المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق المواطن وواجباته... دستور مستقل



الخبير العقاري
13-07-2011, 05:37 AM
حمد لله رب العالمين .. و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة" للعالمين سيدنا وإمامنا وقدوتنا رسولنا الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله ..و على آله وصحبه أجمعين ..و الصلاة و السلام على جميع الأنبياء و المرسلين ..أما بعد

فإنني أرى من المفيد أن نوضح معاني الكلمات التي يتكون منها عنوان هذا البحـــــث الحق ،الواجب ،المواطن )، لتتضح الدلالات اللغوية والاصطلاحية والشرعية لهذه العبارات ،مما يساعد على فهم المعاني والمقاصد والرؤى التي ستذكر في تفاصيل هذا الموضوع

أولا"ـ الحق في اللغة

يأخذ حسب حركة تصريفه النحوي معاني كثيرة "منها (حق يحق )فمعناها ـاليقين وإذا كان (حق يحق )فمعناها (الثبوت والوجوب )،(والحق )من أسماء الله وصفاته ،والحق لغة ضد الباطل ،ومن معاني ألحق الاختصاص ،الاستئثار ،الحماية ،والصواب والعدل والاستقامة ..الخ

الحق في المصطلح

(الممتلك من الأمور المادية والمعنوية )مثل حق التملك ،حق الانتفاع ،حق الاعتقاد وممارسته ،حق الكرامة ..الخ

والحق في الشريعة الإسلامية

هو المصلحة الثابتة للشخص على سبيل الاختصاص والاستئثار ،ويقرره المشرع الحكيم ،وهو نوعان

عام ويشمل كل عين أو مصلحة تكون للشخص بمقتضى الشرع ويعني هنا (الملك بأنواعه
خاص ويشمل المصالح الاعتبارية والاتفاقية في عرف الشرع مثل حق الشفعة ،حق القصاص .. الخ
والحق في الشريعة الإسلامية هو منحة يمنحها الخالق جل شأنه للأفراد وفق ما يقضي به صالح الجماعة ،فهو حق مقيد وفق الشريعة الإسلامية بمراعاة مصلحة الآخر وعدم الإضرار بالجماعة ،فليس للفرد مطلق الحرية في استعمال الحق بحيث لا يقيده سلطان شيء ،بل هو مقيد بمصلحة الجماعة وعدم الإضرار بالآخر وحقوقه ،وهذا يستلزم واجبين اثنين

أ- واجب على الناس أن يحترموا حق الشخص ،وأن لا يتعرضوا له في تمتعه في استعمال الحق
ب - واجب على صاحب الحق نفسه أن يستعمل حقه بحيث لا يضر بالآخرين ،وتستوي في هذا سائر الحقوق الخاص والعام
ثانيا"- الواجب

الواجب في اللغة يعني (اللازم )ووجب يعني (لزم وثبت

والواجب في الاصطلاح هو كل ما يلزم الإنسان مراعاته وحفظه ،وعدم انتهاكه من حقوق الآخرين ،وما يلزمه تجاه مصلحته وسيادة وطنه ومصالح الآخرين

والواجب في الشريعة الإسلامية

هو كل ما ثبت وجوبه بدليل شرعي ،وهو ما يثاب بفعله ويعاقب على تركه إلا بعذر ،أي أن الواجب في الشريعة الإسلامية هو كل ما أوجبه المشرع جل شأنه على الشخص والجماعة ،وكل مأمن شأنه يحقق كرامة الإنسان ومصالحه وأمنه في إطار مصالح الجماعة وأمنها ،وفق إرادة الله تعالى

مصدر الحقوق والواجبات

إن مصدر الحقوق والواجبات بثباتها لأصحابها هو الله سبحانه وتعالى ،فالشريعة الإسلامية تنظر للحق والواجب على أنهما من مقومات كرامة الإنسان هي المعيار لصحة واستقامة أداء الحقوق والواجبات وفق إرادة الله تعالى ،فالحق والواجب في الشريعة الإسلامية مقيدان بتحقيق إرادة الله ومرضاته ،كما أنهما مقيدان بمصلحة الجماعة وعدم الإضرار بالآخرين ،وللناس أن يتعارفوا ويتفقوا على حقوق وواجبات فيما استحدث من أمور حياتهم ، بما لا يتعارض مع إرادة الله وشرعته وبما يضمن تحقيق كرامة الإنسان ومصالحه ، ويحقق إقامة العدل بين الناس

