ROSE
09-07-2011, 09:57 AM
خبراء ورجال أعمال لـ الشرق...
العلاقات القطرية التركية متميزة وتوقع ارتفاع التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار
د. مندني : مستقبل واعد للتعاون القطري التركي في مجالات العقارات والبنية التحتية
الخاطر : القطاع الخاص القطري يتطلع لشراكات استراتيجية قوية مع تركيا
الشريف : يدعو إلى إقامة تحالفات مع شركات عالمية تمتلك الخبرة والتكنولوجيا وضرورة الاستفادة من الفرص والمشاريع العديدة التي تطرحها الدولة
عبد الله محمد احمد:
دخلت العلاقات القطرية التركية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي وتعدد أوجه الاستثمار المشترك في كافة المجالات خاصة في ظل توقيع عدة اتفاقيات مهمة بين البلدين أسهمت بشكل مباشر في تطوير العلاقات الثنائية، مثل اتفاقيات تطوير التبادل الاقتصادي وحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي وإعفاء الشركات التركية من شرط الكفيل هذا بالإضافة إلى الزيارات العديدة المتبادلة والتي قام بها كبار المسؤولين في البلدين والتي عززت من مسيرة تلك العلاقات وأكسبتها قوة ومتانة وفتحت أمامها آفاقا واسعة من ابواب التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك .. فالعلاقات القطرية التركية تعتبر من العلاقات المتميزة والتي تعبر وبصدق عن حجم ومستوى الروابط التي تربط الشعبين. فدولة قطر مقبلة خلال السنوات القادمة على نقلة حضارية وعمرانية رصدت لها أكثر من 140 مليار دولار لتحقيق نقلة هائلة في مشروعات البنية التحتية بالإضافة إلى رصد نحو 60 مليار دولار إضافية لتنفيذ استحقاقات كأس العالم 2022 وهي تحتاج إلى العديد من خبرات الأشقاء والأصدقاء لمساعدتها في بناء نهضتها الحديثة.. ولعل الشركات التركية والتي كان لها السبق في الدخول إلى السوق القطري أدركت أن المناخ والبيئة الاستثمارية في قطر مواتية وملائمة لإقامة علاقات شراكة قوية وإستراتيجية تدفع العلاقات القائمة إلى أرحب الآفاق.. ويؤكد الخبراء أن علاقة التعاون الاقتصادي بين البلدين على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون بين مجتمع الأعمال في البلدين وكل الطموحات والتطلعات تتجه نحو تحقيق التنمية القائمة على تلبية الاحتياجات الحقيقية للسوق القطري والتركي وأن تكون المشروعات المطروحة من الجانبين تمتلك آليات الاستمرارية وتحقق قيمة مضافة للاقتصاد القطري والتركي معاً. كما يشير الخبراء أن الفرص الآن مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإقامة علاقات تجارية واقتصادية متميزة تكون تتويجاً وتعبيراً حقيقياً وصادقاً لحجم العلاقات التي تربط بين الشعبين وقيادتيهما الرشيدة".. فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة من 96 مليون دولار في العام 2005 إلى 1.5مليار دولار 2009 حيث بلغ حجم الواردات التركية إلى قطر 392 مليون دولار العام الماضي وتتصدر قائمة تلك الواردات صناعات النسيج والأثاث المنزلي والمفروشات.. فيما يصل حجم الاستثمارات القطرية في تركيا إلى أكثر من مليار دولار. فالدوحة تشكل اليوم بوابة أنقرة نحو أسواق الخليج. فقطر بفضل مكانتها الاقتصادية الكبيرة وريادتها في مجالات تصدير الغاز، أصبحت مؤهلة لأن تشكل نقطة انطلاق لأي دولة تريد دخول الأسواق الخليجية الأخرى. فقطر مقبلة، خلال السنوات القادمة، على طرح مشاريع كبيرة بعد فوزها باستحقاق استضافة كأس العالم 2022، فضلا عن تحقيق أهداف رؤية البلد لعام 2030..