتصالات أحد القطاعات التي تراهن على زخم مشاريع مونديال 2022 لتنشيط دورتها الاقتصادية»، مضيفا أن المشاريع الجديدة ستطرح تحديات تتعلق باعتماد أفضل التكنولوجيات العالمية لاختصار الجهد والوقت والتكلفة، وهو ما سيجعل -برأيه- الحلول التي تطرحها شركات تكنولوجيا الاتصالات ضمن أبرز الاهتمامات لدى صاحب القرار.
وأكد مأمون عريقات أن سرعة نمو الإنفاق على قطاع تقنية المعلومات بقطر سترتفع من %10 إلى %15 سنويا خلال الخمس سنوات المقبلة، مع احتمال أن تصل إلى ما بين 20 و%30 بدعم من المشاريع التي ستنجز بمناسبة كأس العالم 2022، وكذا انسجاما مع متطلبات رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال: «هناك استثمارات طردية تنفقها قطر لأجل تطوير بنيتها المعلوماتية، وهذا يتجلى في حجم الصفقات التي تبرمها الحكومة مع الشركات العالمية وفي مقدمتها مايكروسوفت».
تفوق قطري
وأوضح عريقات أن القطاع الخاص على غرار القطاع العام، سيكثف من حجم استثماراته في مجال تقنية المعلومات لرفع مستوى الجاهزية لديه، مشيراً إلى أن آخر تقرير لمنتدى دافوس2011 يكشف أن قطر قفزت 4 درجات على صعيد مؤشر الجاهزية، لتحتل المرتبة الثانية عربيا خلف الإمارات، في مقابل ضعف القطاع الخاص في تبني تقنيات المعلومات في أدائه لأعماله، بيد أنه أكد أن القطاع الحكومي بقطر يعد الأول عالميا في الجاهزية الشبكية.
ووفق التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات لعام 2010- 2011 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فقد احتلت قطر المرتبة 25 عالميا في مؤشر الجاهزية الشبكية متقدمة خمسة مراكز عن تصنيف عام 2009- 2010، لتعد بذلك واحدة من بين أكثر دول العالم تبنياً للتكنولوجيا.
وتبوأت دولة قطر المرتبة الرابعة عالمياً بشكل عام فيما يخص جاهزية القطاعات الرئيسية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستفادة منها بشكل ملموس، في وقت صنف التقرير جاهزية القطاع الحكومي بدولة قطر في المرتبة الثانية على مستوى العالم. واحتلت جاهزية الأفراد المرتبة العاشرة، بينما جاء قطاع الأعمال في المرتبة الحادية والعشرين، وفق المجلس الأعلى للاتصالات وتقنيات المعلومات.
وبين مأمون عريقات أن وزارة الداخلية القطرية تمتلك أحدث النظم في مجال تقنية المعلومات بالمنطقة، واستدل على ذلك بإطلاق البطاقة الذكية التي قال إنها إنجاز كبير لقطر.
وتحدث عريقات عن المبادرة التي أطلقتها شركة أفكار لفائدة تطوير أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة بنفقات رأسمالية كبيرة، ويتعلق الأمر بـ «مكتبي أون لاين».
وبخصوص تجربة المجلس الأعلى للاتصالات وتقنية المعلومات، أوضح عريقات أن المجلس استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة في خلال خمس سنوات، عبر إطلاقه نحو أكثر من 50 فكرة مشروع، جزء مهم منها طبق على أرض الواقع، لكنه استدرك بالتأكيد على أهمية أن يضطلع المجلس أكثر فأكثر بدور تنظيم صناعة تقنية المعلومات.
وعبر عن اعتقاده بأنه في ظل ما وصفه بغياب تصنيف وتسجيل شركات تقنية المعلومات، فإن شركته تعاني من منافسة غير شريفة وغير منصفة من قبل الشركات الحكومية وشبه الحكومية والشركات الأجنبية على حد سواء.
ودعا في هذا الإطار إلى ضرورة إجبار الشركات العالمية التي تحظى بعقود محلية، إلى منح جزء من أعمالها لشركات محلية، على غرار تجربة شركات البترول والغاز، مقدرا في الآن ذاته الجهود التي يقوم بها المجلس لتطوير أداء قطاع تقنية المعلومات.
