المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوباما عندهم.... وواصل عندنا..... للكاتبة سارة الخاطر



لعديد
21-06-2011, 11:09 AM
أوباما عندهم.... وواصل عندنا


الطريقة التي يتحدث بها الإنسان تعطيه أبعاداً كبيرة في الشخصية، وتضفي عليه هالة سحرية يستمدها من حنكته وقوة شخصيته ومقدرته على التعبير عن أفكاره، لذلك برز الكثير من الخطباء عند العرب في شتى صنوف العلم والمعرفة، ولكن القدرة على الخطابة بلغت مبلغاً كبيراً مع المعتزلة، خاصة أن واصل بن عطاء شيخ المعتزلة كان يعاني من لثغة شديدة في حرف اللام، وكان يخطب خطبة كاملة دون أن يأتي بكلمة واحدة فيها لام!
وكان عليه الصلاة والسلام يقول ((إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة)).
نعم قدرتك على انتقاء كلاماتك والتعبير عنها يجعل الآخرين يلتفتون إليك، وهناك ألف علامة استفهام من أين له بهذه البراعة؟ الغرب الآن بدأ يلتفت كثيراً إلى الطريقة التي يتحدث بها كبارهم، ووجدوا أنها تعطي تأثيراً غير عادي على من يستمعون إليهم، ولذلك بدأت تطرح الآن دورات تسمى ((Obama speak)) أو الطريقة التي يتحدث بها أوباما، وذلك أن أوباما أبهرهم بأنه يلقي خطاباً يمتد إلى ساعة أو ساعتين بتمكن تساعده في ذلك إيماءاته وحركاته المعبرة جداً، دون أن ينظر في الورقة!!
الغرب لديه القدرة على طرح الموضوعات ومناقشتها مع كثير من الحركات الخفيفة التي تضفي مسحة فكاهية على برامجهم ونشراتهم.
وخير مثال لذلك أوبرا ولاري كنغ، ولكن كلها عبارات أعدت لبرامج حوارية تستوعبها جميع الفئات تركن إلى لغة قريبة من الشارع أو الجمهور.
أما القدرة على الخطاب المدروس والمدعم بالأدلة والقائم على مصطلحات خاصة هم لم يبرعوا فيها كثيراً، فكان أوباما المحامي حدثاً تعبيرياً خاصاً بالنسبة لهم.
نحن برعنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى في الكلمات، وهم برعوا بكل ما تحمله الكلمة من معنى في الموسيقى.
إن الاستماع للسيمفونيات الرائعة للفنان العالمي الأكثر من رائع ((أندريه ريو)) وما يحيط بها من ملابس وأضواء وإمكانات خاصة في مقطوعة ((الدخول إلى الجنة)) لفانجليز وموسيقى فيلم العراب، ومقطوعات بيتهوفن وموزارت ربما لا يضاهي روعتها إلا الاحتفالية الكبرى للعرب، والتي أخرجت لنا روائع الأشعار في سوق عكاظ قديماً، والقدرة على الاحتفاء بالكلمة في شاطئ الراحة في مسابقتي ((شاعر المليون))، و((أمير الشعراء)) حديثاً، مع أن الذي يثير دهشتي في شاعر المليون أن الفوز ليس حليفاً دائماً للمتفوق في شعره، مع استبعاد شعراء على درجة عالية من الجودة الشعرية، سواء أتوافقنا معهم فيما يقدم أم لا نتوافق، ومع اعتقادي الشديد أن شاعراً كبيراً مثل ناصر الفراعنة ظلم ظلماً كبيراً بسبب التصويت، وقد كنا نتابع الحدث الكبير من الموسم الأول، وكانت فرحتي كبيرة أن الكلمة الجميلة والشاعرية العالية حمل لواءها فارس من قطر الشاعر محمد بن فطيس المري، وسرني أيضا أن يحمل اللواء مرة أخرى الشاعر الكبير خليل الشبرمي، والذي علق له الأستاذ د. غسان الحسن «إنك تأتي بالأوزان الصعبة غير المطروحة»، وكنت أراهن على أن خليل وناصر سيتنافسان على المركز الأول والثاني لا محالة، ولكن ما حدث خيب الآمال، فالانتصار ليس للكلمة كما عودنا العرب، إنما كان للمال الذي يعدل أو يشوه الكثير من النتائج لصالحه.
ولو تقدم الفرزدق وجرير إلى المسابقة وكلاهما من تميم، ولكن ذاك دارمي، وجرير من بيت شديد التواضع لتوّج الفرزدق واستبعد جرير من التصفية الأولى، والحمد لله أن خلفاء المسلمين كانت لديهم شاعرية وانتصار للكلمة أفضل بكثير من لجنة التحكيم في شاعر المليون، ومن المشاهدين الذين همشوا الهدف وحادوا عنه، وهذا ما صرفني عنه في باقي مواسمه.
تحياتي لكل شعراء العرب وأدبائهم...
ولشاعرنا أقول أبدعت في هذه الأبيات بمجموعة من الحكم تحسب لك تاريخياً:

