لعديد
30-06-2011, 04:20 PM
حسنات الأبرار ...... سيئات المقربين
إذا طرحت موضوعاً يتكلم عن الأغاني فإنك سوف تقابل بردود فعل مختلفة، خاصة أن مثل هذه الأمور تقترب من المنطقة المحرمة من حيث الحل أو الحرمة، وهذا يعود بذاكرتي إلى الوراء عندما كنت أدرّس اللغة العربية في الوكرة الثانوية للبنات، وكانت تجمعنا غرفة كبيرة حوت مجموعة من المعلمات في مختلف التخصصات، لهن مني كل التقدير والاحترام، فكل واحدة منهن كانت متوقدة في تخصصها، وكانت هذه الغرفة بمثابة الصالون الأدبي الكبير، فإذا كانت هناك معلومة ترى الجميع يتناولونها ويشرحونها من زاويتهم العلمية والثقافية، ولكنها كلها في النهاية تصب في قالب واحد أن المعلمة القطرية تمتلك الكثير من الصفات الجميلة والإيجابية، ومن قوة الإرادة والرأي والعزم ومن دماثة الخلق والروح المحبة للخير، تحياتي لهن جميعاً. ولكن هذا لا يعني أن مجتمع المعلمات مجتمع ملائكي ومثالي ولا شواذ عن القاعدة فيه، ولكنني أتحدث عن الصفة السائدة وعن الأغلب الأعم.
في أحد أيام الشتاء الممطرة والتي تكسو السماء بحلل من الغيوم يذهب الإنسان إلى العمل وقد امتلأت نفسه بالجمال والطموح، وبتلك الأمنيات التي ترفرف به من عالم الأرض إلى عالم السماء، وما إن تدخل إلى المدرسة إلا وتسمع تلك الكلمات التي تتغزل بالكون وخالقه، ولذلك تجد حركة غير اعتيادية من الجميع تصل إلى حب الاستماع إلى أغاني المطر، خاصة ((طق يا مطر طق)) فننصت إلى تلك الكلمات التي تتم جمال اللوحة الفنية، وصوت أروى العذب يتغلغل في النفوس، فتنطلق تلك الابتسامات والتعليقات، وما إن تدخل معلمة العلوم الشرعية حتى ترمقنا بنظرات مستنكرة علينا الاستماع للأغاني، فنرد عليها أن هذه أنشودة من تراث الأهل والأجداد، مع إنني لا أميل كثيراً إلى عبارة ((شمسنا طالعة)) لأنه فيما يبدو أن الشمس أقسمت أن لا تغيب عن سمائنا، حتى في أوقات هطول المطر، وينافسها الآن ساعات التمدرس لأبنائنا، فلا شيء يحدها حتى وصول درجة الحرارة إلى الخمسينات.
وكنت أتبع كلامي هذه العبارة ((حسنات الأبرار سيئات المقربين))، وما زالت علامات الدهشة تعلو وجهها فأشرح لها قائلة إذا سمعك البنات تتحدثين عن الأغاني وجمالها فسيستنكرون ذلك، أما نحن معلمات العربية فلا!! وأعني فعلاً الكلمة فهناك من يكون محط أنظار الجميع، فكل فعل منه مسجل عليه، أما الآخرون فهم أقل درجةً لأن الناس لا تتوقع نفس التوقعات من جميع المعلمين، فالمعلمون مراتب، لذلك تختلف درجات الحساب فإذا تحدثنا أو كتبنا عن الأغاني ليس من باب حب الأغاني بقدر ما هو اقتراب من مواضع الكلمة الجميلة التي تأسرنا أينما ذهبنا، ولعلها صناعتنا في تدريس الشعر العربي، وهي تختلف عن معلمات العلوم الشرعية المرتبطة بالقرآن الكريم، فنحن الأبرار وأنتم المقربون، وكلنا هنا من أجل خدمة العملية التعليمية التي تجعل من الطالب محباً للجمال بكل إبداعاته وصوره. تحياتي لجميع صناع الكلمة الجميلة والراقية المبتعدة عن الابتذال والانحطاط بالذوق البشري.