ثالثا "- المواطن في اللغة

تعني (الموافق ،المطاوع )،وواطنه على الأمر (وافقه عليه )،وواطن القوم (عاش معهم في موطن واحد )،والوطن (المكان ،المجلس )،وهو مكان إقامة الإنسان ومقره واليه انتماؤه ،ووطن نفسه على الأمر (حملها عليه ومهدها له )،اتطن وتوطن البلد (اتخذها وطنا ")،وبهذا يتضح من الناحية اللغوية أن المواطن :هو كل إنسان انتمى آلي بلد واتخذه موطنا "وسكنا "ومقرا "لحياته ،ومهد نفسه للعيش فيه

والمواطن اصطلاحا

تعني (كل إنسان ينتمي إلى قوم ويعيش معهم في ارض أو بلد هي ملكهم وحماهم ،وموطن أمنهم واستقرارهم وحقهم في الحياة ،وعليهم واجب الحفاظ عليها وعلى أمنها وسيادتها واستقرارها ووحدة أرضها )

والمواطن في مقاصد الشريعة

هو كل إنسان ينتسب إلى بلد قدر الله له أن ينشأ فيها وينتمي إلى قومها ويعيش معهم ،فهي ملكهم وحماهم وموطن أمنهم واستقرارهم وحقهم في الحياة ،يتحملون جميعا "أمام الله تعالى مسؤولية أمانة عهد الاستخلاف فيها ،وعليهم جميعا "واجب الحفاظ والذود عن سيادتها وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها ،ومن يخالف ذلك وينتهكه إنما هو مخالف ومنتهك لعهد وميثاق المواطنة ،ومخالف لأمانة الحفاظ على مصالح وسيادة الوطن والمستخلفين معه في الوطن الواحد

وبعدفان (المواطن والواجب ولحق )تشكل بنظر الإسلام وقيمته ومبادئه منظومة حياته شرعية متكاملة متلازمة ،وضرورة شرعية وحتمية لضمان كرامة الإنسان وقدسية مصالحة وأمنه واستقراره ،وهي كذلك ضرورة شرعية لتحقيق العدل بين الأفراد والجماعات والناس أجمعين وفق إرادة الله عز وجل

فكرامة الإنسان وفق إرادة الله ومعايير شرعيه الخالدة هي التي تحكم وتضبط معايير وقواعد ممارسة الحقوق والواجبات والمواطنة ،فكل حق أو واجب أو ممارسة وطنية تتعارض أو تتصادم مع كرامة الإنسان وأمنه واستقراره وسيادته وفق إرادة الله تعالى لا اعتبار لها وهي باطلة في نظر الشريعة الإسلامية وقيمتها ،باعتبارها أن كرامة الإنسان والأرض وسلامتها منحة من الله تعالى وأن الحقوق والواجبات قيم متلازمة ومتكاملة لضمانها والمحافظة عليها وفق شرعة الله وارادته،

ومن جهة أخرى فان الحق والواجب في الشريعة الإسلامية أمر أن متقابلان متكاملان ،فكل حق يقرره الإسلام يقابله واجب وعلى الناس كافة أن يحترموا هذه الحقوق والواجبات وألا يتعدوعليها لأنها منحة من الله تعالى وفي مايلي نقدم نماذج للحقوق والواجبات وقيم المواطنة التي يقررها الاسلام في الوطن الواحد وفي اطار التعايش بين المجتمعات الدولية

حق الحياة

إن حياة الإنسان والمحافظة عليها وصونها من أساسيات وثوابت الشريعة الإسلامية ،فالإسلام يقرر أن الاعتداء على البشرية جمعاء (من قتل نفسا" بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" )،1،وكذلك ينهى الإسلام عن قتل الإنسان لذاته ويشنع مثل هذه الجريمة (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"،ومن يفعل ذلك عدوانا" وظلما" فسوف نصليه نارا" وكان ذلك على الله يسيرا" )2،ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها (يضرب بها )في بطنه في نار جهنم خالدا"مخلدا"فيها أبدا"،ومن تردى (أسقط نفسه متعمدا")من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا"فيها أبدا")3 ،وبذلك يشدد الإسلام العقوبة في الدنيا على القاتل بأن يقتل زجرا"لغيره من أن يقدم على نفس الجريمة ،وتطهيرا" للقاتل من شناعة جريمته لينجو في الآخرة من عذاب النار والخلود فيها ،(ولكم في القصاص (عقوبة القتل )حياة يا أولي الألباب )4 ،حياة في الدنيا للناس بقطع دابر الجريمة وحياة في الآخرة للقاتل وقد أخذ عقابه في الحياة الدنيا ،وبالمقابل فان الإسلام يعظم من شأن المحافظة على حياة الإنسان وحماية النفس البشرية تأكيدا"على قدسية حياة الإنسان ،فيقرر أن من أحيا نفسا"(بعفو أو الحيلولة دون قتل أو إنقاذ من تهلكه )فكأنما أحيا الناس جميعا" لقوله الله تعالى (ومن أحياها ـ أي النفس البشرية ـ فكأنما أحيا الناس جميعا" ) 5، ويستوي في ذلك الناس جميعا"لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من آذى ذميا" فقد آذاني )6،ولقوله عليه الصلاة والسلام (أنا أحق من وفي بذمته) 7،عندما جاء من يسأل عن جواز قتل المسلم بذمي ،ويضيف الفقهاء (أن قتل المسلم إذا قتل ذميا" أبلغ في تحقيق قول الله تعالى ـولكم في القصاص حياة ـ من قتل المسلم بمسلم )8،لأن العداوة الدينية قد تحمل على القتل فكانت الحاجة إلى الزجر بشأنها أشد ،وبهذا يتضح أن الإسلام يؤكد على حرمة حياة الإنسان المواطن وغير المواطن على الإطلاق بصرف النظر عن الجنس أو العرق أو الدين