إلى من لحوم الأوادم يأكلون ....... وحلوقهم دافع البلا متواكله
ناس عن أعراض العرب ما يعرضون .... ودايم على نفس الشكل والشاكله
في سلمهم أو لا بالأكل الأقربون ..... وأطيبهم اللي صيدته شكواك له
يدعيهم الشيطان للذيب ويجون ......... هذا يقطع له وذاك يواكله

وقفة:
إذا كنا نقول إن القدرة على الكلام صفة من أهم صفات العرب وأنها من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل صاحب قضية حتى يستطيع استجماع الآراء حوله، ولكن أيضاً قد تجنح إلى السلبية فيستخدمها الكثير لتعتيم الحقائق والحديث عن مجد ما صنعوه، وربما استخدموه كمخدر للشعوب بعد أن يعزفوا على أوتارهم العاطفية ولنتذكر أن نبي الله موسى لم يكن متحدثاً بليغاً، ولكن خصه الله بالرسالة ولإدراكه أهمية الكلام للتأثير طلب من الله أن يشد أزره بهارون، لذلك أقول علينا أن نحترز فليس كل ما يلمع ذهباً. منقول عن جريدة العرب
للكاتبة سارة الخاطر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1283&artid=138707

القيسي
21-06-2011, 12:52 PM
شكرا على الموضوع

بلوتنيوم
21-06-2011, 01:13 PM
هو في اشطر منا في الكلام ؟؟!

intesar
21-06-2011, 01:36 PM
نعم قريت المقالة اليوم وعجبتني
بالكلام تقدر تقود حروب ..
اللسان بالرغم من صغرها الا أنها آفة عظيمة للي ما يعرف كيف يوجهها

دمتم بود..

لعديد
22-06-2011, 09:56 AM
http://1.bp.blogspot.com/_mK_V59dBJcs/R17C2cWffCI/AAAAAAAAAI0/9I-ZCx5Z_G4/S300/Untitled-1.psd.psd.jpg

لعديد
22-06-2011, 04:40 PM
شكرا على الموضوع

ياااامرحبا يالقيسي حياك الله


هو في اشطر منا في الكلام ؟؟!

ههههههه ....وبعد الفعل لكن لكل دولة رجال


نعم قريت المقالة اليوم وعجبتني
بالكلام تقدر تقود حروب ..
اللسان بالرغم من صغرها الا أنها آفة عظيمة للي ما يعرف كيف يوجهها

دمتم بود..

الله يكفينا آفة اللسان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ


عرف العرب بالخطابة وكان لكل قبيلة خطيب هو من يذود عن القبيلة ويتحدث بلسانها - إلى جوار شاعر القبيلة طبعا- وكانت له مكانة مميزة و مرموق بين أبناء قبيلته ..
نماذج من خطب هذا الأدب العربي الرفيع ..