وحجم هذه المشاريع يغري أي رجل أعمال في العالم، خصوصا رجال الأعمال الأتراك، الذين بوسعهم توقيع شراكات مع نظرائهم القطريين على أكثر من صعيد. وسيؤهلهم ذلك للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يتيحها السوق الخليجي المشترك،. وتشير معطيات غرفة تجارة وصناعة قطر إلى أن رأسمال الشركات التركية العاملة بقطر يتجاوز الـ1.6 مليار دولار، وتستثمر خصوصا في قطاع الإنشاءات والسياحة والديكور. وتركيا أضحت قوة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا، وأن توقيع اتفاقية تجارة حرة، وتكريس شراكة استراتيجية حقيقية، سيكون المستفيد الأكبر منها قطاع الصناعات الصغرى والمتوسطة وبقية القطاعات الإنتاجية الأخرى كالسياحة والإنشاءات .. وتركيا تعتبر في الترتيب 15 بين أكبر الاقتصادات في العالم، كما تتميز بمستويات كبيرة سواء في الناتج المحلي الإجمالي أو نصيب الفرد من الدخل القومي، وتشتهر تركيا بإنتاج مختلف أنواع مواد البناء سواء الأسمنت أو السيراميك أو غيرهما من مواد البناء الأخرى، ويمكن تصدير هذه المواد إلى دولة قطر التي ستشهد طفرة عمرانية خلال السنوات المقبلة، ومنها ميناء الدوحة الجديد ومساهمة الشركات التركية في أعماله الإنشائية. ومع استضافة قطر لكأس العالم 2022 فتركيا مستعدة لتقديم كل الخدمات المساندة. حيث يوجد بها نحو 33 شركة مقاولات مصنفة من ضمن أكبر 225 أكبر شركة مقاولات في العالم وهي مستعدة لتقديم كل الخدمات للمونديال.
كما أن قطاع المقاولات التركي أصبح مشهودا له في العالم بالكفاءة والخبرة، حيث احتلت شركات المقاولات التركية المركز الثاني بعد الصين في هذا المجال، فتركيا أصبحت دولة قوية من حيث التكنولوجيا، كما أنها تعتبر ممرا للطاقة في حين أن قطر مصدر للطاقة مما يفتح آفاق التعاون بين البلدين، وهنالك طرق عدة للتعاون في كافة المجالات بالإضافة إلى المجال الزراعي والذي قطعت فيه تركيا شوطا كبيرا، فضلا عن التعاون في مجالات الاستثمار السياحي .. ومع أن حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا قد تراجع إلى نحو 400 مليون دولار سنة 2009، بعدما كان قد تجاوز المليار دولار عام 2008، فإن الخبراء يتوقعون أن يصل حجم التبادل التجاري مستقبلا إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات القادمة.. التقت "الشرق" بعدد من الخبراء ورجال الأعمال لتسليط مزيد من الضوء على مستقبل العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطر وتركيا وفرص الارتقاء بالتعاون والعلاقات المتميزة وتطويرها بشكل أكبر وفرص ومجالات الاستثمار المشترك بينهما... فإلى تحقيقنا التالي:ـ
علاقات ذات بعد استراتيجي
وعن مستقبل العلاقات الاقتصادية القطرية التركية وأثرها على فرص الاستثمار المشترك بين البلدين أكد رجل الأعمال والخبيرالاقتصادي عبد الله الخاطر أن الاقتصاد التركي حقق نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة إلى جانب الاقتصاد الألماني وحقق مفاجأة للبعض وكانت السياسة الاقتصادية ناحجة ومتوازنة ولم تتأثر بالأزمة المالية العالمية فالبنوك التركية لم تكن متورطة في ديون وكذلك المستهلك التركي لم يكن كذلك متورطا في أزمة الديون التي ضربت المؤسسات المالية العالمية ولذلك فإن الاقتصاد التركي استفاد كثيرا من تلك السياسات المالية والمصرفية مما ساعده على النمو بوتيرة سريعة كما كانت بنية الاقتصاد وهيكلته متينة وعاود النمو على