حق الكرامة

إن الإسلام مثلما يقرر حق الحياة للإنسان يقرر كذلك منحه حق الكرامة ،فالإنسان بالإسلام مكرم لذاته بصرف النظر عن انتمائه القومي أو الجنسي أو اللوني أو الديني ،(ولقد كرمنا بني

آدم )9،وذات مرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع بعض أصحابه فمرت بهم جنازة فقام لها عليه السلام تعظيما" وإجلالا" فقيل له إنها جنازة يهودي فقال عليه السلام (أليست نفسا")10؟

حق العدل

إن العدل هي القضية الأولى في الشريعة الإسلامية وهي من ثوابت مقاصدها في تحقيق كرامة الإنسان ومصالح الناس (إن الله يأمر بالعدل والإحسان )11،وأقامة العدل يمثل إرادة الله تعالى في إقرار المساواة بين العباد ،والتزام العدل والتمسك بمعاييره الربانية هو المعيار الصادق على الأيمان بوحدانية الله والاستسلام فأرادته جل شأنه ،وحيث أن الشرك يمثل أعظم أنواع الظلم (إن الشرك لظلم عظيم )12،فلاشك أن العدل هو التعبير الصادق والبرهان الساطع القاطع على أعظم درجات الإيمان بوحدانية الله تعالى وتعظيم وامتثال أوامره ،ومن أجل هذا فان الإسلام يشدد على إقامة العدل حتى مع وجود الخصومة والعداوة (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )13

حق الحرية

إن الإسلام وهو يقرر العبودية الخالصة لله تعالى وحده دون غيره من البشر أو الحجر وباقي الأشياء ،فانه يقرر بذلك أقصى وأرقى درجات حرية الإنسان ،ويؤكد رفضه الشديد أن يتخذ الناس بعضهم بعضا" أرابا" من دون الله تعالى ،ويؤكد كذلك رفضه ومقته أن يستبعد الإنسان أو يستذل أو يسترق ،ورغب وأمر في مقاومة الرق والاستبعاد الذي كان سائدا" ومتعارفا" عليه بين الأمم قبل الإسلام ،واعتبر تحرير الإنسان من أقرب القربات إلى الله تعالى ،وأنزل الله جل شأنه نصوصا"قرآنية تأمر وتشجيع على تحرير الإنسان من الرق والاستبعاد (فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة )14،وخصص سهما"من مصارف الزكاة لتحرير الإنسان من الرق علما"بأن جميع مصارف الزكاة فرصة لتحرير الإنسان من الظلم وأعباء الحياة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )15،بل وجعل تحرير الإنسان من الرق والاستبعاد كفارة من الذنوب والآثام مثل كفارة القتل الخطأ (ومن قتل مؤمنا" خطا"فتحرير رقبة )16،ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا"من أعضائه من النار )17،ويقول صلوات الله عليه (من لطم مملوكا"له أو ضربه فكفارته عتقه )18،وعلى أساس من ذلك جاء الإعلان العالمي لتحرير الإنسان على لسان الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه من وراء أربعة عشر قرنا" ونيف (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرار")19، وكلكم يعلم أن هذا الإعلان العالمي جاء بمناسبة انتصار عمر بن الخطاب وإنصافه لشاب قبطي من شاب مسلم اعتدى عليه هو ابن والى مصر آنذاك ،بل أمر الشاب القبطي أن يضع السوط الذي ضرب به على رأس والي مصر قائلا"للشاب القبطي :ما كان لابنه أن يضربك إلا بسلطان أبيه ،ثم خاطب عمرو ابن العاص قائلا" (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا" )،ومن الجدير بالذكر هنا ما جاء على لسان خطيب الثورة الفرنسية ـ لافاييت ـوهو