نمو قوي
بدوره أكد سلمان محمد علي كلداري الرئيس التنفيذي لشركة مكين تكنولوجي، أن واحدا من الأسباب الرئيسة وراء تأسيس الشركة قبل سبعة أشهر، هو توقعها للنمو القوي لقطاع التكنولوجيا بقطر، وربط هذا النمو بالتوسعات العمرانية والعقارية والخدمية التي تشهدها البلاد.
وقال إن مجمل المدن الجديدة والأبراج والبنيات التحتية الكبيرة والمدارس التي يجري العمل على تشييدها على قدم وساق تحتاج إلى تكنولوجيا.
وأضاف أن شركة مكين تكنولوجي -التابعة لشركة مكين القابضة- أنشئت في الأصل لتكون في كامل جاهزيتها خلال 2013- 2014 للاستفادة من المشاريع الكبرى التي ستطرح.
وتابع بالقول: «توقعاتنا كبيرة إذن بتلقي قطاع التكنولوجيا زخما كبيرا، باعتبار أن هناك مشاريع كبيرة ستطلق خلال عامي 2014 و2015»، مشيراً إلى أن سوق قطر واعدة وسريعة النمو.
ولفت إلى أن الشركة رغم حداثة تأسيسها استطاعت الدخول في مشاريع كبيرة، عبر بتقديم خدماتها لعملاء محليين.
من جهته توقع وليد قسطاندي المسؤول بشركة إنفورماتيكا قطر، أن ينمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمرات متعددة خلال السنوات المقبلة، بدعم من الطلب الكبير المنتظر على هذا النوع من الخدمات.
وقال إن هناك توقعات لنمو القطاع بنحو 10 إلى %20 سنويا، مشيراً إلى أن هذه النسبة تعد من بين الأسرع في المنطقة إلى جانب السوق السعودية.
وعبر عن قناعته بأن قطر قادرة على التحول نحو اقتصاد المعرفة في العشرين سنة المقبلة، لكنه أكد أن النفط والغاز سيظلان من الروافد الأساسية لأي تطور بالبلد. وتحدث وليد قسطاندي عن مساهمة القطاعات المعرفية بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى %30 من الناتج المحلي.
وقالت الدكتورة حصة الجابر الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قبل أيام، إن هناك خططا لبناء الشبكات الرقمية والمدن الذكية وأماكن ذات ميزات تقنية أخرى، مستعرضة ملامح الخطة الاستراتيجية الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حتى 2015، بالإضافة إلى التركيز على جعل قطر محور المحتوى الرقمي في المنطقة.
وأشارت إلى أن قطر تحتل مركز الريادة عربيا وعالميا في نسق تطور قطاعات الاتصالات، حيث بلغت نسبة انتشار الهاتف المحمول أكثر من %150، وهو أعلى معدل في العالم، في حين بلغت نسبة انتشار الإنترنت %84 عام 2010.
طلب متزايد
من جانبه، توقع خليل ناجح المدير الإقليمي لشركة ألكاتيل لوسنت بقطر، أن يشهد قطاع تكنولوجيا الاتصالات نموا قويا وطلبا متزايدا على خدمات حلول الشبكات، على خلفية المشاريع الكبرى التي ستنجزها قطر من الآن وحتى تنظيم كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.
وأكد أن مشاريع المونديال ستمنح زخما كبيرا لأعمال الشركة، في ظل توقعات بأن تسهم «خبراتنا المتراكمة على صعيد حلول الشبكات للمشاريع الكبرى في حصد الصفقات»، سواء تلك المتعلقة بمشاريع المترو أو المستشفيات أو الفنادق وغيرها.
وعبر عن أمله في أن تحوز شركته النصيب الأكبر (30 إلى %40) من صفقات حلول الاتصالات والشبكات الداخلية للمشاريع الكبرى (حلول الأمان، الهواتف الداخلية، غرف الاجتماعات..).
