لعديد
07-07-2011, 03:13 PM
كيف تكتشف الآخرين؟
في هذه الحياة لا بد أنك ستصادف الكثير من النماذج والصور البشرية، وكل منهم يحمل سمات شخصية خاصة به، وأنت مجبر أن تتعامل مع كل هذه الأطياف، خاصة إذا كنت في موقع قيادي، لذلك وجب عليك أن تجمعهم جميعا في خيط واحد، هو المعرفة الصحيحة بأنماطهم ليسهل عليك قيادتهم، وهذا سيتطلب منك تدريبات عقلية وذهنية كبيرة. فالأمر يقترب من التوقعات التي تصل صحتها إلى (%90) من قانون التعاملات البشرية. العرب عرفوا هذا النوع من العلم، وأسموه علم الفراسة، وقد وصل بهم قوة استيعابهم لهذا الأمر أن توقعوا ردود الفعل بناء على شكل الإنسان!!
هل عيناه ضيقة؟ أم واسعة؟ هل جبينه عريض أم ناتئ؟
حتى الفتوى كانت تعتمد هذا العلم بدليل ما روي عن ابن عباس وقد أتاه رجل يسأل هل للقاتل توبة فأجابه: نعم! ويأتيه رجل في نفس المجلس ليطرح السؤال نفسه فتأتي الإجابة المفاجئة لكل من في المجلس: لا! فيتعجب الجميع لاختلاف الفتوى فيجيب حبر الأمة (ابن عباس) بأن الأول جاءه وقد قتل فلم يشأ أن يضيق عليه رحمة الله، أما الآخر ففي نيته القتل فأراد أن يقطع عليه الطريق، لله درك يا ابن عباس أين أنت من علماء الفتوى اليوم، هذه الطريقة العلمية اللائقة بالصحابة الأخيار لم تكن صناعة متاحة، فتلك الصناعة عالية الجودة صنعها محمد – صلى الله عليه وسلم- بكل من يحيط به.
وفي عالم الأحلام أيضا يعتمدون على رؤيا الأشخاص، وبعدها يحدد المعبر تفسيره له بدليل تعبير ابن سيرين لرؤيا أحد الرجال بأنه سيحج وفسر نفس الرؤيا لآخر بأنه سارق مما أثار تعجب من حوله ففسر ذلك بأن الأول أتاه وعليه علامات الصلاح ففسر رؤياه بالحج، بدليل قوله تعالى (وأذن في الناس بالحج) أما الآخر فرأيت فيه علامات السوء فتذكرت قوله تعالى (أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) إذن فرؤية الشخص ملامحه وطريقته في الكلام تحدد لك من هو!!
الغرب عرف قيمة هذا العلم لذلك امتلأت مكتباتهم بهذا النوع من العلم، وهناك نظريات على رأسها نظريات فرويد والتي استفاد منها العقاد في دراسة العبقريات، لذلك في دراسته لعبقرية خالد أشار إلى أن العائلة التي يكثر بها الذكاء تكثر بها العوارض العصبية، وربما هذا الجانب السلبي والإيجابي لكل صفة!! أو كثرة تحفيز الدماغ للمعرفة تجعل من الإنسان كثير القلق والحركة.
ولذلك فهذا النظام تعتمده الكثير من الأجهزة الأمنية في دراسة الشخصية حتى يستطيعوا السيطرة الكاملة على أدواتهم، وإصدار أحكام مدروسة تعطيهم جملة من التوقعات طويلة المدى صادقة في بنودها، وتثبت صحتها مجريات الأيام، هو ليس علماً يعتمد على الكهانة أو العرافة، هو علم بحت تستطيع أن تمتلك أدواته إن شئت ومنها على سبيل المثال:
• كثرة القراءة لكتاب الله وسير الصالحين الأولين فالقرآن يحدد لك معرفة لا منتهية في معرفة الشخصيات.
• كثرة الصمت وإطالة النظر حتى تستطيع رسم خارطتك الذهنية عن شخص.
• افتراض أن الآخرين أشد ذكاء منك فهذا سيحفز كل ملكاتك الفكرية ويدفعها لاكتشاف السر وتحدي الغموض.
• وحذار من الغرور فهو بداية الفشل كما قرأنا في الحروب ومباريات كرة القدم من حيث شعورك بأنك الأقوى يعرضك للهزيمة، لأنه يدعوك للتراخي والكسل.
• جرب نفسك في التوقعات ومدى صدقها، ابدأ بالأمور الصغيرة فإذا صدق توقعك انتقل إلى مرحلة أعلى.
• اطرح على الآخر الموضوع مرتين ولاحظ وجهة نظره ومدى اختلافها أو اتفاقها في المرتين، ولتراقب حركاته وإيماءاته وتعبيرات وجهه وردود أفعاله، وسيساعدك ذلك في إصدار الحكم.
بعد فترة من الزمن ستجد نفسك قد استوعبت الكثير، واستطعت أن تدير منظومتك الحياتية وفق رؤيتك وتوقعاتك.
تمنياتي للجميع بقدرات عقلية متفوقة تناسب أمة القرآن.