يتلو بيانها الأول وفي مادته الأولى (يولد الرجل ـ أي دون المرأة ـ حرا " ولا يجوز استعباده ) عندها صمت ـ لافاييت ـ هنيهة ثم قال مخاطبا " عمر بن الخطاب ( أيها الملك العربي أنت الذي حقق العدالة كما هي ) 20



حق المساواة

يقرر الإسلام أن الناس سواسية أمام الشريعة الإسلام (لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود على أحمر إلا بالتقوى )21،ولا تفاضل بينهم في تطبيق الأحكام (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها )22،ولا حماية لأحد لسبب من الأسباب (إلا إن أضعفكم عندي لقوي حتى اخذ الحق له وأقواكم عندي لضعيف حتى اخذ الحق منه ) 23، والناس كلهم في القيمة الإنسانية سواء في معايير الشريعة (كلكم لآدم و أدم من تراب )24،ولا يكون التفاصيل إلا بالعمل (ولكل درجات مما عملوا )25،وان الجميع في المجتمع المسلم متساوون بحق الانتفاع (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور )26،وأكد الإسلام على المساواة في الأجر عندما يتساوى الجهد وتتماثل الكفاءة والمهارة (فمن يعمل مثقال ذرة خير"يره")27

حق الاعتقاد

لقد قرر الإسلام مبدأ"عاما"في حرية الاعتقاد والتفكير (لكم دينكم ولي دين )28،وقرر في المقابل قاعدة حازمة في عدم الإكراه على الاعتقاد أو الري (لا إكراه في الدين )29،(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )30،وقرر احترام مشاعر الآخرين وعدم التعرض بالأذى لهم والنيل من معتقداتهم (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا" بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم )31،وذهب الإسلام إلى اكثر من حرية الاعتقاد فقرر حرية ممارسة هذا الاعتقاد ،والاحتكام إلى شريعته فيما يتعلق بالأحوال الشخصية المرتبطة بالمعتقد في إطار السيادة العامة للدولة المسلمة (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك )32،(وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه )33،(يأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل )34،إلا إذا رغبوا أن يتحاكموا إلي الشريعة الإسلامية فذاك متاح العدل والإنصاف (فان جاءك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا"،وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط )35

حق التعليم

يقرر الإسلام أن التعليم حق للجميع وأول آية نزلت من القران على رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق )36،ويأمر الإسلام في البحث العلمي واستكشاف مكنون السماوات والأرض واستثمارها لصالح الإنسان وكرامته (قل انظروا ماذا في السموات والأرض جميعا" منه )38،(الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره )39،(وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما" طريا" )40،(وسخر لكم الأنهار )41،ويقول رسول الله عليه السلام (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة )42

حق احترام الخصوصيات الشخصية

يقرر الاسلام عدم التجسس على الخصوصيات ( ولا تجسسوا ) وينهي رسول الهدى صلوات الله عليه عن تتبع العورات ( ولا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فانه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف رحله )

حق الرعاية

يقرر الإسلام أن من واجب ولي الأمر رعاية مصالح الناس وتأمين ضرورات حياتهم وكرامتهم (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )45،ويقول عليه السلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..الحديث )46،ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (إن الله استخلفنا فيهم ـأي الناس ـمن أجل سد جوعتهم وستر عورتهم وتأمين مهنتهم )47

هذه مقتطفات مختصرة عن حقوق المواطن في الإسلام أما الواجبات فنذكر منها وباختصار أيضا" ما يلي

واجب المواطن تجاه ربه وخالقه

إن نماذج الحقوق التي ذكرناه آنفا" إنما هي منحة الله تعالى إلى عبادة يوجب الحمد والشكر له سبحانه ،وأول واجبات الشكر إخلاص العبودية لله وعدم الشرك بألوهيته وربو بيته تباركت أسماؤه وتعالت صفاته وتفردت إرادته في خلقه جل شأنه (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )48،وأخلاص العبودية لله وعدم الشرك به سبحانه يبعث في النفس البشرية أعلى مراتب الإحساس بالحرية والمساواة مع الغير ،مع ويقرر بالمقابل للإنسان حقين أساسين في الحياة هما

ـ حق التحرر من العبودية والمذلة لغير الله تعالى

ـ حق المساواة مع الناس جميعا"

