شمعة الحب
10-05-2006, 08:43 PM
لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
إبراهيم محمد باداود - 12/04/1427هـ
imbadawood@yahoo.com
العنوان السابق هو مثل ينطبق على أحوال كثير ممن يعانون من حال سوق الأسهم اليوم، فما حدث ويحدث من انهيارات متوالية للسوق بدعوى أنها حركة تصحيحية أصبح بالنسبة للكثيرين عبارة عن مسلسل مرعب ذي حلقات صباحية ومسائية يقوم من خلاله أبطال هذا المسلسل المرعب بالتمثيل والتشويه في جثث الضحايا متناسين هذا المثل الذي يؤكد أنه لن يكون هناك ضرر ولن يوجد أي أثر، فأنت إذا قمت بسلخ الشاة بعد ذبحها فلن تتأثر الشاة، فالموت قد وقع والروح قد خرجت والخسارة قد تمت وماهو موجود إنما هو جسد فقط لا حياة ولا روح فيه، فمهما قمت بحركات تصحيح أو عمليات تمثيل أو ممارسة أي أسلوب من أساليب التشويه، فلن تجدي، فالمريض قد مات بعد أن بقي وعلى مدار شهرين ينازع ويكافح ويستخدم الدواء تلو الآخر إلى أن خرجت روحه، فمهما تم بعد ذلك فلا فائدة ومهما تواصلت حلقات المسلسل فلن يكون هناك ضرر.
وما يحدث في سوق المال ينطبق على كثير من أحوال بعض الجهات التي نجد أن بعضها قد نجح في أن يصل بآمال الناس فيه إلى هذه المرحلة، وهي مرحلة اليأس فلا تجدي فيه شكوى ولا رفع قضية ولا طلب من الشرطة ولا قرار من المحكمة ولا وجود ضحايا أو خسارة مالية، فكل ذلك لا يهم وتبقى الأوضاع على ما هي عليه، وفي أفضل الظروف قد تشكل لجنة للدراسة لمعرفة أسباب هذا التردي الذي أدى إلى الموت.
إن خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - يقدم ويبذل الكثير من المبادرات الكريمة والتي كان آخرها تخفيض أسعار البنزين والديزل، وهي مكارم لا ينكرها إلا جاحد، ومع ذلك فإنك تجد أن هناك تبلدا في الإحساس لدى كثير من المسؤولين في بعض المنشآت التي قد تكون في طريقها إلى الموت، فيكاد المراجع لا يجد مَن يسمع صوته، وإن وجد فيكاد لا يجد أثراً لهذا السماع، وإن وجد فغالبا ما يكون أثراً غير إيجابي. وللأسف فإن هذا الداء قد استشرى اليوم وأصاب كثيرا من الأفراد والمؤسسات، فقد أصبح أساس المعاملة أن يكون فيها تعقيدات، وأن تأخذ أياماً وأحياناً أسابيع، وقد تصل إلى أشهر بل سنوات كي تنجز - إن أنجزت - كما أصبح التنسيق بين كثير من الجهات في المعاملات المشتركة مفقودا، فالجميع يطلب تعبئة نماذج متكررة، والجميع يطلب تقديم طلبات متشابهة حتى إن هناك بعض المعاملات يكاد يصل عدد الأوراق فيها إلى مئات الأوراق ولا يتمكن صاحب المعاملة من حملها لثقلها.
إن نداءات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - تتوالى يوما بعد يوم رغبة في تطوير الأداء وسرعة الإنجاز ومكافحة الفساد وتقديم المبادرات تلو الأخرى لتسهم في توفير حياة رغيدة وكريمة للمواطنين، وها هو في كلمته التي قدمها لشعبه مطلع هذا الأسبوع يقدم درسا للمسؤولين ليحملوا المسؤولية كما حملها، وأن يضعوا هموم المواطنين وتطلعاتهم وآمالهم نصب أعينهم كما وضعها هو، وأن يجتهدوا ويعملوا، كما يجتهد - حفظه الله - لأهله، وأن يتعلموا من حرصه فيحرصون على مَن يخدمونهم أكثر من حرصهم على أنفسهم، وأن تكون همومهم مشتركة وموحدة.
إنها دعوة مخلصة لأن نرتقي في مستوى إنجازاتنا إلى المستوى الذي تأمله القيادة في حمل هم هذا الشعب، وأن يبذل المسؤولون جهدهم في أن يدعموا هذه المبادرات والمكرمات بإصلاح آليات العمل وتطويرها حتى يشعر الناس أن همومهم وآمالهم وتطلعاتهم موجودة لدى كل مسؤول، وأن هذه المشاعر وتلك الطموحات وهذه الرغبات موجودة وبشكل متساو لدى جميع المسؤولين بمختلف مناصبهم ومراتبهم، فلا يصيبهم اليأس ولا يحيط بهم الملل ولا يصل الحال بهم إلى أن يشعروا بأن الحياة من حولهم قد فقدت معناها، فلا يضرهم ما يحدث من تردٍ أو سوء بعد ذلك.
1710 قراءة
تعليقات الزوار
12/04/1427هـ ساعة 3:04 مساءً (السعودية)
لقداخبرنا رسولناالحبيب صلى الله عليه وسلم بأن يوكل الأمر لغير اهله في اخر الزمان والمقصود بغيراهله هم اولئك الذين لايضعون امام اعينهم مراقبةالله لهم والخوف منه وانه سيسألهم عن كل امراوكل لهم ولم يؤدوه بمايرضي الله وقدموا مصالحهم على مصالح الناس فحفظوا حقوقهم واضاعوا حقوق غيرهم.