الرغم من تأثيره في بداية الأزمة ولم تكن تركيا تواجه كما واجهت اليونان والبرتغال من مشاكل اقتصادية وأزمات مالية واستطاع الاقتصاد التركي أن يجاري ما يحدث في أوروبا بشكل عام وأصبح قريبا من التكنولوجيا ونقل المعرفة واستطاع بتلك الموهلات أن يوجد له مؤطئ قدم في الوطن العربي خاصة في ليبيا وكانت لسياسات أردوغان المعتدلة والتي دعمت المصالح العربية إلى جانب توجهات تركيا في الاقتصاد الإسلامي أكبر الأثر في الترحيب بتركيا في الدول العربية ومن بينها قطر وقد كان للشركات التركية دور مهم في قطر في مجالات التشييد والبنية التحتية والتنمية وأصبحت تركيا تنافس على مستوى أوروبي وغدت تركيا شريكا في مشاريع قطر ومرحبا بها وقال الخاطر إن رجال الأعمال والقطاع الخاص في قطر يتطلع إلى إقامة شراكات استراتيجية قوية مع الشركات التركية في الفترة القادمة وإقامة أحد أقوى التحالفات الحقيقية والتي من المتوقع أن تحقق فوائد اقتصادية كبيرة لكل من قطر وتركيا فتركيا تتمتع بخبرات كبيرة في مجالات البنية التحتية والتصنيع ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة نموا كبيرا في معدلات التبادل التجاري بحكم قربها من قطر.. والمنطقة فالأتراك ينظرون إلى المنطقة كبعد استراتيجي مهم وستكون هناك شراكات داعمة للقطاعات الصناعية والتجارية والاقتصادية تستفيد منها كل الأطراف .
دعوة لإقامة تحالفات
ودعا السيد حازم عبد الرحمن الشريف الخبير الاقتصادي ومدير عام الشركة القطرية الألمانية للمستلزمات الطبية القطاع الخاص القطري إلى القيام بالمبادرات للاستفادة من الفرص والمشاريع الكبيرة والعديدة التي تطرحها الدولة وذلك عبرإقامة شراكات وتحالفات مع شركاء أجانب وشركات عالمية تمتلك الخبرة والتكنولوجيا وعدم تفويت الفرص فالدولة حريصة على إنجازها مشاريعها في تواريخ محددة سواء شارك فيها القطاع الخاص المحلي أم لم يشارك فهي تطرح مشاريعها وتريد إنجازها في تواريخ محددة ومعلنة في استراتيجية واضحة للتنمية وفي مجالات البنية التحتية وعلى القطاع الخاص ورجال الأعمال أن يبادروا في السعى لإقامة شراكات لتنفيذ مشروعات في قطر وعلى المستوى الإقليمي بعد اكتساب الخبرة والتكنولوجيا من الشركات العالمية التي تم التحالف معها لاسيما الشركات التركية والتي تمتلك خبرات كبيرة في قطاع المقاولات والبنية التحتية ولها خبرة طويلة مشيرا إلى أن رؤية قطر للتنمية تتجاوز المونديال 2022 لابد للشركات ورجال الأعمال أن ينجحوا في إقامة شركات تكون مؤسسة ولها نظام ورؤية واضحة لمجالات الاستثمار وقال الشريف إن تركيا بدات تتجه إلى المنطقة كشريك استراتيجي سياسي واقتصادي خاصة بعد فشلها في الدخوال إلى الاتحاد الأوروبي وهو أمر طبيعي كما أن الاقتصاد التركي يعتبر من الاقتصادات المزدهرة ويتميز بتقدم علمي وتقني كبير بالإضافة إلى عدد سكان يتجاوز 75 مليون نسمة فتركيا يمكن أن تعتبر كنموذج بعد نجاحها السياسي والاقتصادي وتوجهها الديمقراطي ولها ثقل أوروبي فهناك أكثر من 20 مليون تركي مهاجرون ومقيمون في أوروبا ساعدها ذلك في امتلاك الخبرة والمعرفة والتكنولوجيا وامتلاك العمالة الماهرة والقدرة التصنيعية وبالتالي أصبحت نواة حقيقية لصناعة واقتصاد يعتمد على المعرفة كما نجحت قطر في تحقيق معدلات نمو متطور فإن القطاع الخاصة القطري يحب أن يستفيد من علاقاتات قطر المتطورة مع تركيا في البحث عن شراكات والقيام بمبادرات خاصة في مجالات المقاولات والبنية التحتية.