واجب المواطن تجاه والديه

لقد عظم الإسلام من شأن طاعة الوالدين وقرن ذلك بطاعة سبحانه (وقضى ربك ألا تعبد الا وبالوالدين إحسانا")49،حتى وان جاهداه على الشرك فعليه أن يصاحبهما في الدنيا بالمعروف والإحسان (وان جاهداك لتشرك بي ما ليس به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معرفا")50

بقلم

الدكتور / حامد بن أحمد الرفاعي

الأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الإسلامي
رئيس المنتدى الاسلامي العالمي للحوار
عضو هيئة رئاسة المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة



نقل للفائدة وأعتقد أنه افضل دستور لحياة المسلم


يتبع إلى الصفحة التي تليها بقية الموضوع

الخبير العقاري
13-07-2011, 05:39 AM
واجب المواطن تجاه أسرته

الأسرة في الإسلام من أهم مؤسسات المجتمع المدني بل هي أساسه المتين ومصدر أمنه واستقراره ،وهي المعنية قبل غيرها من المؤسسات بتأصيل وتكوين الأجيال المسؤولة للنهوض بمهام سلامة كيان المجتمع ،وتحقيق آماله في العدل والأمن والنماء والارتقاء ،لذا فان الإسلام أولى الأسرة عناية خاصة ومتميزة تأسيسا" وتأصيلا" لرسالتها الجميلة في الحياة ،حيث أكد على قدسية الروابط الشرعية بين الزوجين الذكر والأنثى وغلى قدسية مسئوليتهما في أعداد أجيال مؤمنة ومسولة (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ،الإمام راع ومسؤول عن رعيته ،والمرأة في بيت زوجها (أسرتها ) وهي مسؤولة عن رعيتها ،والخادم في بيت سيده راع وهو مسؤول عن رعيته )51،وهذا يؤكد بشكل جلي تكامل المسؤولية في المجتمع المسلم وعلى الأخص في البنية الأساس لبنائه ألا وهي الأسرة ،حيث تتكامل المسؤولية بين الزوجين الرجل والمرأة وفق إرادة الله تعالى ،لتكون الأساس لتكامل مسؤولياتها في باقي مؤسسات المجتمع كل حسب اختصاصه وكفاءته ومهارته ،مع استثناء المرأة وإعفائها من بعض الأعباء والمسؤوليات ومنحها بعض الامتيازات ،تعظيما" وتقديرا" لما انتدبها واختصها ربها جل شأنه من مهام جليلة يعجز عنها الرجال مثل (الحمل ومشاقه ،والولادة ومخاطرها والرضاعة وأعباؤها ،والأمومة والرعاية والحضانة للأطفال ..الخ

ومن هذه الامتيازات

ـ أسقط عنها أعباء مسؤولية الأنفاق إلى الأسرة وجعلها من مسؤوليات الرجل فقط

ـ أسقط عنها أعباء مهر الزواج وباقي تكاليفه

ـ أسقط عنها أعباء بعض المسؤوليات الكبرى في المجتمع وجعلها من أعباء الرجال

ـ أسقط عنها أعباء مسؤولية الخدمة العسكرية وميادين القتال

ـ أسقط عنها نصف أعباء مسؤولية الشهادة أمام القضاء في المحاكم

ـ اختصها دون الرجال بأمانة مسؤولية تحديد نسبة الأطفال لآبائهم واعتبر شهادتها بمفردها في القضية الكبرى في المعايير الإسلامية كافية لأنها صاحبة الاختصاص ولأنها مصدر الثقة دون غيرها بهذا الشأن

ـ أعطاها حق التصرف المطلق بأموالها الخاصة واستثمارها لصالحها الشخصي

وبالمقابل اختص الرجل ببعض الامتياز فأعطاه في بعض حالات الميراث نصيبا" أكبر من نصيب المرأة عونا" له إلى الأعباء التي اختصه بها ربه جل شأنه دون المرأة

واجب المواطن تجاه ولاة الأمر

يوجب الإسلام على المواطن السمع والطاعة للحاكم في غير معصية الله ،كما يوجب النصح له وأعانته على النهوض بمسؤولياته في تحقيق مصالح الرعية ،ويحذر الإسلام من الخروج على سلطان ولاة الأمر والتمرد على أوامرهم ،إلا في حالة نقض الحاكم العهد مع الله وفق شروط عقد الولاية ،مع مطالبة الرعية في تحري مصلحة الأمة إذا فكرت في الخروج على الحاكم ،لأن مصلحة الأمة شرط مرجح في اتخاذ مثل هذا القرار الخطير ،وهذه الواجبات من الرعية تجاه الحاكم تنشئ لها حقوقا" عليه منها