إبراهيم محمد باداود - 12/04/1427هـ
imbadawood@yahoo.com
العنوان السابق هو مثل ينطبق على أحوال كثير ممن يعانون من حال سوق الأسهم اليوم، فما حدث ويحدث من انهيارات متوالية للسوق بدعوى أنها حركة تصحيحية أصبح بالنسبة للكثيرين عبارة عن مسلسل مرعب ذي حلقات صباحية ومسائية يقوم من خلاله أبطال هذا المسلسل المرعب بالتمثيل والتشويه في جثث الضحايا متناسين هذا المثل الذي يؤكد أنه لن يكون هناك ضرر ولن يوجد أي أثر، فأنت إذا قمت بسلخ الشاة بعد ذبحها فلن تتأثر الشاة، فالموت قد وقع والروح قد خرجت والخسارة قد تمت وماهو موجود إنما هو جسد فقط لا حياة ولا روح فيه، فمهما قمت بحركات تصحيح أو عمليات تمثيل أو ممارسة أي أسلوب من أساليب التشويه، فلن تجدي، فالمريض قد مات بعد أن بقي وعلى مدار شهرين ينازع ويكافح ويستخدم الدواء تلو الآخر إلى أن خرجت روحه، فمهما تم بعد ذلك فلا فائدة ومهما تواصلت حلقات المسلسل فلن يكون هناك ضرر.
وما يحدث في سوق المال ينطبق على كثير من أحوال بعض الجهات التي نجد أن بعضها قد نجح في أن يصل بآمال الناس فيه إلى هذه المرحلة، وهي مرحلة اليأس فلا تجدي فيه شكوى ولا رفع قضية ولا طلب من الشرطة ولا قرار من المحكمة ولا وجود ضحايا أو خسارة مالية، فكل ذلك لا يهم وتبقى الأوضاع على ما هي عليه، وفي أفضل الظروف قد تشكل لجنة للدراسة لمعرفة أسباب هذا التردي الذي أدى إلى الموت.
إن خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - يقدم ويبذل الكثير من المبادرات الكريمة والتي كان آخرها تخفيض أسعار البنزين والديزل، وهي مكارم لا ينكرها إلا جاحد، ومع ذلك فإنك تجد أن هناك تبلدا في الإحساس لدى كثير من المسؤولين في بعض المنشآت التي قد تكون في طريقها إلى الموت، فيكاد المراجع لا يجد مَن يسمع صوته، وإن وجد فيكاد لا يجد أثراً لهذا السماع، وإن وجد فغالبا ما يكون أثراً غير إيجابي. وللأسف فإن هذا الداء قد استشرى اليوم وأصاب كثيرا من الأفراد والمؤسسات، فقد أصبح أساس المعاملة أن يكون فيها تعقيدات، وأن تأخذ أياماً وأحياناً أسابيع، وقد تصل إلى أشهر بل سنوات كي تنجز - إن أنجزت - كما أصبح التنسيق بين كثير من الجهات في المعاملات المشتركة مفقودا، فالجميع يطلب تعبئة نماذج متكررة، والجميع يطلب تقديم طلبات متشابهة حتى إن هناك بعض المعاملات يكاد يصل عدد الأوراق فيها إلى مئات الأوراق ولا يتمكن صاحب المعاملة من حملها لثقلها.
إن نداءات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - تتوالى يوما بعد يوم رغبة في تطوير الأداء وسرعة الإنجاز ومكافحة الفساد وتقديم المبادرات تلو الأخرى لتسهم في توفير حياة رغيدة وكريمة للمواطنين، وها هو في كلمته التي قدمها لشعبه مطلع هذا الأسبوع يقدم درسا للمسؤولين ليحملوا المسؤولية كما حملها، وأن يضعوا هموم المواطنين وتطلعاتهم وآمالهم نصب أعينهم كما وضعها هو، وأن يجتهدوا ويعملوا، كما يجتهد - حفظه الله - لأهله، وأن يتعلموا من حرصه فيحرصون على مَن يخدمونهم أكثر من حرصهم على أنفسهم، وأن تكون همومهم مشتركة وموحدة.
إنها دعوة مخلصة لأن نرتقي في مستوى إنجازاتنا إلى المستوى الذي تأمله القيادة في حمل هم هذا الشعب، وأن يبذل المسؤولون جهدهم في أن يدعموا هذه المبادرات والمكرمات بإصلاح آليات العمل وتطويرها حتى يشعر الناس أن همومهم وآمالهم وتطلعاتهم موجودة لدى كل مسؤول، وأن هذه المشاعر وتلك الطموحات وهذه الرغبات موجودة وبشكل متساو لدى جميع المسؤولين بمختلف مناصبهم ومراتبهم، فلا يصيبهم اليأس ولا يحيط بهم الملل ولا يصل الحال بهم إلى أن يشعروا بأن الحياة من حولهم قد فقدت معناها، فلا يضرهم ما يحدث من تردٍ أو سوء بعد ذلك.
1710 قراءة
تعليقات الزوار
12/04/1427هـ ساعة 3:04 مساءً (السعودية)
لقداخبرنا رسولناالحبيب صلى الله عليه وسلم بأن يوكل الأمر لغير اهله في اخر الزمان والمقصود بغيراهله هم اولئك الذين لايضعون امام اعينهم مراقبةالله لهم والخوف منه وانه سيسألهم عن كل امراوكل لهم ولم يؤدوه بمايرضي الله وقدموا مصالحهم على مصالح الناس فحفظوا حقوقهم واضاعوا حقوق غيرهم.