وقفة:
(قالت العرب: سيد القوم المتغابي) شخصية المتغابي من أخطر الشخصيات، وما أكثر من يدعون الغباء في يومنا هذا.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطرhttp://www.alarab.qa/details.php?issueId=1299&artid=140930
في هذه الحياة لا بد أنك ستصادف الكثير من النماذج والصور البشرية، وكل منهم يحمل سمات شخصية خاصة به، وأنت مجبر أن تتعامل مع كل هذه الأطياف، خاصة إذا كنت في موقع قيادي، لذلك وجب عليك أن تجمعهم جميعا في خيط واحد، هو المعرفة الصحيحة بأنماطهم ليسهل عليك قيادتهم، وهذا سيتطلب منك تدريبات عقلية وذهنية كبيرة. فالأمر يقترب من التوقعات التي تصل صحتها إلى (%90) من قانون التعاملات البشرية. العرب عرفوا هذا النوع من العلم، وأسموه علم الفراسة، وقد وصل بهم قوة استيعابهم لهذا الأمر أن توقعوا ردود الفعل بناء على شكل الإنسان!!
هل عيناه ضيقة؟ أم واسعة؟ هل جبينه عريض أم ناتئ؟
حتى الفتوى كانت تعتمد هذا العلم بدليل ما روي عن ابن عباس وقد أتاه رجل يسأل هل للقاتل توبة فأجابه: نعم! ويأتيه رجل في نفس المجلس ليطرح السؤال نفسه فتأتي الإجابة المفاجئة لكل من في المجلس: لا! فيتعجب الجميع لاختلاف الفتوى فيجيب حبر الأمة (ابن عباس) بأن الأول جاءه وقد قتل فلم يشأ أن يضيق عليه رحمة الله، أما الآخر ففي نيته القتل فأراد أن يقطع عليه الطريق، لله درك يا ابن عباس أين أنت من علماء الفتوى اليوم، هذه الطريقة العلمية اللائقة بالصحابة الأخيار لم تكن صناعة متاحة، فتلك الصناعة عالية الجودة صنعها محمد – صلى الله عليه وسلم- بكل من يحيط به.
وفي عالم الأحلام أيضا يعتمدون على رؤيا الأشخاص، وبعدها يحدد المعبر تفسيره له بدليل تعبير ابن سيرين لرؤيا أحد الرجال بأنه سيحج وفسر نفس الرؤيا لآخر بأنه سارق مما أثار تعجب من حوله ففسر ذلك بأن الأول أتاه وعليه علامات الصلاح ففسر رؤياه بالحج، بدليل قوله تعالى (وأذن في الناس بالحج) أما الآخر فرأيت فيه علامات السوء فتذكرت قوله تعالى (أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) إذن فرؤية الشخص ملامحه وطريقته في الكلام تحدد لك من هو!!
الغرب عرف قيمة هذا العلم لذلك امتلأت مكتباتهم بهذا النوع من العلم، وهناك نظريات على رأسها نظريات فرويد والتي استفاد منها العقاد في دراسة العبقريات، لذلك في دراسته لعبقرية خالد أشار إلى أن العائلة التي يكثر بها الذكاء تكثر بها العوارض العصبية، وربما هذا الجانب السلبي والإيجابي لكل صفة!! أو كثرة تحفيز الدماغ للمعرفة تجعل من الإنسان كثير القلق والحركة.
ولذلك فهذا النظام تعتمده الكثير من الأجهزة الأمنية في دراسة الشخصية حتى يستطيعوا السيطرة الكاملة على أدواتهم، وإصدار أحكام مدروسة تعطيهم جملة من التوقعات طويلة المدى صادقة في بنودها، وتثبت صحتها مجريات الأيام، هو ليس علماً يعتمد على الكهانة أو العرافة، هو علم بحت تستطيع أن تمتلك أدواته إن شئت ومنها على سبيل المثال:
• كثرة القراءة لكتاب الله وسير الصالحين الأولين فالقرآن يحدد لك معرفة لا منتهية في معرفة الشخصيات.
• كثرة الصمت وإطالة النظر حتى تستطيع رسم خارطتك الذهنية عن شخص.
• افتراض أن الآخرين أشد ذكاء منك فهذا سيحفز كل ملكاتك الفكرية ويدفعها لاكتشاف السر وتحدي الغموض.
• وحذار من الغرور فهو بداية الفشل كما قرأنا في الحروب ومباريات كرة القدم من حيث شعورك بأنك الأقوى يعرضك للهزيمة، لأنه يدعوك للتراخي والكسل.
• جرب نفسك في التوقعات ومدى صدقها، ابدأ بالأمور الصغيرة فإذا صدق توقعك انتقل إلى مرحلة أعلى.
• اطرح على الآخر الموضوع مرتين ولاحظ وجهة نظره ومدى اختلافها أو اتفاقها في المرتين، ولتراقب حركاته وإيماءاته وتعبيرات وجهه وردود أفعاله، وسيساعدك ذلك في إصدار الحكم.
بعد فترة من الزمن ستجد نفسك قد استوعبت الكثير، واستطعت أن تدير منظومتك الحياتية وفق رؤيتك وتوقعاتك.
تمنياتي للجميع بقدرات عقلية متفوقة تناسب أمة القرآن.
وقفة:
(قالت العرب: سيد القوم المتغابي) شخصية المتغابي من أخطر الشخصيات، وما أكثر من يدعون الغباء في يومنا هذا.
منقول عن جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطرhttp://www.alarab.qa/details.php?issueId=1299&artid=140930