مستقبل واعد للتعاون
من جانبه أكد د. محمد إسماعيل مندني الرئيس التنفيذي للشركة القطرية للاستثمارات العقارية أن المستقبل واعد بالنسبة للتعاون القطري التركي في العديد من المجالات خاصة في المجالات العقارية ومجالات البنية التحتية مشيرا إلى أن تركيا والشركات التركية أصبحت متخصصة في مجالات البنية التحتية والطرق وأصبحت الشركات التركية تمتلك خبرات متقدمة وقد أثبت التجربة بعد أن قامت الشركات التركية بتنفيذ أعمال في مجالات البنية واشتغلت فيها بكفاءة عالية والمستقبل يبشر معهم بالخير وهناك الكثير من مجالات التعاون والاستثمار التي يمكن أن تدخل فيها الشركات القطرية من نظيراتها التركية خاصة في ظل توقيع العديد من الاتفاقيات مع تركيا كما أن الفرص أصبحت كبيرة أمام القطاع الخاص القطري والتركي لتنفيذ العديد من مجالات الاستثمار المشترك في مختلف المجالات التجارية والصناعية والعقارية.
العلاقات القطرية التركية متميزة وتوقع ارتفاع التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار
د. مندني : مستقبل واعد للتعاون القطري التركي في مجالات العقارات والبنية التحتية
الخاطر : القطاع الخاص القطري يتطلع لشراكات استراتيجية قوية مع تركيا
الشريف : يدعو إلى إقامة تحالفات مع شركات عالمية تمتلك الخبرة والتكنولوجيا وضرورة الاستفادة من الفرص والمشاريع العديدة التي تطرحها الدولة
عبد الله محمد احمد:
دخلت العلاقات القطرية التركية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي وتعدد أوجه الاستثمار المشترك في كافة المجالات خاصة في ظل توقيع عدة اتفاقيات مهمة بين البلدين أسهمت بشكل مباشر في تطوير العلاقات الثنائية، مثل اتفاقيات تطوير التبادل الاقتصادي وحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي وإعفاء الشركات التركية من شرط الكفيل هذا بالإضافة إلى الزيارات العديدة المتبادلة والتي قام بها كبار المسؤولين في البلدين والتي عززت من مسيرة تلك العلاقات وأكسبتها قوة ومتانة وفتحت أمامها آفاقا واسعة من ابواب التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك .. فالعلاقات القطرية التركية تعتبر من العلاقات المتميزة والتي تعبر وبصدق عن حجم ومستوى الروابط التي تربط الشعبين. فدولة قطر مقبلة خلال السنوات القادمة على نقلة حضارية وعمرانية رصدت لها أكثر من 140 مليار دولار لتحقيق نقلة هائلة في مشروعات البنية التحتية بالإضافة إلى رصد نحو 60 مليار دولار إضافية لتنفيذ استحقاقات كأس العالم 2022 وهي تحتاج إلى العديد من خبرات الأشقاء والأصدقاء لمساعدتها في بناء نهضتها الحديثة.. ولعل الشركات التركية والتي كان لها السبق في الدخول إلى السوق القطري أدركت أن المناخ والبيئة الاستثمارية في قطر مواتية وملائمة لإقامة علاقات شراكة قوية وإستراتيجية تدفع العلاقات القائمة إلى أرحب الآفاق.. ويؤكد الخبراء أن علاقة التعاون الاقتصادي