وقال في السياق: «هناك تطور هائل لقطاع الاتصالات بدولة قطر، ومتطلبات هذه السوق المحلية سواء تعلق الأمر باحتياجات الشركات أو المؤسسات أو المرافق الخدمية أو غيرها، هي متطلبات كبيرة، وتشهد زيادة مستمرة»، مضيفا أن هذه المعطيات هي التي دفعت شركة ألكاتيل لوسنت التي تتواجد بالسوق القطرية منذ الثمانينيات، إلى أن تعزز هذه المرة تواجدها بقطاع الأعمال.
وتابع: «لمسنا تقبلا لحلول الشبكات التي نقدمها، إذ إن هناك توسعا كبيرا للطلب على مثل هذا النوع من الخدمات، وقد حصلنا بالفعل على صفقات مع بعض الفنادق والوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة».
واستطرد بالقول: «ما أبهرنا في السوق القطرية أن هناك تخصصا في تحديد طبيعة الاحتياجات، وهي احتياجات متجددة بغرض تقديم أفضل الخدمات».
تجربة رائدة
وأبدى خليل ناجح تفاؤلا كبيرا بأداء السوق القطرية في المستقبل، وانعكاسات ذلك على توسع نشاط شركته محليا، معلنا أن اهتمام شركته متوجه الآن صوب سلسلة الفنادق التي سيتم تشييدها بقطر، حيث تشعر الشركة –كما يقول ناجح- بالمنحى المتصاعد للطلب على خدمات حلول الشبكات الموجهة لقطاع الأعمال.
وبشأن تقييمه للدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اكتفى بالقول: «تجربة أي سي تي قطر رائعة وثرية، والحلول التي يطرحها كالحكومة الإلكترونية تعتبر رائدة ويحتذى بها».
أما فيليب كروس المسؤول الإقليمي للمبيعات بشركة ألكاتيل لوسنت بمنطقة الخليج العربي، فأكد أن هناك طلبا قويا على خدمات حلول الشبكات التكنولوجية بالمستشفيات والفنادق وباقي المؤسسات الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أن شركته حظيت بتشبيك أكثر من مشروع على هذا الصعيد.
وأكد في ضوء هذه المعطيات أن استراتيجية الشركة تعمل على تعزيز حضورها بالسوق المحلية من خلال السعي نحو تنفيذ شراكات قوية مع الشركاء المحليين، وبخاصة في قطاع الفنادق والملاعب، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من الفنادق سيتم إنجازها حتى العام 2022، في وقت تستأثر فيه شركة ألكاتيل الأم على ما بين 25 إلى %33 من سوق تقديم الحلول الشبكية للفنادق بمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره.
وتعتزم قطر افتتاح ما لا يقل عن 40 فندقا في خلال عامين فقط، ضمن خطة واسعة تهدف إلى بناء فنادق ومنشآت ضيافة تفوق سعتها الاستيعابية أكثر من 90 ألف غرفة فندقية، ضمن استعدادها لاستضافة فعاليات كأس العالم عام 2022.
وكشف فليب كروس أن أعمال شركة ألكاتيل لوسنت بالسوق القطرية الخاصة على صعيد حلول الاتصالات لقطاع الأعمال تنمو سنويا بنسبة %300، مؤكداً أن النمو القوي في الاقتصاد القطري والمقدر بـ%20 يترجم في جوانب، منها ازدياد الطلب على خدمات الاتصالات.
واعتبر كروس أن حالة الاستقرار السياسي والرؤية الاقتصادية والاستثمارية الثاقبة للمسؤولين القطريين، تشكل جميعها دعما قويا للنجاحات التي تحققها شركته.
وقدر المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حجم الاستثمارات المتوقعة في مجال تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الخمس المقبلة بنحو 6.2 مليار ريال، موزعة على 56 مشروعا.
وقال في تقريره السنوي الثالث لعام 2010 إنه يسعى لاحتضان 30 شركة جديدة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا.
كما قدر إجمالي قيمة سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر بـ2.1 مليار دولار عام 2010، مع توقعات بأن تصل إلى 3.7 مليار دولار 2013.
يشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتنمية 2011- 2016 تتوقع أن يقود قطاع الخدمات -وفي مقدمته قطاع الاتصالات- الاقتصاد القطري، من خلال مساهمة منتظرة بحدود %40 من الناتج المحلي بحلول العام 2016.
__________________