ـ المحافظة على عقيدة الأمة وتطبيق شريعتها وصون هويتها الثقافية وأعرفها وتقاليدها ،والعمل على الارتقاء بمستواها الحضاري

ـ إقامة العدل بين الناس
ـ المساواة بين المواطنين
ـ توفير أسباب الحياة الكريمة للجميع
ـ السهر على حماية حياة المواطنين وغيرهم
ـ حماية مصالح الرعية المادية والمعنوية
ـ تحقيق الأمن العام للمجتمع
ـ العمل على حماية السيادة العامة للأمة


واجب المواطن تجاه المجتمع

يوجب الإسلام على المواطن تجاه مجتمعه واجبات عديدة نوجزها بما يلي

ـ النصح العام بما يرشد الأمة ويعنيها على الالتزام في عهدها مع الله تعالى والالتزام في عهدها مع الحاكم ،والتزام عهدها تجاه بعضها البعض في العمل معا" على إقامة مجتمع ينعم بالعدل والأمن والاستقرار والكفاية والسيادة

ـ المحافظة على عقيدة الأمة والتزامها شريعتها ، واحترام هويتها الثقافية والعمل على الارتقاء بنهجها الحضاري

ـ السهر على صون الأمة العام ،فكل مواطن يتحمل مسؤولية حماية أمن الأمة كل في مجال اختصاصه واهتمامه (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ..)52، ويقول عليه الصلاة والسلام (كل منكم على ثغرة من ثغر الإسلام الله الله أن يؤتى الإسلام من قبله )53

ـ المحافظة على الوحدة الوطنية وعلى وحدة أراضي الوطن وسيادتها ، وعدم إثارة الفتن والشغب ،أو التآمر مع الغير ضد سيادة الوطن ووحدته الاجتماعية ووحدة أراضيه

ـ العمل على تقوية التنمية الزراعية وتطويرها وعدم الاعتداء على محاصيلها ،مع السعي المخلص لاثراء التنوع الزراعي بما يحقق كفاية الأمة ويعزز مصادر مواردها الاقتصادية ،حيث يقول الرسول عليه السلام (إذا قامت الساعة وقي يد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليفعل )54

ـ العمل على إثراء التنمية الصناعية وتحسينها إنقاذا لأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا" أن يتقنه)55، ويقول عليه السلام (إن الله يحب العبد المحترف )56

ـ وجوب العمل على توسيع التنمية التجارية (تسعة أعشار الرزق في التجارة )57، أو كما قال عليه السلام

ـ العمل الجاد على تطوير البحث العملي وتوسيع ميادين استثمار الثروات والتنقيب عنها (قل انظروا ماذا في السموات والأرض )58،(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه يواليه النشور )59

ـ العمل بجد على التحصيل العلمي وزيادة المعرفة والتنمية الثقافية (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة )60، وقد اختص الإسلام أهل العلم بمراتب تفوق من هم دونهم بالعلم (يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )61

ـ المحافظة على البيئة وعدم إفسادها فهي سكن الإنسانية جمعاء وملاذ أمنهم المشترك (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )62، ويقول عليه الصلاة والسلام (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا اله إلا الله وأدنها إماطة الأذى عن الطريق )63

ـالمحافظة على أموال الآخرين وعدم الاعتداء عليها (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )64،ويقول عليه السلام (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام )65

ـ العمل على تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي إذا و يقول رسول الله صلوات الله عليه (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم )66

ـ الحرص على محاربة الفساد والمخدرات والمسكرات (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوا )67،ويقول عليه السلام ( كل مسكر حرام )68

ـ العمل على إيجاد روح المحبة بين الناس وحب الخير لهم يقول عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )69

ـ يوجب الإسلام على المواطن المسلم خاصة احترام الأقليات غير المسلمة في المجتمع المسلم حيث يقرر الإسلام لهم

حق المواطنة الكاملة

حرية الاعتقاد والعبادة

حرية الاحتكام إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية إن رغبوا ذلك



رابعا العقد الاجتماعي في الإسلام

إن هذا الموضوع أجد أنه جدير بالذكر وجدير بأن توضح حقيقته ومضامينه لما له من علاقة وثيقة بموضوعنا هذا ، وباعتباره يشكل الإطار الأساس الذي يحكم علاقة ومسئوليات المواطنين حكاما" ورعية والذي بموجبه كذلك تضبط آليات وقواعد وأدبيات ممارسة الحقوق وأداء الواجبات بين المواطنين وبين ولاة الأمر ، بما يحقق مصالحهم المشتركة وبما يقيم العدل والأمن بينهم ، ويقوم عقد البيعة أو العقد الاجتماعي في الإسلام على ما يلي