بين البلدين على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون بين مجتمع الأعمال في البلدين وكل الطموحات والتطلعات تتجه نحو تحقيق التنمية القائمة على تلبية الاحتياجات الحقيقية للسوق القطري والتركي وأن تكون المشروعات المطروحة من الجانبين تمتلك آليات الاستمرارية وتحقق قيمة مضافة للاقتصاد القطري والتركي معاً. كما يشير الخبراء أن الفرص الآن مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإقامة علاقات تجارية واقتصادية متميزة تكون تتويجاً وتعبيراً حقيقياً وصادقاً لحجم العلاقات التي تربط بين الشعبين وقيادتيهما الرشيدة".. فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة من 96 مليون دولار في العام 2005 إلى 1.5مليار دولار 2009 حيث بلغ حجم الواردات التركية إلى قطر 392 مليون دولار العام الماضي وتتصدر قائمة تلك الواردات صناعات النسيج والأثاث المنزلي والمفروشات.. فيما يصل حجم الاستثمارات القطرية في تركيا إلى أكثر من مليار دولار. فالدوحة تشكل اليوم بوابة أنقرة نحو أسواق الخليج. فقطر بفضل مكانتها الاقتصادية الكبيرة وريادتها في مجالات تصدير الغاز، أصبحت مؤهلة لأن تشكل نقطة انطلاق لأي دولة تريد دخول الأسواق الخليجية الأخرى. فقطر مقبلة، خلال السنوات القادمة، على طرح مشاريع كبيرة بعد فوزها باستحقاق استضافة كأس العالم 2022، فضلا عن تحقيق أهداف رؤية البلد لعام 2030..وحجم هذه المشاريع يغري أي رجل أعمال في العالم، خصوصا رجال الأعمال الأتراك، الذين بوسعهم توقيع شراكات مع نظرائهم القطريين على أكثر من صعيد. وسيؤهلهم ذلك للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يتيحها السوق الخليجي المشترك،. وتشير معطيات غرفة تجارة وصناعة قطر إلى أن رأسمال الشركات التركية العاملة بقطر يتجاوز الـ1.6 مليار دولار، وتستثمر خصوصا في قطاع الإنشاءات والسياحة والديكور. وتركيا أضحت قوة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا، وأن توقيع اتفاقية تجارة حرة، وتكريس شراكة استراتيجية حقيقية، سيكون المستفيد الأكبر منها قطاع الصناعات الصغرى والمتوسطة وبقية القطاعات الإنتاجية الأخرى كالسياحة والإنشاءات .. وتركيا تعتبر في الترتيب 15 بين أكبر الاقتصادات في العالم، كما تتميز بمستويات كبيرة سواء في الناتج المحلي الإجمالي أو نصيب الفرد من الدخل القومي، وتشتهر تركيا بإنتاج مختلف أنواع مواد البناء سواء الأسمنت أو السيراميك أو غيرهما من مواد البناء الأخرى، ويمكن تصدير هذه المواد إلى دولة قطر التي ستشهد طفرة عمرانية خلال السنوات المقبلة، ومنها ميناء الدوحة الجديد ومساهمة الشركات التركية في أعماله الإنشائية. ومع استضافة قطر لكأس العالم 2022 فتركيا مستعدة لتقديم كل الخدمات المساندة. حيث يوجد بها نحو 33 شركة مقاولات مصنفة من ضمن أكبر 225 أكبر شركة مقاولات في العالم وهي مستعدة لتقديم كل الخدمات للمونديال.