وقفة: -
كل الشكر والتقدير لصاحب ترخيص ومدير مدرسة الوكرة الثانوية للبنين ولجميع نوابه ومعلميه وإداريي المدرسة لجهودهم الكبيرة مع أبنائنا، ولكل الخدمات التي قدموها لهم من دروس تقوية وبرامج دعم عززت مستوى الطلاب في نتائج الثانوية العامة.منقول عن جــريدة العـــرب
للكاتبة ســـارة الخاطــــر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1292&artid=139949
إذا طرحت موضوعاً يتكلم عن الأغاني فإنك سوف تقابل بردود فعل مختلفة، خاصة أن مثل هذه الأمور تقترب من المنطقة المحرمة من حيث الحل أو الحرمة، وهذا يعود بذاكرتي إلى الوراء عندما كنت أدرّس اللغة العربية في الوكرة الثانوية للبنات، وكانت تجمعنا غرفة كبيرة حوت مجموعة من المعلمات في مختلف التخصصات، لهن مني كل التقدير والاحترام، فكل واحدة منهن كانت متوقدة في تخصصها، وكانت هذه الغرفة بمثابة الصالون الأدبي الكبير، فإذا كانت هناك معلومة ترى الجميع يتناولونها ويشرحونها من زاويتهم العلمية والثقافية، ولكنها كلها في النهاية تصب في قالب واحد أن المعلمة القطرية تمتلك الكثير من الصفات الجميلة والإيجابية، ومن قوة الإرادة والرأي والعزم ومن دماثة الخلق والروح المحبة للخير، تحياتي لهن جميعاً. ولكن هذا لا يعني أن مجتمع المعلمات مجتمع ملائكي ومثالي ولا شواذ عن القاعدة فيه، ولكنني أتحدث عن الصفة السائدة وعن الأغلب الأعم.
في أحد أيام الشتاء الممطرة والتي تكسو السماء بحلل من الغيوم يذهب الإنسان إلى العمل وقد امتلأت نفسه بالجمال والطموح، وبتلك الأمنيات التي ترفرف به من عالم الأرض إلى عالم السماء، وما إن تدخل إلى المدرسة إلا وتسمع تلك الكلمات التي تتغزل بالكون وخالقه، ولذلك تجد حركة غير اعتيادية من الجميع تصل إلى حب الاستماع إلى أغاني المطر، خاصة ((طق يا مطر طق)) فننصت إلى تلك الكلمات التي تتم جمال اللوحة الفنية، وصوت أروى العذب يتغلغل في النفوس، فتنطلق تلك الابتسامات والتعليقات، وما إن تدخل معلمة العلوم الشرعية حتى ترمقنا بنظرات مستنكرة علينا الاستماع للأغاني، فنرد عليها أن هذه أنشودة من تراث الأهل والأجداد، مع إنني لا أميل كثيراً إلى عبارة ((شمسنا طالعة)) لأنه فيما يبدو أن الشمس أقسمت أن لا تغيب عن سمائنا، حتى في أوقات هطول المطر، وينافسها الآن ساعات التمدرس لأبنائنا، فلا شيء يحدها حتى وصول درجة الحرارة إلى الخمسينات.
وكنت أتبع كلامي هذه العبارة ((حسنات الأبرار سيئات المقربين))، وما زالت علامات الدهشة تعلو وجهها فأشرح لها قائلة إذا سمعك البنات تتحدثين عن الأغاني وجمالها فسيستنكرون ذلك، أما نحن معلمات العربية فلا!! وأعني فعلاً الكلمة فهناك من يكون محط أنظار الجميع، فكل فعل منه مسجل عليه، أما الآخرون فهم أقل درجةً لأن الناس لا تتوقع نفس التوقعات من جميع المعلمين، فالمعلمون مراتب، لذلك تختلف درجات الحساب فإذا تحدثنا أو كتبنا عن الأغاني ليس من باب حب الأغاني بقدر ما هو اقتراب من مواضع الكلمة الجميلة التي تأسرنا أينما ذهبنا، ولعلها صناعتنا في تدريس الشعر العربي، وهي تختلف عن معلمات العلوم الشرعية المرتبطة بالقرآن الكريم، فنحن الأبرار وأنتم المقربون، وكلنا هنا من أجل خدمة العملية التعليمية التي تجعل من الطالب محباً للجمال بكل إبداعاته وصوره. تحياتي لجميع صناع الكلمة الجميلة والراقية المبتعدة عن الابتذال والانحطاط بالذوق البشري.
وقفة: -
كل الشكر والتقدير لصاحب ترخيص ومدير مدرسة الوكرة الثانوية للبنين ولجميع نوابه ومعلميه وإداريي المدرسة لجهودهم الكبيرة مع أبنائنا، ولكل الخدمات التي قدموها لهم من دروس تقوية وبرامج دعم عززت مستوى الطلاب في نتائج الثانوية العامة.منقول عن جــريدة العـــرب
للكاتبة ســـارة الخاطــــر
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1292&artid=139949