الإسلام هو دين الدولة في المجتمع المسلم ، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما المصدر الأساس والوحيد لمنطلقات وثوابت الشريعة الإسلامية ، والإسلام هو أساس هوية المجتمع الثقافية والحضارية

عقد الإيمان: وهو عقد رباني بين الله تعالى وبين المواطنين ( حاكما "ومحكومين ) في التزام وانفاذ شريعته سبحانه في تحقيق مصالح المواطنين واقامة العدل بينهم ، وتوفير أسباب أمنهم واستقرارهم وكرامتهم

عقد الأداء: وهو عقد بين الحاكم والمحكومين في التزام وانفاذ ما اتفقت عليه إرادة الأمة من قيم ومبادئ ونظم وأعراف وتقاليد مثل ( الدستور وغيره ) في إطار ثوابت عقد الإيمان ووفق إرادة الله تعالى والعمل معا "على تحقيق مصالح الناس وصون البلاد وأمنها واستقرارها وسيادتها

وهذا يعني ويؤكد بكل وضوح ما يلي

إن الله تعالى وعلى أساس من ( عقد الإيمان ) هو المصدر الوحيد لثوابت ومنطلقات التشريع

أن الحاكم على أساس من ( عقد الإيمان ) ووفق ( عقد الأداء ) مسؤول أمام الله تعالى ، ومسؤول كذلك أمام الشعب وتطبيق شريعة الإسلام ، والتزام وانفاذ ما اتفقت عليه الأمة من مواثيق ونظم ( الدستور وغيره ) ، والعمل بأمانة واخلاص على إقامة العدل بين الناس جميعا

أن الشعب على أساس من ( عقد الإيمان ) والتزاما بما ينص عليه ( عقد الأداء ) مطالب بالسمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله وفي غير ما يتعارض ويتناقض مع مواثيق عقد الإيمان وعقد الأداء ، ومطالب كذلك بتحمل مسؤولية إعانة الحاكم وبذل النصح والمشورة له بما يعينه على أداء مهامه ومسؤولياته وواجباته وفق عقد الإيمان وعقد الأداء ، وبما يحقق مصالح المواطنين وأمن البلاد وسيادتها وارتقاءها

يتحمل الحاكم مسؤولية استشارة المواطنين واشراكهم في تحمل اتخاذ- القرارات المصيرية المتعلقة بمصالحهم وأمن البلاد وسيادتها وانفاذ ما جاء بعقد الإيمان وعقد الأداء

والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا ..وماذا عن موقع المواطنين في هذا العقد وماذا عن نصيبهم من الحقوق والواجبات التي وردت في هذا البحث بشكل عام ..؟ وجوبا نقول

فانه في ضوء ما جاء في هذا البحث من بيان وتوضيح لمعاني ودلالات ( المواطن ، والحقوق ، والواجبات )،وما جاء من توضيح وتأكيد على العلاقة التكاملية والموضوعية والعملية بين مضامين هذه المصطلحات الثلاثة في الإسلام ،وما جاء من تأكيد على أن الله تعالى هو الذي منح الإنسان شرف الاستخلاف في الأرض ،وهو سبحانه الذي منحه حق الكرامة وحق التملك وحق الانتفاع وحق العدل والحرية وغيرها من الحقوق ،وأن الواجبات متلازمة مع الحقوق في تحقيق إرادة الله تعالى أيا" كانت طبيعة اعتقادهم فان المظنة فيهم من حيث الأصل أنهم يحرصون على تحقيق إرادة الله ومرضاته ،وعلى أساس من ذلك أعتقد أن العقد الاجتماعي في الإسلام يتسع بكل موضوعية وجدية للمواطنين غير المسلمين في ضوء التوضيح التالي

أحسب (أولا" )أن عقد الأيمان يتسع لهم باعتبار أن ثوابت الشرائع الربانية التي جاء بها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام متكاملة ،ولا تصادم ولا تناقص بينها من حيث الأصل ، وكلها أكدت على (إقامة العدل ،وكرامة الإنسان ،وحريته ،وعلى الحب والتسامح في مرضاة الله ،والتعايش الآمن بين الناس ،وعلى سلامة البيئة وعدم إفسادها ،وحثت على استثمار ما في السماوات والأرض لصالح كرامة الإنسان واستمرار الحياة وفق إرادة الله ومرضاته )، والشريعة الإسلامية تؤكد على ذلك كله ، وعقد الإيمان هو الضامن والحارس الوجداني لتحقيق هذه القيم الربانية وغيرها من أجل كرامة الناس جميعا