كما أن قطاع المقاولات التركي أصبح مشهودا له في العالم بالكفاءة والخبرة، حيث احتلت شركات المقاولات التركية المركز الثاني بعد الصين في هذا المجال، فتركيا أصبحت دولة قوية من حيث التكنولوجيا، كما أنها تعتبر ممرا للطاقة في حين أن قطر مصدر للطاقة مما يفتح آفاق التعاون بين البلدين، وهنالك طرق عدة للتعاون في كافة المجالات بالإضافة إلى المجال الزراعي والذي قطعت فيه تركيا شوطا كبيرا، فضلا عن التعاون في مجالات الاستثمار السياحي .. ومع أن حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا قد تراجع إلى نحو 400 مليون دولار سنة 2009، بعدما كان قد تجاوز المليار دولار عام 2008، فإن الخبراء يتوقعون أن يصل حجم التبادل التجاري مستقبلا إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات القادمة.. التقت "الشرق" بعدد من الخبراء ورجال الأعمال لتسليط مزيد من الضوء على مستقبل العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطر وتركيا وفرص الارتقاء بالتعاون والعلاقات المتميزة وتطويرها بشكل أكبر وفرص ومجالات الاستثمار المشترك بينهما... فإلى تحقيقنا التالي:ـ
علاقات ذات بعد استراتيجي
وعن مستقبل العلاقات الاقتصادية القطرية التركية وأثرها على فرص الاستثمار المشترك بين البلدين أكد رجل الأعمال والخبيرالاقتصادي عبد الله الخاطر أن الاقتصاد التركي حقق نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة إلى جانب الاقتصاد الألماني وحقق مفاجأة للبعض وكانت السياسة الاقتصادية ناحجة ومتوازنة ولم تتأثر بالأزمة المالية العالمية فالبنوك التركية لم تكن متورطة في ديون وكذلك المستهلك التركي لم يكن كذلك متورطا في أزمة الديون التي ضربت المؤسسات المالية العالمية ولذلك فإن الاقتصاد التركي استفاد كثيرا من تلك السياسات المالية والمصرفية مما ساعده على النمو بوتيرة سريعة كما كانت بنية الاقتصاد وهيكلته متينة وعاود النمو على الرغم من تأثيره في بداية الأزمة ولم تكن تركيا تواجه كما واجهت اليونان والبرتغال من مشاكل اقتصادية وأزمات مالية واستطاع الاقتصاد التركي أن يجاري ما يحدث في أوروبا بشكل عام وأصبح قريبا من التكنولوجيا ونقل المعرفة واستطاع بتلك الموهلات أن يوجد له مؤطئ قدم في الوطن العربي خاصة في ليبيا وكانت لسياسات أردوغان المعتدلة والتي دعمت المصالح العربية إلى جانب توجهات تركيا في الاقتصاد الإسلامي أكبر الأثر في الترحيب بتركيا في الدول العربية ومن بينها قطر وقد كان للشركات التركية دور مهم في قطر في مجالات التشييد والبنية التحتية والتنمية وأصبحت تركيا تنافس على مستوى أوروبي وغدت تركيا شريكا في مشاريع قطر ومرحبا بها وقال الخاطر إن رجال الأعمال والقطاع الخاص في قطر يتطلع إلى إقامة شراكات استراتيجية قوية مع الشركات التركية في الفترة القادمة وإقامة أحد أقوى التحالفات الحقيقية والتي من المتوقع أن تحقق فوائد اقتصادية كبيرة لكل من قطر وتركيا فتركيا تتمتع بخبرات كبيرة في مجالات البنية التحتية والتصنيع ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة نموا كبيرا في معدلات التبادل التجاري بحكم قربها من قطر.. والمنطقة فالأتراك ينظرون إلى المنطقة كبعد استراتيجي مهم وستكون هناك شراكات داعمة للقطاعات الصناعية والتجارية والاقتصادية تستفيد منها كل الأطراف .
