المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفي.. كفى.. من يخدع من؟؟؟ بقلم مريم الخاطر



ahmed jasim
12-06-2011, 04:46 PM
لعل ما يسترعي الانتباه مؤخرا هو قيام الحكومة الهندية بسياسة تسعى إلى سنها وتطبيقها وهي قانون "الطبق الواحد في حفلات الزفاف" لتقليل الإهدار الحاصل في حفلات الزفاف، وذلك في ظل تقدير الترف فيها، مقارنة بارتفاع سعر الأغذية والفقر والجوع والإهدار البالغ في الأغذية التي لا تؤكل، ومن ثم يتم رميها في حاويات القمامة دون الاستفادة منها حتى في التوزيع على الفقراء والمحتاجين... التجربة سبقت بها الهند باكستان فارتأت الهند على اثر ذلك انها مثال يحتذى..
تم طرح مشروع القرار من قبل وزير الأغذية الهندي بعد الضجة الشعبية الكبيرة التي حصلت في بلد "الفقر المدقع" من قبل الشعب الجائع اثر حفل زفاف لابن احد السياسيين البارزين في الكونجرس خصوصا وإن مراسم الفرح في الهند تمتد أياما وأحيانا أسابيع، خصوصا كما ذكر الوزير ان انتقاء نوع الطعام وكميته يعد احد أهم العادات الشعبية في إكرام الضيوف في الهند والتقاليد المتعارف عليها في جنوب آسيا..
ولشد ما أعجبني أن يقود هذه الحملة رجل مسن يبلغ من العمر 80 عاما يستنكر على بلد يعاني الفقر ويسمى عالميا "عاصمة الجوع" حيث يموت فيها 7000 شخص من الجوع يوميا، في ظل تناقص كميات الحبوب والأغذية عن حاجة السكان في تلك البلدان، والجميل ان تقود تلك الحملة الى قيام الحكومة الهندية بالاستجابة من خلال طرح القرار على البرلمان قريبا...
البعض يشير الى صعوبة تطبيق القرار نظرا لان الحفلات المترفة جزء من ثقافة الكثير من المجتمعات الهندية.. وما ينطبق على الهند ينطبق على المجتمعات الشرقية الأخرى التي باتت تبالغ في الترف
في الحقيقة ربما يكون سن قانون ملزم في مثل ذلك الأمر امرا بالغ الصعوبة خصوصا وان التطبيق قد تشوبه كثير من المعوقات..
ولكن الا ترون معي ان الامر يسترعي الانتباه والتدبر واتخاذ مبادرات جادة بشأنه خصوصا واننا في الخليج، وفي دولة قطر على وجه التحديد بدأت حفلات الزفاف تأخذ منحى مبالغا فيه لدى معظم ان لم نقل جميع المواطنين — سواء من ذوي الثروة او من الطبقة المتوسطة الدخل أو من ذوي الدخل المحدود حتى بلغت مديونيات الأسر احد اكبر نسب المديونيات في دول الخليج وباتت هذه الإحصائيات في الدخل الأسري موضوعا رئيسيا لأبحاث ودراسات تسعى لإيجاد حلول وجلها تتعلق بمديونيات ضخمة تقع في كماليات الحياة وليست في أساسياتها.
ما ينطبق على الهند ينطبق علينا في قطر ليس من ناحية حجم السكان ولا بمقارنة ما تسمى عاصمة الجوع وليس بحالات موت منها، فليس بيننا مقارنة أبدا، ولكن تجدر مقارنتها بالترف الواقع لدينا في مختلف كماليات الحياة والاحتفالات المبالغة فيها فنحن مجتمع شرقي مثلنا مثل الهند، ولكننا في الترف صعدنا القمر ونحن على الأرض والرواتب أيضا لا تفي حجم الإنفاق.
وبموجب الإحصائيات الدقيقة التي توضح حجم مديونية الأسر القطرية التي فاق حجمها النسب المتوقعة والتي يرجع جزء من أسبابها الى عدم كفاية الدخل لغلاء المعيشة، ويقع جزء كبير منها أيضا بسبب التباهي والبذخ الحاصل ليس فقط في ما يقدم من وجبات في الحفلات والتي ترتد على إثرها كاملة الى مطابخها، بإشارة إصبع واحدة من كل سيدة تحضر حفل زفاف اذ لا تجد الأطباق الرئيسية من يأكلها.. بل يزيد ذلك الترف ايضا من خلال ما تترف به الأسر القطرية الحفلات من أطايب المقبلات الإضافية والحلويات والكعك والبسكويت، وسائر الفنون التي تدور على الضيوف في صوان مذهبة في مبالغات سمجة في الطعام وفي طريقة تقديمه وتُترك مكانها.