ويتسع (ثانيا" ) لهم عقد الأداء باعتباره عقد مواطنة لتحقيق المصالح المشتركة للمواطنين جميعا" دون تميز بينهم ،وفق المواثيق والنظم التي ارتضاها الشعب لتحقيق مصالح وطموحاته ، ومن أجل المحافظة على الوحدة الوطنية وصون البلاد ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها

ويتسع (ثالثا" ) لفعالياتهم وممارسة حقوقهم وأداء واجباتهم ، باعتبار أن كل مواطن من حيث الأصل والمبدأ يحرص على

حرية اعتقاده وممارسة عباداته -

احترام خصوصياته والاحتكار إلى قيمة الدينية فيما يتعلق بشؤونه الشخصية-
تأمين مصالحة الدنيوية أسوة بغيرة دون انتقاص أو تمييز -
تحقيق طموحاته وآماله الشخصية والوطنية -
العيش بكافية وأمن واستقرار -
المشاركة في خدمة بلده والمحافظة على أمنها واستقرارها وسيادتها -
وباعتقادي أن ذلك كله وغيره مضمون ومكفول في العقد الاجتماعي في الإسلام لكل مواطن سواء بسواء دون تمييز أو انتقاص ، كما جاء واضحا وجليا في تفاصيل البحث



وكلمة أخيرة ـ ولمزيد من التوضيح والتأكيد ـ نقولها بشأن المواطنين غير المسلمين في المجتمع المسلم إن الإسلام كما هو معلوم عقيدة وشريعة … والعقيدة وهي التي تمثل الخصوصية العقدية الدينية للمسلم عن غيره فقد حسم الإسلام ذاته أمر الآخرين معها بقول الله تعالى ( لكم دينكم ولي دين ) ولقوله سبحانه ( لا إكراه في الدين ) أي أن المواطن غير المسلم في المجتمع المسلم له حرية الاعتقاد وله حرية ممارسة العبادة ، أما الشريعة الإسلامية فهي تتكون بصورة رئيسية من شقين

القواعد والأحكام والمبادئ المتعلقة بالأحوال الشخصية -
القواعد والمبادئ والنظم والضوابط المتعلقة بالحياة العامة للناس-


أما ما يتعلق بالأحوال الشخصية فقد حسم الإسلام أمر المواطنين غير المسلمين بشأنها بأن أعطاهم حق التحاكم في ذلك إلى شرائعهم الخاصة إن رغبوا .. وأما ما يخص الجزء من الشريعة الإسلامية المتعلق بالحياة العامة ونظم ومبادئ تصريف مصالحها ، فان المواطنين غير المسلمين شأنهم في ذلك شأن المسلمين سواء بسواء دون تمييز تحكمهم جميعا مواثيق الأمة ودستورها ، وعلى أساس من ذلك لا أرى هناك أدنى إشكالية للمواطنين غير المسلمين مع الشريعة الإسلامية ، بل هي الخير كل الخير للجميع لأنها شريعة الله تعالى ربهم وخالقهم ، ولكونها الشريعة المتممة ، والمؤتمنة على كل الشرائع الربانية التي جاء بها أنبياء الله ورسله صلوات الله تعالى عليهم أجمعين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




قلم

الدكتور / حامد بن أحمد الرفاعي

الأمين العام المساعد لمؤتمر العالم الإسلامي
رئيس المنتدى الاسلامي العالمي للحوار
عضو هيئة رئاسة المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة



نقل للفائدة وأعتقد أنه افضل دستور لحياة المسلم


عزيزي - عزيزتي أعضاء وزوار المنتدى ليس بالضروري أن نضع الردود ولكن الضروري أن نقراء من أجل الاستفادة من الموضوع بالشكل الصحيح تحياتي الخالصة للجميع

بوخالد88
13-07-2011, 05:55 AM
يعطيك العافية اخوي علي النقل

ويجزاك الخير

بالتوووووفيق

الـراسي
13-07-2011, 06:35 AM
يعطيك العافية اخوي الخبير العقاري على النقل

صحيح هذي حقوق ملزومه على كل شخص

بوسلمان 2010
13-07-2011, 07:40 AM
الله يجزاك خير يااخوي الخير والمعلومات الي طرحتها وايد مفيده وماقصرت

Abdulraman
13-07-2011, 07:45 AM
جزاك الله خير اخوي على المعلومات القيمه

الخبير العقاري
13-07-2011, 02:41 PM
يعطيك العافية اخوي علي النقل

ويجزاك الخير

بالتوووووفيق

أشكرك على المرور وأن شاء الله نستفيد جميعاً