سنبدأ بخطبة لخير من نطق بلغة الضاد السيد المطاع
النبي الأعظم صلوات ربي عليه ما سحت المزن

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ ، قَالَ : " لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ سورة الشعراء آية 214 ، اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا ، فَمَكَثَ شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ ، حَتَّى ظَنَّ عَمَّاتُهُ أَنَّهُ شَاكٍ ، فَدَخَلْنَ عَلَيْهِ عَائِدَاتٍ ، فَقَالَ : " مَا اشْتَكَيْتُ شَيْئًا ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الأَقْرَبِينَ ، فَأَرَدْتُ جَمْعَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لأَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ " . قُلْنَ : فَادْعُوهُمْ ، وَلا تَجْعَلْ عَبْدَ الْعُزَّى فِيهِمْ يَعْنِينَ أَبَا لَهَبٍ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُجِيبِكَ إِلَى مَا تَدْعُوهُ إِلَيْهِ ، وَخَرَجْنَ مِنْ عِنْدِهِ ، وَهُنَّ يَقُلْنَ : إِنَّمَا نَحْنُ نِسَاءٌ . فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ . فَحَضَرُوا وَمَعَهُمْ عِدَّةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، وَجَمِيعُهُمْ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلا . وَسَارَعَ إِلَيْهِ أَبُو لَهَبٍ ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ يُرِيدَ أَنْ يَنْزِعَ عَمَّا يَكْرَهُونَ إِلَى مَا يُحَبِّوُنَ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا ، قَالَ أَبُو لَهَبٍ : هَؤُلاءِ عُمُومَتُكَ وَبَنُو عَمِّكَ ، فَتَكَلَّمْ بِمَا تُرِيدُ ، وَدَعِ الصَّلاةَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَتْ لِقَوْمِكَ بِالْعَرَبِ قَاطِبَةً طَاقَةٌ . وَأَنَّ أَحَقَّ مَنْ أَخَذَكَ فَحَبَسَكَ أُسْرَتُكَ وَبَنُو أَبِيكَ إِنْ أَقَمْتَ عَلَى أَمْرِكَ ، فَهُوَ أَيْسَرُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ تَثِبَ بِكَ بُطُونُ قُرَيْشٍ وَتَمُدُّهَا الْعَرَبُ ، فَمَا رَأَيْتَ يَا ابْنَ أَخِي أَحَدًا قَطُّ جَاءَ بَنِي أَبِيهِ بِشَرٍّ مِمَّا جِئْتَهُمْ بِهِ . وَأَسْكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ ، وَمَكَثَ أَيَّامًا ، وَكَبُرَ عَلَيْهِ كَلامُ أَبِي لَهَبٍ . فَنَزَلَ جِبْرِيلُ ، فَأَمَرَهُ بِإِمْضَاءِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، وَشَجَّعَهُ عَلَيْهِ . فَجَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ ، وَأَسْتَعِينُهُ وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ . ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الرَّائِدَ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ . وَاللَّهِ لَوْ كَذَبْتُ النَّاسَ جَمِيعًا ، مَا كَذَبْتُكُمْ ، وَلَوْ غَرَرْتُ النَّاسَ ، مَا غَرَرْتُكُمْ وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ خَاصَّةً وَإِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَاللَّهِ لَتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُونَ ، وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُونَ ، وَلَتُحَاسَبُنَّ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلَتُجْزَوُنَّ بِالإِحْسَانِ إِحْسَانًا وَبِالسُّوءِ سُوءًا . وَإِنَّهَا لَلْجَنَّةُ أَبَدًا . وَالنَّارُ أَبَدًا . وَأَنْتُمْ لأَوَّلُ مَنْ أُنْذِرُ . " فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : مَا أَحَبَّ إِلَيْنَا مُعَاوَنَتَكَ وَمُرَافَدَتَكَ ، وَأَقْبَلَنَا لِنَصِيحَتِكَ ، وَأَشَدَّ تَصْدِيقَنَا لِحَدِيثِكَ . وَهَؤُلاءِ بَنُو أَبِيكَ مُجْتَمِعُونَ . وَإِنَّمَا أَنَا أَحَدُهُمْ ، غَيْرَ أَنِّي وَاللَّهِ أَسْرَعُهُمْ إِلَى مَا تُحِبُّ . فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ . فَوَاللَّهِ ، لا أَزَالُ أَحُوطُكَ وَأَمْنَعُكَ ، غَيْرَ أَنِّي لا أَجِدُ نَفْسِي تُطَوِّعُ لِي فِرَاقَ دِينِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَمُوتَ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ . وَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ كَلامًا لَيِّنًا ، غَيْرَ أَبِي لَهَبٍ ، فَإِنَّهُ قَالَ : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، هَذِهِ وَاللَّهِ السَّوْءَةُ ، خُذُوا عَلَى يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى يَدِهِ غَيْرُكُمْ . فَإِنْ أَسْلَمْتُمُوهُ حِينَئِذٍ ، ذُلِلْتُمْ ، وَإِنْ مَنَعْتُمُوهُ قُتِلْتُمْ . فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : وَاللَّهِ ، لَنْمَنَعَنَّهُ مَا بَقِينَا " .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخنساء رضي الله عنها وهي تحرض أبناءها على القتال
حضرت الخنساءُ حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فقالت لهم
يابنيّ أنتم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما أنّكم بنو امرأة واحدة ما خُنْتُ أباكم ولا فَضَحت خالكم ولا هَجَّنت حسبكم ولا غَبَّرْت نسبكم

وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب العظيم في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عزّ وجلّ
يا أيها الذين آمَنوا اصبِروا وصابِروا ورابِطوا واتّقوا الله لعلّكم تُفلِحون
فإذا أصبحتم غداً فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ولله على أعدائه مستنصرين

فلمّا أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم فتقدّموا واحداً بعد واحد يُنشدون الأراجيز فقاتلوا حتى استُشهِدوا جميعاً فلما بلغنا الخبر قالت الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته
................
فكان عمر رضي الله عنه يعطيها أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد منهم مائة درهم حتى قُبض وماتت الخنساء

لعديد
22-06-2011, 04:56 PM
من اشهر خطب الحجاج بن يوسف الثقفي
لتسليط الضوء على فصاحة وقوة الحجاج اللغوية

خطبته حين ولي العراق
حدث عبد الملك بن عمير الليثي قال بينما نحن في المسجد الجامع بالكوفة وأهل الكوفة يومئذ ذو حال حسنة يخرج الرجل منهم في العشرة والعشرين من مواليه إذ أتى آت فقال هذا الحجاج قد قدم أميرا على العراق فإذا به قد دخل المسجد معتما بعمامة قد غطي بها أكثر وجهه متقلدا سيفا متنكبا قوسا يؤم المنبر فقام الناس نحوه حتى صعد المنبر فمكث ساعة لا يتكلم فقال الناس بعضهم لبعض قبح الله بني أمية حيث تستعمل مثل هذا على العراق حتى قال عمير بن ضابئ البرجمي ألا أحصبه لكم فقالوا أمهل حتى ننظر فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه ونهض فقال :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفونى
ثم قال يأهل الكوفة أما والله إني لأحمل الشر بحمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإني لأري أبصارا طامحة وأعناقا متطاولة ورءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها وكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى تترقرق ثم قال :
هذا أوان الشد فاشتدي زيم قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزار على ظهر وضم
قد لفها الليل بعصلبي أروع خراج من الدوي
مهاجر ليس بأعرابي
قد شمرت عن ساقها فشدواوجدت الحرب بكم فجدوا
وليس القوس فيها وتر عردمثل ذراع البكر أو أشد
لا بد مما ليس منه بد
إني والله يأهل العراق ومعدن الشقاق والنفاق ومساوي الأخلاق ما يقعقع لي بالشنان ولا يغمز جانبي كتغماز التين ولقد فررت عن ذكاء وفتشت عن تجربة وجريت إلى الغاية القصوى وإن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم بي لأنكم طالما أوضعتم في الفتن واضطجعتم في مراقد الضلال وسننتم سنن الغي أما والله لألحونكم لحو العصا ولأقرعنكم قرع المروءة ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وإني والله لا أعد إلا وفيت ولا أهم إلا أمضيت ولا أخلق إلا فريت فإياي وهذه الشفعاء والزرافات والجماعات وقالا وقيلا وما تقول وفيم أنتم وذاك
أما والله لتستقيمن على طريق الحق أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلب بن أبي صفرة وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلف بعد أخذ عطائه بثلاثة أيام إلا سفكت دمه وأنهبت ماله وهدمت منزله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خطبته بعد وقعة دير الجماجم