هذا ولم يعد ذلك يطول حفلات الأعراس في المأكل فحسب بل حتى في تزيين الصالات وتلبيسها بالأقمشة من رأسها الى أخمص قدميها هي مع ما يصاحبها من موائد مخملية او ارونجزية او ستانية وكورشيه وما تقتضيه اهداءات ام العروس وأم العريس.. وفي المفارقة الأخرى يدخل الزوجان عش الزوجية وكلاهما مديون، لا اعني الزوج فقط وأهله ولكن حتى اهل الزوجة الذين اصبح كل منهم في مجتمعنا — الذي يعتقد فيه الغني — على شفا حفرة من العوز والفقر، بسبب اللهاث وراء مجاراة تقاليد المجتمع وسراب المظاهر والبذخ، من أجل أن تظهر العائلات الداعية بمظهر لائق لا تكفي فيه اللياقة والذوق بقدر ما يلتمس فيه القيل والقال عن ليلة من الف ليلة وليلة، وكأننا في بلاط شهريار الملك.
فضلا عن ذلك امتدت حفلات الأعراس إلي ليال مترفة مثلنا مثل الهند، ففتكت ببساطة الحناء البسيطة وليلة البنات وحفلة الهدية، وغيرها من مناسبات تغدق فيها النعم بل يسوء استخدامها... كما طالت المناسبات، حتى جعلت الولادة عرسا
في غنج وترف شعارات:
"it’s a girl — it’s a boy"
تعلق على الابواب والبالونات في غرف الولادة وللأسف نسفت لتكون صالات افراح اخرى دون سياسة جادة من قبل المستشفى تمنع وتحد من ذلك..
أيها القطريون...
إن غلاء المعيشة وعدم تناسب الرواتب والدخل مع حجم الإنفاق ومستوى المعيشة في بلدنا الغالي في مستوى معيشته، في هذا العصر الذي يزداد نارا وغلاء... فضلا عن مديونية الأسرة القطرية، في مفارقة مع الترف الحاصل فيما طرحته أعلاه، يقتضي منا حقا وقفة جادة والوقوف على قلب رجل واحد لغاية سامية هدفها حفظ المجتمع من مغبة الإسراف والتبذير.
لقد آن الأوان لان نقف جميعا في وجه أنفسنا؛ وفي وجه المجتمع؛ وفي وجه بعضنا البعض ونصرخ: كفي.. كفى.. من يخدع من؟ ومن يغطي من؟ ومن ساهم في إفقار من؟ ومن أدى إلى مديونية من؟!..
الوضع يقتضي أن تهب مؤسسات المجتمع المدني ودار الإنماء الاجتماعي ومجلس الأسرة بالتكاتف معا، في حملة منظمة واعية رشيدة، هدفها حماية الأسر من مغبة الترف الذي لم تكن نتيجته ولا حصاده سوى زيادة حالات الطلاق في المجتمع القطري، حتى وصلت النسبة حسب آخر إحصائية الشهر الماضي إلى 49.5 % بين المتزوجين الجدد على وجه الخصوص...ان مؤشري الطلاق والمديونية في المجتمع القطري نذير انفجار اجتماعي صارخ، يخلق عدم استقرار وزعزعة للبنة الأساسية في المجتمع... إننا نطالب "الشورى" بمناقشة هذا الموضوع الحيوي الجاد على طاولته في فرصة عاجلة، لإيجاد أنجع الحلول لمواجهته قبل ان يفتك بالحياة الكريمة للشعب.

البدع
12-06-2011, 05:07 PM
أعجبتني الكاتبة

في كاتب خليجي تم تغريمه في المانيا لانه أهدر الطعام في مطعم

وهذا قرار سليم

شموخ دائم
12-06-2011, 05:10 PM
,


,

مرحبا

مقاله طيبه

لكن الحل لهذه النوعيه من المشاكل ليس في مجلس الشورى
هذه عادات منتشره بالمجتمع

الحل من انفسنا ومن داخل بيوتنا ومن تصرفاتنا

على كل انسان ان يبتدي بنفسه

يعني احنا لازم يحطون علينا قوانين حتى نتصرف صح !!

ما عمرنا نعدل انفسنا با نفسنا !!

دمت بطيب


,

,



اخوك


شموخ دائم