المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخمس



Banana
27-04-2005, 12:24 PM
مقدمة:الإسلام منهج متكامل للحياة, لما يتضمنه من أسس و قواعد لبناء حياة سعيدة للبشرية, و لم يغفل الإسلام جانباً على حساب جانب آخر, بل وضع موازين دقيقة كي تسير الحياة بطريقة منهجية و قويمة.
و من هذه القواعد التي وضعها الله عز وجل في الجانب الاقتصادي هي فريضة الخمس, هذه الفريضة المالية هي إحدى الروافد التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي.

و الخمس عبارة عن ضريبة مالية واضح مصدرها و مصرفها و مقدارها.


فمصدرها: الغنائم, و كل فائدة يستفيدها الإنسان, و الغوص, و الكنز, و المعدن, و قسم من الأرض, و ما اختلط من الحلال و الحرام.

و مصرفها: اليتامى و المساكين و أبناء السبيل من ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم مقدارها: من الخمسة واحد, أي ما يعادل 20% من رأس المال.

و الخمس من الواجبات المالية المؤكدة, و قد نص القرآن الكريم على ذلك بوضوح, يقول تعالى:

" وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "{الأنفال/41}

و يقول الامام :" إن الله الذي لا إله إلا هو لما حرّم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس؛ فالصدقة علينا حرام, و الخمس لنا فريضة, و الكرامة لنا حلال".

و قد أجمع فقهاؤنا على وجوب الخمس على كل مكلف رجلاً كان أو امرأة, فيجب الخمس في كل ما يفضل عن مؤونة سنة الإنسان و عياله مهما كانت مهنته و وظيفته, و من أي نحو حصلت فائدته, سواء أكانت من التجارة أو الزراعة أو الصناعة أو السياحة... الخ.

أوجب الله سبحانه وتعالى فريضة الخمس على كل مكلف, ولاشك في أن لكل تشريع فلسفته وحكمه..

ويمكننا استيعاب فلسفه الخمس من خلال النقاط التالية:

امتحان المؤمن:
يعشق الإنسان المال, ويحرص عليه أشد الحرص,يقول تعالى(وتحبون المال حبا جما) فلا يوجد من لايحب المال, ومن لايفكر فيه, ومن لايعمل من اجله, فالكل يحب المال, ويتعب نفسه من اجله, ويكابد العناء بهدف مضاعفته!

والخمس هو امتحان لإيمان الإنسان, ومدى إخلاصه لربه, فالخمس يعني أن تدفع من ممتلكاتك الزائدة عن مؤونتك السنوية-نقدا كانت أم عينا-20% من رأس المال, وهنا الامتحان الأصعب!

فقد اعتبر القران الكريم أن أداء الخمس علامة بارزة على الإيمان,حيث يقول تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ){الأنفال/41}

ويضيف مؤكدا ورابطا بين أداء الخمس كواجب شرعي وبين تحقق الإيمان

(إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ){الأنفال/41}

أي ادفعوا الخمس إن كنتم آمنتم بالله وبرسالاته التي أنزلت على عبده ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم, وعليه فمن يلتزم بأداء ماعليه من الحقوق الشرعية فهو مؤمن مخلص, ومن لايقوم بهذه الوظيفة المالية فهو ممن ينطبق عليه تجزئه الإيمان, يؤمن ببعض ويكفر ببعض, وهذا خلاف الإيمان الكامل, بل هو عكس الإيمان.
و ورد في الحديث عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قرأت عليه آية الخمس فقال:
"ماكان لله فهو لرسوله وماكان لرسوله فهو لنا, ثم قال: والله لقد يسر على المؤمنين انه رزقهم خمسة دراهم وجعلوا لربهم واحدا وأكلوا أربعة حلالا, ثم قال: هذا من حديثنا صعب مستصعب لايعمل به ولا يصبر عليه إلا ممتحن قلبه للإيمان"
تطهير المال:

أكدت الكثير من الروايات على أن الخمس يطهر المال, ويزيد في الرزق, ويضاعف التوفيق للإنسان, فعن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن علي عليه السلام انه أتاه رجل فقال:إني كسبت مالا أغمضت في مطالبه حلالا وحراما وقد أردت التوبة ولا ادري الحلال منه من الحرام, وقد اختلط علي, فقال علي عليه السلام:"تصدق بخمس مالك, فان الله قد رضي من الأشياء بالخمس وسائر المال لك حلال" وعن الإمام الصادق عليه السلام قال:"إني لأخذ من أحدكم الدرهم, واني لمن أكثر أهل المدينة مالا ما أريد بذلك إلا أن تطهروا"

مؤثر
28-04-2005, 05:33 AM
مع أحترامي الشديد لأخواني أتباع مذهب أهل البيت
إلا أننا أهل السنة والجماعه نختلف معكم في وجوب الخمس

الزكاة المفروضة عندنا هي ربع العشر وليس الخمس أو العشر في حالة زكاة الزروع والثمار التي تسقى بماء السماء

أما الخمس المقصود في الآيات المذكورة هو الخمس في الغنائم والكنوز وغيرها

ةالله الموفق

مع شديد إحترامي