دعوة لإقامة تحالفات
ودعا السيد حازم عبد الرحمن الشريف الخبير الاقتصادي ومدير عام الشركة القطرية الألمانية للمستلزمات الطبية القطاع الخاص القطري إلى القيام بالمبادرات للاستفادة من الفرص والمشاريع الكبيرة والعديدة التي تطرحها الدولة وذلك عبرإقامة شراكات وتحالفات مع شركاء أجانب وشركات عالمية تمتلك الخبرة والتكنولوجيا وعدم تفويت الفرص فالدولة حريصة على إنجازها مشاريعها في تواريخ محددة سواء شارك فيها القطاع الخاص المحلي أم لم يشارك فهي تطرح مشاريعها وتريد إنجازها في تواريخ محددة ومعلنة في استراتيجية واضحة للتنمية وفي مجالات البنية التحتية وعلى القطاع الخاص ورجال الأعمال أن يبادروا في السعى لإقامة شراكات لتنفيذ مشروعات في قطر وعلى المستوى الإقليمي بعد اكتساب الخبرة والتكنولوجيا من الشركات العالمية التي تم التحالف معها لاسيما الشركات التركية والتي تمتلك خبرات كبيرة في قطاع المقاولات والبنية التحتية ولها خبرة طويلة مشيرا إلى أن رؤية قطر للتنمية تتجاوز المونديال 2022 لابد للشركات ورجال الأعمال أن ينجحوا في إقامة شركات تكون مؤسسة ولها نظام ورؤية واضحة لمجالات الاستثمار وقال الشريف إن تركيا بدات تتجه إلى المنطقة كشريك استراتيجي سياسي واقتصادي خاصة بعد فشلها في الدخوال إلى الاتحاد الأوروبي وهو أمر طبيعي كما أن الاقتصاد التركي يعتبر من الاقتصادات المزدهرة ويتميز بتقدم علمي وتقني كبير بالإضافة إلى عدد سكان يتجاوز 75 مليون نسمة فتركيا يمكن أن تعتبر كنموذج بعد نجاحها السياسي والاقتصادي وتوجهها الديمقراطي ولها ثقل أوروبي فهناك أكثر من 20 مليون تركي مهاجرون ومقيمون في أوروبا ساعدها ذلك في امتلاك الخبرة والمعرفة والتكنولوجيا وامتلاك العمالة الماهرة والقدرة التصنيعية وبالتالي أصبحت نواة حقيقية لصناعة واقتصاد يعتمد على المعرفة كما نجحت قطر في تحقيق معدلات نمو متطور فإن القطاع الخاصة القطري يحب أن يستفيد من علاقاتات قطر المتطورة مع تركيا في البحث عن شراكات والقيام بمبادرات خاصة في مجالات المقاولات والبنية التحتية.
مستقبل واعد للتعاون
من جانبه أكد د. محمد إسماعيل مندني الرئيس التنفيذي للشركة القطرية للاستثمارات العقارية أن المستقبل واعد بالنسبة للتعاون القطري التركي في العديد من المجالات خاصة في المجالات العقارية ومجالات البنية التحتية مشيرا إلى أن تركيا والشركات التركية أصبحت متخصصة في مجالات البنية التحتية والطرق وأصبحت الشركات التركية تمتلك خبرات متقدمة وقد أثبت التجربة بعد أن قامت الشركات التركية بتنفيذ أعمال في مجالات البنية واشتغلت فيها بكفاءة عالية والمستقبل يبشر معهم بالخير وهناك الكثير من مجالات التعاون والاستثمار التي يمكن أن تدخل فيها الشركات القطرية من نظيراتها التركية خاصة في ظل توقيع العديد من الاتفاقيات مع تركيا كما أن الفرص أصبحت كبيرة أمام القطاع الخاص القطري والتركي لتنفيذ العديد من مجالات الاستثمار المشترك في مختلف المجالات التجارية والصناعية والعقارية.