وخطب أهل العراق بعد وقعة دير الجماجم فقال :
يأهل العراق إن الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والأطراف والأعضاء والشغاف ثم أفضي إلى المخاخ والأصماخ ثم ارتفع فعشش ثم باض وفرخ فحشاكم نفاقا وشقاقا وأشعركم خلافا اتخذتموه دليلا تتبعونه وقائدا تطيعونه ومؤامرا تستشيرونه فكيف تنفعكم تجربة أو تعظكم وقعة أو يحجزكم إسلام أو ينفعكم بيان؟؟؟
ألستم أصحابي بالأهواز حيث رمتم المكر وسعيتم بالغدر واستجمعتم للكفر وظننتم أن الله يخذل دينه وخلافته وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لواذا وتنهزمون سراعا ثم يوم الزاوية وما يوم الزاوية بها كان فشلكم وتنازعكم وتخاذلكم وبراءة الله منكم ونكوص وليكم عنكم إذ وليتم كالإبل الشوارد إلى اوطانها النوازع إلى أعطانها لا يسأل المرء عن أخيه ولا يلوي الشيخ على بنيه حتى عضكم السلاح وقصمتكم الرماح ثم يوم دير الجماجم وما يوم دير الجماجم بها كانت المعارك والملاحم .
بضرب يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله
يأهل العراق والكفرات بعد الفجرات والغدرات بعد الخترات والزوات بعد النزوات إن بعثتكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم وإن أمنتم أرجفتم وإن خفتم نافقتم لا تذكرون حسنة ولا تشكرون نعمة هل استخفكم ناكث أو استغواكم غاو أو استنصركم ظالم أو استعضدكم خالع إلا تبعتموه وآويتموه ونصرتموه وزكيتموه
يأهل العراق هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلا كنتم أتباعه وأنصاره ؟؟
يأهل العراق ألم تنهكم المواعظ ؟؟ألم تزجركم الوقائع؟؟ ثم التفت إلى أهل الشأم وهم حول المنبر فقال :
يأهل الشام إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنها المدر ويباعد عنها الحجر ويكنها من المطر ويحميها من الضباب ويحرسها من الذئاب يأهل الشام أنتم الجنة والرداء وأنتم العدة والحذاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

خطبته وقد أرجف أهل العراق بموته

ومرض الحجاج ففرح أهل العراق وأرجفوا بموته فلما بلغه تحامل حتى صعد المنبر فقال :
إن طائفة من أهل العراق أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم فقالوا مات الحجاج ومات الحجاج فمه وهل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت والله ما يسرني ألا أموت وأن لي الدنيا وما فيها وما رأيت الله رضي بالتخليد إلا لأهون خلقه عليه إبليس قال أنظرني إلي يوم يبعثون قال إنك من المنظرين ولقد دعا الله العبد الصالح فقال ربي اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فأعطاه ذلك إلا البقاء فما عسى أن يكون أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل كأني والله بكل حي منكم ميتا وبكل رطب يابسا ونقل في ثياب أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولا في ذراع عرضا وأكلت الأرض لحمه ومصت صديده وانصرف الحبيب من ولده يقسم الخبيث من ماله إن الذين يعقلون يعلمون ما أقول